نادي النصر السعودي شبكة جماهير الوفاء

نادي النصر السعودي شبكة جماهير الوفاء (https://www.alnser.com/vb/index.php)
-   الـنـحـو والـصـرف (https://www.alnser.com/vb/forumdisplay.php?f=125)
-   -   الباب في قواعد اللغة وآلات الأدب النحو والصرف والبلاغة (https://www.alnser.com/vb/showthread.php?t=90229)

الصاعقه 01-16-2019 11:19 PM

الباب في قواعد اللغة وآلات الأدب النحو والصرف والبلاغة
 
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الكتاب : اللباب في قواعد اللغة وآلات الأدب النحو والصرف والبلاغة والعروض واللغة والمثل
المؤلف : محمد علي السَّراج
عدد الأجزاء : 1
الناشر : دار الفكر - دمشق
الطبعة : الأولى - 1403 هـ - 1983 م
تنبيه :
[ ترقيم الكتاب موافق للمطبوع ]
جَزَى اللَّهُ كَاتِبَهُ وَمَنْ تَحَمَّلَ نَفَقَةَ الْكِتَابَةِ خَيرَ الجَزَاءِ وَأَوفَاهُ.
(1/8)

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
المقدمة
حمداً لمن خلق الإنسان وخصه بالعقل والبيان. وصلاة على نبيه محمد أفصح العرب لساناً ، وأوضحهم بياناً ، وأسلمهم لغة ، وأجودهم مثلاً ، وبعد :
إن الغرض الأسمى من معرفة قواعد اللغة العربية هو أن النحو والصرف يصونان اللسان عن الخطأ في الكلام ، ويعصمان القلم عن الزللل في الكتابة. وعلوم البلاغة تهدي إلى تفهم إعجاز القرآن ، وتعين على تذوق الجمال في روائع الشعر وبدائع النثر. وعلم العروض يُعرف به صحيح وزن الشعر من فاسده. واللغة بحر يمد الكاتب بدرر الألفاظ ليصطفي منها ما يجعل كلامه أكثر
وضوحاً وإشراقا. والأمثال كنز ثمين من تراثنا القديم ملئ فطنة وحكمة وتجربة.
وقد عنى علماء العربية عصوراً بتهذيبها حتى بلغت غاية الكمال ، لكنهم
أكثروا من التعليل والتدليل ، وأقحموا أشياء من الفلسفة والفقه ، فصعب على الطلبة فهمها ، وعسر هضمها ، وراحوا يطالبون بتسهيلها وتيسيرها - ومطلبهم حق - لذلك ألفت هذا الكتاب وأودعته لباب ما في مطولات الأئمة المتقدمين. واستعنت على توضيح مسائل النحو والصرف بأمثلة وأبيات وتفسير وإعراب ، وعلى تيسير علوم البلاغة بذكر ما سهل لفظه ، وقرب معناه ، وعلى تسهيل علم العروض بأخذ الأصول ونبذ الفضول ، وعلى فوائد اللغة باصطفاء أطربها لفظا وأرخمها جوسا ، وعلى شرح الأمثال بإيراد ما يجانسها من آية أو حديث أو بيت
(1/9)

أو مثل سائر. رجاء أن يفيد منها المتأدب الريضُ ، ويطرب لها الأديب الريس.
وقد جعلت الكتاب ثلاثة أقسام : أحدها في النحو والصرف ، والثاني في البلاغة والعروض ، والثالث في اللغة والأمثال. فلعلي وُفقتُ في عملي لما فيه غُنْيةٌ الطالب ، وبغية الراغب ، وبلغة الكاتب.
المؤلف
محمد علي السراج
(1/10)

القسم الأول
النحو والصرف
تعريف وتمهيد
النحو - النحو علم بأصول يغرف بها أحوال الكلمات العربية من جهة الإعراب والبناء. والإعراب هو رفع الكلمة ونصبها وخفضها وجزمها ، فإذا لم تكن الكلمة معربة سميت مبنية فتلزم حالة واحدة كأمس والآن.
الصرفُ - الصرفُ ، ومعناه التغيير والتحويل ، علم يعرف به بنية الكلمة لغرض معنوي أولفظي. فالمعنوي كتثية المفرد وجمعه. واللفظي كتحويل قَوَلَ إلى قال ورَمَيَ إلى رَمي.
فالنحو والصرف إذاً علمان متلائمان متعاونان. فالأول يوضح الكلمات من حيث الإعراب والبناء. والثاني من حيث التحويل والتغيير
الكلمة وأقسامها
الكلمة لفظ مفرد وضع لمعنى كرجل وغلام. وأقسامها ثلاثة : فعل واسم وحرف.
فالفعل : ما يدل على معني مستقل بالفهم ، والزمن جزء منه كذهب ويذهب واذهب.
والاسم : ما يدل على معني مستقل بالفهم ، وليس الزمن جزءاً منه كقلم ودواة.
(1/11)

والحرفُ : ما يدل على معنى غير مستقل بالفهم كهل ومن.
وزن الكلمة
لما رأى العماء أن أكثر الكلمات العربية ثلاثي وضعوا لها ميزاناً من أحرف (فَعَلَ) ، وسموا الحرف الأول فاء الكلمة والثاني عينها والثالث لامها؛ فيقال في ورن شمس : فَعْل ، وفي وزن قُفْل : فُعْل ، وفي وزن قرأ فَعَل. فإذا زادت الكلمة على ثلاثة أحرف ، فإن كانت الزيادة حرفاً أو حرفين من أصل وضع الكلمة زدت في الميزان لاماً أو لامين فتقول في وزن جعفر : فعللْ ، وفي وزن سفرجل : فعلَّل ، وإن كانت الزيادة من حروف (سألتمونيها) جئت بالمزيد بعينه في الميزان ، فتقول في وزن انصرف : انفعل ، وفي وزن استخرج : استفعل ، وإن كانت تكرير حرف من أصول الكلمة كررت ما يقابله في الميزان ، فتقول في وزن قدم : فعَّلَ ، وفي وزن جلْبَبَ : فعْلَلَ.
* * *


الصاعقه 01-16-2019 11:20 PM

(1/12)

الكلام على الفِعْلِ
وفيه عشرة أبواب
الأول : في الماضي والمضارع والأمر.
الثاني : في المجرد والمزيد.
الثالث : في الجامد والمتصرف.
الرابع : في الصحيح والمعتل.
الخامس : في التام والناقص.
السادس : في اللازم والمتعدي.
السابع : في المعلوم والمجهول.
الثامن : في المؤكد وغير المؤكد.
التاسع : في المبني والمعرب.
العاشر : في نصب الفعل وجزمه ورفعه وإعرابه التقديري.
(1/13)

الباب الأول
في الماضي والمضارع والأمر
الماضي : الماضي ما وقع في زمان قبل الزمن الذي أنت فيه ، وعلامته أن يقبل تاء الفاعل كقرأت ، وتاء التأنيث الساكنة كقرأتْ ، ويكون مبنياً على الفتح معلوماً كان أو مجهولاً كفهم وفهم.
المضارع : المضارع ما يكون في الزمن الذي أنا فيه أو بعده. فقولك : يضرب يصح أن يكودن للحال أو الاستقبال. فإذا أردت تخصيصه بالمستقبل فأدخل عليه السين أو سوفَ نحو : سيكتب أو سوف يكتب. ولائذ أن يكون أوَّلُهُ حرفاً من حروف (أنيتُ).
ويكونا المضارع مرفوعاً إذاً تجرد من الناصب والجازم. وقد سمي مضارعاً لمضارعته - أي مشابهته - لاسم الفاعل بحركاته وحدوثه ، فيقعد مثل قاعدِ حركات وحدوثاً.
الأمر : الأمر ما تطلب به شيء بعد زمن التكلم نحو : اقرأ وافهم. وعلامته أن يقبل نون التوكيد مع دلالته على الطلب كاقرأنَّ وافهمن.
وقد يرد في الكلام ألفاظ تفيد معنى الفعل يقال لها : أسماء الأفعال ، وهذه أحكامها :
أسماء الأفعال
اسم الفعل : هو ما ناب عن الفعل معنى واستعمالاً ، لكنه لا يقبل علامة الفعل ولا يتقدم معمولة عليه. وهو على ثلاثة أضرب :
الأول : ينقسم من حيث الزمن إنما ثلاثة أقسام : اسم فعل ماضي كهيهات. واسم فعل
(1/15)

مضارع كاف. واسم فعل أمر كصة. لكن وروده بمعنى الأمر كثير ، وبمعنى الماضي والمضارع قليل.
الثاني : ينقسم من حيث الوضع إلى قسمين : مرتجلّ ومنقولٌ :
فالمرتجلُ ما وضع من أول أمره أسم فعل كشتان وافَّ.
والمنقول ما نقل عن الظرف والجار والمجرور والمصدر كدونك الكتاب وعليك نفسك ورويد أخاك.
الثالث : يصاغ على وزن فعال من كل فعل ثلاثي متصرف كنزال وسماع وحذار.
فوائد
1 - أسماء الأفعال سماعية إلا ما كان منها على وزن فعال فقياسي.
2 - تستعمل أسماء الأفعال بلفظ واحد للمفرد وغيره مؤنثا ومذكراً نحو : مهْ يارجُل ، ومَهُ
يانساْء.
تفسير
معنى شتان : افترق. وهيهات : بعد. وويْ : أتعجب. وافَّ : أتضجرٌ. وأوه : أتؤجعٌ. وحي عَلى : أقبل. وآمين : آستجب. ودونك : خذْ. ورويدَ : أمهلْ. ومكانك : أثبتْ.
أمثلة
شتان بين الجدَ والكسل ... هيهات النجاح بلا عملِ
شرعان ما ذهب الوجلٌ ... ؤي لعالم يبخل بعلمه
أف لعامل يتوانى بعمله ... أوهُ ممن يسيء إلى وطنه
حي على شرف الجهاد ... مهُ عما يؤذي العباد
هلم إلى سبيل الرشاد ... دونك الكتاب جلدهُ
إليك التائة أرشده ... رويْد أخاك أمهلة
مناع الصبي ... قتال العدو
سماع الكلام ... حذار الإهمال


الصاعقه 01-16-2019 11:21 PM

(1/16)

شواهد
وعليك نفسك فارعَها ... واكسب لها فِعلا جميلا
جاورت أعدائي وجاور ربه ... شتانَ بين جوارهِ وجواري
فأوٌهْ لذكراها إذا ما ذكرتها ... ومن بْعدَ أرض دونها وسماء
فحذار أن ترضى مودةَ منُ ... يقْلي الُمقلَّ ويعشق المثري
القلِى : البغض من قلاه يقليه. وقي القرآن الكريم :
{مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى}
إعراب
وَيْ لِعاملٍ لا يُتْقِنُ عَمَلَهُ
(وي) : اسم فعل مضارع بمعنى أتعجب ، والفاعل مستتر وجوبا تقديره أنا.
(لعامل) : جار ومجرور متعلق بويْ.
(لا) : حرف نفي.
(يتقنُ عمله) : فعل وفاعل ومفعول به ومضاف إليه. والجملة صفة لعامل ، والتقدير : غير
متقنِ.
الباب الثاني
في المجَرَّدِ والمزيدِ
الُمجردُ : ما كانت جميع حروفه أصلية.
والمَزيدُ : ما زيد فيه حرف أو أكثر على حروفه الأصلية. وإليك البيان :
(1/17)

الُمجردُ
قسمان : ثلاثي ورباعي :
فالثلاثي مع مضارعه ستة أبواب مرتبة بحسب القلة والكثرة على الوجه التالي :
فعَلَ يفعُلُ كنصرَ ينصُرُ ... فعَلَ يفْعلُ كضرب يضربُ
فعَلَ يفعلُ كمنع يمنعُ ... فعّل يفعَلُ كعِلمَ يعْلمُ
فعُل يفعلُ كشرُفَ بشرُفُ ... فعِل يفعل كحسِبَ يحسبُ
ويجمعها قولهم :
فتحُ ضم فتح كسر فتحتان ... كسر فتح ضمُّ ضمَّ كسرتان
والرباعي : له وزن واحد : فعللّ يفعللُ كهلْهَلَ يهلهلٌُ.
المزيدُ
قسمان : مزيد الثلاثي ، ومزيد الرباعي.
مزيدُ الثلاثي ثلاثة أنواع : مزيد بحرف ، ومزيد بحرفين ، ومزيد بثلاثة حروف.
فالمزيد بحرف له ثلاثة أوزان :
أفعلَ يفعُل كأذهب يذهبً ، وفعلَ يفعلُ كقدمَ يقدمُ ، وفاعل يفاعل كبادل
يُبادل.
والمزيد بحرفين له خمسة أوزان :
انفعل ينفعل كانصرف ينصرف ، وافتعل يفتعل كاجتمع يجتمع ، وافعل يفعل كاسود يسود ، وتفاعل يتفاعل كتشارك يتشارك ، وتفعل يتفعل كتحدث يتحدث.
والمزيد بثلاثة أحرف له أربعة أوزان :
استفعل يستفعل كاستغفر يستغفر ، افغوعل يفعوعلُ كاعشوشبَ يعشوشبْ ،
(1/18)

افعَولََ يفعوَّل كاجلوَّذّ يجلوَّذُ ، افْعالَّ يفعَالُّ كاصفَارَّ يْصفارُّ.
مزيد الرباعي نوعان : مزيد بحرف واحد ، ومزيد بحرفين :
فالمزيد بحرف واحد له وزن واحد : تفعلَلَ يتفعلُل كتدحرجَ يتدحرج وكتزلزل يتزلزل.
والمزيد بحرفين له وزنان :
افعنللَ يفعنلل ؟ كاحرنجم يحرنجمُ ، افعلل يفعللُّ كادلهمَّ يدلهمُّ.
تفسير
اجْلَوَّذ : أسرع. أصفار : اصفر بالتدرج. احرنجم : تجمعَ.
أمثلة
كتب المقولة يكتبها ... ضرب المذنب يضربُه
منع السفرَ يمنعُه ... علم الأمر يعلمُه
كرم الأصل يكرم ... حسبَ المال يحسُب
زمجر الأسد يزمْجرُ ... هلهَل الشعر يهلهل
بعثر الورق يبعثر ... أتقن العامل عملهُ
درب الوالد ولدهَ ... كاتبَ الغائب أهلهُ
استحصد زرعُ الأرضٍ ... املوْلًحَ ماءُ البحر
اصفار ورقُ الشجر
فوائد
أبواب الفعل الثلاثي سماعية. لكن هناك ضوابط تقريبية وهي :
أولاً : يكون من الباب الأول المضعف المتعدي كصده يصده ، ولمهُ يلمُّهُ. ومن الباب الثاني المضعف اللازم كخفَّ يخفُّ ، وحَن يحنُّ.



الصاعقه 01-16-2019 11:21 PM

(1/19)

ثانيا : يكون من الباب الثالث إذا كانت عينه أو لامهُ حرفا من حروف الحلق ، وهي الهمزةُ والهاء والعُين والحاءُ والغيُن والخاءُ ، نحو :
سأل يسأل ، بهلَ ينهّل ، جَعل يجعل ، سحب يسحب ، ضغط يضغط.
ثالثا : أفعال البابا الخامس كلها لازمة تدل عل الغرائز الثابثة كحسن وقبح ، وتصير متعدية بالمغالبة كحاسنتهُ ، وما جدتهُ ، وماجدتهُ لجدية ، أي غلبته.
رابعا : أفعال ، الباب السادس تجئ من الصحيح قليلاً كحسب ، ومن المعتل كثيراً كورث.
شواهد
إذا المرء لم يكففْ عن الناس شره ... فليس لهُ ما عاش منهمْ مصاحبُ
تسامح ولا تستوف حقك كله ... وأبق فلم يستوف قط كريم
صديقي من يرد الشر عني ... ويرمي بالعداوة من رماني
ويصفو لي إذا ما غبت عنة ... وأرجوه لنائبة الزمان
لو عرف الإنسان مقدارهُ ... لم يفخر المولى على عبدهِ
أمس الذي مرعل قربه ... يعجز أهل الأرض عن ردهِ
الباب الثالث
في
الجامد والمتصرف
الفعل الجامد يلازم صورة واحدة. وهو إما أن يكون ملازماً للمضي كعسى وليس ، أو للأمر يةِ كهب وتعلم.
والمتصرف ما لا يلازم حالة واحدة. وهو إما أن يكون تام التصرف بأن تأتي منه الأفعال الثلاثة كفهم و يفهم وافهم ، أو ناقص التصرف كزال وبرح.
(1/20)

كيف يتصرف المضارع من الماضي
يتصرف المضارع من الماضي بأن يزاد في أوله أحد أحرف المضارعة الأربعة : الألف والتاء والنون والياء مجموعة في كلمة (أنَيْتُ) ، مضموماً في الرباعي كيدحرج ، مفتوحاً في غيره كينصر وينطلقُ ويستغفر. فإن كان الماضي تلاثياً سكنت فاُء المضارع وحركت عينه بضمة أو فتحة أو كسرة كينصر ويلعب ويحمل. وإن كان غير ثلاثي بقي على حاله إن كان مبدوءاً بتاء زائدة كيتقدم
ويتسابق وإلا كسر ما قبل آخره كيعظم ويسامح.
كيف يتصرف الأمر من المضارع
يتصرف الأمر من المضارع بأن يحذف حرف المضارعة كقدم وصافح ، فإن كان أول الأمر ساكناً زيد في أوله همزة وصل كاقرأ وأفهم ، وإن كان محذوفا منه الهمزة ردت إليه كأكرم وأستغفر.
أمثلة
عسى حرف جرمن نداك يجرني ... ليس التكحل بالعينين كالكحل
اخلولق العدل في الورى يتوارى ... كرب القلب من جواه يذوب
هب الدنيا تساق إليك عفواً ... أليس مصير ذلك للزوال
تفسير
الندى : الخير والفضل. الكحل : سواد يعلو العينين كالكحل. كرب : من أفعال الشروع ككاد وأوشك. الجوي : الحرقة وشدة الوجد.


الصاعقه 01-16-2019 11:22 PM

(1/21)

الباب الرابع
في الُمعتل والصحيح
الصحيحُ : الفعل الصحيح ما خلت أصوله من أحرف العلة وهي :
الألف والواو والياء. وينقسم إلى ثلاثة أقسام :
سالم ومهموز ومضعف.
السالمُ : ما سلمت أصوله من الهمزة والعلة والتضعيف كسمع وعلم.
المهموز : ما كان أحد أصوله من همزة نحو : أخذ وسأل وقرأ. فإذا توالت في أوله همزتان الأولي متحركة والثانية ساكنة قلبت الثانية مداً مجانساً لحركة الأولي نحو : آمن أومن إيماناً. وشذ أكل وأخذ وأمر فتخذف الهمزتان من أمرها فيقال : خذ وكلْ
ومرْ. وكذلك رأى تحذف العين من مضارعها وأمرها فيقال : يرى وره ، ومن جميع تصاريف أري نحو : يري وأرهْ.
المضعفُ : ما يعتريه الإدغام ، وهو إدخال ، أحد الحرفين المتماثلين في الآخر. ويكون الإدغام واجباً إذا كانا متحركين كمدّض يمُد. وممتنعاً إذا سكن الثاني كمددتُ ويمدُدْن. وجائزاً إذا كان السكون لجزم المضارعة ، أو لبناء الأمر ، نحو : لم يمَدَّ ، ومُد ، ولم يمددْ ، وامْدُدْ.
المعتل : هو ما كان أحد أصوله أو اثنان منها من أحرف العلة ، وهو خمسة أنواع : مثال وأجوف وناقص ولفيف مفروق ولفيفٌ مقرون.
المثال : ما اعتلت فاؤه كوصل. فإن كان مكسور عين المضارع خُذفت فاؤه كيعدُ ويزنُ. ولا حذف في مثل : يؤجل ويينع وييبسُ لانفتاح العين. وشذ مثلُ : يقعُ ويضعُ.
(1/22)

الأخوَفُ : ما اعتلت عينه كقال وباع. فإذا سكن آخره لجزم المضارع أو لبناء الأمر حذفت العين نحو : لم يقم ولم يبعْ وقم وبعْ.
الناقصُ : ما اعتلت لامهُ كرضي وعلا. فإذا اتصل بواو جماعة أو ياء مخاطبة خذفت اللام وحركت عينه بحركة مجانسة للضمير نحو : نسُوا وترضيْن.
اللفيف المفروق : ما اعتلت فاؤه ولامهُ كوعي ووفى ، ويعاقل معاملة المثال والناقص.
اللفيف المقرونُ : ما اعتلت عينه ولامهُ كروى وحوى ، ويعامل معاملة الناقص.
الإسناد إلى واو الجماعة وياء المخاطبة
سعوا وغلوا ونسوا وزكوا ... يشعون ويعلمون وينسون ويزكون
سعيت وعلوت ونسيت وزكوت ... تسعين وتعلين وتنسين وتزكين
شواهد
عني لووْا قلبي كووْا لطْفا حَوَوْا ... وعلى العرش من الحسن استوَوا
من قال لا أغلط في أمر جرى ... فإنها أول غلطة ترى
وأنم نمو النبْت قد زادهْ ... غبٌ الندى واسم إلي قدرتكْ
لتمييز الصحيح والمهموز والمعتل
آليت أن أقرأ آثارالأنبياء ، وآثرت كتت الجاحظ إيثاراً كبيراً ، لإيماني بأنه عالم صفا ذهنه ، ونما عقله ، وزكو طبعه ، وسرو خلقةُُ.
تفسير
الندى : الأصل المطر وما أصاب من بلل. الغبُ بالكسر ما أتي يوماً بعد يوم. زكوَ زكّوا : صلُحَ.


الصاعقه 01-16-2019 11:22 PM

(1/21)

الباب الرابع
في الُمعتل والصحيح
الصحيحُ : الفعل الصحيح ما خلت أصوله من أحرف العلة وهي :
الألف والواو والياء. وينقسم إلى ثلاثة أقسام :
سالم ومهموز ومضعف.
السالمُ : ما سلمت أصوله من الهمزة والعلة والتضعيف كسمع وعلم.
المهموز : ما كان أحد أصوله من همزة نحو : أخذ وسأل وقرأ. فإذا توالت في أوله همزتان الأولي متحركة والثانية ساكنة قلبت الثانية مداً مجانساً لحركة الأولي نحو : آمن أومن إيماناً. وشذ أكل وأخذ وأمر فتخذف الهمزتان من أمرها فيقال : خذ وكلْ
ومرْ. وكذلك رأى تحذف العين من مضارعها وأمرها فيقال : يرى وره ، ومن جميع تصاريف أري نحو : يري وأرهْ.
المضعفُ : ما يعتريه الإدغام ، وهو إدخال ، أحد الحرفين المتماثلين في الآخر. ويكون الإدغام واجباً إذا كانا متحركين كمدّض يمُد. وممتنعاً إذا سكن الثاني كمددتُ ويمدُدْن. وجائزاً إذا كان السكون لجزم المضارعة ، أو لبناء الأمر ، نحو : لم يمَدَّ ، ومُد ، ولم يمددْ ، وامْدُدْ.
المعتل : هو ما كان أحد أصوله أو اثنان منها من أحرف العلة ، وهو خمسة أنواع : مثال وأجوف وناقص ولفيف مفروق ولفيفٌ مقرون.
المثال : ما اعتلت فاؤه كوصل. فإن كان مكسور عين المضارع خُذفت فاؤه كيعدُ ويزنُ. ولا حذف في مثل : يؤجل ويينع وييبسُ لانفتاح العين. وشذ مثلُ : يقعُ ويضعُ.
(1/22)

الأخوَفُ : ما اعتلت عينه كقال وباع. فإذا سكن آخره لجزم المضارع أو لبناء الأمر حذفت العين نحو : لم يقم ولم يبعْ وقم وبعْ.
الناقصُ : ما اعتلت لامهُ كرضي وعلا. فإذا اتصل بواو جماعة أو ياء مخاطبة خذفت اللام وحركت عينه بحركة مجانسة للضمير نحو : نسُوا وترضيْن.
اللفيف المفروق : ما اعتلت فاؤه ولامهُ كوعي ووفى ، ويعاقل معاملة المثال والناقص.
اللفيف المقرونُ : ما اعتلت عينه ولامهُ كروى وحوى ، ويعامل معاملة الناقص.
الإسناد إلى واو الجماعة وياء المخاطبة
سعوا وغلوا ونسوا وزكوا ... يشعون ويعلمون وينسون ويزكون
سعيت وعلوت ونسيت وزكوت ... تسعين وتعلين وتنسين وتزكين
شواهد
عني لووْا قلبي كووْا لطْفا حَوَوْا ... وعلى العرش من الحسن استوَوا
من قال لا أغلط في أمر جرى ... فإنها أول غلطة ترى
وأنم نمو النبْت قد زادهْ ... غبٌ الندى واسم إلي قدرتكْ
لتمييز الصحيح والمهموز والمعتل
آليت أن أقرأ آثارالأنبياء ، وآثرت كتت الجاحظ إيثاراً كبيراً ، لإيماني بأنه عالم صفا ذهنه ، ونما عقله ، وزكو طبعه ، وسرو خلقةُُ.
تفسير
الندى : الأصل المطر وما أصاب من بلل. الغبُ بالكسر ما أتي يوماً بعد يوم. زكوَ زكّوا : صلُحَ.


