ارتبط اسم كثير من اللاعبين بالإعلام، إذ غالبا ما تتداول مختلف الوسائل الإعلامية لاعبين بعينهم ويجعل منهم مادة دسمة حتى وأن لم يتقبلها الجمهور فهو مجبر على متابعتها كما أنه ليس كل لاعب ماهر أو نجم بارع يحظى بكل أنواع المتابعة الإعلامية ..
لذلك هناك الكثير من اللاعبين الذين دخلوا للشهرة من أوسع أبوابها، بل وتربعوا على عرشها بمباركة من الإعلام، إذ الواقع يقول أن مجموعة من النجوم هي من (صنع الإعلام)، وعندما نذكر الإعلام يتبادر إلى الأذهان مثلا النجم الإنجليزي ديفيد بيكهام الذي نال شهرة عالمية في مختلف بقاع العالم من أوروبا إلى أمريكا وآسيا وإفريقيا ..
وكان لاعبا بمواصفات نجوم السينما حتى أن بعض وسائل الإعلام كانت تهوى أن تتكلم في كل ما يخص شخصيته دون أن يكون لها علاقة بعالمه الكروي، ودائما ما تنسى أنه لاعب كرة قدم.. حتى نال بيكهام هذا الحظ من الشهرة فطاردته أكبر الأندية الأوروبية ليس بسبب إمكانياته الكروية فقط، وإنما لأسلوب حياته وشعبيته، صحيح أن بيكهام كان أيضا لاعبا ومؤثرا في الفريق، لكن ما جناه من شهره كان للإعلام نصيب فيها، حيث زاد من شهرته ومن صنع اسمه، بل إن بيكهام زاد من حضوره زواجه من فيكتوريا العضوه في فرقة غنائية شهيرة..
لم يكن بيكهام إلا مثالا واحدا من اللاعبين الذين تصدروا العناوين ممن اشتهروا بحياتهم الصاخبة وتصرفاتهم المجنونة و تبعهم في ذلك أولئك الذين اشتهروا لوجود الأسطورة ماجد عبدالله في النصر فجعلوا أسماءهم مرتبطة بالإعلام أكثر من ملاعب الكرة..
وعندما نقارن بين نجمين اسمهما ماجد عبدالله "المجتمع تحت ظل نجوميته جميع الأطياف والأجناس الكروية" وبين سامي الجابر "نجم الهلال الأول" سيتضح مدى الفرق بين النجمين، لأن الأول أي ماجد صنع اسمه بأقدامه، بمواهبه ومهاراته وأسلوب لعبه الرفيع، أما الثاني فقد صنعه أكثر الإعلام و(كنموذج بسيط ) لكم أن تتذكروا النجم سامي في احد مواسم الدوري السعودي يدخل مباراة فريقه الهلال مع الاتفاق وهو يغيب طوال الموسم عن (التهديف) و"المعلق يتعذر عنه" .. وفي نفس اللحظات يرفض الانصياع لتغيير المدرب "والمعلق يبرر له".. ثم يغادر النزال مهرولا دون أي اعتبارات و"المعلق يستميت من دونه"..
إن جل المتابعين للإعلام الرياضي من المنصفين أدركوا أن سامي نال من النجومية والشهرة أكثر مما يستحق كلاعب كرة قدم وفي نفس الوقت يلاحظوا أن هناك من النجوم من ظلمهم الإعلام، وفي مقدمتهم الغزال الأسمر كما يحلو لجمهور الأهلي تسميته.. خالد مسعد واحد من اللاعبين الذين تألقوا بشكل كبير في الزمن الماضي، والدليل على ذلك تأثير رحيله على فريق بحجم الأهلي والمنتخب الوطني، لكن قلما نسمع عن هذا اللاعب في وسائل الإعلام المحلية، والأكيد أن تأثير هذا التجاهل الإعلامي قد ضيع على مسعد مجموعة من الاستحقاقات الماضية والحالية أهمها جائزة أفضل لاعب في آسيا، خاصة في المواسم التي قاد فيها المنتخب لتحقيق الألقاب، دون أن نغفل أيضا عن لاعبين مميزين اجبروا على العيش بعيدا عن الأضواء كأحمد جميل وعبدالله صالح، فخاصموا الشهرة وما يأتي من ورائها خلافا لما يسير عليه الآن سامي الجابر الذي يبحث عن نجومية أخرى مع توأم روحه الإعلام تفوق عمله كإداري فريق كرة قدم.
محمد البدراني