11 رمضان 1434-2013-07-2010:11 pm
في حلقة تستحق مسلسلاً كاملاً ومعالجة درامية وافية
عبد الله البرقاوي- سبق- الرياض: ألقت حلقة "الاتجار بالأشخاص" التي قدمها مسلسل "كلام الناس" في جزئه الثاني، باللائمة في جرائم الخادمات -التي وصلت إلى حد قتل الأطفال- على عاتق بعض مكاتب الاستقدام بالدرجة الأولى.
ورصدت الحلقة -بأسلوب اتسم بالنقد الشديد- السلبيات التي تقع فيها مكاتب الاستقدام، خاصة ما يتعلق بالتأكد من أمانة وأخلاق وسلوكيات الخادمة.
وقدمت الحلقة حالتين لموظفيْن من موظفي مكاتب الاستقدام؛ الأول موظف ملتزم يؤدي عمله على أكمل وجه، ويفحص العاملة المنزلية فحصاً نفسياً وإنسانياً، كما يفحص أوراقها قبل أن يقبل باستقدامها إلى المملكة.
وتناولت الحلقة الموظف الثاني الذي يعيش حياة منفلتة، ولا يهتم بطبيعة العمالة التي يسمح باستقدامها ولا بالكوارث التي قد تتسبب فيها إذا كانت سلوكياتها غير سوية، وهو الأمر الذي تجلى في أبشع صوره عبر جريمة قتل الطفلة، التي كانت حديث المجتمع السعودي خلال الفترة الماضية.
وبرزت الرسالة الحقيقية للحلقة من خلال التأكيد على أن المسؤولية مشتركة بين الأسرة والخادمة ومكاتب الاستقدام، فيما يتعلق بتوفير عمالة منزلية صالحة والتصدي لأي جرائم أو مشكلات قد تنجم عن سوء الاختيار.
وتعتبر هذه الحلقة من أهم الحلقات التي لامست هموم الناس وحياتهم اليومية، ضمن حلقات الجزء الثاني من مسلسل "كلام الناس".
ورأى كثيرون أن هذه القضية كانت تحتاج إلى مشروع درامي متكامل؛ لخطورتها وتداعياتها التي يجب أن تتضح للجميع.
وأشاد مشاهدون -استطلعت "سبق" آراءهم حول أحداث الحلقة- بالمعالجة الدرامية القوية لمشكلة الخادمات في المملكة، وما يتسببن في وقوعه من جرائم، وأشار المتابعون إلى أن الجيد في المعالجة الدرامية أنها لم تكتفِ بإلقاء اللوم على الخادمات وحدهن، وإنما ركزت على تحميل مكاتب الاستقدام المسؤولية الأساسية؛ لأن بعضها يتهاون في الكشف عن سلوكيات وأخلاقيات الخادمات.
وقال محمد بن عبد العزيز: "المسلسل لم يعالج المشكلة من الظاهر، بل اخترق جذورها، عبر البحث في البيئة التي تأتي منها الخادمة، والمسؤولية التي ينبغي أن تتولاها مكاتب الاستقدام فيما يخص التأكد من صلاحية الخادمة للعمل بأمانة وأخلاق عالية".
وقال مشاهد آخر: "مكاتب الاستقدام تحصل من جيوب المواطنين على مبالغ ضخمة تأتي من الأسر في مقابل توفير الخادمة التي يفترض أن تؤتمن على المنزل، إلا أن هذه المكاتب في كثير من الأحيان تتغاضى على السلوكيات السلبية للخادمات؛ حرصاً على العمولة التي تتحصل عليها".
وأوضح نايف العتيبي أن الحلقة هزّت وتراً حساساً في الواقع المرير الذي تعاني منه بيوت المملكة، مطالباً الأسر قليلة العدد بإعادة النظر في فكرة الاستعانة بخادمة من الأساس.