الصاعقه 01-16-2019 11:22 PM

(1/23)

الباب الخامس
في التام والناقص
الفعل التام ما تتم به وبمرفوعه جملة نحو : طلع البدرُ.
والفعل الناقص ما لا تتم الجملة معة إلا بمرفوع ومنصوب نحو : كان عمر عادلاً.
والأفعال الناقصة : تسمى (الناسخة) ، تدخل علي المبتدأ والخبر ، فترفع الأول ويسمى اسمها ، وتنصب الثاني وتسمى خبرها. وهذه أوصافها :
كان وأصبح وأضحى وظل وأمسى وبات تفيد التوقيت بزمن مخصوص ، فكان تفيد اتصاف المخبر عنه بالماضي. وأصبح بالصباح ، وأضحى بالضحى. وظل بالنهار. وأمسى بالمساء. وبات بالليل. وتتصرف تصرفاً تاماً ، فمضارعها وأمرها
ومصدرها واسما فاعلها ومفعولها كالماضي.
صار : تفيد التحويل والتغيير نحو : صار الماء جليداً. وتتصرف تصرفاً تاماً. ومثلها في المعنى والعمل : آض وغاد ورجع واستحال وارتد وحار وراح وقعد. وقد جمعت بقولهم :
بمعنى صار في الأفعال عشر ... تحول آض عاد ارجع لتغنم
وراح غدا استحال ارتد فاقعد ... وحارَ فهاكَها والله أعلم
ليس : تفيد النفي نحو : ليس المخاطر محموداً. وهي جامدة ، ويكثر وقوع الباء الزائدة في خبرها نحو : لست بمقترف ذنباً ، مقترف خبر ليس مجرور لفظاً منصوبا محلاً.
دام : تفيد التوقيت بحالة معينة ، ويشترط لها تقدم ما الظرفية المصدرية عليها ،
(1/24)

وسميت بذلك لتأويلها مع ما بعدها بالمصدر نحو : اطلب العلم ما دمت حياً ، أي : فمدة دوامك حياً.
زال وبرح وانفكَّ وفتئ : تفيدُ الاستمرار ، وتتصرف تصرفاً ناقصاً؛ فيأتي منها الماضي والمضارع. ويشترط في عملها تقدم النفي نحو : ما زال ولم يبرح. ويكثُرُ حذف النفي مع القسم كقوله تعالي : {تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ}.
أمثلة
كان الدرسُ سهلاً ... لم يكن الفحصُ صعباً
يعجبني كونك شهماً ... صار العدو صديقاً
آض الجو لطيفاً ... استحال القمح دقيقاً
ليس الكذوب مصدقاً ... لستُ بقائل هجراً
لست بمانع خيراً ... تصدق مادمت موسراً
لم يزل سعد غائباً ... لا يفتأ عمرو حازماً
تفسير
الهجر : الفحشُ. الحزم : ضبط الرجل أمره. الموسر : الغني المثري.
فوائد
1 - تأتي كان رائدة بعد ما التعجبية نحو : ما كان أكرم حاتماًَ!
2 - يجوز حذفه نون كان إذا جزم مضارعها ولم يك بعد همزة نحو : {وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا}.
3 - يجوز حذف كان وحدها نحو : أما أنت جالساً جلست. أي : جلست لأن كنت جالساً.
حذفت كان بعد أن المصدرية ، وعوض عنها (ما) ، وانفصل الضمير (أنت).
4 - يجوز حذف كان مع اسمها بعد إن ولو الشرطيتين نحو :
قد قيل ما فيل إن صدقا وإن كذباً. أي : إن كان القول صدقاً.


الصاعقه 01-16-2019 11:23 PM

(1/23)

الباب الخامس
في التام والناقص
الفعل التام ما تتم به وبمرفوعه جملة نحو : طلع البدرُ.
والفعل الناقص ما لا تتم الجملة معة إلا بمرفوع ومنصوب نحو : كان عمر عادلاً.
والأفعال الناقصة : تسمى (الناسخة) ، تدخل علي المبتدأ والخبر ، فترفع الأول ويسمى اسمها ، وتنصب الثاني وتسمى خبرها. وهذه أوصافها :
كان وأصبح وأضحى وظل وأمسى وبات تفيد التوقيت بزمن مخصوص ، فكان تفيد اتصاف المخبر عنه بالماضي. وأصبح بالصباح ، وأضحى بالضحى. وظل بالنهار. وأمسى بالمساء. وبات بالليل. وتتصرف تصرفاً تاماً ، فمضارعها وأمرها
ومصدرها واسما فاعلها ومفعولها كالماضي.
صار : تفيد التحويل والتغيير نحو : صار الماء جليداً. وتتصرف تصرفاً تاماً. ومثلها في المعنى والعمل : آض وغاد ورجع واستحال وارتد وحار وراح وقعد. وقد جمعت بقولهم :
بمعنى صار في الأفعال عشر ... تحول آض عاد ارجع لتغنم
وراح غدا استحال ارتد فاقعد ... وحارَ فهاكَها والله أعلم
ليس : تفيد النفي نحو : ليس المخاطر محموداً. وهي جامدة ، ويكثر وقوع الباء الزائدة في خبرها نحو : لست بمقترف ذنباً ، مقترف خبر ليس مجرور لفظاً منصوبا محلاً.
دام : تفيد التوقيت بحالة معينة ، ويشترط لها تقدم ما الظرفية المصدرية عليها ،
(1/24)

وسميت بذلك لتأويلها مع ما بعدها بالمصدر نحو : اطلب العلم ما دمت حياً ، أي : فمدة دوامك حياً.
زال وبرح وانفكَّ وفتئ : تفيدُ الاستمرار ، وتتصرف تصرفاً ناقصاً؛ فيأتي منها الماضي والمضارع. ويشترط في عملها تقدم النفي نحو : ما زال ولم يبرح. ويكثُرُ حذف النفي مع القسم كقوله تعالي : {تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ}.
أمثلة
كان الدرسُ سهلاً ... لم يكن الفحصُ صعباً
يعجبني كونك شهماً ... صار العدو صديقاً
آض الجو لطيفاً ... استحال القمح دقيقاً
ليس الكذوب مصدقاً ... لستُ بقائل هجراً
لست بمانع خيراً ... تصدق مادمت موسراً
لم يزل سعد غائباً ... لا يفتأ عمرو حازماً
تفسير
الهجر : الفحشُ. الحزم : ضبط الرجل أمره. الموسر : الغني المثري.
فوائد
1 - تأتي كان رائدة بعد ما التعجبية نحو : ما كان أكرم حاتماًَ!
2 - يجوز حذفه نون كان إذا جزم مضارعها ولم يك بعد همزة نحو : {وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا}.
3 - يجوز حذف كان وحدها نحو : أما أنت جالساً جلست. أي : جلست لأن كنت جالساً.
حذفت كان بعد أن المصدرية ، وعوض عنها (ما) ، وانفصل الضمير (أنت).
4 - يجوز حذف كان مع اسمها بعد إن ولو الشرطيتين نحو :
قد قيل ما فيل إن صدقا وإن كذباً. أي : إن كان القول صدقاً.


الصاعقه 01-16-2019 11:23 PM

(1/25)

4 - إذا عطف على جواب الشرط بالفاء أو الواو جاز فيه ثلاثة أوجه : الجزم على العطف ، والنصب على تقدير أنْ ، والرفع على الاستئناف ، كقوله تعالى : {وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ} أو فيغفرّ أو فيغفرُ.
5 - قد يجزم المضارع إذا وقع جواباً للطلب نحو : جودوا تسودوا ، وجزمهُ بشرط محذوف تقديره : إن تجودوا تسودوا.
6 - إذا اجتمع شرط وقسم فالجواب للسابق نحو : إن قام علي والله أقم ونحو : والله إن قام عليَّ لأقومن.
شواهد
أرى العمر كنزاً ناقصاً كل ليلة ... وما تنقص الأيام والدهر ينفذ
من تجمع القلب الذكي وصارماً ... وأنفا حمياً تجتنبك المظالم
ومهما تكن عند امرئ من من خليقة ... وإن خالها تخفى على الناس تعلم
ومن يجعل المعروف من دون عرضه ... يفرهُ ومن لا يتق الشتم يشتم
ومن هاب أسباب المنايا ينلنه ... وإن يرق أسبابَ السماء بسلم
إعراب
منْ استرعى الذئبَ الغنم فقد ظَلَمَ
منْ : اسم شرط جازم يجزم فعلين الأول فعل الشرط والثاني جوابه وجزاؤه محله الرفع مبتدأ.
استرعى : ماض فاعله مستتر.
الذئب الغنم : مفعولان لاسترعى.
فقد : الفاء رابطة للجواب ، وقد للتحقيق.
ظلم : فمل ماض جواب الشرط وفاعله مستتر. والشرط والجواب في محل رفع خبر المبتدأ منْ.
تفسير
العرض : موضع المدح والذم من الإنسان. وَفَرَ يفرُ : صان ووَقى. الخليقة : الطبيعة. ذكاء القلب : حدتُهُ.
(1/26)

كانَ مَا تتوقعتُهُ
كان : فعل ماض تام بمعنى وقع وحصل.
ما : اسم موصول محله الرفع فاعل كان.
توقعتهُ : فعلٌ وفاعلُ ومفعول به. والجملة صلة الموصول لا محل لها من الإعراب.
أفعال المقاربة
من أخوات (كان) أفعالُ المقاربة ، وهي ثلاثة أنواع :
الأول : ما وضع للدلالة على قرب وقوع الخبر ، وهو كاد وأوشك وكرب.
الثاني : ما وضع للدلالة على رجاء وقوع الخبر ، وهو عسى وحرى واخلولق.
الثالث : هما وضع للدلالة على قرب الشروع فيه ، والمشهور منهُ. شرع وأنشأ وطفقَ وعلق وجعل وأخذ.
ويلزم أن يكون خبر هذه الأفعال مضارعاً مقترناً بأن وجوباً في اخلولق وحرى ، وكثيراً في أوشك وعسى ، وقليلاً في كاد وكرب. ولا اقتران في أفعال الشروع.
أمثلة
عسى الله أن يرحمنا ... اخلولق الصبر أنْ ينفعنًا
حري الدهر أن يفرحنا ... شرعَ الطفل يحكي
أخذ المطر يهمي... جعل الفرس يجري
طفق الجمع يتفرق ... علق السيل يتدفقُ
أنشا الوغدُ يتملق
(1/27)

شواهد
عسى الكربُ الذي أمسيتّ فيه ... يكون وراءهُ ة فرج قريبُ
كادت النفسُ أن تفيض عليه ... إذا غدا حشو ريطة وبرود
إذا غير النأي المحبين لم يكد ... رسيسس الهوى من حب مية يبرحُ
إذا سئل الناس التراب لأوشكوا ... إذا قيل هاتوا أن يملوا ويمنعوا
إعراب
عسى الله أن يأتي بالنصر
عسى : فعل ماض ناقص. ولفظ الجلالة اسم عسى مرفوع.
أن : مصدرية.
يأتي : فعل مضارع منصوب بأن ، والفاعل ضمير مستتر. وأن ، وما بعدها في تأويل مصدر محلهُ النصر خبر عسى تقديره آتياً.
تفسير
الوغد : الدنيء. الكرب : الهر. فاضت النفس : خرجت. البرود : الأكسيةُ. الريطةُ : الملاءةُ. النأي : البعدُ. رسيس الهوى : ابتداؤه.
الباب السادس
في اللازم - والمتعدي
ينقسم الفعل إلي لازم ومتعدَّ :
فاللازم ما لا ينصبُ المفعول به كقام وقعد. ويكثر في باب فعُل وفعَّل ، وفي الفَِعل المطاوع كشرف وظرفّ وفرح وحزن وانصرف واجتمع.




الصاعقه 01-16-2019 11:23 PM

(1/28)

والمتعدي ما ينصب المفعول به ، وهو أربعة أقسام :
الأول : ما ينصب مفعولاً واحداً ، وهو كثير كسمع القول ، وعرف الحقَّ.
الثاني : ما ينصب مفعولين أصلهما مبتدأ وخبر كظن وحسب وخال وزعم وجعل وعدَّ وحجّا وتفيد الرجحان ، ورأي وعلم ووجد وألفى ودرى تعلم وتفيد اليقين ، وصير ورد وترك واتخذ وتخذ وجعل ووهب وتفيد التحويل نحو :
{وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا}
الثالث : ما ينصب مفعولين ليس أصلهما مبتدأ وخبراً كأعطى وكسا نحو : أعطيته مالاً ، وكسوتة ثوباً.
الرابع : ما ينصب ثلاثة مفاعيل ، وهو أرى وأعلم وأنبأ ونبأ وأخبر وخبر وحدث نحو : {يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ} ، ونحو : أعلمته الضيف قادماً.
أمثلة الفعل اللازم
شرفَ الرجل وظرف ... طال الظل وقصر
كرم الشيخ وحلم ... فرح الأب وحزن
غيد الابن وعمش ... شبع الأخ وعطش
قصفت العود فانقصف ... صرفت الماء فانصرف
غرفت الماء فانغرف.
أمثلة الفعل المتعدي
سبق السيف العذل ... قرب الشره الأجل
أكل الذئب الحمل ... أعطيت الفائز كتاباً
ألبست العاري ثياباً ... سقيت الصادي شراباً
(1/29)

ظننت بكراً نائماً ... حسبت عمراً قادماً
خلت نضراً عالماً ... صيرت الدهن شمعاً
تخذت القناعة كنزاً ... جعلت الكتاب خذنا
أريتك البحث مكتوبا ... أنباتك الفوز مأمولاً
أخبرتك العدو مقبولاً.
تفسير
الظرف : البراعة والذكاء. الحلم : الصفح. الغيدُ : النُعومةُ.
العمشُ : سيلان العين بالدمع. العدل : اللومُ. الصادي : العطشانُ.
الخدنُ : الصُديق. الشرهُ : غلبةُ الحرصِ.
فوائد
1 - يتعدى اللازم بالهمزة والتضعيف نحو : {نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ} {وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ}. وبالمفاعلة نحو : جالست العلماء ، وصاحبت البلغاء. وبما كان على وزن استفعل ودل على الطلب أو النسبة نحو : استأذن واستحسن. وبما سقط منه الجار مع أن وأن نحو : شهدت أنك حاذق ، وعجبت أن تغلط. الأصل : شهدت بأنك حاذق ، وعجبت من أن تغلط.
2 - قد يسدُّ مسد المفعولين أن واسمها وخبرها نحو : لقد زعمت أني تغيرت بعدها.
3 - قد ترد علم بمعنى عرف ، وظن بمعنى اتهم ، ورأى بمعنى أبصر ، فتنصب مفعولاً واحداً نحو : {اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ} أي : يعرفهم. ونحو : {وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ}. ونحو : رأيت الهلال.
4 - ظن وأخواتها تعلق عن العمل إذا ولي الفعل نفي أو استفهام أو لام الابتداء أو لام القسم (والتعليق : إبطال العمل لفظا لا محلاً) نحو : سيعلم أينا الفائر ، فجملة أينا الفائر مبتدأ وخبر في قبل محل نصب سد مسد مفعولي عليم.


الصاعقه 01-16-2019 11:24 PM

(1/30)

شواهد
رأيتُ الله أكبر كل شيء ... محاولة وأكثرهمْ جنوداً
قد كنتُ أحجواباً عمرو أخا ثقةِ ... حتى ألمتْ بنا يوماً مُلماتُ
ولقد علمت لتأتين منيتي ... إن المنايا لا تطيشُ سهامُها
وما أدْري ولست إخالُ أدري ... أقوم آلُ حِصنٍ أم نساءٌ
إعراب
{إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ أَمْ بَعِيدٌ مَا تُوعَدُونَ}.
إنًُ : نافية بمعنى ما.
أدري : مضارع فاعلهُ مستترٌ.
أقريبٌ : الهمزة للاستفهام ، قريب مبتدأ مرفوع.
أم بعيد : معطوف على أقريبٌ.
ما : اسم موصول محله الرفع خبر.
توعدون : مضارع مجهول مع نائب فاعل ، وجملة توعدون لا محل لها صلة الموصول ، والعائدُ
محذوف تقديره به. وجملةُ المبتدأ والخبر في محل نصب سدَّ مسد مفعولي أدري.
الباب السابع
في المبني للمعلوم والمبني للمجهول
المبني للمعلوم : ما ذكر فاعله كقطع حمزة الغصن.
والمبني للمجهول : ما حذف فاعله وأنيب عنه غيره كقطع الغضن. ويجبُ عند البناء للمجهول :
(1/31)

أولاً : تغيير صورة الفعل. فإن كان ماضياً كسر ما قبل آخره وُضم كلُّ متحرك قبله كفهم البحث ، ودحرج الحجرُ ، وأستنبط النفط ، وتعلم الحساب. وإن كان مضارعاً ضم أوله وفتح ما قبل آخره كيقطع الغصن ، ويتعلم الحساب ، ويستنبط النفط.
ثانيا : إن كان ما قبل آخر الماضي ألفاً كقال وباع وأستمال قلبت ياء وكسر ما قبلها نحو : قيل وبيع واستميل. وإن كان ما قبل آخر المضارع مدا واوا أو ياء كيقول ويبيع قلب ألفاً نحو : يقال ويباع.
ثالثاً : إذا كان الفعل يتعدى إلى مفعولين أبقيَ المفعول الثاني على حاله ، فيقال في مثل أعطى المدير المجلي جائزة : أعطي المجلي جائزة.
رابعا : الفعل اللازم لا يبنى للمجهول إلا إذا كان نائب الفاعل مصدراً أو ظرفاً أو جاراً ومجروراً نحو : انتقم انتفام شديد ، ووقف أمام الباب ، وطيف بالبيت العتيق.
أمثلة
أوصف البحتري إيوان كسرى ... وصف أو يوصف إيوان كسرى
تعلم الطالب قواعد النحو ... تعلم أو يتعلم قواعد النحو
ساس الملك الرعية بالعدل ... سيست أوتساس الرعية بالعدل
منح الرئيس المجلي جائزة ... منح أو يمنح المجلي جائزة
شواهد
فيالك من ذي حاجة حيل دوتها ... وما كل ما يهوى امرؤ وهو طائله
تظوهر بالعدوان واختيل بالغنى ... وشورك بالرأي الرجال ، الأماثل
(1/32)

إن عد أهل الحجى كانوا أئمتهم ... أو قيل من خير أهل الأرض قيل همُ
يغضي حياءّ ويُغضى من مهابته ... فما يكلم إلا حين يبتسم
فائدة
ورد في اللغة أفعال ملازمة للبناء للمجهول منها : جن وصم وفلج وزكم وبهت ووعك ، وأغمي عليه ، وامتقع لونه ، وسقط في يده ، وطل دمه ، وغم الهلال ، وهرع إليه.
إعراب
أعطى المحسنُ السائل حسنةّ
أعطى : فعل ماض مبني على فتح مقدر للتعذر.
المحسن : فاعل مرفوع.
السائل حسنة : مفعولا أعطى.
أعطيَ المحتاج معونةٌ
أعطي : ماض مجهول.
المحتاج : نائب فاعل مرفوع ناب مناب المفعول الأول.
معونة : مفعول به ثان.
البابُ الثامنُ
في المؤكد وغير المؤكد
ينقسم الفعل إلى مؤكد وغير مؤكد.
فالمؤكد : ما لحقته نون التوكيل ثقيلة كانت أو خفيفة نحو : لنثابرنَّ ولنكونن من الفائزين.
وغير المؤكد : ما لم تلحقه النونُ ، وهي لتوكيد الحدث المطلوب فعله أو تركه. فالماضي
(1/33)

لا يؤكد لأن زمن حصوله قد فات ، والأمر يجوز توكيده كقرأن واحفظن. أما المضارع ففيه ثلاثة أوجه :
الأول : وأجب التوكيد ، إذا كان جواباً لقسم ، غير مفصول من لامه بفاصل ، وكان مثبتاً ، مستقبلاً نحو : وريك لأفين بوعدي ، ويميناً لأضاعفن جهدي.
الثاني : ممتنع التوكيد ، إذا كان جواباً لقسم و لم تتوفر فيه الشروط المذكورة نحو : {وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى} ونحو : والله لا يذهب العرف سدىّ.
الثالث : جائر التوكيد إذا لم يكن واجب التوحيد أو ممتنعه إلا أنه التوكيد في الطلب أكثر نحو : لنصبرن ، ولا تضجرن ، وهل تتصدقن ؟ وألا تتعاون ؟ وهلا
تسرعن أو لنصبر ، وهل تتصدقُ ؟ وألا نتعاونُ ؟ وهلا تسرعُ.
أمثلة
تالله لأفين بوعدي ... يميناّ لأخرجن الزكاة
وحقك لأزورنك غداً ... تالله لسؤف أفي بوعدي
يميناً لا أمنع الزكاة ... وحقك لأمكث هنا الآن
لنعملن بإخلاص أولنعمل ... لا تهملن واجباً أولا تهمل
هلا تحفظن لسانك أو تحفظ.
ما يحدث من التغيير في الفعل المؤكد


2 - إذا أسند إلى الاسم الظاهر أو ضمير الواحد فتح ما قبل النون وقلبت ألف الناقص ياء نحو : يكتبنَّ ويرمينَّ ويعلونَّ ويسعينَّ. 3 - إذاً أسند إلى ألف الاثنين كسرت نون التوكيد بعد الألف وشددت نحو : يكتبانَّ ويرميانَّ ويعلوانَّ ويسعيانَّ.
1 - تحذف من الفعل علامة الرفع حركة كانت أو حرفاً ، ويبنى الفعل على الفتح إذا اتصلت به نون التوكيد مباشرة ، وإذا أ تباشره يبقى معرباً.




