للكاتب :عبدالله الفرج
ينافس ناشئو النصر بقوة على بطولة الدوري الممتاز وسط مستويات مميزة، وبات يضم جملة من المواهب التي ينتظرها مستقبل كبير، والفريق يسير بشكل متناغم نحو إحراز لقب الدوري الممتاز، غير أن التوجهات الأخيرة من قبل المسؤولين في فريق درجة الشباب بتصعيد ثلاثة لاعبين مهمين دفعة واحدة (الشويع، سحاري، الشهراني) بلغت درجة نقلهم من ملعب النادي أول أمس (الخميس) فور نهاية لقائهم بناشئي التعاون إلى الحافلة المغادرة براً للأحساء مع شباب النصر لمواجهة هجر التي جرت أول من أمس لتؤكد أن خللا في التعامل مع قضية تصعيد اللاعبين من درجة لأخرى قد يثير إشكاليات عدة، ويورث سلبيات متراكمة؛ سواء على صعيد الطرق المثلى لبناء اللاعبين الصغار، أو المحافظة على مكتسباتهم بالتواجد قريباً من الصدارة، فما يمكن فعله مع لاعب تجاوز ال 18 كأيمن فتيني وأحمد الجيزاني وقبله مصعب العتيبي وعبدالعزيز الذيابي والحارس عبدالله الشمري، وفتيني لاعب درجة شباب صعَّده الأورجواني كارينيو للفريق الأول وبات عنصراً أساسياً مهماً لا يمكن أن يطبق على من لم يتجاوز هذه السنّ، وحتى من حيث المنجز لا أظن أن حصول فريق درجة الشباب على بطولة أهم من الناشين، ما يجعلني أخشى أن تكون آثار هذا التصعيد الذي يصر عليه المشرف على درجة الشباب والجهاز الفني سلبية، سواء على مستقبل فريق الناشئين في الدوري بعد تجريده من ثلاثة عناصر مهمة في مراكز مختلفة، أو من حيث مستقبل هؤلاء اللاعبين الذي لا يمكن أن ينسجموا مع لاعبي تلك الفئة بسهولة بفضل خصائص المرحلة السنية وعدم اكتمال نموه بدنياً، فضلا عن الأمور النفسية وسلبيات شعور لاعب صغير بأنه يفوق من هم أكبر منه، فالناشئ الذي لم يتجاوز ال 18 من الصعب أن يتعامل مع هذا التصعيد بالطريقة المثالية.
ناشئو النصر افتقدوا للدعم المناسب منذ الاستعداد للموسم، خلاف فرق درجة الشباب والأولمبي التي يتولى الإشراف عليها أعضاء داعمون، والأوضاع في فرق القدم النصراوية جيدة، لكن ما يتلقاه الناشئون يكاد يسد نواقص أبسط الاحتياجات فقط، بدليل أن أحد أهم لاعبيه (الحماد) لم يعلن عن التكفل بعلاجه إلا قبل يومين وهو الذي أصيب الموسم الماضي، ومع ذلك ينافس بقوة على الدوري، وبعد أن حملت آخر الأخبار تصعيد ثلاثي الناشئين تصعيدا كاملا بعدم عودتهم مرة أخرى ما يهدد مستقبلهم، ومستقبل الفريق فإنني أطالب إدارة النصر بمناقشة أوضاع فرق كرة القدم فيما يتعلق باستراتيجية التصعيد، وأن يكون للمدرب كارينيو دور أساسي في ذلك، مع الأخذ في الاعتبار أهمية تقديم مصلحة النصر العليا، على رضا عضو شرف أو داعم ربما قدم مصلحة فريقه الذي يشرف عليه على أي شيئ آخر، التصعيد العشوائي لا يجني الفوائد المطلوبة، بل هو استراتيجية كبرى يفترض أن يقف عليها ويتدارسها كل من له علاقة بكرة القدم في النادي في مختلف الدرجات.