طارق الحبيب: لحظات الفرح والحزن والإحباط اختلافات مزاج طبيعية
20 رمضان 1434-2013-07-2909:16 PM قدَّم نصائح في حلقة جديدة عبر وقف الملك فهد
طارق الحبيب: لحظات الفرح والحزن والإحباط اختلافات مزاج طبيعية
عبد الله البرقاوي- سبق- الرياض: قدّم بروفيسور الطب النفسي طارق الحبيب خلال حلقة اليوم من برنامج "نبض"، الذي يُبث على قناة الوقف الخيري الإلكتروني للملك فهد بن عبد العزيز، على "يوتيوب"، نصائح لاختيار الأوقات المناسبة في التعامل مع الأسرة والعلاقات الاجتماعية والوظيفية في حلقة بعنوان "اختلاف المزاج".
وقال: "يختلف مزاج الإنسان من وقت لآخر، لحظات فرح تظل اختلاف مزاج، لحظات إحباط يظل اختلاف مزاج، إشكالية بعض الناس أنه يفترض أن الطبيعي أن يكون عنده مزاج واحد، الإنسان يؤثر ويتأثر ويتفاعل مع متغيرات الحياة، وإذا تفاعل مع متغيرات الحياة بعقله فإن أيضاً أمزجته تتغير حسب تلك المتغيرات، ذلك التغير ليس أن المزاج يصعد جداً جداً ثم ينزل جداً جداً، إنما تقلبات طفيفة، وقد كان نبينا صلى الله عليه وسلم يتقلب مزاجه تقلباً طبيعياً، وإنا لفراقك يا إبراهيم لمحزونون، حينما مات ابنه إبراهيم، يرى زوجاته وما يحدث بينهن وبين الصحابة، ويضحك حتى تكاد تبدو نواجذه صلى الله عليه وسلم".
وأضاف: "من الطبيعي أن يتفاعل الإنسان مع هذه الحياة وبذلك يختلف مزاجه، إذا افترضت أنه من الطبيعي أن مزاجك يختلف هدأت نفسك، وانشغلت كيف تدير ذلك الاختلاف في المزاج قد تصل إلى درجة التقلب الكبير، ذلك التقلب إن أصبح شديداً ربما نحتاج التدخل بالعقاقير والأدوية لكن ليس على الدوام، لكن لو كان شديداً، واستمر فترة طويلة لربما كان ذلك الاختلاف اضطراباً وجدانياً ما يسمى اضطراباً ثنائي القطب".
وتابع "الحبيب": "إذا كان عابراً ويسيراً هنا أحتاج أن أتعلم على مهارة ضبط الانفعالات، أن أقدر الموقف الذي أمامي ثم بعد هذا التقدير تأتي انفعالاتي، ثم يأتي العمل المصاحب لتلك الانفعالات".
وزاد قائلاً: "حينما أسير في هذه الحياة أستدعي من ذاكرتي ما يجعل مزاجي أعلى أو أقل، بعض الناس اعتاد حينما يخلو بنفسه، ليش حزين؟ لأنه يستدعي من ذاكرته الأمور المحزنة، بعض الناس لما يجلس تشاهد في حافلة في طائرة جالساً يتبسم ياخي أهبل، لا يا سيدي ليس أهبل إنما ذاكرته تعودت أن تستدعي الأحداث الجميلة الإيجابية، لماذا لا تتعلم منه أيها الذكي السلبي؟ تعلم ممن تصفه بالغباء أنه إيجابي، تملك الذكاء لكنك لا تملك الإيجابية، لماذا لا تطعم ذكاءك بشيء من إيجابيته الجميلة التي جعلته منطلقاً في هذه الحياة مستمتعاً بإيجابيته فأنا أتعلم كيف سلبيتي بهذه الطريقة حتى أستطيع أن أضبط مزاجي".
واختتم الحبيب الحلقة قائلاً: "أحياناً بعض الناس يكون مزاجه متكدراً أول النهار مستمتعاً آخره، بعض الناس لا يكون مزاجه مستمتعاً أول النهار متكدراً في آخره، معرفة طبيعتك المزاجية تجعلك ربما تتحرك في التزاماتك الأسرية، حتى في لقاءاتك مع زوجتك وأبنائك تكون في الوقت الذي مزاجك يكون أعلى حتى لا يحدث ذلك الارتباط بين الجلسة معك وبين النكد، لماذا؟ لأن وقتها مزاجك لم يكن جيداً لكنك كنت طيباً، بعض الناس نهاري المزاج الجيد متكدر المساء في مزاجه، وبعض الناس بالعكس، فكان لزاماً أن تجعل أنشطتك وقت المزاج الجيد سواء الوظيفية أو الأسرية إن أمكنك في الوظيفية أو أيضاً الأسرية وعلاقاتك الاجتماعية".