الصاعقه 01-16-2019 11:25 PM

(1/34)

4 - إذا اسند إلى واو الجماعة حذفت الواو لالتقاء الساكنين ، وحذفت نون الجمع لتوالي الأمثال ، وضم ما قبل النون نحو : يكتبنَّ ويرْمنَّ ، إلا في المعتل الآخر بالألف فتبقى الواو محركة بالضم نحو : يعلونَّ ويسعونَّ.
5 - إذا أسند إلي ياء المخاطبة حذفت الياء لالتقاء الساكنين ، والنون لتوالي الأمثال ، وكسر ما قبل نون التوكيد ، إلا في المعتل الآخر بالألف فتبقى الياء محركة بالكسر نحو : تكتبنَّ وترمن وتعلينَّ وتسعينْ.
6 - إذا أسند إلي نون النسوة زيد ألف بين النونين وكسرت نون التوكيد وشددت نحو : يرضعنانَّ ويرمينان ويرجونان ويسعينانَّ.
طريقة تؤكيد الفعل
(أنت) تكتب تنوي تدعو تنسي : تكتبن تنوين تدعون تنسين.
(أنتما) تكتبان تنويان تدعوان تنسيان : تكتبان تنويان تدعوان تنسيان.
(أنتم) تكتبون تنوون تدعون تنسون : تكتبن تنون تدعن تنسون.
(أنت) تكتبين تنوين تدعين تنسين : تكتبين تنون تدعن تنسين.
(أنتم) تكتبن تنوين تدعون تنسين : تكتبنان تنوينان تدعونان تنسينان.
شواهد
لا تمدحن امراً حتى تجربه ... ولا تذمنه من غير تجريب
لأحسبنك بعد الموت تندبني ... وفي حياتي ما زودتنى زادي
لا تنسين تلك العهود فإنما ... سميت إنساناً لأنك ناس
لا تطلبن بغير حظ آلةٌ ... قلم البليغ بغير حظ مغزلُ
لا تحقرن صغيراً في مخاصمة ... إن البعوضة تدمي مقلة الأسد
(1/35)

إعراب
لا تيئسُنّ إذا كبوتم مرة
لا : ناهية.
تيئسن : فعل مضارع مجزوم بلا وعلامة جزمه حذف النون ، الأصل (تيئسون). وواو الجماعة المحذوفة لالتقاء ، الساكنين فاعل.
إذا : ظرف زمان متضمن معنى المشرط محله النصب متعلق بجوانب الشرط.
كبوتم : فعل ماض وفاعل. والجملة محلها الجر بالإضافة إلى إذا ، والتقدير : عند كبوتم.
مرة : نائب مفعول مطلق منصوب.
لاُّعرضن عن مجالسة المرائين
لأعرضن : اللام واقعة يجواب قسم محذوف تقديره (أحلف). وأعرض فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد مباشرة ، وضميره المتكلم فاعل.
عن مجالسة : جار ومجرور متعلق بأعرض.
المرائين : مضاف إليه مجرور.
البابُ التاسعُ
في المعرب والمبني
المعرب من الأفعال ما يتغير آخرهُ بتغير العوامل رفعاً ونصباً وجزماً.
والعامل ما أوجب كون الكلمة على وجه مخصوص.
والمبني ما يلزم آخره حالة واحدة من فتح وضم وسكون.
وحكم كل منهما موضح فيما يلي :
المضارع : يكون معرباً إذا لم تباشرهُ نون التوكيد أو نون النسوة ، ويكون رفعه


الصاعقه 01-16-2019 11:25 PM

(1/36)

بعامل معنوي هو التجرد عن الناصب والجازم. وينصب ويجزم بعامل لفظي وكلنْ ولمْ.
ويكون مبنياً إذا باشرته إحدى النونين ، فبنون التوكيد يبنى على الفتح كيعرفن ، وبنون النسوة يبنى على السكون كيذهبنَ.
الماضي : أصل بنائه على الفتح كذهب ونظر ، ويبنى على الضم إذا اتصل بواو جماعة كنظروا وذهبوا ، وعلى السكون إذا اتصل بضمير رفع متحرك كنظرتُم ونظرْنَ. ونظرْتُ.
الأمر : يبنى على ما يجزم به مضارعه كافهم وخف واسْمُ وارمِ.
أمثلة المضارع
يشرح الأستاذ الدرس ... يرهف الطلاب السمع
يلخص الأذكياء البحث ... لينصرن علي وليوفقن
الأمهات يرضعن أولادهن ... العفيفات يصنَّ كرامتهن
أمثلة الماضي
سمع الجهور الخطاب ... طبع المؤلف الكتاب
ضبط المدقق الحساب ... التلاميذ أحضروا كتبهم
الصناع أتقنوا عملهم ... المؤتمرون أجمعوا أمرهم
أنت أديت واجبك ... أنتم أديتم واجبكم
هن أدين واجبهن
أمثلة الأمر
أسمع نصيحة مؤدبك ... واسع لخير وطنك
واسم بفضل أدبك
(1/37)

شواهد
إذا جاريت في خلق دنيئاً ... فأنت ومن تجاريه سواءُ
رأيتُ الحر يجتنبُ المخازي ... ويحميه عن الغدر الوفاءُ
إذا تخش عاقبة الليالي ... ولم تستحي فاصنع ما تشاءُ
إذا الفتى ذم عيشاً في شبيبته ... فما يقول إذا عصر الشباب مضى
إعراب
لا تمدحنْ امراً حتى تجربه
لا : ناهية.
تمدحن : فهل مضارع مبني على الفتح لاتصاله مباشرة بنون التوكيد في محل جزم بلا ، وفاعله ضمير المخاطب المستتر.
امراً : مفعول به منصوب.
حتى : حرف غاية وجر.
تجربه : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد حتى والهاء في محل نصب مفعول به ، والفاعل ضمير المخاطب. وأن وما بعدها في تأويل مصدر محله الجر بحتي تقديره : حتى تحريبه. والجار والمجرور متعلق بتمدحن.
يكتبانَّ
فعل مضارع مرفوع بثبوت النون المحذوفة لتوالي الأمثال ، وألف الاثنين فاعل. الأصل يكتبان بدون تشديد.
تفْرحُنَّ
فعل مضارع مرفوع بثبوت النون المحذوفة لتوالي النونات ، وواو الجمعة المحذوفة لالتقاء ، الساكنين فاعل ، الأصل تفرحون.
يُرضعنَ
فعل مضارع مبني على السكون لاتصاله بنون النسوة ، والنون محلها الرفع فاعل.


الصاعقه 01-16-2019 11:26 PM

(1/38)

تفسير
جاراه : جرى معه. المخازي : الخصلات القبيحة. الغدر : نقض العهد.
البابُ العاشرُ
في نصب الفعل وجزمه ورفعه وإعرابه التقديري
نصبُ الفعل : الأصل في نصب الفعل أن يكون بالفتحة ، وينوبُ عنها حذف النون في الأمثلة الخمسة ، وهي كل مضارع لحقته ألف الاثنين أو واو الجمعة أو ياء المخاطبة نحو : لن أتحدث حتى تصغيا أو تصغوا أو تصغي.
وينصب المضارع بأحد الأحرف الآتية : أنْ لنْ إذنْ كيْ. وهذه أحكمها :
أن : حرف مصدري لتأويلها مع ما بعدها بالمصدر نحو : (أن تصمت خير لك) ، والتقدير : صمتك خير لك. ويجوز حذفها أو إثباتها بعد لام التعليل نحو : قرأت لأفهم أو لأن أفهم. وقد تقترن بلا النافية فيتعين إثباتها وإدغامها نحو : لئلا يعم أهل الكتاب.
لن : لنفي الفعل المستقبل نحو : لن أبرح الأرض. ويحوز تقديم معمولها عليها
نحو : سعيداً لن أكلم.
إذن : لا تنصب إلا إذا كان الفعل مستقبلاً متصلاً بها تقول : إذن أكرمك ، لمن يقول لك : سأزورك ، ويجوز الفصل بالقسم أو بلا النافية نحو : إذن والله أكرمك. ونحو : إذن لا يضيع معروفك.
كي : مصدرية مثل أن ، تقدر اللام قبلها نحو : جئت كي أخبرك ، أي : جئت لإخبارك. وقد تدخل عليها لام التعليل نحو : هرولت لكي لا أتأخر. كما
(1/39)

تدخل عليها (ما) الزائدة وعندئذ يجوز الإعمال والإهمالة. قال الشاعر :
إذا أنت لم تنفع فضُرًَّ فإنما ... يرادُ الفتى كيها يضرُّ وينفع
ويجوز كما يضر وينفعا.
أمثلة
وأن تصوموا خير لكم ... أسكتُ لأسلم أو لأن أسلم
لئلا يعلم أهل الكتاب ... لن نبرح عليه عاكفين
لن تفوزا حتى تجدا ... خطلاّ لنْ أتكلم
إذن تدرك ما تتهناه ... إذن والله أشكر سعيك
إذن لا تقول إلأ صواباً ... جئتُ كي أبلغك الخير اليقين
لكيلا تأيسوا عل ما فاتكم ... تصدقت كميا أنال الثواب
ما تختص به (أن)
أولاً : لا تعمل أن النصب إلا إذا كانت مصدرية داخلة على المضارع ، فإن كانت مفسرة أو زائدة أو مخففة من أن لا تنصب.
فالمفسرة : هي المسبوقة بجملة فيها معنى القول دون حروفه نحو : {فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ}.
والزائدة : هي التالية للما نحو : {فَلَمَّا أَنْ جَاءَ الْبَشِيرُ} ، أو الواقعة بين الكاف ومجرورها نحو : (كان ظبية تعطو إلى وارق السلم).
والمخففة من أن : هي الواقعة بعد أفعال اليقين نحو : {عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى}.
ثانيا : قد تنصب أن وهي محذوفة ، ويجب ذلك في خمسة مواضع :


الصاعقه 01-16-2019 11:26 PM

(1/40)

(الأول) : بعد لام الجحود المسبوقة بكون منفي نحو : لم أكن لأعرف السبب.
(الثاني) : بعد أو التي بمعنى إلى أو إلاً نحو : لأستسهلن الصعب أو أدرك المنى.
(الثالث) : بعد حتى التي بمعنى لام التعليل نحو : اجتهد حتى تفوز.
(الرابع) : بعد فاء السببية المسبوقة بنفي نحو : لم يجد فيجد. أو بطلب ويشمل الأمر والنهي والعرض والحض والتهني والترجي والاستفهام مجموعة بقولهم :
تمنّ ترج نفي عرض ونهية ... دعاءّ وتحضيضٌ ومستفهم الأمر
نحو : جودوا فتسودوا ، لا تدن من الأسد فتسلم ، ألا تروننا فتكرمم ، هلا تتاجر فتغنم.
(الخامس) : بعد واو العين المسبوقة بنفي أو طلب على نحو ما تقدم قي فاء السببية نحو :
لا تنة عن خلق وتأتي مثله ... عار عليك إذا فعلت عظيمُ
إعراب
لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا
لن : حرف نفي ونصب واستقبال.
تبلغ : مضارع منصوب بلن ، والفاعل ضمير المخاطب المستتر.
المجد : مفعول به منصوب.
حتى : حرف غاية وجر.
تلعق : مضارع منصوب بان مضمرة بعد حتى ، والفاعل مستتر.
الصبر : مفعول به لتلعق منصوب. وأن وما بعدها في تأويل مصدر محله الجر بحتى والتقدير : حتى لعق الصبر ، والجار والمجرور متعلق بتبلغ.
(1/41)

ألا تزورنا فتكرم
ألاً : حرف عرْض.
تزورنا : فعل مضارع وفاعل ومفعول به.
فتكرم : الفاء سببية. تكريم مضارع منصوب بأن المضمرة وجوباً بعد فاء السببية. ونائب الفاعل ضمير المخاطب المستتر. وأن وما بعدها في تأويل مصدر معطوف على مصدر متصيَّد من (تزورنا) ، والتقدير : زيارة فإكرام.
شواهد
ليت الكواكب تدنو لي فأنظمها ... عقود مدح فما أرضى لكم كلمي
ألم أك جازكم ويكون بيني ... وبينكم المودة والإخاء
لأستسهلن الصعب أو أدرك المنى ... في انقادت الآمال إلا لصابر
لا تحسب المجد تمراً أنت آكله ... لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا
ليس العطاء كل مع الفضول سماحة ... حق تجود وما لديك قليل
إذن والله نرميهم بحرب ... تشيب الطفل من قبل المشيب
تفسير كلمات
الخطل : الخطأ. اليقين : الثبوت والوضوح. أسِيَ أسىّ : حزن. أوحى : أشار وأعلم.
تعطو : تتناول. السلم : شجر العضاه واحده سلمة. الفضل : الزيادة.
جزم الفعل : لا يكون الجزم إلا في الفعل المضارع ، والأصل فيه أن يكون بالسكون ، وينوب عنه حذف النون في الأمثلة الخمسة ، وحذف حرف العلة في الفعل المعتل نحو : لم يسكت ، ولم يصغوا ، ولم يرضَ.
وعوامل الجزم قسمان : قسم يجزم فعلاً واحداً ، وقسم يجزم فعلين.
ما يجزم فعلاً واحداً : هو أربعة أحرف : لم ولما ولام الأمر ولا الناهية ، وإليك أحوالها :


الصاعقه 01-16-2019 11:27 PM

(1/42)

لم : حرف نفي وقلب وجزم ، تنفي المضارع وتجزمه وتقلبه ماضياً نحو : لم يضرب ، ولم يقمْ ، ولم يفَ. والمعنى : ما ضرب ، وما قام ، وما وفى. وقد تصاحبها إن نحو : إن لم تقم أقم.
لمَّا : مثل لم غير أن النفي معها ينسحب على زمن التكلم كقام بكر ولما يقم عمرو. وقد يحذف معمولها كقولك : قاربت المدينة ولمَّا ، أي : لم أدخلها بعدُ.
لام الأمر : تجعل المضارع مفيداً للطلب ، وحركتها الكسرة ، ويجوز تسكينها بعد الواو وثم نحو : ليكتب أحمد جملة وليشرخ معناها ثم ليعتريها.
لا الناهية : تكون للنهي عن مضمون ما بعدها نحو : لا تحزن إن الله معانا.
أمثلة
لم يلد ولم يولد ... أن نشرح لك صدرك.
إن لم ترحم تذمم ... أتي أيمن ولما يأت أحمد.
أرسلت ساعياً ولما يعد ... قاربت المدينة ولمَّا.
لينفق ذو سعة من سعته ... فلتقم طائفة منهم ، وليأخذوا أسلحتهم.
لا تشرك مع الله أحداً ... لا تحزن إن الله معنا.
لا تكن يابساً فتكسر.
ما يجزم فعلين : العوامل التي تجرم فعلين الأول فعل الشرط والثاني جوابه وجزاؤه هي : هذان الحرفان : (إن وإذما) وهذه الأسماء : من وما ومهما ومتى وأيانَ وأين وأنى وحيثما وكيفما وأي.
وإليك أوصافها :
إن وإذما : لمجرد تعليق الجواب بالشرط نحو : إنه ترحم ترحم ، وإذما تتق ترتق. من وما ومهما : من للعاقل ، وما ومهما لغيره ، نحو : من يعمل سوءاً يجز به ، وما تخف يظهر ، ومهما تكتم يعلم.
(1/43)

متى وأبان : للزمان نحو : حتى تتقين عملك تنل أملك ، وأيان ئؤمنك تأمن غيرنا. أنى وأين وحيثما : للمكان نحو : أينما تكونوا يدرككم الموتُ ، وأنى تذهبا تخدما ، وحيثما تنزلا تكرما.
كيفما : للحال ، نحو : كيفما تصنع أصنع ، وكيفما تكونوا يكن أبناؤكم.
أي : تصلح لجميع ما ذكر بحسب إضافتها إلي ما بعدها كقولك : أي وقت تزرني أكرمك ، وأي كتاب تقرأ تستفِدْ.
ما تختص به إن
1 - تأتي نافية بمعنى ما ، وتدخل على الجملة الاسمية نحو : إن الكافرون إلا في غرور.
2 - تأتي زائدة كقول الشاعر : (ما إن ، أتيتم بشيء أنت تكرهه).
3 - تأتي مدغمة بلا النافية نحو : وإلا تغفر لي وترحمني أكن من الخاسرين.
فوائد
1 - قد يكون الشرط والجواب مضارعين أو ماضيين أو مختلفين نحو : إن تعودوا نعدْ ، وإن عدتم عدنا ، ومتى انصرفت أنصرفْ.
2 - إذا كان الشرط ماضياً والجواب مضارعاً جاز جزم الجواب ورفعه نحو : إن حضر الأستاذ أقم أو أقوم.
3 - إذا وقع الجواب حملة اسمية أو فعل أمر أو جامداً أو منفياً بما أو لن أو مقترنا بقد أو السين أو سوف وجب اقترانه بالفاء نحو : إن جاء خالد فله الفضل. وإن أذنب ابنك فآدبهُ. ومن غشنا فليس منا. وإن توليتم فما سألتكم من أجر. وإن أقبل جارك فلن أكلمه. ومن استرعى الذئب الغنم فقد ظلم. ومن ظلمك فسيجد من يظلمه. وقد جمعت هذه الجمل بقولهم :
اسمية طلبية وبجامد ... وبما ولن وبقد وبالتسويف


الصاعقه 01-16-2019 11:27 PM

(1/44)

4 - إذا عطف على جواب الشرط بالفاء أو الواو جاز فيه ثلاثة أوجه : الجزم على العطف ، والنصب على تقدير أنْ ، والرفع على الاستئناف ، كقوله تعالى : {وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ} أو فيغفرّ أو فيغفرُ.
5 - قد يجزم المضارع إذا وقع جواباً للطلب نحو : جودوا تسودوا ، وجزمهُ بشرط محذوف تقديره : إن تجودوا تسودوا.
6 - إذا اجتمع شرط وقسم فالجواب للسابق نحو : إن قام علي والله أقم ونحو : والله إن قام عليَّ لأقومن.
شواهد
أرى العمر كنزاً ناقصاً كل ليلة ... وما تنقص الأيام والدهر ينفذ
من تجمع القلب الذكي وصارماً ... وأنفا حمياً تجتنبك المظالم
ومهما تكن عند امرئ من من خليقة ... وإن خالها تخفى على الناس تعلم
ومن يجعل المعروف من دون عرضه ... يفرهُ ومن لا يتق الشتم يشتم
ومن هاب أسباب المنايا ينلنه ... وإن يرق أسبابَ السماء بسلم
إعراب
منْ استرعى الذئبَ الغنم فقد ظَلَمَ
منْ : اسم شرط جازم يجزم فعلين الأول فعل الشرط والثاني جوابه وجزاؤه محله الرفع مبتدأ.
استرعى : ماض فاعله مستتر.
الذئب الغنم : مفعولان لاسترعى.
فقد : الفاء رابطة للجواب ، وقد للتحقيق.
ظلم : فمل ماض جواب الشرط وفاعله مستتر. والشرط والجواب في محل رفع خبر المبتدأ منْ.
تفسير
العرض : موضع المدح والذم من الإنسان. وَفَرَ يفرُ : صان ووَقى. الخليقة : الطبيعة. ذكاء القلب : حدتُهُ.
(1/45)

رفع الفعل : الأصل في رفع الفعل أن يكون بضمة ، وينوبُ عنها ثبوت النون في الأفعال الخمسة ، نحو : هو يتكلم ، وهم يسمعون. وهو يرفع إذا لم يسبقه ناصب أن جازم نحو : بالراعي تصلح الرعية ، وبالعدل تملك البرية.
الإعراب التقديري للفعل
إذا كان الفعل معتلاً بالألف ، فلتعذر تحريكها تُقدرُ الضمةٌ على آخره عند الرفع ، والفتحة عند النصب نحو : يسعى ، ولنْ يسعى.
وإذا كان معتلاً بالواو أو الياء فلاستثقال ضهما تقدر على آخره الضمة عند الرفع نحو : يسمو ويرتقي.
* * *
(1/46)

الكلام على الاسم
وفيه ثمانية أبواب
الباب الأول : في الجامد والمشتق
الباب الثاني : في المجرد والمزيد
الباب الثالث : في المنقوص والمقصور والصحيح
الباب الرابع : في المفرد والمثنى والجمع
الباب الخامس : في التذكير والتأنيث
الباب السادس : في النكرة والمعرفة
الباب السابع : في المنصرف وغير المنصرف
الباب الثامن : في المبني والمعرب


الصاعقه 01-16-2019 11:27 PM

(1/47)

الباب الأول
في الجامد والمشتق
الاسم الجامد ما لم يؤخذ من غيره كرجل وعلم.
والمشتق ما أخذ من غيره كعالم ومعلوم؛ فإنهما مأخوذان من العلم.
فصل في الجامد
الجامدُ نوعان : اسم ذات كإنسان وأسد. واسم معنى كفهم وشجاعة. ومن اسم المعنى يكون الاشتقاق ، وهو أخذ كلمة من أخرى مع تناسب بينهما في المعنى وتغيير في اللفظ.
المصدر
أصل المشتقات كلها المصدر ، وهو ما دل على الحدث مجرداًً من الزمن كذهاب وإياب.
ومعلوم أن الفعل ثلاثي ورباعي وخماسي وسداسي :
فالثلاثي : لمصدره أوزان كثيرة ، المدار في معرفتها على السماع ، ويمكن معرفة بعضها بالضوابط الآتية :
فإن ذل على حرفة فمصدره على (فعالة) كحدادة ونجارة ، أو على امتناع فعلى (فعال) كجماح وشراد ، أو على داء أو صوت فعلى (فُعال) كصداع وزكام
(1/49)

ونباح وصراخ ، . أو على اضطراب فعلى (فعلان) كخفقان ودوران.
والرباعي : فمصدر (أفْعَلَ) إفعالٌ كأكرم إكراماً. ومصدرُ (فَعَّل) تفعيل كعلم تعليماً. ومصدر (فاعَلَ) مفاعلة كبادل مبادلة. ومصدر (فعلَلَ) فعللة كبهْرجَ بهرَجةً.
والخماسي والسداسيُّ : المصدر منهما يكون على وزن ماضيهما ، مع كسْر ثالثه ، وزيادة ألف قبل آخره ، إن كان مبدوءاً بهمزة وصل كانصرف انصرافاً ، وأستخلص استخلاصاً. ومع ضم ما قبل آخره فقط إن كان مبدوءاً بتاء زائدة كتقدم تقدماً ، وتشارك تشاركاً.
اسما المرةِ والهيئة والمصدر الميميُّ
اسم المرَّةِ
هو مصدر يدل على حصول الفعل مرة واحدة. ويصاغ من الثلاثي الصحيح العين على وزن (فعلَة) كجلسة. ومن غير الثلاثي على وزن مصدره بزيادة تاءٍ في آخره كانطلاقة وإكرامة. فإذ كان المصدر من أصله مختوماً بالتاء دلَّ على المصدر منه بواحدة كدعوة واحدة وإعانة واحدة.
اسم الهيئة
مصدر يصاغُ من الثلاثي على وزن (فعْلة) كقعدة للدلالة على هيئة الفاعل عند وقوع الفعل ، فإدا كانت صيغة المصدر مشاكلة لصيغة الهيئة دل على الهيئة بالوصف أو الإضافة كقولهم : نعمة سابغة ونشدة الملهوف.
المصدر الميميُّ
هو المبدوء بميم زائدة. ويصاغ من الثلاثي على وفق (مفعَل) بفتح العين
(1/50)

كمنظر ومسلك وموْقى ومهْوى. وعلى (مفْعِل) بكسر العين إذا كان مثالاً صحيح اللام محذوف الفاء في المضارع كموعد وموقع. وقد يُزاد على (مفْعَل) تاءٌ في آخره كمنفعة ومكسبة. ومن غير الثلاثي على وزن اسم مفعوله كمنصَرف ومستحسًن.
أمثلة
اجلس جلسةَ العُقلاء ، ولا تمش مشيةَ الخيلاء.
وإن كان العمل مجهدَة فإن الفراغ مفسدة.
المزح يذهب المهابة ويجلب المهانة.
مجالسة العلماء منفعة ، ومصاحبة الجهلاء مضيعة.
شواهد.
إن الشباب والفراغ والجدهُ ... مفسدةٌ للمرء أي مفسدةْ
قفوا وقفة المعذور عني بمعزل ... وخلوا نبالي للعدا ونبالها
وحسن ظنك بالأيام معجزة ... فظن شراً وكن منها على حذرِ
تفسير : المجهدة : الجهد والمشقة. الجدةُ : الغنى.
اسم المصدر
هو ما دل على معنى المصدر ، ونقص عن حروف فعله لفظاً وتقديراً من غير تعويض كسلام وكلام ، فقياس مصدرهما تسليم وتكليم. ومثلهما عطاء وعشرة وعوْن وثواب. أما كلمة (قتال) فمصدر لا اسم مصدر لاشتماله على الألف المقلوية ياء في المصدر لكسر ما قبلها ثم حُذفت لكونها مقدرة (قيتال). و(عدة) مصدر أيضأ لأن التاء فيه عوض عن الواو المحذوفة من وَعَدَ.


