الاهلي والاتحاد يكشفان علة النصر !!
ليس من عادتي أن أتناول أي شأن رياضي لايمت للنصر بصلة ومقال اليوم وان بدا شطر عنوانه بعيد عن فارس نجد إلا أن المغزى والمقارنة غرضها تبيان أهم العوامل التي تؤدي إلى تميز فريق وخفوت آخر .
في المشهد الشرفي الاتحادي خلافات متصاعدة وحروب مشتعلة مابين حقبة البلوي ومن معه مع سابقيه في رئاسة الاتحاد وعلى رأسهم إبراهيم افندي ومن أتى بعده بالمرزوقي وعلوان وما بينهم يظهر خالد بن فهد والداعم واسعد عبدالكريم وكل ذلك يضاف إلى عادة المشاكل الاتحادية حول نور وتأخر التحاقه بمعسكرات وتدريب الفريق . وعلى النقيض من ذلك لا يظهر في سماء الأوضاع الشرفية الأهلاوية إلا الرمز خالد بن عبدالله القابض بيد من حديد وبدعم مالي كبير على كامل الأوضاع الأهلاوية . للوهلة الأولى ومن يعرف فارق الحالتين يتوقع أن التشرذم الشرفي الاتحادي قد اثر كثيرا على استقرار الفريق ودهور نتائجه وفرض على الفريق التقوقع أسفل جدول الدوري السعودي , كما أن الجانب الآخر وهو الأهلاوي يظن معه أن الأهلي الخالي من التناحر الشرفي والذي يسكن بهدوء تحت وصاية خالد بن عبدالله يسير بثبات وبلا مشاكل على صدارة الدوري السعودي .فهل الحقيقة الماثلة اليوم هي ماذكرته سابقا أم أن الترتيب والنتائج الحالية تكذب الظنون وتنفي أي تأثير للواقع الشرفي على الفريق وتؤكد أن النتائج مرتبطة فقط بإدارة الكرة ومعها المدرب والثلاثين لاعب وان الخلاف أو الهدوء الشرفي ليس له علاقة من قريب أو بعيد بنتائج الفريق .
ونزولا إلى عمق الميدان حيث لا يوجد إلا المدرب واللاعبين اترك لكم المقارنة بين الاستقرار العناصري والفني للاتحاد مع نقيضه في الأهلي . فلدى الأهلي خلطة عناصرية غير متناسقة تتمثل في كثافة الأسماء الهجومية من محليين وأجانب فيما المناطق الخلفية ومركز المناورة يفتقد للعدد الكافي كماً ونوعاً . في الاتحاد وفرة عناصرية أسسها البلوي أتاحت للاتحاديين إلى اليوم نجوما في كل خط بما يهون على مدربيه من حيرة اختيار الأجانب , ومشاهدة خانة الظهير الأيمن بالبرتغالي الذي يشغرها اكبر دليل على ترف الاختيارات الاتحادية لوجود العمود الفقري للفريق من المحليين .وبخلاف الاتحاد تبقى قلعة الكؤوس خاوية من نجوم تملأ عين محبيه من المحليين لدرجة يتمنى فيها الأهلاوي الخبير أن أسماء الأجانب أكثر من أربعة لو كان مسموحا .
لماذا أقول أن المفارقة الاتحادية الأهلاوية مرتبطة بالنصر ؟ هذا لأن هناك من النصراويين من يربط ضعف دفاع النصر بخلافات كحيلان مع عمران فيما هو يتغاضى عن مستوى عيد وبرناوي ومن معهم . ولأن هناك من يقول أن معدل التهديف النصراوي المنخفض سببه عقد ماسا وممدوح وليس افتقاد الفريق النصراوي إلى صانع اللعب الحقيقي ناهيك عن انخفاض مستوى وأداء وروح سعد والسهلاوي .
خلاصة القول أن بإمكان كحيلان أن يدخل مقر ناديه هو وزينجا ولاعبيه فيغلق على نفسه وعليهم الباب فيتدربوا ما شاءوا ليقدموا نتائج مرتبطة بما يحدث في الميدان أما الخلافات الشرفية وادعاء تأثيرها المباشر على الفريق فكذبة لا أصدقها , فأنا مؤمن بأن العمل الجيد يؤتي أكله وما يحدث خارج مقر النصر ليس له أن يحضر في نتائج الفريق إلا إذا تخلى أركان الفريق من إدارة ومدرب ولاعبين عن مهمتهم الرئيسية و بدئوا في التجاوب مع المؤثرات الخارجية شرفية وإعلامية وجماهيرية .
** لو كان في الرياضة منزلة قدسية لكان لماجد شرف تلك القداسة , وأرجو أن يرتقي جميع العاملين في النصر إلى شرف المحافظة على تلك المنزلة من الاهتزاز والسقوط بفعل عدم الاحترافية التي ترافق جميع أوجه العمل النصراوي الخاص بكرة القدم .
سلمان عبدالرحمن
كاتب رياضي في صحيفة سبورت
|