وجاء دور زينجا

فى حين خلد مسئولوا الاندية الاخرى الى الراحة والهدوء , هبت الادارة النصراوية الى بدايات صيف ساخن من خلال التعاقد المبكر مع المدرب واللاعبين الاجانب اضافة الى صفقة القحطانى المنصرمة . وهذا التحرك الذى بدأ مع اول ايام انتهاء الموسم الكروى دل دلالة اكيدة على ادراك مسيرى النصر لنقائص الفريق التى افتقدها الموسم الماضى فى قائمتة الاساسية . ففى حين يميل الجمهور الى مقولة ان " النصر يفتقد للاحتياط الجيد " يدرك الثاقبون ببصرهم ان العلة فى التشكيلة الاساسية نفسها , فالفريق يبدأ مبارياتة ويخسرها بالفريق الاساسى واما الاحتياط فمظهر اخر واضافى من مظاهر النقص العناصرى .

وكما اشيد بالتحرك الادارى المبكر فأنى اشدد على ان دور الادارة يجب ان يتوقف هنا ويبدأ دور المدرب واللاعبين . فالادارة يجب ان تركز على صميم عملها بتهيئة الجوانب الادارية والمالية بما يساهم فى تثبيت استقرار الفريق ولاعبية خارج الميدان , اما العمل الفنى والميدانى فقد اصبح فى رعاية زينجا ومساعدية وعليهم ان يحضوا بحرية واستقلالية تامة فى رسم خطط الفريق الفنية وخياراتة العناصرية .

وخير ما يسترسل زينجا مهمتة بة هو قائمة المنسقين التى يجب ان تشمل كل من يفتقد للطموح والجدية والموهبة , وافضل ما يعوض زينجا بة اسماء المنسقين هو فتح باب الفرصة للصاعدين الجدد ممن يحترقون حماسآ وجدية وموهبة لاثبات قدرتهم على خدمة الفريق . وكم اتمنى ان يتم تحديد قائمة الفريق وعناصرة الاساسية والاحتياطية هنا فى الرياض قبل المغادرة الى معسكر ايطاليا , ولا يجب ان يغادر لايطاليا سوى القائمة النهائية فالتنسيق يجب ان يتم فى الرياض لا ايطاليا .

والمعسكر يجب ان يركز على بلورة القائمة الاساسية وتنافس اللاعبين للحصول على افضلية الخانات المحدودة فيها اضافة الى التركيز على تنمية استقرار الفريق وتجانسة . فهناك تغيرات كبيرة شملت خانات الفريق فى ثلاثة اجانب اضافة الى القحطانى ومحمد عيد , وهذا يعنى البدء من الصفر فى تحقيق الانسجام والتفاهم المبكر مع بقية اللاعبين . ولحداثة معرفة اللاعبين بالمدرسة الايطالية ومفاهيم زينجا التدريبية يتضح لنا اهمية استقرار التشكيلة اثناء المعسكر والحاجة لعدم تبديد الوقت كثيرآ فى اختيار عناصرالفريق ما بين اساسية واحتياطية ومنسقين . فالمعسكر يجب ان يكون حصريآ للتعود على خطط المدرب التكتيكية ورسم الجمل الفنية واساليب الكاتاناشو الدفاعية وتنوع الطرق الهجومية .

ولن اتردد فى نصح زينجا وتذكيرة بأن لدية اسماء لم تصل بعد للنجومية اللافتة والمطلقة ولذلك هم يحتاجون منة الى برامج فنية شاملة للرفع من مستوياتهم وقدراتهم الفنية والبدنية والمهارية . فجميع اللاعبين فى حاجة الى تدريبات صباحية مكثفة للرفع من تكنيكاتهم الفردية وقدرات تحملهم البدنية لضمان خدمتهم لمتطلبات الخانات التى يشغرونها , كما انهم فى حاجة الى تدريبات مسائية صارمة لتأكيد مستوياتهم الانضباطية التكتيكية .

يحدد سمو رئيس النادى وبدقة النسبة المئوية التى وصل لها مستوى العمل الادارى الذى اتمة , ونفرح بصعود تلك النسبة من العشرين الى السبعين بالمائة حاليآ ولكن الحقيقة ان هناك نسبة مئوية اخرى تخص جانب العمل الفنى وهى بيد زينجا ولاعبية . وكم اتمنى ان يجد اللاعبين اداريآ بدرجة اخ اكبر لهم يساعدهم على فتح عيونهم لاهمية الوعى الشخصى لكل واحد منهم بالمستقبل الذى ينتظر كل واحد منهم اما بالنجومية والشهرة والثراء فى حالة العمل الجاد والرغبة الكبيرة واما بالتنسيق والاهمال فى حالة الاستهتار والتكاسل . ليت هؤلاء اللاعبين يستمعون لنماذج نصراوية مشرفة كماجد ومحيسن والهريفى والتضحيات التى بذلوها للوصول الى ما وصلوا الية من مكانة وليتهم يتعرفون وبدقة الى نماذج اخرى سقطت قبل ان تصعد الى سلم النجومية بسبب استهتارها وتكاسلها .

واذا كان كحيلان قد صعد بنسبة انجاز ادارتة , فقد صعد الجمهور بنسبة توقعاتة وامالة ولم يعد للاعبين وجهازهم الفنى من وسيلة للهروب من محاسبة تقصيرهم ان حدث . والمشاركة الاسيوية بعد غيبة طويلة تعيدنا الى تحدى " العالمية " . وهنا اقصد عالمية التفكير والطموح والبذل . آن لنا ان تصرف كعالميين سواء كنا جمهور او ادارة او لاعبين اواعلاميين او اعضاء شرف , فلا مجال للعودة للوراء ولا للفكر المحلى الضيق .


(( ولقد كرمنا بنى آدم ))... تذكرتها وأنا اسمع نعتاً لا يليق باستاذنا محمد الدويش ...فلا عليك يا استاذ ...

سلمان بن عبدالرحمن
كاتب رياضي في صحيفة سبورت