الصاعقه 01-16-2019 11:28 PM

(1/51)

عمل المصدر واسمه
يعمل عمل فعله مضافاً أو مع أل أو مجرداً منهما نحو : ذم أخيك صديقهُ معيب ، ونحو : هو قليل التربية أبناءهُ ، ونحو : تركا النميمة.
ويشترطُ لعمل المصدر واسمه صحة وقوع الفعل مع (أن) أو (ما)
محله ، تقول : (يسرني أن تتقن النقل العمل) إن أردت الاستقبال ، أو (يسرني أن أتقنت العمل) إن أردت الماضي. أو (يسرني ما تتقن العمل) إن أردت الحال.
شواهد
إذا كان إكرامي صديقي واجباً ... فإكرام نفسي لا محالة واجب
بعشرتك الكرام تعد منهم ... فلا تزين لغيرهم ألوفَا
قالوا كلامك هندا وهي مصغيةٌ ... يشفيك قلت صحيح ذاك لو كانا
إدا صح عون الخالق المرء لم يجد ... عسيرً من الآمال إلا ميسراً
أظلوم إن مصابكم رجلاً ... أهدى السلام تحية ظلم
إعراب البيت الأخير
أظلوم : الهمزة للنداء ، وظلوم منادى نكرة مقصودة مبني على الضم في محل نصب.
مصابكم : اسم إن منصوب مع مضاف إليه ، وهو مصدر ميمي مضاف لفاعله.
رجلاً : مفعوله.
أهدى السلام : فعل وفاعل ومفعول به. والجملة صفة لرجل.
تحية : منصوب عل أنه مفعول مطلق أو مفعول لأجله.
ظلم : خبر إن مرفرع. والجملة من اسم إن وخبرها ابتدائية لا محل ما.
فصل في المشتقَّ
الاسم المشتق سبعة أنواع : اسم الفاعل. اسم المفعول. الصفة المشبهة. اسم التفضيل. اسم الزمان. اسم المكان. اسم الآلة.
(1/52)

اسم الفاعل
هو اسم مصوغ لمن وقع منه الفعل أوقام به. وهو من الثلاثي على وزن (فاعل) كواقف وناظر. ومن غيره على وزن مضارعه بإبدال حرف المضارعة ميماً مضمومة وكسر ما قبل آخره كمنتفع ومجتمع ، فإن كانت عين ماضيه ألفاً قلبت همزة كجائز وذائع.
ويحول اسم الفاعل من الثلاثي المتعدي عند قصد المبالغة إلى (فعال) و (مفعال) و (فعول) و (فعيل) و (فعل) كوهاب ومضياف وقؤول ورحيم وخذر. وشمع من وغير الثلاثي نحو : دراك ومعطاء ونذير وبشير ، من : أدرك وأعطى وبشر وأنذر.
عمل اسم الفاعل
يعمل عمل فعله مضافاً أو مجرداً أو مع أل نحو : هو معطي الناس حقوقهم ، وواهب مالاً ، والفاعل الخير.
فالمحلى بأل يعمل مطلقاً حالاً واستقبالاً وماضياً نحو : القائل حقا ، وهذا يحتمل الآن أو غداً أوأمس.
أما المجرد من (الـ) فيعمل للحال والاستقبال ، فإن أردت الماضي أضفت فقلت : فاعل خير. ويشترط لعمل المجرد اعتماده على نفي أو استفهام أو موصوف أو نداء أو مبتدأ نحو : ما منجز أحمد وعداً. أمضيف أيمن أحداً ؟ هذا غلام راكب دراجة ، يا حاملاً راية ، كلأنا ناظر قمراً.
فائدة
مثنى اسم الفاعل وجمعه كمفرده في العمل. قال تعالى : {وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا}.


الصاعقه 01-16-2019 11:28 PM

(1/53)

شواهد
إذا كنت في كل الأمور معاتباً ... صديقك لم تلق الذي لا تعاتبهُ
حذر أموراً لا تضير وتارك ... ما ليس منجيه من الأقدار
كناطح صخره يوماً ليوهنها ... قائم يضرها وأوهى قرنه الوعل
كلانا ناظر قمراً ولكن ... رأيت بعينها ورأت بعيني
إعراب
كلانا ناظرٌ قمراً
كلا : ملحق بالمثنى مبتدأ مرفوع بالألف ، ونا : مضاف إليه.
ناظر : خبر مرفرع.
قمراً : مفعول لاسم الفاعل ناظر ، وضميره المستتر فاعل ، والجملة ابتدائية.
تفسير
الوعل : الشاة الجبلية ، والجمع وعول.
اسم المفعول
هو اسم مصوغ لما يدل على ما وقع عليه الفعل. وهو من الثلاثي على وزن (مفعول) كمكتوب ومقروء. ومن غيره على وزن اسم فاعله مع فتح ما قبل آخره كمكرم ومحترم ومنطلق ومستخرج. لكن تحذف واو المفعول إن كان فعله أجوف ، ويبدل الضمة التي قبل الياء كسرة لمناسبة الياء كمصون ومهيب.
ولا يصاغ اسم المفعول من اللازم إلا مع الظرف أو الجار والمجرور أو المصدر نحو : الباب موقوفا أمامه. الصديق معتوب عليه. ما مجتمع اجتماع حافل.
وقد ينوب (فعيّل) عن (مفعول) في الدلالة على معناه فيستوي فيه
(1/54)

المذكر والمؤنث ، تقول : مررت برجل جريح وامرأة جريح ، وفتاة كحيل ، وفتى كحيل ، أي : مجروح ومكحول.
عمل اسم المفعول
يعمل اسم المفعول نقل فعله المبني للمجهول؛ فيرفع نائب الفاعل بالشروط المعطاة لاسم الفاعل في أنه إذا كان محلي بأل عمل مطلقاً حالاً ومستقبلاً وماضياً نحو : هو المعروف حسبهُ الموصوف أدبهُ الآن أو غداً أو أمس.
وإن كان مجرداً من (أل) عمل حالاً ومستقبلاً بالشروط المعطاة لاسم الفاعل من حيث الاعتماد على استفهام أو نفي أو حرف نداء أو موصوف أو مبتدأ تقول : أمقروء خط ولدك ؟ ما معروف حقيقة الروح... إلخ
فائدتان
الأولى : الفعل البني للمجهول إن كان متعدياً لواحد رفعه بالنيابة ، وإن كان متعدياً لاثنين أو ثلاثة رفع وإحدى أ بالنيابة ونصب ما عداه ، نحو : أمعطى أخوك إذناً ؟ ما مخبر جارك ضيفه قادماً.
الثانية : يجوز في اسم المفعول أن يجر مرفوعة بالإضافة أو أن ينصبه على شبه المفعولية نحو : الحُر محمودٌ قصده أو محمود القصد أو محمود القصد.
شواهد
السمح في الناس محمود خلائفُه ... وجامد الكف ما ينفك مذموماً
يا أيها العلم المرضي سيرتهُ ... أبشر فانت بغير الماء ريانُ
ما عاش من عاش مذموماً خصائلهُ ... ولم يمت من يمت بالخير مذكورا
لعل عتبك محمود عواقبه ... وربما صحت الأجسام بالعلل


الصاعقه 01-16-2019 11:29 PM

(1/55)

إعراب
بكرّ مُعطىّ أبوهُ وِسَاماً
بكر : مبتدأ مرفوع.
معطى : خبره.
أبوه : نائب فاعل لاسم المفعول معطى مرفوع بالواو لأنه من الأسماء الخمسة ، والهاء محلها الجر بالإضافة.
وساماً : مفعول به ثان منصوب.
والشاهد : اعتماد اسم مفعول في عمله على مبتدأ.
الصفةُ الُمشبهَةُ
هي اسم مصوغ من الثلاثي اللازم لمن قام به الفعل على وجه الثبوت لا على وجه الحدوث. فهي حدث دائم غير مقيد بزمن ، وقد شبهت باسم الفاعل لأنها تشبهه بالمعنى والتصرف؛ ففي المعنى لدلالتها على الحدث ، وفي التصرف لأنها تذكر وتؤنث وتثنى وتجمع ، تقول : حسن حسنان حسنون حسنة حسنتان حسنات. وتصاغ :
أولاً : من بابا فعل اللازم عل ثلاثة أوزان :
الأول : فعل ومؤنثه فعله فما دل على فرح أو حزن كطرب وضجر.
الثاني : أفعل ومؤنثه فعلاء فيما دل عن حلية أو عيب أو لون كألعس وأعرج وأحمر.
الثالث : فعلان ومؤنثه فعلى فيما دل على خلو أو امتلاء عطشان وجوعان.
ثانياً : من باب فعل اللازم على أوزان شتى كوقور وكريم وصعب وجبان.
ثالثاً : من كل ما جاء بمعنى فاعل ولم يكن على وزنه كشيخ وأشيب وسيد وضيق.
رابعاً : من كل فاعل أو مفعول قصد به الثبوت كضامر البطن ومفتول الذراع.
(1/56)

عمل الصفة المشبهة
تعمل عمل اسم الفاعل المتعدي لواحد. ولمعمولها أربعة أوجه :
الأول : الرفع على الفاعلية نحو : هشام طيب قلبه رفيع قدر أبيه.
الثاني : الجر بالإضافة نحو : هشام طيب القلب رفيع قدر الأب.
الثالث : النصب على التمييز إن كان فكرة نحو : زياد دمث طبعاً قوي صدق مودةٍ.
الرابع : النصب على شبه المفعولية إن كان معرفاً بأل نحو : هذا شريف الحسب أصيل الرأي.
فائدة
كل ما كان على وزن فعيل يجوز فيه فُعَال وفُعَّال نحو : كبير وكُبار وكُبَّار ، وفي القرآن الكريم : {شَيْءٌ عُجَابٌ}.
أمثلة
الفائر فرح. الفائزة فرحة ... الكسل ضجر. الكسلة ضجرة.
المسنُّ سئم. المسنة سئمة ... الظبيُ أحور. الظبية حوْراء.
الكبش أعرج. النعجة عرجاء ... الجمل أورقُ. الناقة ورقاء.
الحصانُ عطشان. الفرس عطشى ... الولد جوعان. البنت جوعى.
الرجل غرثان. المرأة غرثي ... الشيخ وقور. الوقت قصير.
الجندي شجاع. الماء عذب ... الحديد صلب. الجبل وعرّ.
طاهر الذيل. مشرق الجبين ... محمود الصفات. مفتول الذراع.
نقي الصدر
تفسير
الأحور : شديد سواد المقلة. الأَورقُ : الرمادي اللون. الدكنةُ : بين الحمرة والسواد. الطاهر الذيل : العفيف. الوعر : الصعب وزنا ومعنيّ.

الصاعقه 01-16-2019 11:29 PM

(1/57)

شواهد
رب مهزول سمين عرضه ... وسمين الجسم مهزول الحسب
وإني لسهل ما يغير شيمتي ... صروف ليالي الدهر بالقتل والنقض
بني إن البر شيء هين ... وجهّ طليق وكلام لين
اسم الفصيل
هو اسم مصوغ للدلالة على أن شيئين اشتركا في صفة وزاد أحدهما على الآخر فيها.
وبناؤه من الثلاثي على وزنه (أفعل) كأفضل وأعلم. ولا يبنى من الألوان والعيوب ، فإذا أردت التفضيل مما فيه لون أو عيب قرنته بأشد أو أكثر ونحوهما ونصبت ما بعده على التمييز كقولك : بدر أكثر سمرة أو عرجاً من بكر. وكذلك إذا أردت بناءهُ من غير الثلاثي نحو : سعد أقل انتظاراً وأكثر استغفاراً.
ولاسم التفضيل أربع حالات :
الأولى : المجرد من أل والإضافة يجب إفرادهُ وتذكيره واقترانه بمن جارة للمفضل عليه لفظا أو تقديراً نحو : {أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا} ، أي : وأعز منك نفراً.
الثانية : المقترن بأل تجب مطابقتهُ لموصوفه في الإفراد والتذكير وغيرهما. ويمتنع اقترانه يمن نحو : بكر الأفضل ، وهند الفضلى ، وهم الأفضلون ، وهن الفضليات.
الثالثة : المضاف إلى نكرة يلزم إفرادهُ وتذكيزهُ وكالخنساء أشعر امرأةٍ والعلماء أفضل رجال.
(1/58)

الرابعة : المضاف إلي معرفة يصحُّ فيه الإفراد والمطابقةُ تقول : العلماء أفضل الناس أو أفاضلهم ، والإفراد أكثر ، قال تعالى : {وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ}.
أمثلة
العلم أفضل من المال ... الأعمال خير من الأقوال
الفتنة شر من القتل ... الأخ الأكبر مجربٌ
الأخوان الأصغران مهذبان ... الآباء الأحسنون محترمون
فاطمة أفضل امرأة ... الآباءُ أنفع رجال
الهنداتُ أرقى بنات ... الصناع أمهر العاملين أو مهرتُهمْ
المعلمات أفضل النساء أو فضلياتهن
عمل اسم التفصيل
اسم التففصل يكثر رفعة للضمير المستتر نحو : مضر أعلم من أخيه ، ففي أعلم ضمير فاعل يعود على مضر ، ويقل رفعه للضمير الظاهر نحو : نزلت بكريم أكرم منه أبوه؛ فأبوه فاعل. ويطرد رفعهُ للظاهر إذا سبقهُ نفي أو نهي أو استفهام وصح أن يحل محله فعل بمعناه ، وأن يكون مرفوعُه أجنبيا مفضلاً على نفسه باعتبارين كما في مسألة (الكُحل) التي أكثر من ذكرها النحاة لدقتها وطرافتها وهي : (ما رأيت رجلاً أحسن في عينه الكحل منه في عين زيد) ، فالكحل مرفوع أحسن لوقوعه بعد نفي ولصحة حلول فعل بمعناه محله أي : يحسنْ ، ولأن الكحل أجنبي مفضل على نفسه باعتبارين هما عين زيد وعين غيره. ويجوز أن تقول : (ما رأيت رجلاً يحسن في عينه الدخل كحسنه في عين زيد).


الصاعقه 01-16-2019 11:30 PM

(1/59)

فائدتان
الأولى : يرد اسم التفضيل بمعنى اسم الفاعل والصفة المشبهة نحو : هو أهون عليه ، وربكم أعلم به ، أي : هين وعالم.
الثانية : تحذف همزة خير وشر لكثرة الاستعمال ، والأصل أخير وأشر.
شواهد
وللكف عن شتم اللئيم تكرماً ... أضر لهُ من شتمه حين يشتمُ
إن الذي سمك السماء بني لنا ... بيتاً دعائمهُ أعز وأطول
إذا مدت الأيدي إلي إلى الزاد لم أكن ... بأعجلهم إذ أجشع القوم أعجل
دنوت فخلناك من البدر أجملا ... فظل فؤادي في هواك مضللاً
إعراب
أرأيت كتباً أسرع في يده للقلم منه في يد نصرِ
أرأيت : الهمزة للاستفهام ، ورأيت : فعل وفاعل.
كاتباً : مفعول به منصوب.
أسرع : صفة.
في يده : جار ومجرور متعلق بحال من القلم.
القلم : مرفرع اسم التفضيل أسرع.
منه : جار مجرور متعلق بأسرع.
في يد : متعلق بحال من هاء منه.
نصر : مضاف إليه.
تفسير
سَمَك : رفع. أجشعُ : من الجشع وهو شدة الحرص. أعجلُ : صفة مشبهة بمعنى عجل.
(1/60)

اسما الزمان والمكان
اسما الزمان والمكان وضعا لزمان الفعل ومكانه. ويصاغان :
أولاً : من الثلاثي إما على وزن (مفْعَل) من الناقص مطلقاً. ومما عين مضارعه مفتوحة أو مضمومة كمجرى ومرتع ومكتب. وإما على وزن (مفْعِل) من المثال الصحيح اللام مطلقاً ، ومما عين مضارعه مكسورة كموعد وموقع ومنزل. وشذ نحو المسجد والمشرق والمغرب والمسقط والمنبت هو أن عين مضارعها مضمومة ، وقد أجيز استعمالها على الأصل.
ثانياً : من غير الثلاثي على وزن اسم المفعول كالمجتمع والمنسحب ، فتكون هذه الصيغة صالحة لأربعة معان : للمصدر الميمي ، ولا سم المفعول ، ولا سمي الزمان والمكان. فإذا ا قلت : (هذا مخرجنا) يكون معناه هذا إخراجنا ، وهذا ما أخرجناه ، وهذا مكان إخراجنا وزمانه ، والمعول في التفريق على القرائن.
أمثلة
مرسى السفن أمينٌ ... مجري النهر نظيف
منهل العلم لذيذ ... مرتع البغي وخيم
موصل الوفد قريب ... موطن عزيز
مجلس الشعر روضة ... معرض الكتب متعة
مرتادُ القوم بعيد ... متنزهُ الناس قريبٌ
مستودع السر عميق ... مستخرج التبر دقيق
فائدة
قد تلحق بعض أسماء المدن تاء التأنيث إما للمبالغة وإما لإرادة البقعة كالمشرقة والمحلبة. وربما أتي من الجامد كمسبعة ومقثأة من السبع والقثاء ، وكل ذلك غير مقيس.


الصاعقه 01-16-2019 11:30 PM

(1/61)

شواهد.
وفي الناس إن رثت حبالك واصل ... وفي الأرض عن دار القلى متحول
ولرب نازلة يضيق بها الفتى ... ذرعاً وعند الله منها المخرج
ومن رعى غنماً في أرض مسبعةٍ ... ونام عنها تولى رعيها الأسدُ
تفسير
رث الشيء : خلق. القلى : البغض. النازلة : المصيبة الشديدة. ضاق بالأمر ذرعاً : عجز عن احتماله.
اسم الآلة
اسم الآلة هو اسم مصوغ من مصدر الثلاثي المتعدي للدلالة على ما وقع الفعل بواسطته. وله ثلاثة أوزان :
الأول : (مفْعَل) كمنحت ومبرَد.
الثاني : (مفعَال) كمقراض ومصباح.
الثالث : (مفعَلَة) كمغرفة ومقلاة.
وكلها بكسر الميم. وشذ المدهن والمنخل والمسعُط والمكحلة بضمها ، وقد ورد بعضها من اللازم كالمصفاة.
أما اسم الآلة غير المشتق فلا ضابط لأوزانه ، وذلك كالقدوم والسكين والفأس والساطور.
أمثلة
ينحت الحجر بالمنحت ... يبرد الحديد بالمبرد
يسبر العمق بالمسبر ... يقرض النسيج بالمقراض
ينشر الخشب بالمنشار ... توزن الأشياء بالميزان
(1/62)

يُغرف الطعام بالمغرفة ... تكنسُ الأرضُ بالمكنسة
يشوى اللحم بالمشواة
بيتان لحسان بن ثابت يلاحظ فيهما اسم الآلة
لساني وسيفي صارمان كلاهما ... ويبلغ ما لا يبلغ السيف مذودي
فلا المال ينسيني حيائي وعفتي ... ولا واقعات الدهر يفللن مبردي
تفسير
المذوَدُ : هنا اللسان لأنه يذود به عن سمعته.
الباب الثاني
في المجرد والمزيد
المجرَّد
يكون المُجَردُ ثلاثياً ورباعياً وخماسياً.
الثلاثي : له عشرة أوزان : (فعلٌ) كشمس. و (فعَل) كقمر ، و (فعُل) كرجُل. و (فعِل) ككتِف. و (فعْل) كقفل. و(فعّل) كرطّب. و (فُعُل) كعُنُق. و (فٍعْ) كحم و (فِعَل) كعنب. و(فِعِل) كإبل.
الرباعي : له ستة أوزان : (فعْلَل) كجعفر. و (فعْلُل) كبرقُع. و (فِعْلل) كقرمِز. و (فعْلَل) كطحلب. و (فعْلَل) كدرهم. و (فِعَلّ) كقمطْر.
الخماسي : له أربعة أوزان : (فَعَلَّل) كسفرجل. و (فُعَلَّل) كقذعْمل. و (فَغْلَلِل) كجحْمرش. و(فَعْللّ) كجردحْل.
(1/63)

المزِيدُ
له أوزان كثيرة نحو : شمأَل وغضَنْفَر وإنسان وسلسبيل وسجنْجَل وخْندريس. ولا يحكم بزيادة حرف إلا إذا كان معه ثلاثة أصول.
والزيادة عن نوعين : نوع بتضعيف حرف من أصول الكلمة كمعظَّم ومثقف. ونوع بزيادة حرف من حروف الزيادة : (اليوم تنساه) أو (أمان وتسهيل) ولسهولة الحفظ قالوا :
سألت الحروف الزائدات عن اسمها ... فقالت ولم تبخل : (أمان وتسهيلُ)
تفسير
الرطب. ثمر النخل عند النضج. الجعفرُ : النهر الصغير. البرقُعُ : ما تستر به المرأة وجهها. القرمز : صبغ أحمر. الطحلب : خضرة تعلو الماء المزمن. القمطر : ما تصان به الكتب. القذهمل : الضخم من الإبل. الجحمرش : العجوز ، الجردحْل : الوادي. الشماْل :
الريح التي تهب من جهة بنات نعش. الغضنفر : الأسد. الخندريس : الخمر. السلسبيل : عين في الجنة. السجنجَل : المرآة.
الباب الثالث
في المقصور والمنقوص والممدود
المقصور
هو كل اسم معرب آخره ألف لازمة كالهدي والمرتضى. وألفة إما منقلبة عن أصل واو أو ياء نحو : الفتى والعصا ، أو مزيدة للتأنيث كحبلى وعطشى ، أو مزيدة لإلحاق كأرطى وذفرى ، الأول ملحق بجعفر والثاني بدرهم ، فإذا نون


الصاعقه 01-16-2019 11:31 PM

(1/64)

