الاهلي بثلاثية يذر الملح على الجراح الاتحادية [أهـداف الـمـبـاراة
كتبت كرة القدم السعودية سيناريو يقص قصة نهاية الهيمنة الاتحادية على مواجهات ديربي الغربية مع الغريم التقليدي الأهلي .. عندما استطاع الأخير " قلعة الكؤوس" تحقيق فوزاً بالثلاثة في الأسبوع ال11 لدوري زين السعودي للمحترفين .
تقدم الأهلي بهدفين متتاليين عكسا سيطرته على مجرى الشوط الأول للمباراة ، أحرزهما المحترف العُماني بصفوف الأهلي عماد الحوسني (د 24 ) والبرازيلي فيكتور سيموس (د 35 ) ، ثم وضع الملهم الكروي لفريق الاتحاد محمد نور عنواناً للتألق الاتحادي في الشوط الثاني بإحرازه هدف فريقه الوحيد ( د 41 ) ، وفي ( د95 ) أضاف فيكتور سيموس هدف الأهلي الثاني .
بهذا الفوز رفع الأهلي رصيده للنقطة 23 مرتقياً للمركز الرابع ، فيما توقف الاتحاد عند النقطة 14 في المركز السادس .
بدا الفريق الأهلاوي اللقاء أكثر تنظيماً من الاتحاد، لينعكس ذلك على فرض كلمته على وسط الملعب في ظل غياب كامل لمراكز القوى الاتحادية التي يقودها نور وسعود كريري وباولو جورج ..
وعند الدقيقة 23 بدأ الأهلي يفكر في استثمار سيطرته الميدانية فنفذ أفضل جمله التكتيكية في اللقاء ، بدأها من المثلث الدفاعي الأيمن الذي يمسك بقاعدته المدافع كامل الموسى كامل الموسى ولاعب الارتكاز تيسير الجاسم الذي استلم تمريرة الموسى ومررها للمدافع الأيمن كامل فلاته (المر) فمرر عرضية مرت من بين أقدام قلبي دفاع العميد حمد المنتشري وأسامة المولد ، لتصل إلى قائد المستطيل الأيسر الأهلاوي محمد مسعد الذي مرر عرضية نموذجية على رأس مهاجم قلعة الكؤوس ، العُماني عماد الحوسني ليودعها في الشباك الاتحادية كهدف أهلاوي أول كشف مدى الانهيار الفني والتنظيمي الذي يمر به عميد الأندية السعودية .
لم يستفق لاعبي الاتحاد بالهدف الأهلاوي، ولم تستنفر صيحات جماهير الأهلي بهدف تقدم فريقهم أي من توازن الاتحاديين .. فعاد الأهلي ليواصل تسيده للأداء .. وبمرور الدقائق المليئة بالانتعاشة الأهلاوية ، قابلها دهشة إتحادية تملاْ مدرجات النمور ، إرتدى عماد الحوسني ثوب اللاعب صانع الألعاب في الدقيقة 35 ، وارسل كرة طولية تمر في الشارع المفتوح بين المنتشري والمولد ، ليلحق بها مهاجم الأهلي (بالتناوب مع الحوسني) فيكتور سيموس الذي واجه علي المزيدي حارس النمور الاتحادية ، وأودع الكرة الشباك بسهولة كهدف أهلاوي ثاني أحدث الصدمة للجماهير الاتحادية، وفجر فرحة هستيرية في مدرجات الأهلي .
في الوقت الذي ظن فيه البعض أن هذا اللقاء في ذاك المساء قد يسجل الأهلي نتيجة تاريخية يسترد بها ما فاته طوال سنوات التراجع الماضية .. إنتفض قائد النمور محمد نور ليذكر بأن السيناريو لن يمر هكذا ، ومن أول ركلة ثابتة فعالة ، نفذها عرضية في العمق الأهلاوي راشد الرهيب ، إنقض عليها نور كالصقر محرزاً هدف العودة وتقليص الفارق للاتحاد في الدقيقة 41 .
جماهير الأهلي تمنت لو ينتهي الشوط الأول بهذه النتيحة ، خاصة بعد أن أضاع مهاجم فريقها سيموس أسهل وأقرب فرص فريقه والمباراة عندما أهدر ركلة جزاء ( غير صحيحة ) أهداها له حكم اللقاء هاني نيكولاج الذي رضخ لتمثيل سيموس بالعرقلة مع المولد .. تصدى لها المزيدي ، فعادت الكرة لسيموس وسددها مرة أخرى بين أحضان المزيدي ليعلن الحكم بعدها عن إنتهاء الشوط .
مع إنطلاق الشوط الثاني ، تبادل الفريقان الشكل والمضمون الذي ظهرا عليه في الشوط الأول ، فالاتحاد الذي لم يكن متواجداً منه في ملعب اللفاء سوى الإسم وألوان القميص، عاد كالنمر مع انطلاق الشوط الثاني ، مهيمناً على وسط الملعب بفضل صحوة ملهم الفريق محمد نور الذي نقل العدوى الإيجابية إلى سعود كريري وباولو جورج وحمود سبعان ليحاصروا أبناء القلعة داخل ملعبهم الدفاعي .. وفي المقابل أصيب وسط الأهلي بحالة توهان عنوانها سلبية صانع اللعب تيسير الجاسم، وهياج حمود عباس ، مما تسبب في فصل الرأس الهجومية ( الحوسني وسيمونس) عن الجسد الأخضر .
مرت الدقائق والهيمنة الاتحادية مستمرة، ويمارس مدربه ( الوطني) عبدالله غراب ضغطاً تكتيكياً من خلال تبديلاته، عندما أخرج المدافع راشد الرهيب و أشرك بدلاً منه محمد الراشد كمهاجماً ثانياً مع نايف هزازي، ثم رمى بفهد العنزي لفتح الجبهة اليمنى للعميد ..
وفي المقابل أجرى الأهلي تبديلاً مفصلياً في اللقاء ، عندما أشرك مدربه لاعب الارتكاز والخبرة صاحب العبدالله بدلاً من المهاجم عماد الحوسني، فكان له ما أراد باسترداد الاستحواذ الايجابي مع صناعة الهجمة المرتدة التي أهدر منها سيموس وعبدالرحيم جيزاوي أكثر من فرصة .
وعلى الجانب الدفاعي استفاد دفاع الأهلي المقاتل وإلتقط أنفاسه من الضغط الاتحادي الشرس والذي افتقد للدقة والتركيز ومال للهياج ، خاصة بعد أن أصيب قلبه النابض وصانع ألعابه محمد نور بالإرهاق .. والنتيجة أن إلتقط الدفاع الأهلاوي بقيادة محمد مسعد وكامل المر .
عندما ظن البعض أن المباراة تلفظ أنفاسها الأخيرة رغم احتساب حكمها لسبع دقائق كوقت بدلاً من الضائع ، شن صاحب ومسعد والجاسم هجمة عنترية مرتدة من الجبهة اليسرى ، حتى مرر مسعد كرة عرضية صاروخية إلتقى معها سيموس في الوقت المناسب ووجه الكرة في الشباك الاتحادية محرزاً الهدف الثالث والقاتل لأمال العودة والعلاج من أمراض التدهور الإداري الذي يعاني منه الاتحاد منذ خروجه من نهائي دوري أبطال أسيا .