يقول الصدق منجاة كذباً و تزوير , بهتاناً مبين ..!!
ويطالب التلميذ بقول الصدق فهو كما يزعم منجاة ..!!
يا الله !! يقول الصدق منجاة وهو يلوح بالعصا في الهواء ..!!
كيف تطالب من التلميذ المسكين أن ينطق بالصدق وأنت تنتظر فقط الاعتراف حتى تسومه سوء العذاب .!!
ينطق المحقق بعد طول صمت ويقول الصدق منجاة ويوجه هذه العبارة للمتهم القابع وقوفاً أمام المكتب ..!!
كيف يكون الصدق منجاة وأنت فقط تنتظر المتهم ينطق بالاعتراف حتى تودعه في السجن ليلاقي حكماً بالجلد ..!!
دعونا نعيد طريقة التفكير حول هذه العبارة التي لطالما زُخرفت بها الجدران ونُقشت على اللوحات بأبهى الالوان ..!!
في إعتقادي أن هذه العبارة هي مثالية و نفاق قد تضع المجتمع في حالة من الكذب التربوي ..!!
هذه العبارة كانت تلقى رواجاً في قديم الدهر عندما كانت الامور تسير ببساطة وبدون تعقيدات وفي غياب نظام عقوبات صارم...!!
لو كذب الانسان في نقل خبر في قديم الزمان فسوف يأتي عند شيخ القبيلة ويطلب منه الشيخ الاعتراف ..!!
قد يعترف الشخص بما إقترفت لسانه فيعفو عنه الشيخ كذلك هو الآخر يفعل هذا طلباً في الظهور أمام القبيلة بمظهر رجل الانسانية ..!!
إنطلقوا صعاليك القرية ليشيعوا خبر العفو بين القبائل وأنشد الشعراء القصائد حول حادثة العفو في مجلس الشيخ ..!!
واستمرت هذه الحادثة تتداول بين الناس حتى جاء عجوز يدعي الحكمة فقال : الصدق منجاة والكذب مهلكة ..!!
طبعاً الشق الثاني من الحكمة مضاف لأن العرب تحب الاتيان بالضدين في سياق الحكم والامثال ..!!
هكذا حتى ترسخ في العقول وإلا فهي الاخرى فيها مغالطة فظيعة للغاية ..!!
وفي هذا الزمان أصبحت الامور تسير وفق أنظمة وقوانين وليس وفق عوايد شيخ القبيلة ..!!
ولا يوجد أحد فوق النظام ولا يوجد أحد يمتلك حق العفو من عامة الناس ..!!
وعلى هذا فإن هذه الحكمة تتبخر أمام لائحة العقوبات والجزاءات ..!!
ولن تجد لها وقعاً يذكر في هذا الوقت الحاضر ..
فلا تكترث لها يا أيها الانسان فلاً تنفعك ولن تمنعك من العقوبة ولو بغلت عنان السماء صدقاً..!!
والان سوف أحتفل بسقوط هذه الحكمة في هذا الزمان ..!!
فمن سيحتفل معي ..؟!
..
|