حذفت ألفُة لفظاً لا خطأ نحو : جاء فتى يحمل عصاً ويمشي على هدىّ.
المنقوص
كل اسم معرب آخره ياء لازمة مكسور ما قلبها كالقاضي والهادي ، فإذاً نون حذفت ياؤهُ لفظاً وخطأ في حالتي الرفع والجر وبقيت في حالة النصب نحو : هذا قاض غير محاب وليس باغياً.
الممدود
كل اسم معرب آخرة همزة قبلها ألف زائدة كحوراء وورْقاء. والهمزة إما أصلية كقراء ووضاء ، أو مزيدة للتأنيث كلمياء وميساء ، أو منقلبة عن أصل واو أو ياء كسماء وبناء ، أو مزيدة للإلحاق كقوباء وعلباء ، الأولي ملحقة بفرناس ، والثانية بقرطاس.
أمثلة المقصور
ذهب الراعي الفتى .. يرعى الناقة الجوعى .. عند شجر الأرْطى
ذهب راع فتىّ .. يرعى ناقة جوعى .. عند شجرة أرطى
أمثلة المنقوص
صدر حكم القاضي .. على الرجل الجاني .. فحمد الناس القاضي
صدر حكم قاضٍ .. على رجل جان .. فحمد الناس قاضياً
أمثلة الممدود
حسن أسلوب الإنشاء .. نظف ثوب الوضاء.
سعد الرجل القراءُ .. غردتْ حمامةٌ ورْقاءُ.
أقبلت بدوية حوراءٌ .. تسايرُ فتاة لمياءَ.
(1/65)

صفا أديم السماء .. تمت عمارة البناء
أقبل موسم الشتاء.
تفسير
الأرطى : شجر ترعاه الإبل. الوُضاءُ : الحسن الوجه الوضيء. القراءُ : الناسكُ. الوَرْقاءُ : الحمامة يضرب لونها إلى سواد. القوباء : داءٌ. العلباُء : عَصَبُ العنق. الفرناسُ : أنف الجبل. الذفيرى : العظم الشاخص خلف الأذن.
الباب الرابع
في المفرد والمثنى والجمع
المفرد والمثنى
المفرد : ما دل على واحد كرجل وغلام.
والمثنى : ما دل على اثنين. وقاعدة التثنية أن تزيد على الفرد الألف والنون في حالة الرفع ، والياء والنون في حالتي النصب والجر ، كولدان وولدين. ويستثنى من ذلك :
المقصور : فإن كانت ألفُهُ ثالثة ترد إلى أصلها واوا أو ياء كعصوان ورحيانِ ، وإنْ كانت رابعة فصاعداً فلبت ياء كمشفيان ومرتضيان.
والمنقوص المنون : ترد إليه ياؤه لزوال المانع كراعيان وهاديان.
والممدود : إن كانت همزته أصلية بقيت على حالها نحو : كساءان ورداءان. وإن كانت للتأنيث قلبت واوا كصحراوان وشقراوان. وإن كانت منقلبة عن أصل
(1/66)

كسماء. أو كانت للإلحاق كعلباء جاز الأمران؛ فتقول : سماءان أوسماوان ، وعلباءان أو علباوان.
والمركب : الإضافي يثنَّى صدره فيقال في تثنية عبد الله : عبْدا الله. والمزجي تضاف إليه كلمة ذوا فيقال : ذوا سيبويه ، وذوا معد يكرب.
أمثلة
فتى عصا ملهى مرتضى ... فتيان عصوان ملهيان مرتضيان
قاض راع بان ساع ... قاضيان راعيان بانيان ساعيان
رداء كساء سماء علباء ... رداءان كساءان سماءان وسماوان
عبد الرحمن سيبويه معد يكرب ... عبدا الرحمن ذوا سيبويه ذوا معد يكرب
فائدة
يلحق بالمثنى قي إعرابه اثنان واثنتان وابنان وابنتان ثم (كلأ وكلتا) مضافين إلى ضير نحو : كلاها حسن ، ورأيت كليهما ، فإن أضيفتا إلى اسم ظاهر أعربتا إعراب الاسم المقصور نحو : وجدت كلا الرأيين صواباً ، فكلا هنا مفعول به منصوب بفتحة مقدرة على الألف لأنه اسم مقصور.
الجمعُ
الجمعُ ما دل على أكثر من اثنين ، وله مفرد من لفظه ومعناه كرجل ورجال.
اسم الجمع ما دل على الجماعة ، وليس له مفرد من لفظه كرهط وقوم.
واسم الجنس الجمعي ما يفرق بينه حبلى واحده بالتاء أو الياء كوردة وورد ، وزنج وزنجي.
وجمع الجمع مثل : أكلب وأكالب ، وصواحب وصواحبات.
والجمع ثلاثة أقسام : جمع مذكر سالم ، وجمع مؤنث سالم ، وجمع تكسير.


الصاعقه 01-16-2019 11:31 PM

(1/67)

جمع المذكر السالم : يكون بزيادة الواو والنون في حالة الرفع ، والياء والنون في حالتي النصب والجر كمؤمنون ومؤمنين. وشرطُهُ أن يكون لمذكر عاقل أو صفته خاليين من التاء ، وأن يكون العلم غيرمركب ، والصفة قابلة للتاء فلا يجمع مثل : تأبط شراً وحمزة وعلامة وجوعان وأسود وصبور.
ويلحق بجمع المذكر السالم : أولو وعشرون وتسعون وينون وأرضون وسنون ووابلون وعالمون وعليون.
والمقصور تحذف ألفة وتبقى الفتحة قبل الواو والياء دليلاً عن الألف كمرتضوْن ومرتضين.
والمنقوص تحذف ياؤه ، ويضم ما قبل الواو ، ويكسر ما قبل الياء ، كداعون وداعين.
جمع المؤنث السالم : ويطرد هذا الجمع في :
1 - أعلام الإناث كمريم وزينب وهند ودعد.
2 - ما ختم بالتاء كفاطمة وفائقة وصفية وأمينة.
3 - ما ختم بألف التأنيث المقصورة أو الممدودة كحبلى وصحراء.
4 - مصغر غير العاقل كدربهم وجبيل صحين وقليم.
5 - وصف غير العاقل كشامخ : وصف جبل. ومعدودٍ : وصف يوم.
6 - كل خماسي لم يسمع له جمع تكسير كسرادق وحمام.
7 - ماصدر بابن أو ذو كبنات آوى وذوات الحجة.
ويلحق بهذا الجمع أولات ، وما سمي به كعرفات وبركات.
جمع التكسير : ما دل على أكثر من اثنين ولم يسلم بناء مفرده من التغيير كرجل ورجال ولون وألوان.
وله واحد وعشرون وزنا :
أربعة منها للقلة وهي : أفعل وأفعال وأفعلة وفعلة. يجمعها :
(1/68)

بأفعُل وبأفعالٍ وأفعلةٍ ... وفعْلةِ يعرف الأدنى من العدد
وسبعة عشر للكثرة جماعة بقولهم :
في السفن الشهب البغاة صور ... مرضى القلوب والبحار عبر
غلمانهم للأشقياء عملهُ ... قطاعُ قضبان لأجل الفيلهْ
والعقلاء شرد ومنتهى ... جموعهم في السبع والعشر انتهى
ومن الجمع المكسر صيغة منتهى الجموع ، وهي كل جمع بعد ألف تكسيره حرفان ،
أوثلاثة وسطها ساكن كمساجد ومصابيح ومخازن ومفاتيح.
أمثلة
وصل الرؤساء الأعلون ... يتبعهم الرهط الميتدعوْن
صن عشيرتك الأذنين ... الراضون بعيشهم هانئون
الداعون إلى السلم مخلصون ... دع طغمة الباغين
أتت فرقة السلميات ... تليها زمرة البشريات
إلى منتدى الفتيات ... العلماء وزثة الأنبياء
الحور عرائس الأتقياء ... أراء المفكرين ضياء
فائدتان
الأولى : إذا كانت الهمزة في فعائل مقلوبة عن حرف علة أعيدت في الجمع إلى أصلها كمعايش جمع معيشة ، ومفاوز جمع مفازة.
الثانية : المركب كتأبط شراً ونحوه يتوصل إلى جمعه بأن يزاد قبله لفظة آل أو ذوو فيقال : آل أو ذوو تأبط شراً ، أي : الرجال المسمون بهذا الاسم.
(1/69)

الباب الخامس
في التذكير والتأنيث
الأصل في جميع الأشياء التذكير لأنة لا يحتاج إلى في زيادة. ولما كان التأنيث فرع التذكير احتاج لعلامة تدل عليه وهي : تاء متحركة وتختص بالأسماء وصفاتها كفاطمة وقائمة ، أو تاء ساكنة وتختص بالأفعال كقامت. وإما ألف مقصورة كسلمى وحسنَى ، أو ألف ممدودة كورقاء ، وصحراء ، وتختصان بالأسماء.
وقد أنثوا أسماء كبيرة بتاء مقدرة كشمس ودار وحرب ونار وسوق وكتف.
وكل عضو من أعضاء ، الإنسان له ما يقابلهُ فهو مؤنث كاليد والرجل والعين والأذن عدا الحاجب فهو مذكر ، ويستدل على ذلك بالضمير العائد عليها كقولهم : وضعت الحرب أوزارها ، وبالإشارة إليها كهذه دار واسعة ، وبرد التاء إليها في التصغير كأذينة ودويرة. وفي ذلك يقول ابن مالك :
علامة التأنث تاء وألف ... وفي أسام قدروا التا كالكتف
ويعرف التفدير بالضمير ... ونحوهُ كالرد في التصغير
والمؤنث ثلاثة أنواع : لفظي ، ومعنوي ، ولفظي معنوي.
فاللفظي : ما كان لذكر ذي علامة كطلحة وزكرياء.
والمعنوي : ما كان لمؤنث خلاً من العلامة كزينب و دار.
واللفظي المعنوي : ما كان لمؤنث فيه علامة كفاطمة وقائمة.
وثمة جميع خمسة لا تدخل فيها التاء فيستوي فيها المذكر والمؤنث :
الأولى : فعول بمعنى فاعل كصبور وشكور وحقود.


الصاعقه 01-16-2019 11:31 PM

(1/70)

الثانية : فعيل بمعنى مفعول كجريح وكحيل وأسير.
الثالثة : مفعال كمكسال ومبسام ومعطار.
الرابعة : مفعيل كمنطيق ومعطير ومسكير.
الخامسة : مفعل كمغشم ومدعس ومهذر.
تفسير
المغشَم : الشجاع. المدعسُ : الطعان. المهذَر : الهاذي.
فوائد فيما تختص به كل من علامات التأنيث
التاء : تكون للوحدة : كقمحة وعنبة. وللمبالغة : كنابغة ، وداهية وعلامة وفهامة.
الألف المقصورة : لها أوزان كثيرة من أشهرها (فُعْلى) كرجْعي ، و (فعلى) كبردى ، و (فعْلى) كجرحى ، و (فعْلى) كذكرى ، و (فعيلى) كخصيصى.
الألف الممدودة : من مشهور أوْزانها : (فعَلاء) كخُيلاء ، و (فعْلاء) كهطلاء ، و(أفْعلاء) كأربعاء ، و(فاعولاء) كعاشوراء ، و (فعْلِلاًء) ككبرياء.
تفسير
الخصيصى : الاختصاص.
الباب السادس
في النكرة والمعرفة
النكرةُ : ما لا يفهم منه معين كإنسان وقلم ، ويقبل أل كالدواة.
المعرفةُ : غير ذلك ، وهي سبعة أنواع :
(1/71)

الضمير والعلم واسم الإشارة والاسم الموصول والمحلي بأل والمضاف لواحد مما ذكر والمنادي المعين.
الضمير : هو ما وضع لمتكلم أو مخاطب أو غائب ، فالذي للمتكلم أنا ونحن ، وللمخاطب أنت وأنتم وأنتما وأنتم وأنتن ، وللغائب هو وهي وهما وهم وهن ، وكلها مبنية لشبهها بالحرف ، ولأنها لا تصغر ولا تثنى ولا تجمع.
والضمير قسمان : بارز ومستتر.
البارز : هو الذي له صورة في اللفظ كتاء قمت ، ويكون منفصلاً ومتصلاً.
فالمنفصل : ما كان ظاهر الاستقلال في النطق كأنا ونحن. وعلامتة صحة الابتداء به ووقوعه بعد إلاً. ومنه ما يختص بالرفع أنا وأنت وهو وفروعهن. ومنه ما يختص بالنصب كإياي وإياك وإياكما وإياكم وإياكن وإياه وإياها وإياهما وإياهم وإياهن.
والمتصل : ما لا يبدأ به كالكاف من أكرمك ، ولا يقع بعد إلا فلا يقال : ما أكرمتُ إلاك ، وهو ثلاثة أنواع :
(الأول) : ما يختص بالرفع وهو خمسة : التاء كقمت ، والألف كقاما ، والواو كقاموا ، والياء كقومي ، والنون كقمنَ.
(الثاني) : ما يشترك بين النصب والجر ، وهو ثلاثة : ياء المتكلم نحو : ربي أكرمني. وكاف المخاطب نحو : ما ودعك ربك. وهاء الغائب نحو : كلمة رفيقة.
(الثالث) : ما هو مشترك بين الرفع والنصب والجر نحو : ربنا إننا سمعنا.
المستترُ : ما ليست له صورة قي اللفظ كالضمير الملحوظ في فهم ، وينقسم إلى مستتر وجوباً ومستتر جوازاً.
فالمستتر جوازاً : ما يصح أن يحل محله الاسم الظاهر ، ويلاحظ في الفعل
(1/72)

الغائب والغائبة والصفات واسم الفعل الماضي نحو علي فهمَ ، ودعْدُ فهمتْ ، وطريفٌ فاهٌم ، والكتاب مفهومّ ، وخطهُ حسنٌ ، وهيهات الوصول.
والمستتر وجوباً : هو الذي لا يصح أن يحل محله الظاهر ، ويكون في أربعة مواضع : للمخاطب كقم ، وفي المضارع الذي أوله همزة كأقوم ، أو نون كنقوُم ، أو تاء الخطاب كتقوُم.
(تنبيه)
إذا سبق ياء المتكلم فعل أو من أو عن أتى بينهما بنون الوقاية كدعني ومني وعني. وإن سبقها إن أو إحدى أخواتها جاز ترك النون وذكرها نحو : إني وكأني والحذف أكثر.
العلمُ : هو الاسم الذي يعين مسماهُ مطلقاً من غير افتقار إلى قرينة ، كالأناسيَّ والمدن والقبائل والأنهار والحيوان ، كأحمد وزينب ودمشق وبغداد وبكر وتغلب وداحس والخطار والفرات ودجلة ، ويكون مفرداً ومركباً :
المفرد : كما زن وسالم.
المركب : إما إضافي كعبد الملك ، وإذا مزجي كبعلبك ، وإذا إسنادي كجادَ الحق. وإليلك حكم كل منها :
الإضافي : يعرب صدره بحسب العوامل ويجر عجزهُ بالإضافة ، تقول : جاء عبدُ الملك ، ورأيت عبدَ الملك ، ومررت بعبدِ الملك.
المزجي : يمنع من الصرف فيرفع بالضمة وينصب ويجر بالفتحة ، إلا إذاً ختم بويه فيبني على الكسر ، تقول : هذه بعلبكُ ، وزرت بعلبك ، وعدتُ منْ بعلبك ، وهذا سيبويه ، ، وعرفت سيبويه ، واستفدت من سيبويه.
الإسنادي : يبقى على حاله قبل أن يصير علماً ، ويعرب على الحكاية بحركات


الصاعقه 01-16-2019 11:32 PM

(1/73)

مقدرة على آخره فيقال : أقبل جاد الحقُّ ، وأكرمت جاد الحق ، وسلمتُ على جاد الحق.
(أقسام العلم) : ينقسم العلم إلى كنية ولقب واسم.
(فالكنية) : كل مركب أوله أب أو أم كأبي بكر ، وأم الخير.
و(اللقب) : كل ما أشعر برفعه أو ضعة كالرشيد ، والجاحظ.
و(الاسم) ما عداهما.
ولك في الكنية أن تقدمها على الاسم أو تؤخرها عنه فتقول :
هذا أبو حفص عُمر ، أو عمر أبو حفصٍ.
أما اللقب فيؤخر فيقال : هرون الرشيد ، ولا يقال : الرشيد هرون.
(علم الجنس) : وقد يعامل اللفظ الدال على الجنس معاملة العلم في أحكامه ويسمى (علم جنس) كأسامة للأسد ، وثعالة للثعلب ، وذؤالة للذئب ، وأمُّ
قشعم للموت.
تفسير
بكر وتغلب : قبيلتان مشهورتان. داحِس : فرس قيس بن زهير.
الخطار : فرس حذيفة بن بدر.
أسماء الإشارة : سم الإشارة ما وضع لمشار إليه قريب أو متوسط أو بعيد. ويكون مذكراً ومؤنثا ومفرداً ومثنى وجمعاً. وإليك الإيضاح :
(القريب) : للمفرد المذكر (ذا) ، والمؤنث (ذي وذهِ وتي وتهِ) ، بكسر أوائلها ، ولمثنى المذكر (ذان) في حالة الرفع و (ذيْن) في حالتي النصب والجر ، وللمؤنث (ثانِ وتيْن) ، وللجمع (أولاء) ، وللمكان (هُنا).
(المتوسط) : للمفرد المذكر (ذاك) ، والمؤنث (تيك) ، والمثنى المذكر (ذانِكَ) ، والمؤنث (تانِك) ، والجمع لهما (أولئك) ، وللمكان (هُناك).
(1/74)

(البعيد) يشار إليه (بذلك) و(تلك) و(هنالك).
فوائد
الأولى : كثيراً ما تلحق الهاء أسماء الإشارة كهذا وهذه وهؤلاء وههنا.
الثانية : يجوز اجتماع الهاء والكاف بدون اللام فيقال : هذاك ، ولا يقال : هذلك.
الثالثة : الهاء التي تدخل على أسماء الإشارة للتنبيه ، والكاف للخطاب ، واللام للبعد.
الرابعة : كاف الخطاب تتصرفه تصرف الكاف الأسمية تقول : ذلك وذلك وذلكما وذلكم وذلكن.
الخامسة : الاسم المعرفة بأل التالي لاسم الإشارة يعرب بدلاً منه رفعاً أو نصباً أو جراً ، فتقول : هذا الرجل وقور ، وإن هذا الرجل لوقور ، وأعجبت بذلك الرجل الوقور.
إعراب
تلك العصا من هذه العصُية
تلك : تي اسم إشارة في محل رفع ابتداء ، واللام للبعد ، والكاف للخطاب.
العصا : بدل مرفوع.
من هذه : من حرف جر وذه محله الجر بمن متعلق بالخبر ، والهاء الأولى للتنبيه ، والأخيرة ضمير محلها الجر بالإضافة.
العصية : بدل مجرور. العصية تصغير العصا. والمراد من هذا المثل أن الأمر الجليل يكون في أول أمره صغيراً.
الاسم الموصول : هو ما يفتقر إلى صلة وعائد. وألفاظهُ : الذي للواحد ، والتي للواحدة ، واللذان للاثنين في حالة الرفع ، واللذين في حالتي النصب والجر ، واللتان واللتين للاثنتين ، والذين والأولى لجماعة الذكور العقلاء ، واللاتي واللائي لجماعة الإناث ، ومن وما وأي وذو لجميع ما ذكر.
الصلة والعائد : المراد بالصلة الجملة الواقعة بعد الاسم الموصول ، والعائد الضمير الذي يعود إليه ، مثاله : جاء الذي حج أبوهُ ، فحج هنا جملة لأنه فعل ،


الصاعقه 01-16-2019 11:32 PM

(1/75)

والهاء من (أبوه) عائد إلى الذي. وإذا قلت : جاء الذي حج كان الضمير المستتر في حج هو العائد.
وقد يحذف العائد إذا كان ضمير نصب كقوله تعالي : {يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ} أي : ما ئسرونهُ وما يعلنونهُ.
ويشترط في العائد أن يطابق الموصول نحو : أكرم الذي علمك ، واللذين علماك ، والذين علموك ، واللائي علمنكَ.
وقد تقع الصلة ظرفاً أو جاراً ومجروراً كالذي عندك والذي في الدار ، والتقدير : الذي استقر عندك ، والذي استقر في الدار.
خواص الأسماء الموصولة :
الذي : تكون للعاقل وغيره نحو : الرجل الذي خطب ، والطائر الذي سجع.
الذين : تكون للعقلاء خاطة نحو : ذهب الذين يعاشُ في أكنافهم.
من : للعاقل نحو : يعجبني من يقول الحق ، وقد تأتي لغيره نحو : أسرب القطا هلْ من يُعيرُ جناحهُ.
ما : تكون لغير العاقل نحو : ما عندكمً ينقذ وما عند الله باقِ. وقد تأتي للعاقل نحو : سبحان ما يسبح الرعد بحمده.
المعرف بأل : هو اسم دخلت عليه أل فأفادته التعريف نحو : الدرهم والدينار. وقد تجئ أل زائدة ، وزيادتها إما لازمة كالسموءل والذي والآن ، وإما غير لازمة كالنعمان والعباس ، وهي سماعية فلا يقال : الأحمد والعمر.
تعريف العدد بأل : إن كان العدد مركباً عرف صدره كالأربعة عشر. وإن كان مضافاً عرف عجزه كخمسة الرجال. وإن كان معطوفاً ومعطوفاً عليه عرف جزآه كالستة والستين
ولترسيخ القاعدة في الذهن يحفظ هذان البيتان :
(1/76)

وعدداً تريد أن تعرفا ... فأل بجزأيه صلنْ إن عُطفا
وإن يكن مركباً فالأولُ ... وفي مضاف عكسُ هذا يفعلُ
المعرفُ بالإضافة : هو اسم أضيف إلى واحد من المعارف السابقة فاكتسب التعريف نحو : قلمك ، وقلم سعيد ، وقلم ذلك ، وقلم الذي كتب ، وقلم الكاتب.
المعرف بالنداء : هو منادى قصد تعيينُهُ فاكتسب التعريف كيا بائعُ ، ويا قاعُد.
الباب السابعُ
في المنصرف وغير المتصرف
الاسم إلا أن يكونا منصرفاً ، وهو الذي يلحق آخره التنوين ، وتجري عليه جميع حركات الإعراب : (ظاهرة) كجاء سعيد ، ورأيت سعداً ، ومررت بسعدِ - وهو الأصل - ، أو (مقدَّرَة) كجاء الفتى ، ورأيت الفتى ، ومررت بالفتى. وإما أن يكون غير منصرف ، وهو ما لا يلحقه التنوين ولا الكسر؛ فتكون الفتحة علامة جره - خلافاً للأصل - وجاء عمر ، ورأيت عمر ، ومررت بعمر.
موانع الصرف : يمتنع الاسم من الصرف إذاً وجد فيه علتان من علل تسع ، أو واحدة تقوم مقام علتين ، وست من التسع مع العلم ، وثلاث مع الوصف.
(اللائي مع العلم) :
1 - التأنيث : كعائشة وآمنة وطلحة وحمزة وزينب وسعاد. لكن يجوز صرف الثلاثي الساكن الوسط كهند وفي دَعْدِ.
2 - العُجْمةُ : كإبراهيم وإسماعيل وإدريس ويعقوب. لكن الثلاثي الساكن الوسط يجب فيه الصرف كنوح وهود وشيتٍ.
(1/77)

3 - التركيب المزجي : كبعلبكَّ وحضرموت و معْد يكرب ما لم يختم بؤيهِ فيُبني على الكسر كسيبويهِ.
4 - زيادة الألف والنون : كرضوان وسلمان ونعسان وعمران وعفان.
5 - وزن الفعل : كأحمد ويزيد ويشكر وتغلب ، وشمر وتدمر.
6 - العدلُ عن آخر : كعُمر وزفَرَ وزحل معدولة عن عامر وزافرٍ وزاحل.
(اللأئي مع الوصف) :
1 - وزن فعلان : شرط أن لا يؤنث بالتاء كغضبان وجوعان وعطشان فمؤنثها غضبى وجوعى عطشى. أما ما سمع مؤنثه على فعْلانة فينصرف كخمصان وسيفانِ وموتانِ وصحيانٍ ، فمؤنثها خمصانة وسيفانة وموتانة وصحيانة.
2 - وزن أفعل : كأحمر وأبيض وأحسن وأصغر وأكبر.
3 - العدل عن آخر : كأحاد وموحد وثناء ومثنى إلي عشار ومعشر ، يقال : جاء القوم رباع أي أربعة أربعة. وذهبوا أحاد أي واحدة واحدة ، ولا تستعمل هذه الألفاظ إلا نعوتاً أو أحوالاً أو أخباراً.
(ما يقوم مقام العلتين) ، اثنان :
1 - المحتوم بألف التأنيث الممدودة أو المقصورة كحسناء وحُبلى.
2 - أو الذي عل صيغة منتهى الجموع كمساجد ومصابيح وعنادل وعصافير وحقائق وأراجيف.
تنبيه
إذا أضيف ما لا ينصرف أو عرف بأل صرف وجر بالكسرة نحو : مررت بأفضل القوم


