أكد صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز نائب وزير الخارجية دعوة المملكة الدائمة والراسخة لإرساء مبادئ المساواة والتكافؤ بين الإرادات الإنسانية كافة وتعزيز القيم والمبادئ الإنسانية، بوصفها قواسم مشتركة بين أتباع الأديان والثقافات، وأكد أن جميع المبادرات التي تطرحها المملكة من آن لآخر تهدف إلى تحقيق الاحترام والتعايش والخير للإنسانية بأسرها، عبر استراتيجية منهجية واضحة وآليات واقعية، ونقل في كلمته في افتتاح أعمال الجلسة الأولى من فعاليات اليوم الثاني للمؤتمر العالمي «صورة الآخر» تحت عنوان «صورة الآخر في التعليم المشترك بين أتباع الثقافات» تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ــ حفظه الله، للمشاركين في أعمال المؤتمر وتمنياته أن يوفق جهودهم في تقديم عمل معرفي متميز يثري الحوار بين أتباع الأديان والثقافات.
وأكد نائب وزير الخارجية أن الدين براء من كل الصراعات والنزاعات التي تمارس باسمه نتيجة للجهل بمقاصد الدين من قبل البعض أو نتيجة لصورة سلبية ترسخت لدى أتباع الأديان عن غيرهم، وقال: «يجب أن لا نغفل الدور السلبي لما يكتب أو ينقل من صور سلبية عن أتباع الأديان والثقافات، ولا سيما ما يتم من خلال المناهج التي يدرسها الناشئة أو من خلال كتب التاريخ»، مؤكدا ضرورة عدم القبول أو التسليم بهذه الممارسات السلبية العدائية، وكذلك ضرورة السعي لمعرفة الآخر، وهو الأمر الذي تحقق وأثمر من خلال حركة الترجمة التي لازمت عصور نهضة الحضارة العربية الإسلامية وعم نفعها دول أوروبا.
من جهة أخرى أكد صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز نائب وزير الخارجية أن مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، انطلقت من رؤية شاملة للمشكلات التي يعاني منها عالم اليوم وحالة الصراع والتناحر التي أثبتت التجارب أهمية الحوار والتفاهم بين أتباع الأديان والثقافات لتجاوزها وتجنب آثارها الوخيمة. جاء ذلك عقب زيارته لمركز الملك عبدالله العالمي للحوار بين اتباع الأديان والثقافات بالعاصمة النمساوية فيينا، على هامش المشاركة في مؤتمر «صورة الآخر» الذي نظمه المركز على مدى يومين بالعاصمة فيينا أمس الأول.
وشدد نائب وزير الخارجية على أهمية الحوار بين أتباع الأديان والثقافات كافة؛ من أجل تحقيق السلام والخير لكل أعضاء الأسرة الإنسانية على اختلاف أديانهم وثقافتهم وتقاليدهم، لافتا إلى أن الحوار أساس للتفاهم والتعايش والسلام الذي تعدو إليه كل الأديان السماوية.
من جهته، أكد سمو الأمير فيصل بن عبدالله وزير التربية والتعليم عقب زيارة المركز أهمية الحوار بين اتباع الأديان والثقافات لما له من دور في خلق التفاهم بين شعوب العالم، مشيرا إلى ضرورة تضافر جهود كافة الدول من أجل تهيئة البيئة المناسبة لحوار فاعل ومثمر بين أتباع الأديان والثقافات على أساس من الاحترام والقبول بالآخر، وقال: «إن الحوار أكبر من أن يكون منهجا دراسيا، إلا أنه من الأهمية أيضا أن تكون البيئة مؤهلة للحوار مع الآخر، وهو الأمر الذي يتحمل التعليم العبء الأكبر لتحقيقه؛ لأنه الأساس في تهيئة البيئة المشجعة على الحوار».