الصاعقه 01-16-2019 11:33 PM

(1/78)

أو بالأفضل. وأحياناً يصرف لضرورة الشعر كقول أحدهم : (تبصر خليلي هل ترى من ظعائن).
تفسير
الخُمصان : الضامُر البطن. السيفانُ : الطويل. الموتان : الضعيف. الصحيان : الذي لا غيم فيه.
الباب الثامن
في المبني والمعرب
والاسم منه معرب ومبني ... لشبه من الحروف مدني
يشير ابن مالك إلى أن الاسم ينقسم إلى قسمين : معرب ، ومبني : فالمعربُ ما سلم من شبة الحرف. والمبني ما أشبههُ.
المبنيُّ : هو الذي يلزم أخزه حالة واحدة من ضم أو فتح أو كسر أو سكون ، وأشبة الحرف وضعاً ومعنى ، ففي الوضع على حرف أو حرفين كتاء الفاعل ، ونا المفعول في لفظ (زرْتنا). وفي المعى مثل : متى ، فإنها أشبهت الهمزة في الاستفهام وإن في الشرط.
والمبني من الأسماء هو الضمائر والإشارات والموصولات بأسماء الأفعال وأسماء الشرط والاستفهام وبعض الظروف واسم لا النافية للجنس والمنادي مفرداً ونكرة مقصودة وما ركب من الأعداد والأحوال والظروف. وكل ذلك مبني على ما سمع به كحيث والآن وأمس ومذْ.
فما يطرد بناؤه على الضم : الظروف المقطوعة عن الإضافة كقبل وبعدُ
(1/79)

وحسب وكلمة غيرُ. تقول : لله الأمر من قبل ومن بعد ، أي : من قبل الأمر ومن بعد الأمر ، وليس غيرُ.
وما يطرد بناؤه على الفتح : الأعداد المركبة من أحد عشر إلى تسعة عشر ويستثنى اثنا عشر فتعرب إعراب المثنى ، تقول : رأيت أحد عشر رجلاً ومر خمس عشرة امرأة ، وسلمت على تسعة عشر شخصاً.
والظروف المركبة مثل اقرأ صباح مساء ، وأعمل ليل نهار.
والأحوال المركبة نحو : هو جاري بيت بيت أي : ملاصقاً.
واسم لا النافية للجنس نحو : لا غريب بيننا ، ولا ريب فيه.
وما يطرد بناؤه على الكسر : الأسماء المنتهية بويه كسيبويه ونفطويه ، وما كان علي وزن فعال علماً لأنثى أو سباً لها ، أو أسم فعل أمر نحو : حذام ورقاش ويا خباث ويا كذاب ومثل : نزال وتراك.
فوائد
1 - أسماء الاستفهام هي : من ما متى أين أيان كيف.
2 - يستثني من الأسماء الموصولة اللذان واللتان ، ومن أسماء الإشارة ذان وتان فتعرب إعراب المثني.
3 - أي معربة دائماً إلا في حالة ورودها اسما موصولاً وحذف صدر صلتها نحو : فسلم على أيهم أفضل. الأصل هو أفضل.
شاهدان
إذا قالت حذام فصدقوها ... فإن القول ما قالت حذام
آت الرزق يوم يوم فأجمل ... طلبا وابلغ للقيامة زادا
(1/80)

إعراب
(إدا قالت حذام فصدقوها)
إذا : ظرف متضمن معنى الشرط محله النصب متعلق بالجواب.
قالت : فعل ماضي وتاء التأنيث.
حذام : فاعل مبني على الكسر في محل رفع.
فصدقوها : الفاء رابطة للجواب ، وصدقوها فعل وفاعل ومفعول به. والجملة جواب الشرط. وجملة قالت حذام فعل الشرط محلها الجر بالإضافة إلى إذا. التقدير : حين قولها.
المعرب : الأسماء كلها معربة ما عدا طائفة منها سبق ذكرها.
وأنواع الإعراب ثلاثة : رفع ونصب وجر. وينحصر الكلام على ذلك في ثلاثة مطالب :
المطلب الأول
المرفوعات
المطلب الأول في رفع الاسم : أصل رفعه بالضمة ، وينوب عنها الألف في المثنى والواو في جمع المذكر السالم والأسماء الخمسة وهي : أب أخ حم فو ذو نحو : وصل الرئيس ونائباه والمرافقون وذو الفضل. ويرقع الاسم إذا كان فاعلاً أو نائب فاعل أو مبتدأ أو خبراً أو اسما لكان وأخواتها أو خبرا لإن وأخواتها.
الفاعل
هو الاسم الذي تقدمه فعل مبني للمعلوم أو شبهه. وحقهُ الرفع نحو : جاء الرجل الواسع علمه الحسن فهمه. ويكون ظاهراً وضميراً مذكراً ومؤنثاً مفرداً أو مثنى أو جمعاً.
فإذا كان مثنى أو جمعاً بقي الفعل معهُ مفرداً نحو : التحم الجيشان وانتصر الصابرون.
(1/81)

وإذا كان مؤنثاً حقيقياً وجب التحاق تاء ، التأنيث الساكنة بالفعل كقامتْ هند ، وقعدت دعْدٌ.
وإذا كان مؤنثا غير حقيقي ، أو حقيقياً وفصل عن فعله ، أو جمعاً مكسراً مطلقاً ، جاز الإلحاق وعدمهُ نحو : طلع الشمس وطلعتْ ، وحضر القاضي امرأة وحضرت ، وقام الرجال والهنود وقامت. لكن لا يجوز إلحاق تاء التأنيث بالفعل مع الفصل يالاً. فلا يقال ما جاءت إلا هند وما وطلعت إلا الشمس. بل يقالُ : ما جاء إلا هند وما طلع إلا الشمسُ.
فوائد
1 - الأسماء الخمسة إذاً بقيت عل حالها أو صغرت أعربت بالحركات الظاهرة نحو : جاء أب وأخ وأبيك وأخيك. وإذا أضيفت إلى ياء المتكلم أعربتُ بالحركات المقدرة نحو : جاء أبي وأخي. وإن ثنيث أو جمعت أعربت إعراباً المثنى والجمع نحو جاء أبواك وإخوانك.
2 - المراد بشبه الفعل اسم الفاعل واسم المفعول والصفة المشبهة واسم التفضيل.
3 - حق الفاعل أن يتأخر عن فعله ، فإذا تقدم عليه صار مبتدأ ، والجملة بعده خبر. مثل : الرجل أتى ، فالرجل مبتدأ وجملة أتى خبر.
4 - بعض العزب يثني الفعل ويجمعه فيقول : قاما الطالبان ، وقاموا الطلاب ، والنحاة يسمون ذلك (لغة أكلوني البراغيث) ، ويأبون اجتماع فاعلين لفعل واحد ، ويقولون : إن الألف والواو والنون للدلالة على التثنية والجمع.
شواهد
يلومونني في حب ليلى عواذلي ... ولكنني من حبها لعميدُ
تولى قتال المارقين بنفسه ... وقد أسلماه مبعد وحميم
رأين الغواني الشيب لاح بعارضي ... فاعرض عني بالخدود النواضٍرِ
(1/82)

إعراب
رأينَ الغواني الشيبَ لاحَ بعارضي
رأين : الصواب رأت أو رأى ونون النسوة هنا دلالة على الجمع. ورأى فعل ماض مبني على فتح مقدر.
الغواني : فاعل مرفوع بضمة مقدرة للثقل.
الشيب : مفعول به منصوب.
لاح : فعل ماض فاعله الضمير المستتر والجملة حالية.
بعارضي : جار ومجرور متعلق بلاح ، واليا ، محلها الجر بالإضافة.
تفسير
العاذلُ : اللائمُ ، العارضان ، : صفحتا الخدَّ. العميدُ : المعمودُ بالوسائد لمرضه.
نائب الفاعل
نائب الفاعل ما تقدمهُ فعل مجهول أو شبهُ وقام ومقام الفاعل من لزوم الرفع ووجوب التأخير عن رافعه نحو : يكرم المرء المحمود فعله. فيكرمً مضارع مجهول مرفوع للتجرد. والمرء نائب فاعل مرفوع. والمحمود صفتُه. وفعله نائب فاعل لاسم المفعول المحمود ، والهاء في محل جر بالإضافة.
ويكون النائب ظاهراً كما مثل ، وضميراً في نحو : حمدت وتحمدُ ، فكل من الضمير البارز في حمدت والمستتر في تحمدُ نائب فاعل.
والنائب في الأصل مفعول به ، فقولك : (سمع الصوت) أصلهُ : سمع الناسُ الصوت. حذف الفاعل وأنيب عنه المفعول به. وإذا تعدد المفعول أنيب عنه الأول نحو : اعطي الفائز جائزة ، وأخبر النوتي البحر هائجاً. وقد يكون النائب ظرفاً أو مصدراً أو جاراً ومجروراً نحو : سهرتْ الليلةُ ، وفرح فرح عظيم ، ونُظر في الأمر. ويشترط في الظرف والمصدر أن يكونا متصرفين مختصين. فلا يصحُّ


الصاعقه 01-16-2019 11:33 PM

(1/83)

مثل : جلس معك ، ولا : عيذَ معاذ الله ، ولا : قُعدَ زمانٌ ، وسِير سيرٌ.
فوائد
1 - المتصرف من الظروف والمصادر هو ما يرفع وينصب ويجر. والمختص ما يوصف ويضاف نحو : صيم الشهر ، وسير يوم كامل ، ونحو : فرحَ فرحٌ عظيم ، وفُرحَ فرحٌ الفوز.
2 - غير المتصرف من الظروف والمصادر كقبل ولدن وسبحان ومعاذ.
3 - يجب تأخر النائب عن رافعه ، فإن تقدم عليه صار مبتدأ ، والجملة خبر.
شواهد
لعل عتبك محمود عواقبهُ ... وربما صحتِ الأجسام بالعللِ
إذا عيشَ في خير امرئ ونواله ... توالى عليه الحمد من كل جانب
تظوهرَ بالعدوان واختيل بالغنى ... وشوركَ بالرأي الرجال الأماثل
المبتدأ والخبرُ
المبتدأ والخبر اسمان تتألف منهما جملة مفيدة كقولك : القناعة كنز. وتسمى الجملةُ المركبة منهما جملة اسمية ، ولكل منهما أحكام :
أحكام المبتدأ : المبتدأ اسم مرفوع بعامل معنوي هو الابتداء.
1 - وحقه أن يكون معرفة. وتد يأتي نكرة إذا أفادت بأن يتقدم عليها الخبرُ ظرفاً أو جاراً ومجروراً نحو : عندك فضل ، وفيك خير. أو تقع بعد نفي أو استفهام أو رب ، أو كانت موصوفة أو مضافة إلى نكرة نحو : ما كريم مذموم. وهل فتى هنا ؟ ورب ساع لقاعدِ. ورجل ووقر عز قادم. وطالب معونة واقفٌ.
(1/84)

2 - حق المبتدأ أن يتقدم على الخبر ، وقد يتأخر عنه نحو : في الدار ناس.
3 - يجب تقدمه في الألفاظ التي لها الصدارة كأسماء الشرط والاستفهام والموصولة وما التعجبية وكم الخبرية وما اقترن بلام الابتداء نحو : من يذهب أذهب معه. وما صنعتك ؟ وهذا قاض. والذي مر أديب. وكم صاحب لك. وما أحسن الوفاء. وللصدق منجاة.
4 - يحذف المبتدأ وجوبا إذا أخبر عنه بمخصوص نعمَ وبئس نحو : نعمَ القاضي إياس. وبئس الشاهد إياد. أي هو. وإذا أخبر عنه بمصدر نحو : صبر جميل أي صبري صبر جميل. أو بما يشعر القسم نحو : في ذمتي لأحضرن أي في ذمتي عهْدٌ.
أحكام الخبر : الخبر اسم مرفوع بعامل لفظي هو (المبتدأ).
1 - ويطابقه في الإفراد والتذكير وغيرها نحو : الورق صقيل ، والقلمان مبريان ، والطلاب جالسون. وكما يأتي الخبرُ مفرداً يأتي جملة اسمية أو فعلية مشتملة على ضمير يربطها بالمبتدأ نحو : الظلم مرتعهُ وخيم ، والحلمُ يسمو صاحبه. ويقع ظرفاً أو جاراً ومجروراً متعلقين بمحذوف مقدر بكائن أو استقر ، فإن قدرتهُ بكائن كان الخبر مفرداً وإن قدرته باستقرَّ كان جملة نحو : العفو عند المقدرة ، والصفح من شيم الكرام.
2 - قد يتعدد الخبر فيقال : هو شاعر ناثر أديب أريبٌ.
3 - الأصل في الخبر أن يتأخر عن المبتدأ ، ويجوز تقدمهُ إذا لم يكن مانع نحو : بيده الأمر. لكنه يجمع تقدمه في الألفاظ التي لها الصدارة كأين بيتكَ ؟ وكيف حالك ؟
4 - يجب حذف الخبر بعد ما هو صريح في القسَم نحو : لعمركَ لأزورنكَ ، أيْ
(1/85)

قسمي. وبعدَ لولا نحو : لولا الهداة لضل الناس ، أي موجودون. وبعد واو المعية نحو : كل طالب وكتابهُ ، أي مقترنان.
5 - قد يسد مسدا الخبر الفاعل أو نائبة إذا كان المبتدأ وصفاً معتمداً على نفي أو استفهام وكان ما بعده مثنى أو جمعا. ويراد بالوصف اسما الفاعل أو المفعول وما أشبههما نحو : أقادم أخواك ؟ وما مخذول تابعوك. فإذا كان الوصف مفرداً جاز أن يسدْ الفاعل أو نائبه مسد الخبر أو أن يكون مبتدأ مؤخراً نحو : أقادم أخوك ؟ فأخوك هنا إما فاعل سد مسد الخبر أو مبتدأ مؤخر وقادم خبر مقدم.
إعراب
1 - أقادمٌ أخواك ؟
الهمزة للاستفهام ، وقادم : مبتدأ مرفوع.
أخواك : فاعل سد مسد الخبر؛ لأن المبتدأ وصف والخبز مثنى.
2 - ما مخذولٌ تابعوكَ
ما : نافية ومخذول : مبتدأ مرفوع. تابعوك : نائب فاعل سد مسد الخبر؛ لأن المبتدأ وصفٌ معتمد على نفي والخبر جمع لا مفرد.
وشادن يسألني
الواو واو رب. شادن : مبتدأ مرفوع علي مجرور لفظاً. وجملة يسألني خبرٌ. والشاهد مجيء المبتدأ نكرة مسبوقة بواو رب حرف الجر الشبيه بالزائد.
شواهد
وفي النفس حاجات وفيك فطانةٌ ... سُكوتي بيان عندها وخطابُ
ما رجاء محقق بالتمني ... أو حياة محمودة بالتواني
(1/86)

أقاطن قوم سلمى أم نوَوْا ظعنا ... إن يظعنوا فعجيب عيشُ من قطنا
خليليَّ ما واف بعهدي أنتما ... إذا لم تكونا لي على من أقاطعُ
وشادن يسألني ...ما المبتدا والخبرُ
مثلهما لي مسرعاً ... فقلت : أنتَ القمرُ
اسم كان وأخواتها
تدخل كان أو إحدى أخواتها على المبتدأ والخبر فيبقى المبتدأ مرفوعاً وينتصب الخبر نحو : وكان الله عزيزاً حكيماً ، فالله اسمها ، وعزيزاً خبرها. وقد تقدم الكلام على ذلك مفصلاً.
إن وما ولا ولاتَ
تعمل عمل ليس فترفع الاسم وتنصب الخبر بشروط موضحة فيها يلي :
إن وما : يشرط في علهما أن لا يتقدم خبرهما على اسمهما ، وألا ينتقض نفيهما بإلا نحو : إن المرء خالداً ، وما مخلوق باقياً. بخلاف ما محبوب الكذوب ، وما محمد إلا رسول.
وكثيراً ما تدخل الباء في خبر ما نحو : وما ربك بغافل عما يعملون.
لا : يشترط في عملها فوق الشرطين السابقين أن يكون معمولاها نكرتين نحو : لا كريم مذموماً ، ولا بخيل محموداً.
لات : لا تعمل إلا في أسماء الأزمان مثل : حين وساعة وأوان.
ويكثر حذف اسمها نحو : ولات حين مناص ، ولات ساعة مندمِ ، ولات أوان ملام. والتقدير : ولات الحين حين مناص. ولات الساعة ساعة مندم. ولات الأوان أوان ملام.


الصاعقه 01-16-2019 11:33 PM

(1/87)

أمثلة
إن هذا بشرا... إن الهواء عاصفا
إن السحاب مبتلدا .... ما اللبيب غافلا
ما كل ناصح مخلصا .... وما ربك بظلام
لا زمان مسالما ... لا متعلم نادما
لا كسول ناجحا ... لات ساعة مندم
لات حين مناص .... لات أوان ملام
فوائد
الأولى : بعضهم يجر بلات نحو :
طلبوا صلحنا ولات أوان
وكقول المتنبي :
لقد تصبرت حتى لات مصطبر .... والآن أقحم حتى لات مقتحم
الثانية : لات أصلها لا النافية زيدت فيها تاء التأنيث المفتوحة كما زيدت في ربت وثمت
الثالثة : (ما) إن عملت عمل ليس سميت حجازية ، وإن بقيت نافية سميت تميمية.
شواهد
إن المرء ميتا بانقضاء حياته .... ولكن بأن يبغى عليه فيخذلا
تعزفلا شيء على الأرض باقيا... ولا وزر مما قضى الله واقيا
وما الحسن في وجه الفتى شرفا له.... إذا لم يكن في فعله والخلائق
وما كل ذي لب بمؤتيك نصحهُ ... ولا كل مؤتٍ نصحهُ بلبيب
ندم البغاة ولات ساعة مندم ... والبغي مرتع مبتغيه وخيم
(1/88)

إعراب
1 - وما كل هاو للجميل بفاعل
ما : نافية تعمل عمل ليس.
كل : اسمها مرفوع.
هاو : مضاف إليه.
للجميل : جار ومجرور متعلق باسم الفاعل هاو.
بفاعل : الباء حرف جر زائد ، وفاعل : خبر (ما) مجمرور لفظها منصوب محلاً ، أي فاعلاً.
2 - إن المرءُ ميتاً بانقضاء حياته.
إن : نافية بمعنى ليس.
المرءُ : اسمها مرفوع.
ميتا : خبرها منصوب.
بانقضاء : جار ومجرور متعلق بالصفة المشبهة ميت.
حياته : مضاد إليه مجرور ، والهاء المضافة إلى حياة محلها الجر.
خبر إنَّ وأخواتها
تدخل إن على المبتدأ والخبر ، فتنصب الأول ويسمى اسمهما ، وترفع الثاني ويسمى خبرها. ومثلها : أنّ ، كأنَ ، لكنً ، لعلً ، ليتَ.
نحو : إن عماداً قائم ، قدرت أنه نائم ، كأن زياداً حاكم ، لكن إياداً حازم ، ليت الشباب راجع ، لعل الدواء ناجع.
ويقال لها الحروف المشبهة بالفعل؛ لأن معنى إن وأن التوكيد ، ومعنى كأن التشبيه ، ومعنى لكن الاستدراك ، ومعنى ليت والتمني ، ومعنى لعل الترجي؛ فكأنك قلت : أكدت وشبهت واستدركت وتمنيت وترجيت.
، ومثلها في العمل لا النافية للجنس.
(1/89)

ومن أحكام هذه الحروف :
أولاً : لا يجوز في هذا الباب أن يتقدم الخبر على الاسم إلا إذا كان ظرفاً أو جاراً ومجروراً نحو : إن في نفسي لحاجة ، وإن لديك لفطانة.
ثانيا : قد تقترن (ما) الزائدة بهذه الحروف فتكفها عن العمل. نحو : {إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ} ، ولكنما أسعى لمجد مؤثل.
ثالثا : إذا خففت لكن بطل علمها وأعربت حرف استدراك نحو : محمود عالم لكن أخوهُ جاهل.
رابعا : إن وكأن تخففان ويبقى عملهما ويكون اسمها ضمير الشأن محذوفاً نحو : علم أن سيكون منكم مرضى ، وكأن لم يغن بالأمس. والتقدير : علم أنه أي الحال والشأن سيكون منكم.
ما تختص به إن
أولاً : تدخل لام الابتداء عن خبرها أو اسمها المتأخر نحو : إن رأيك لصواب ، وإن في السماء لعبراً.
ثانيا : تكسر همزتها إذا وقعت في الابتداء نحو : إن هذا حق. وبعد القول نحو : قال إني عبد الله. أو بعد ألا نحو : ألا إنك لوفي. أو صدر جملة حالية نحو : العبد يدبر وإن القضاء يضحك.
ثالثا : تفتح همزتها إذا وقعت بعد الفعل أو حرف الجر نحو : يسرني أنه مهذب ، وكافأتهُ لأنه مستحق.
(1/90)

لا النافية للجنس
أي لنفي حكم الخبر عن الجنس لا عن الوحدة ، ففي قولك : لا صاحب جود ممقوت ، تكون نفيت المقت عن جنس الأجواد. وهي تعمل عمل إن من حيث نصب الاسم ورفع الخبر ، بشرط أن يكون معمولاها نكرتين ، وأن لا يتقدم الخبر على الاسم ، وألا يدخل عليها حرف جر. فإن فقد الشرطان الأولان بطل عملها ووجب تكرارها نحو : لا في الصلاة حركة ولا حديث ، وإن
دخل عليها حرف جر بطل علمها كقولك : أتيت بلا زاد.
إعراب اسم لا وبناؤه
يعرب اسمها إذا كان مضافاً أو شبيها بالمضاف نحو : لا فاعل خير مذموم ، ولا باسطا أذي محمود.
ويبنى على ، ما ينصب به ، فعلى الفتح في المفرد ، وعلى الياء في المثنى وجمع المذكر السالم ، وعلى الكسرة في جمع المؤنث السالم نحو : لا تثريب عليك ولا ضدين مجتمعان ، ولا كاذبين مصدقون ، ولا جاهلات محترمات.
فوائد
1 - إذا تكررت (لا) جاز عملها وإلغاؤها تقول : لا حول ولا قوة إلا بالله.
2 - يكثر حذف خبرها في مثل : لا بأس ولا ضير ، أي : لا بأس عليك.
3 - إذا دخلت عليها همزة الاستفهام بقي عملها نحو : ألا صديق مرجو ؟
إعراب
لا شاهد زور موفقٌ :
شاهد : اسم لا النافية للجنس منصوب. وزور : مضاف إليه مجرور. وموفق : خبر لا مرفوع.


الصاعقه 01-16-2019 11:34 PM

(1/91)

لا ضدين مجتمعان :
ضدين : اسم لا النافية للجنس مبني على الياء لأنه مثنى في محل نصب. ومجتمعان : خبر مرفوع بالألف لأنه مثنى.
لا جاهلات محترمات :
جاهلات : اسم لا النافية للجنس مبني على الكسرة لأنه جمع مؤنث سالم في محل نصب.
ومحترمات : خبر مرفوع.
ولا سيما
تركيب (لاسيما) يفيد ترجيح ما بعدها عل ما قبلها في الحكم كقول امرئ القيس :
"ولاسيما يوهم بدارة جلجُلِ "
وهي مركبة من (الواو) و(لا) و(سِيَّ) و (ما).
فالواو : زائدة.
و لا : نافية للجنس تعمل عمل إن ،
و سِيَّ : بمعنى (مثل) اسم (لا) ينصب إن كان معرفة ، ويبنى على الفتح إن كان نكرة. والخبر محذوف تقديره (موجود).
و ما : إما زائدة والاسم بعدها مجرور بالإضافة. وإما موصولة وما بعدها مرفوع خبر لمبتدأ محذوف تقديره (هو). وإما نكرة موصوفة مميزة بمنصوب.
(تنبيهان)
الأول : (سيَّ) إن تلتها (ما) زائدة أو موصولة فهي معربة منصوبة ، وإن تلتها (ما) النكرة الموصوفة فهي مبنية.
الثاني : الاسم الواقع بعد (لاسيما) يجوز فيه الخفض أو الرفع أو النصب. والخفض أرجح.
(1/92)

المطلب الثاني
المنصوبات
الأصل في نصب الاسم أن يكون بفتحة ، وينوب عنها ألف في الأسماء الخمسة ، وكسرة في جمع المؤنث السالم ، وياء في المثنى وجمع المذكر السالم نحو : احترام أمك وأباك وأخويك وخالاتك والأقربين.
وينصب الاسم إذا كان مفعولاً به أو مفعولاً مطلقا أو مفعولاً لأجله أو مفعولاً فيه أو مفعولاً معه أو مستثني بإلاً أو حالاً أو تمييزاً أو منادى أو خبراً لكان وأخواتها أو اسماً لإن وأخواتها.
المفعول به
هو ما يقع عليه فعل الفاعل نحو : قدم معنٌ أطروحة ، وقس عليه ، ومعنّ مقدم أطروحة ، وعجبت من شتم نصر سعداً.
ويكون مظهراً كما مثل ، ومضمراً متصلاً كأرشدك وأرشده وأرشدهن ، ومنفصلاً نحو : ما أرشد إلا إياي وإياك وإياه. فتقول في إعراب نصحني : نصح فعل ماض ، والياء مفعول به ، وفاعله مستتر وجوباً. واعلم أن النون في أرشدني للوقاية لأنها وقت الفعل من التغيير.
فوائد
1 - يجوز تقديم المفعول به على الفاعل وتأخيره عنه تقول : بني البيت إبراهيم ، وبنى ابراهيم البيت. ما لم يكن أحدهما ضميراً متصلاً فيجب تقديمه كقرأتُ الكتاب. كما يجب تقديم الفاعل إذا خيف اللبس نحو : سبق موسى عيسى.
2 - إذا نصب الفعل ضميرين وجب فصل ثانيهما نحو : ملكتك إياك ، إلاً إذا كان الأول أعرف
(1/93)

أو كانا للغيبة واختلف لفظاهما فيجوز الفصل والوصل نحو : القلم أعطيتكهُ وأعطيتك إياه. وبنيت الدار لأولادي وأسكنتهموها وأسكنتهم إياها.
3 - ضمير المتكلم أعرف من المخاطب ، والمخاطب أعرف من الغائب.
المفعولُ المطلَقُ
المفعول المطلق مصدر يذكر بعد فعل من لفظه لتأكيده ولبيان نوعه أو عدده نحو : زحف الجيش زحفاً ، وهجم هجوما عنيفا ، فهزم العدو هزيمتين.
وقد يحذف الفعل ويبقى المصدر منصوباً به نحو : قدوماً مباركاً وسقياً ورعياً وصبراَ.
وسمي مفعولاً مطلقاً لأنه غير مقيد بحرف جر ونحوه بخلاف غيره من المفعولات.
وينوب عن الفعل اسما الفاعل والمفعول والمصدر تقول : هو كاتب كتابة بليغة ، والمال مكتسب اكتسابا حلالاً ، والمكافأة جزاؤكم جزاء وفاقا. وينوب عنه أيضاً مرادفة كقعد جلوساً. وصفتهُ نحو : سار قليلاً. والإشارة إليه نحو : أنح هذا النحو. وما يدل على نوعه مثل : يمشي الهوينى. أو على عدده كطرق الباب مرتين. أو على آلته كضربهُ سوطا. ولفظُ كل أو بعض مضافين إلى المصدر كأحسنت كل الإحسان ، وتأثرت بعض التأثر.
شواهد
وقد يجمع الله الشتيتين بعدما ... يظنان كل الظن ألا تلاقيا
أذلاً إذا شب العِدا نار حربهم ... وزهوا إذا ما يجنحون إلى السلم
ومشيت مشية خاضع متواضع ... لله لا تزهو ولا تتكبر
أشوقا ولما يمض لي غير ليلة ... فكيف إذا خب المطي بنا عشرَا
(1/94)

إعراب
تبًّا لفعل الخونةِ.
تبا : مفعول مطلق منصوب بفعل محذوف تقديره تب أي خسر.
لفعل : جار ومجرور متعلق بالمصدر تبا.
الخونة : مضاف إليه مجرور.
يظنان كل الظن.
يظنان فمل مضارع مرفوع بثبوت النون ، وألف التثنية فاعل.
كل : نائب عن المفعول المطلق مضاف إلى الصدر منصوب.
الظن : مضاف إليه مجرور.
المفعول لأجله
هو مصدر مبين لسبب حدوث الفعل وتعليله ، ومشارك لعامله في الوقت والفاعل نحو : ضربت ابني تأديباً ، فتأديباً مصدر مفهم للتعليل. إذ يصح أن يقع في جواب لم فعلت الضرب ؟ وهو مشارك لضربت في الوقت والفاعل. وحكمة النصب إن وجدت هذه الشروط أعني المصدرية وإبانة التعليل واتخاده مع عامله في الوقت والفاعل ، فإن فقد شرط منها لم يكن مفعولاً لأجله وتعين جره بحرف التعليل وهو اللام. فمثال ما فقد المصدرية قولك : جئت للماء. ومثال ما فقد الاتحاد في الوقت : تهيأت اليوم للسفر غداً. ومثال ما فقد الاتحاد في الفاعل : قمت لأمرك إياي.
ويجوز تقديم المفعول لأجله سواء جراً أو نصب نحو : لزهد قنع ، وزهداً قنع.
وهو إما مجرد من أل والإضافة أو محلى ما بأل ومضاف. فالمجرد يكثر نصبه ويقل جره كدرست رغبة في العلم أو لرغبة. والمقرون بأل يكثر جره ويقلُّ
(1/95)

نصبه كضربتهُ للتأديب أو التاديب. والمضاف يجوز فيه الأمران على السواء نحو : تصدقت ابتغاء الثواب آو لابتغائه.
شواهد
وأغفر عوراء الكريم ادخاره ... وأعرض عن شتم اللئيم تكرما
لا أقعد الجبنَ عن الهيجاء ... ولو توالت زمر الأعداء
من أمكم لرغبةٍ فيكم جبر ... ومن تكونوا ناصريه ينتصر
ولقد أصرف النفس عن الشي ...ء خياءّ وحبه في الفؤاد
إعراب
لا أقعُدُ الجُبْنَ.
لا : نافية.
أقعدُ : مضارع مرفوع للتجرد ، وفاعله ضمير مستتر وجوبا.
الجبن : مفعول لأجله منصوب على قلة. والتعليل لأجل الجبن أي الخوف.
قمتُ إجلالاً لهُ.
قمت : فعل وفاعل.
إجلالاً : مفعول لأجله منصوب على كثرة.
له : جار ومجرور متعلق بالمصدر. والتعليل لإجلاله.
المفعول فيه
هو كل ظرف زمان أومكان حدث فيه فعل تضمن معنى (في) نحو : امكثْ هنا برهة. فهنا ظرف مكان. وبرهة ظرف زمان. وكل منهما تضمن معنى (في) ، والمراد : أمكث في هذا الموضع في برهة. فمن ظروف الزمان : غدوة وبكرة وضحوة وعشية وحين.

الصاعقه 01-16-2019 11:35 PM

(1/96)

ومن ظروف المكان : الجهات الشت وهي : فوق وتحت وأمام ووراء ويمين وشمال.
وكل من الزمان والمكان مختص أو مبهم :
فالزمان المختص : ما دل على زمن معين كيوم وشهر وعام.
والمبهم : ما ليس كذلك كوقت وحين.
والمكان المختص : ما له حدود معينة كالدار والمسجد.
والمبهم : بخلاف كيمن وشمال.
والظرف : إما متصرف أو غير متصرف :
فالتصرف : ما يستعمل ظرفاً منصوباً وغير ظرف نحو : سرت اليوم فرسخاً. والفرسخ ثلاثة أميال. والميل ألف باع. والبريد أثنا عشر ميلاً.
وغير المتصرف : ما يلازم النصب على الظرفية أو شبهها وهو الجر بمن كأين وعند ولدن وقط وعوض وإذ وإذا وبينا وبينما.
فوائد
1 - كل الظروف صالحة للنصب عل الظرفية إلا المكان المختص فإنه يجر بفي كجلست في الدار ، وصليت في المسجد. وإلا بعض الجهات كجانب و داخل نحو : جلست بجانب المعلم.
2 - لدن بمعنى عند إلا أن لدن تستعمل للأعيان الحاضرة فقط فتقول : هذا الكلام من عندي. ولا تقول : لدني مال إلا إذاً كان حاضراً.
المفعول معه
هو الاسم المنتصب بعد واو بمعنى (مع) ، والناصب له ما تقدمه من الفعل أو شبهه كاسم الفاعل والمصدر. فمثال الفعل : سر والرصيف أي : سرْ مع
(1/97)

الرصيف. فالرصيف منصوب بسرْ. ومثال شبه الفعل : سعدٌ سائر والرصيف ، وأعجبني سيرك والرصيف ، فالرصيف منصوب بسائر وسيرِك.
وإنما قدروا الواو بمعنى مع لأنه لا يجوز العطف الضمير المتصل بدون توكيده بالضمير المرفوع المنفصل نحو : قمت أنا وبكر.
ولا يجوز تقدم المفعول معه على عامله فلا يقال : و الجبل سرت.
والخلاصة أنه يتعين نصب الاسم على أنه مفعول معه إذا لم يصح عطفه على ما قبله كذهبت وهاشماً ، فإن صح الخطأ جاز الأمران نحو : وصل الرئيس والأعوان ، والرفع أرجح. ويتعين العطف أي عدم النصب بعد ما لا يقع الفعل إلا بالاشتراك : كتخاصم محمود ومنصور.
شاهد
إذا أعجبتك الدهر حسال من امرئ ... فدعهُ وواكل أمره واللياليا
الاستثناء
هو إخراج الثاني من الأول ب (إلاَّ) أو إحدى أخواتها وهي : غير ، سوى ، خلا ، عدا ، حاشا ، ليس ، لا يكونُ.
إلاً : حرف. غير وسوي : اسمان. خلا وعدا وحاشا : مترددة بين الفعل والحرف. وليس ولا يكون : فعلان. وهي مختلفة في الأحكام :
المستثنى يإلَّ : ثلاثة أنواع : متصل ومنقطع ومفرغ.
المتصل : هو ما كان من جنس المستثنى منه نحو : انصرف العمال إلا زياداً. ولإعرابه وجهان :
النصب إن كان الكلام تاما موجبا. وتقصد بالتام أن يذكر فيه المستثنى منه. وبالموجب أن لا يسبق بنفي أو نهي نحو : قام الناس إلا عماداً.
(1/98)

وثانيهما : جواز النصب على الاستثناء والإتباع على البدلية إن كان الكلام تاماً منفياً نحو : ما قام أحد إلاً سعداً وإلا سعد. وما رأيت أحمداً إلا سعداً ، وما مررت بأحد إلا سعداً وإلا سعد ، فجاز في سعد النصب على الاستثناء ، والرفع والجر على البدلية من أحد.
المنقطع : هو أن يكون المستثنى من غير جنس المستثنى منه. والأرجح فيه النصب نحو : رحل القوم إلا جملاً فالجمل ليس من جنس القوم.
المفرغ : هو أن يكون الكلام ناقصاً غير موجب أي خاليا من ذكر المستثنى منه ومنفياً. وإعرابه بحسب ما يقتضيه العامل قبله نحو : ما غاب إلا إيادّ ، وما رأيت إلا إياداً ، وما مررت إلا بإياد. فإيادُ الأولى فاعل غاب ، والثانية مفعول رأيت ، والثالثة مجرورة بالباء. وقد سمي هذا النوع مفرغاً لأن ما قبل إلا تفرغ للعمل فما بعدها.
المستثنى بغير وسوى : حكم المستثنى بهما الجر بالإضافة إليه ويعربان بما كان يعرب به المستثنى بإلا. تقول : جاء المسافرون غير نصر أو سوى نصر ، بالنصب كما تقول : ما سافر أحد غير نصر أو غير نصر بالنصب والإتباع لأنه تام غير موجب.
المستثنى بخلا وعدا وحاشا : يجوز فيه الخفض والنصبُ. فالنصب على أنها أفعال استتر فاعلها ، والمستثنى مفعول نحو : أنصرف الوزراء خلا محموداً ، والخفضُ على أنهن حروف جر نحو : أجتمع الوزراء عدا محمود.
وإذا تقدمت (ما) على خلا وعدا تعين كونهما فعلين وتعين النصب بهما على المفعولية كقولك : عاد الموفدون ما خلاً سعداَ أو ما إذا عداً. أما حاشا فلا تدخل عليها (ما) فلا يقال : ما حاشا فلاناً.
المستثنى بليس ولا يكون : حكم المستثنى بهما النصب نحو : اجتمع القضاة ليس


الصاعقه 01-16-2019 11:35 PM

(1/99)

خالداً. ولا يكون خالداً. كأنه قيل : ليس بعضهم خالداً ولا يكون بعضهم خالداً.
تنبيه
إذا تقدم المستثنى على المستثنى منه في النفي فالأفصح نصبهُ نحو : وما لي إلا مذهب الحق مذهبُ.
شواهد
لكل داء دواء يستطبُّ به ...إلا الحماقة أعيتْ من يداويها
آلا كل شيء ما خلا الله باطل ... وكل نعيم لا محالة زائلٌ
ومالي إلاً آل أحمد شيعة ... وما لي إلا مذهب الحق مذهبُ
أبجناحيهم قتلا وأسرا ... عدّا الشمطاء والطفل الصغير
تفسير
أعيت : أعجزت. الشمط : بفتحتين بياض شعر الرأس يخالط سوادهُ. الرجل أشمط والمرأة شمطاء.
الحالُ
الحال وصف فضلة مسوق لبيان هيئة الفاعل أو المفعول حين وقوع الفعل نحو : {فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا} و{وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولًا}. ومعنى فضلة أنه ليس عمدة في الجملة كالخبر. ويجوز تعدد الحال كجواز تعدد الخبر نحو : رجع خالد سالماً غانماً ، كما يجوز تقدمها على عاملها نحو : ضاحكاً جاء سعدٌ.
(1/100)

مجيء الحال نكرة ومعرفة
الأصل في الحال أن تكون نكرة مشتقة. وما ورد منها معرفة في اللفظ فهو نكرة في المعنى نحو : اجتهد وحده أي منفرداً. وجاؤوا الجماء أي جميعاً. وكلمته فاهُ إلى في أي مشافهة.
وتقع جامدة مؤولةٌ بمشتق في مثل الأمور التالية :
أولاً : إذا دلت على تشبيه نحو : كر علي أسداً أي كأسد ، وبدت لميس بدراً أي كبدر.
ثانيا : إذا دلت على ترتيب نحو : دخلوا واحداً واحداً ، وخرجوا أربعة أربعة ، أي مرتين.
ثالثا : إذا دلت على سعٍر نحو : بيع القمح مداًَ بعشرين والسمن رطلاً بثلاثين ، أي مسعراً.
رابعا : إذا دلت على مفاعلة نحو : بعتهُ يداً بيد أي متقابضين ، وما شيتهُ كتفا لكتف أي متلاصقين.
خامسا : إذا كانت موصوفة نحو : {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا}و {تَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا}.
عامل الحال وصاحبها
عامل الحال ما تقدت عليها من فعل أو شبهه أو معناه نحو : تلك هند مقنعة ، كأنك واقف فيهم خطيبا ، سليم في الدار جالساً. وقد يحذف العامل كقولك للمسافر : راشداً مهدياً أي سر راشداً.
وصاحبها ما كانت وصفا له أي ما يتبين هيئته ، وتطابقه في التذكير
(1/101)

والتأنيث والإفراد والتثنية والجمع نحو : انصرفا مسرعين وانصرفوا مسرعين وانصرفن مسرعات.
وحق صاحبها أن يكون معرفة ، وقد يأتي نكرة كالمبتدأ إذا تأخر عنها أو تخصص بوصف أو إضافة أو اعتمد على نفي أو استفهام نحو : جاء راكباً رجل ، وبالباب رجل وقور منتظراً ، ونظرت إلى خادم رجل مختالاً ، ولا يقتد أحدٌ بآخر جاهلاً.
وقوع الحال جملة
تقع الحال جملة اسمية أو فعلية ، ولابد من اشتمالها على رابط وهو إما الواو فقط أو الضمير أو هما معا نحو : سافر والليل مقمر ، وأقبل الغلام يلهث ، ووصل وهو يبتسم ، وتقع الجملة ظرفاً وجاراً ومجروراً كرأيت الهلال بين السحاب ، وأبصرت خيالهُ في الماء.
أمثلة
تناولت الكتاب جالساً ... قرأتُ البحث موجزاً
جئن فرحات مرحاتِ ... هذا بعلي شيخاً
رجعوا وهم جذلون ... درست النحو بحثاً بحثاً
أبصرتك مع القادمين ... كلمته وجهاً لوجه
ماست دعدٌ غصناً
شواهد
تأن ولا تعجل بلومك صاحباً ...لعل له عذراً وأنت تلوُم
إذا المرء أعيتهُ المروءة ناشئاً ... فمطلبها كهلاً عليه عسيرُ
أري العيش بين المدن مُرأ فليتني ... أعيش قرير العين بين المضارب
(1/102)

سفرن بدوراً وانتقبن أهله ... ومسنَ غصونا والتفتن جآذرا
سرينا ونجم قد أضاء فمذ بدا ... محياك أخفى ضوءهُ كل شارف
فعش واحداً أو صل أخاك فإنه ... مقارف ذنب تارة ومجانبهْ
إعراب
أرى العيش بين المدن مرّاً
أري : فعل مضارع مرفوع للتجرد استتر فاعله.
العيش : مفعول أول لأرى.
بين : ظرف مكان متعلق بحال من العيش تقديره كائناً.
المدن : مضاف إليه مجرور.
مراً : مفعول ثان لأرى منصوب.
نعيبُ زماننا والعيبُ فينا
نعيبُ : فعل مضارع مرفوع استتر فاعله.
زماننا : مفعول به منصوب. ونا : في محل جر بالإضافة.
والعيب : الواو للحال. العيبُ مبتدأ مرفوع.
فينا : جار ومجرور متعلق بالخبر تقديره مستقر. والجملة في محل نصب على الحال.
التمييز
ويسمى مفسراً ومبيناً : هو كل اسم نكرة جامد يتضمن معنى (منْ) لرفع الإبهام عما قبله من اسم ذات ملفوظ أو نسبة ذات ملحوظ. فالأول كاشتريتُ رطلاً سمناً. والثاني كطاب محمد نفساً. فرطلاً وطاب مبهمان فلما قلت سمناً ونفساً ميزتهما وفسرتهما ، وبينتهما وإليك حكمهما :
الملفوظ : هو الواقع بعد أسماء الوزن والكيل والمسَاحة والعدد نحو :


الصاعقه 01-16-2019 11:36 PM

(1/103)

اشتريت رطلاً زيتاً ومداّ قمحاً وحقلاً فولاً وعشرين نعجة ، وما عدا ذلك ففرْع للملفوظ كاشتريت قميصاً حريراً ، وهذا باب حديداً.
ويجوز في تمييز غير العدد الجر بمن أو الإضافة إلى المميز نحو : هذا خاتم ذهباً ، أو خاتم من ذهب ، أو خاتم ذهب.
الملحوظ : هو المبين لجهة النسبة ، ويفهم من الجملة ، وله أربعة أقسام :
الأول : أن يكون محولاً عن الفاعل نحو : وأشتعل الرأس شيباً. وأصله : اشتغل شيبُ الرأس.
الثاني : أن يكون محولاً عن المفعول نحو : وفجرنا الأرض عيوناً. وأصله : وفجرنا عيون الأرض.
الثالث : أن يكون محولاً عن المبتدأ نحو : أنا أكثر منك مالاً. وأصله : مالي أكثر من مالك.
الرابع : أن يكون غير محول كتمييز التعجب والتفضيل نحو : لله دره كاتباً ، وهو أبعد نظراً وأكثر فهماً.
الفرق بين الحال والتمييز
أولاً : إن الحال تجيء جملة وظرفا وجاراً ومجروراً ، والتمييز لا يكون إلا اسماً.
ثانياً : إن الحال تجيء لبيان الهيئات ، والتمييز يجيء لبيان الذوات لرفع الإبهام عنها.
ثالثا : إن الحال تتعدد كخبر المبتدأ ، والتمييز لا يتعدد كطاب محمد نفساً.
رابعا : إن الحال مشتفةٌ ، والتمييز جامدٌ. والحال تتقدم ، والتمييز لا يتقدم إلا نادراً. وقد يتعاكسان فتاتي ، الحال جامدة كبدت دعدٌ بدراً ، ويأتي التمييز مشتقاً نحو : لله درة فارساً.
(1/104)

شواهد
من أطاق التماس شيء غلاباً ... واغتصاباً لم يلتمسهُ سؤالا
ولكن تفوق الناس رأيا وحكمةٌ ... كما فقتهُم مالاً ونفساً ومحتداً
يبكي علينا ولا نبكي على أحد ... لنحن أغلظُ أكباداً من الإبل
كفى بك داء أن تري الموت شافياً ... وحسبُ المنايا أن يكن أمانيا
تمييز العدد
تمييز العدد جمع مجرور مع الثلاثة والعشرة وما بينهما. ومفرد مجرور مع المئة والألف. ومفرد منصوب مع أحد عشر إلى تسعة وتسعين نحو : اشتريت ثلاثة كتب وأربع مجلات وعشرة أقلام ومئة ورقة وألف شفرة بألف وخمسمائةٍ وثمانين قرشاً.
كناياتُ العدد
كمْ : اسم مبهم مفتقر إلى التمييز ، وهي نوعان : استفهامية وخبرية ، فالاستفهامية تمييزها مفرد منصوب نحو : كم ديناراً قبضت ؟ والخبرية تمييزها مفرد أو جمع مجرور بها أو بمن مقدرة نحو : كم كتاب قرأت ، وكم بحار ركبت.
أما إعرابها فإن كني بهما عن المصدر أو الظرف فمحلهما نصب على الظرفية أو المصدرية نحو : كم زورةٍ زرت وكم يوماً غبت ؟ وإن كنُي بهما عن الذوات ولم يلهما فعل نحو : كم أخا لك ؟ أو وليهما فعل لازم أو ناقص نحو : كم شخصاً سما ؟ وكم قرية غدت ركاماً ، فهما مبتدآن وما بعدهما خبر. فإن وليهما فعل متعد لم يأخذ مفعوله ككم ديناراً أنفقت ؟ فمحلهما النصب مفعول به.
كأين : توافقُ كم إبهاماً وافتقاراً وبناء ، وتمييزها إما منصوب وإما مجرورٌ
(1/105)

بمن لفظاً وهو الأكثر نحو : كأين غنياً أضحى فقيراً. وكأين من عزيز أمسى ذليلاً.
كذا : تمييزها مفرد منصوب ، والغالب تكرارها وعطفها كقرأنا كذا كتاباً أو كذا وكذا كتاباً.
شواهد
كم صاحب يتمنى لو نعيتُ له ... وإن تشكيت راعاني وفداني
وكم من جبال جبتُ تشهد أنني الـ ... جبالُ وبحر شاهد أنني البحر
كم أردنا ذاك الزمان بمدح ... فشغلنا بذم هذا الزمان
وكائن ترى من صامت لك معجب ... زيادتُه أو نقصه بالتكلم
أطرد اليأس بالرجاء فكائن ... ألماً حل يسرهُ بعد عسْرِ
عد النفس نعمى بعد بؤساك ذاكراً ... كذا وكذا لطفاً به نسي الجهدُ
المنادي
هو اسم مطلوب إقبالهُ بحرف من حروف النداء : الهمزة وأي للقريب ويا وأيا وآ للبعيد نحو : يا مروان ويا غلام. وقد يحذف حرف النداء نحو : {يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا}.
والمنادي قسمان : معرب ومبني.
المعرب : وحكمه النصب ثلاثة أنواع : النكرة غير المقصودة كيا غافلاً تنبهُ. والمضاف كيا سميع الدعاء. والشبيه بالمضاف كيا راكباً جواداً.
المبني : وحكمه البناء على ما يرفع به نوعان : المفرد العلم كيا حُسينُ ، والنكرةُ المقصودة كيا حارس. تقول في نداء الأول : يا خالد ويا خالدان ويا خالدون. وفي نداء الثاني : يا تاجر ويا محاميان ويا معلمون ، فيبني على الألف في المثنى ،


الصاعقه 01-16-2019 11:36 PM

(1/106)

وعلى الواو في جمع المذكر السالم ، وعلى الضم الظاهر في مثل : يا ظريفُ ويا مؤذن ، وعلى الضم المقدر في مثل : يا موسى ويا قاضي. وفيما كان مبنياً قبل النداء كيا سيبويه ، ويا تأبط شراً ، ويا هذا الرجل ، ويا من يتكلم...
ويراد بالمفرد ما ليس مضافاً ولا شبيهاً بالمضاف. ويراد بالعلم أن يكون أحد المعارف.
نداء ما فيه أل : إذا أريد نداء ما فيه أل أتي بأيها للمذكر وأيتها للمؤنث أو باسم الإشارة نحو : يا أيها الإنسان. يا أيتها النفس المطمئنة. يا هذا الواقف. ويقال في الإعراب : أي وأية منادى نكرة مقصودة مبني على الضم ، وها حرف تنبيه. واسم الإشارة منادى معرفة مبني على ضم مقدر منع من ظهوره البناء الأصلي على السكون. وما فيه أل بدل من المنادي إذا كان جامداً وصفة إذا كان مشتقاً نحو : يا أيها الإنسان. يا أيها الواقف. ويستثنى من الحكم السابق لفظُ الجلالة فيقال : يا الله ، ويكثر معه حذف حرف النداء وتعويضه بميم مشددةٍ فراراً من دخوله على أل فيقال : (اللهمَّ).
تابع النادي المبني : إذا كان تابع المنادى نعتاً له مضافاً غير معرف بألْ وجب نصبه نحو : يا أحمد حامل العلم. وإذا كان نعتاً أو عطفاً معرفاً بأل أو مضافاً مفرداً جاز فيه الرفع مراعاة للفظ المنادي والنصب مراعاة لمحله تقول : يا سعيدُ الكريم الأب أو الكريم ، ويا رشيد الشاعرُ أو الشاعرّ ، ويا رئيس والمعاونُ والمعاونَ ، بالرفع والنصب.
المنادى الموصوف بابن : إذا كان مفرداً علماً وصفته مضافة إلى علم ولم يفصل بينهما بفاصل جاز فيه الضم والفتح نحو : يا حسين بن علي ويا حسينَ. فإذا لم تجتمع فيه هذه الشروط تعين ضمه وامتنع فتحه نحو : يا غلام بن مسعود ويا خالد الكاتب بن عمرو ، ويا صفوان بن جارنا.
(1/107)

المنادى المرخم : يحوز ترخيم المنادي تخفيفاً في كل اسم مختوم بتاء التأنيث وفي كل علم زائد على ثلاثة أحرف شرط أن لا يكون مضافاً ولا مركباً وفي ذلك بأن تحذف آخر حرف منه وتضم الذي قبله أو تبقيه على حاله فتقول في نداء فاطمة وعزة وجعفر ومحمود ومازن ومالك : يا فاطمً ويا عز ويا جعف ويا محمو ويا مازِ ويا مالِ.
فائدة
ثمة ألفاظ تلازم النداء إما للذم على وزن فعل وفعال كيا غدرُ ويا خباثٍ. وإما للذم والمدح على وزن مفعلان كيا ملاَّمان ويا مظرفان.
أمثلة
يافاطر السماوات ... ياذوي المروءات
ياحاملاً مجلات ... ياسعيد حامل الراية
ياعصام الكريم الأب ... يا زيادُ الأديب
ياحسين والعباس ... يابثيْنَ
ويا مال ... ويامروَا
يا طريف بن سليم ... يا أحمد القاعد بن قاسم
يا حماد بن الصائغ
شواهد
يا غافلاً وله في الدهر موعظةٌ ... إن كنت في سنةٍ فالدهر يقظانُ
يا من لذلة قوم بعد عزهمو ... أحال حالهم بغي وطغيان
يا أيها الرجل المعلم غيره ... هلا لنفسك كان ذا التعليم
أيتها النفس أجملي جزعاً ... إن ما تخشين قد وقعا
(1/108)

ألا يا زيد والضحاك سيرا ... فقد جاوزتما خمر الطريق
عليك أمر نفسك يا لكاع ... فما من كان مرعياً كراعِ
إعراب
يا غافلاً تنبهْ :
يا : حرف نداء.
أي : منادى نكرة غير مقصودة منصوب بيا.
تنبهْ : فعل أمر مبني على السكون والفاعل ضير مستتر وجوباً تقديره أنت.
يا أيها الرجلُ :
يا : حرف نداء.
أيُ : منادى نكرة مقصودة مبني عل الضم في محل نصب بيا.
ها : للتنبيه.
الرجل : بدل مرفوع.
يا منْ يعزُّ علينا :
يا : حرف نداء.
من : اسم موصول منادى"معرفة" مبني على ضم مقدر منع من ظهوره البناء الأصلي على السكون في محل نصب.
يعز : فعل مضارع مرفوع للتجرد وفاعله مستتر.
علينا : جار ومجرور متعلق بيعز. والجملة صلة الموصول لا محل لها.
عليك أمر نفسك يا لكاع :
عليك : اسم فعل أمر فاعله مستتر.
أمر : مفعول به منصوب.
نفسك : مضاف إليه والكاف مضاف إليه.


الصاعقه 01-16-2019 11:36 PM

(1/109)

يا لكاع : منادي نكرة مقصودة مبني على ضبط مقدر منع من ظهوره البناء الأصلي على الكسر في محل نصب.
تفسير
السنةُ : بالكسر النعاس. عرضْت : بلغتَ العروض مكة والمدينة. الجزعٌ : شدة الحزن. الخمرٌ : ما يواري. اللكعٌ : اللئيم وامرأة لكاع.
المطلب الثالث
في جر الاسم
الأصل بالجر أن يكون بالكسرة ، وينوب عنها ياء في المثنى وجمع المذكر السالم والأسماء الخمسة ، وفتحة في الممنوع من الصرف إذاً تجرد من أل والإضافة. فبان دخلت أل على المنوع جر بالكسرة نحو مررت بالأفضل وبأفضل القوم. والاسم يجر بحرف جر أو بالإضافة.
المجرور بحرف الجر : حروف الجر هي :
من إلى عن غلى في ربَّ الباء التاء الكاف اللام الواو مْذ منذُ حتى خلا عدا حاشا.
فمن للابتداء. وإلى وحتى للانتهاء. وعن للمجاوزة. وعلى للاستعلاء. وفي. للظرفية. ورب للتقليل. والباء للسببية والقسم. والكاف للتشبيه. واللام لملك. والواو والتاء للقسم. ومذ ومنذ للابتداء إن كان ما بعدها زمناً ماضياً ، وللظرفية إن كان زمناً حاضراً.
ومما اتفق عليه النحاة أنا حروف الخفض ينوب بعضها عن بعض ، تقول :
(1/110)

رضي عنه ورضي عليه ، وأقام في البلد وأقام بالبلد.
والجار والمجرور يحتاج كالظرف إلي متعلق وهو الفعل أو ما بمعناه ، ويجب حذفه إن كان كوناً عاماً وهو ما يفهم من دون ذكره نحو : العلمُ في الصدور. ويمتنع حذفهُ إن كان كوناً خاصاً نحو : أنا واثق بكَ.
المجرور بالإضافة : الإضافة إسناد اسم لآخر وجُّره بتقدير حرف من حروف الجر كاللام ومن وفي كدار نصر ، وثوب خز ، ويوم صيف. ويسمى الأول مضافاً والثاني مضافاً إليه. فإن كان المضاف مفرداً حذف منه التنوين ، وإن كان مثني أو جمعاً مذكراً سالم حذفت منه النون نحو : خاتما فضة ، وساكنو قصر ، الأصل : خاتمان من فضة ، وساكنون في قصر.
تقسيم الإضافة : الإضافة على قسمين : محضةٌ وتسمي معنوية ، وغير محضة وتسمى لفظية.
المعنوية : تفيد المضاف تعريفاً إن أضيف إلى معرفة كدار عمرو ، وتفيدهُ تخصيصاً إن أضيف إلى نكرة كغلام امرأة.
اللفظية : لا تفيد الضعف لا تعريفا ولا تخصيصاً لكنها تفيده تخفيفاً في اللفظة فقط ولذلك سميت لفظية. فقولك : راكب فرس أخفُّ من قولك : راكبٌ فرساً. وتكون في اسمي الفاعل والمفعول والصفة المشبهة كطالب حق ، ومحمود فعل ، وكريم أصل.
بعض أحكام الإضافة :
أولاً : يمتنع في الإضافة المعنوية اقترانُ المضاف بأل فلا يقال : الخاتم ماس بل خاتم ماس ، إلا إذا كان المضاف شبة فعل مثني أو جمع مذكر سالماً فيجوز اقترانه بها نحو : الضاربا بكر والناصرو عمرو.
(1/111)

ثانياً : يجوز في الإضافة اللفظية التي تكون في اسم الفاعل أو المفعول أو الصفة المشبهة أن يقترن المضاف بأل شرط أن تدخل أل على المضاف إليه نحو : الفاعلُ الخير ، والمروع القلب ، والحسن الوجه. ولك ما إعراب المضاف إليه أن تجرهٌ بالإضافة ، أو أن تنصبه على المفعولية لاسم الفاعل نحو القائد الجيش ، والقائدُ الجيشَ.
ثالثاً : إذا أضيف اسم الزمان المبهم كوقت وحين إلي الجملة جاز فيه الإعراب والبناءُ على الفتح نحو : (على حين عاتبت المشيب على الصبا).
رابعاً : مما لا يضاف إلا إلي ضمير قولهم : لبيك أي تلبية بعد تلبية ، ودواليك أي تداولاً بعد تداول ، وسعديكَ أي إسعاداً بعد إسعاد ، وهي مثناة وتنصبُ على المصدر.
خامساً : ومن الألفاظ الملازمة للإضافة قبل وبعد والجهات الستُّ ، وتنقطع عنها لفظاً لا معني فتُنبى حينئذ على الضم نحو : لله الأمر من قبل ومن بعد أي من قبل الأمر. وجاء الناس بكر خلف أو أمام أي خلفهم أو أمامهم. وكذلك يجب إضافة كل وبعض وعند ونحوها ، وقد يحذف المضاف إليه مع كل لفظاً بنية بقائه معنى نحو : كلّ يموت ، أي كل واحد ، قال الشاعرُ :
كل له غرض يسعى ليدركهُ ... والحر يجعلُ إدراك العلى غَرَضا
الإعراب التقديري للاسم
إذا كان الاسم المعرب مضافاً إلى ياء المتكلم فلاشتغال آخره بكسرة المناسبة تقدرُ عليه الحركاتُ الثلاثُ نحو : أن مذهبي نصحي لصديقي.
(1/112)

وإذا كان مقصوراً فلتعذر تحريك الألف تقدر على آخره الحركات الثلاث أيضاً نحو : إن الهدى هُدى الله.
وإذا كان منقوصاً فلاستثقال ضم الياء وكسرها تقدر على آخره الضمةُ للرفع والكسرة للجر نحو : حكم القاضي على الجاني. وذلك طرداً لقواعد الإعراب. أما الفتحةُ فتظهر لخفتها نحو : رأيت القاضي.
* * *


الصاعقه 01-16-2019 11:37 PM

(1/113)

الكلامُ على الحرفِ
الحروف كلها مبنيةٌ ، ويقال لها : حروف المعاني كما يقال لحروف الهجاء : حروف المباني.
وتنقسم الحروف إلى عاملة كإن وأخواتها. وغير عاملة كأحرف الجواب. وتنقسم أيضاً إلي مختصة بالأسماء كحروف الجر ، ومختصة بالأفعال كأحرف الجزم ، ومشتركة بينهما كما لا النافيتين والواو والفاء العاطفتين.
وفي جملتها تتوزع إلى زمر ، لكل منها معنى تُنسب إليه فيقال :
أحرف الجواب : لا ونعم وبلى وإي وأجل.
أحرف النفي : لم ولما ولن وما ولا ولات وإن.
أحرف الشرط : إن وإذما ولو ولولا ولوما وأما.
أحرف التحْضيض : أَلاَ وألاَّ وهلا ولولا ولوما.
أحرف الاستقبال : السين وسوف وأن وإن ولن وهلْ.
أحرف التنبيه : ألا وأما وها ويا.
الأحرف المصدرية : أن وأن وكي ولو ومَا.
ومن ذلك حروف الجر والعطف والنداء ونواصب المضارع وجوازمه.
(1/114)

تتمة
التوابعُ - التعجُّبُ - التحذيرُ - الإغراءُ - التنازعُ - الاختصاصُ - الاشتغالُ - الاستغاثةُ - الندْبَةُ - الإبدالُ والإعْلالٌ.
- الجمل التي لها محل من الإعراب.
- الجمل التي لا محل لها من الإعراب
- إعراب أسماء الشرط الجازمة
- إعراب أدوات الشرط غير الجازمة
- ضميرُ الشأن. الوقفُ
- تحرير الألفاظ.
(1/115)

التوابع
التابع هو الاسم المشارك لما قبله في إعرابه رفعاً ونصباً وخفضاً. والتوابع أربعة : نعت وعطف وتوكيد وبدل.ٌ
النعتُ
النعتُ ومعناه الوصف هو ما يوضح متبوعه إن كان معرفة نحو : أفلح عُمَرُ التاجر. ويخصصُه إن كان نكرة نحو : قدم رجل سائح.
وهو قسمان : حقيقي وسببي :
الحقيقيُّ : ما يدل على صفة في متبوعه نحو : قطفتُ وردة بيضاء ، وجالست الرجل الفاضل. ويتبع منعوته ما إفراده وتثنيته وجمعه وتذكيره وتأنيثه ، تقول : رجل مهذباً ، ورجلان مهذبان ، ورجال مهذبون ، واحترمتُ المرأة المثقفة والمرأتين المثقفتين والنساء المثقفات.
السببي : ما يدل على صفة فيما يتعلق بالمتنوع ويكون مفرداً دائماً. ويراعى قي تذكيره وتأنيثه ما بعده نحو : ضافني الرجل الكريم أبوه أو أبواه أو آباؤه.
ويستثنى من الأحكام السابقة المصدر فإنه يلزم الإفراد والتذكير تقول : هذا شاهد عدل وشاهدان عدل وشهود عدل وشاهدة عدل.
(1/116)

العطفُ
هو تابع يتوسطُ بينه وبين متبوعه أحدُ حروف العطف وهي : الواو والفاء وثم وأو وأم ولكن ولا وبل وحتى.
فالواو لمطلق الجمع. والفاء للتعقيب. وثم للترتيب. ولكن للاستدراك. وأوْ لأحد الشيئين. وأم للمعادلة. ولا للنفي. وبل للإضراب. وحي للغاية. نحو : الفلاَحُ بالجد والإتقان. جاء العلماء فالأمراءُ. زحف الفرسان ثم المشاة. أقمنا يوماً أو بعض يوم. أهذا كتابك أم ذاك. لا تكن صعباً بل سمحاً. الزم الصالحين لا الطالحين. حفرت البئر حتى قعرها.
التوْكيدُ
هو تابع يذكرُ لتقرير متبوعه لرفع احتمال السهو أو غيره. وهو قسمان : لفظي ومعنوي.
التوكيد اللفظي : يكون بإعادة اللفظ الأول فعلاً كان أو اسماً أو حرفاً أو جملة نحو : أزف أزف الوقت. الحق واضح واضح. فإياك إياك المراء. ويؤكد الضمير المستتر والمتصل بضمير رفع منفصل نحو : أكتبُ أنا ، وكنت أنت السابق.
التوكيد المعنوي : يكون بسبعة ألفاظ هي : النفسُ والعينُ وكل وجميع وعامة وكلا وكلتا نحو : قابلت الرئيس نفسه أو عينه. واشتريت الدار كلها أو عامتها. وأطع والديك كليهما وبر عمتيك كلتيهما.
وإذا أريد توكيد ضمير الرفع بالنفس أو العين وجب توكيده أولاً بالضمير المنفصل نحو : قمت أنا نفسي ، وقمت أنت عينك ، وقوموا أنتم أنفسكم.
البدلُ
البدَل - ومعناه العوضُ - هو تابع مسبوق باسم قبلهُ ، وهو ثلاثة أنواع :


الصاعقه 01-16-2019 11:37 PM

(1/117)

بدلُ كل منْ كلَّ ، وبدل بعضٍ من كل ، وبدل اشتمال.
الكلُّ من كل : هو المساوي لما قبله في المعنى كقولك : راجع الدرس درس القواعد.
البعض من كل : هو بدل الجزء من الكل نحو : أكلت الرغيف ثلثَه ، وأعجبني عمرو لفظهُ.
بدل الاشتمال : ما يدل على معنى في متبوعه على جهة الإجمال نحو : يسعك الرئيس عفوه.
عطف البيان
زاد بعض النحاة تابعاً خامساً سموه عطف البيان وعرفوه بأنه تابع يشبه الصفة أي النعت كاللقب بعد الاسم نحو : عليَّ زين العابدين. والاسم بعد اللقب نحو : أبو حفص عمرُ.
التعجبُ
هو استعظام شيء زائد على غيره لمزيَّة فيه ، وله صيغتان : (ما أفعله) و (أفعل به) نحو : ما أحسنه وأحسنْ به. فما نكرة تامة بمعنى شيء محلها الرفع مبتدأ. وأحسنه فعل ماض جامد للتعجب مبني على الفتح وفاعله مستتر يعود على ما. والهاء مفعول أحسن. والجملة خبر ما. وأحسن به : أحسن فعل ماض جامد أتى على صورة الأمر مبني على فتح مقدر منع من ظهوره مجيئه على تلك
الصورة. وبه : الباء حرفة جر زائد ، والهاء في محل رفع فاعل لأحسن.
وللتعجب ثلاثة أحوال :
أولاً : يصاغ فعلاً التعجب من فعل ثلاثي تام متصرف مبني للمعلوم لا يجيء الوصف منه على وزن أفعل وقابل للتفاوت؛ فلا يتعجب من مثل مات وفنيَ وبادَ.
(1/118)

ثانياً : يتوصل إلي التعجب من غير الثلاثي ومما وصفه على أفعل فعلاء ومن الناقص بما أشد وأعظم ونحوهما متلواً بالمصدر صريحاً منصوباً فتقول : ما أشد وأعظم بعثرته أو حمرته أو كونه وأشددْ بهما. إلا أن الناقص يكون مصدره صريحاً أو مؤولاً نحو : ما أشد أن يكون جميلاً أوكونه جميلاً.
ثالثاً : والمنفي والمجهول يتعجب منهما بما أشد ونحوه لكن المصدر بعدهما لا يكون إلا مُؤولاً نحو : ما أكثر ألا يطيع. وما أوجع ما ضرب. أو أشددْ وأعظم بهما.
أمثلةٌ
ما أعدل إياساٌ وما أعقله ... أعدل بإياس وأعقل به.
ما أعجت تلون الحرباء وما أحزمها ... أعجب بتلون الحرباء وأحزم بها
ما أروع حمرة الورد وما أنضره ... أروع بحمرة الورد وأنضر به.
ما أصعب أن يهان العزيز وما أوجعه ... أصعب بأن يهان وأوجع به.
ما ألطف كون الربيع جميلاً وما أحسنه .... ألطف بكونه جميلاً وأحسن به.
فوائد
1 - سمعتْ للتعجب كلمات تضمنت معناه نحو : لله دره كاتباً ، ويالهُ رجلاً.
2 - سمعت للتعجب كلمات غير مقيسة نحو : ما أسود الليل ، وما أبيض اللبن ، وما أخصر الطريق ، وما أعطاه للمال.
3 - لا يجوز تقدم معمول فعل التعجب عليه فلا يقال : مازنا ما أحسن ، ولا بمازن أحسنْ.
(1/119)

شواهد
ما أنضر الروض إبان الربيع وقد ... سقاه ماء الغوادي فهو ريان
أكرم بقوم يزين القول فعلهم ... ما أقبح الخلف بين القول والعمل
أعلل النفس بالآمال أرقبها ... ما أضيق العمر لولا فسحةُ الأمل
فإن تكن الدنيا تولت بخيرها ... فأهون بدنيا لا تدوم على فن
تفسير
الإبانُ : الوقت. الغوادي : جمع غادية وهي السحابة تنشأ صباحاً. الريان : ضد العطشان. الفن : النوع والأسلوب.
نعَم وبئسَ وما جرى مجراهما
نعمَ وبئس فعلان ماضيان جامدان يستعملان للمدح والذم. وفاعل كل منهما يجب أن يكون محلى بأل أ ومضافاً إلى محلى بها أوضميراً مستتراً مميزاً بنكرة أو كلمة ما نحو : نعم العملُ ، ونعم عمل الخير ، وبئس رجلاً بكر ، وبئس ما يعملون.
ويذكر بعد الفاعل اسم مرفوع هو المخصوص بالمدح أو الذم كنعم الرجل بدر وبئس الرجل بكر. وهو مبتدأ خبره الجملة قبله ، ويجوز أن يكون خبراً لمبتدأ واجب الحذف تقديره هو أي الممدوح أو المذموم.
وقد يتقدم المخصوص فيتعين كونه مبتدأ والجملة بعده خبر نحو : بدر نعم الرجل. وقد يحذف المخصوص إذا تقدم ما يشعر به نحو : ألفَ الجاحظ كتباً ونعم المؤلف أي الجاحظ.
حبذا ولا حبذا
ومما جرى مجرى نعم وبئس في أحكامهما حبذا ولا حبذا. تقول : حبذا العلمُ



الساعة الآن 10:09 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd


F.T.G.Y 3.0 BY:
D-sAb.NeT © 2011

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas

Security team