الاعلام الهلالي يتهيأ للافلات من الوصاية

كثر الحديث في الاعلام غير الهلالي عن أوضاع نادي الهلال الذي يقترب هذه الايام من أن يكون في قلب الاحداث الاعلاميه المتوقعه والماده الدسمه للكثير من وسائل الاعلام خاصه وأن الكلام يدور حول نجم النجوم في الكتيبه الزرقاء وصانع أمجاد الزعيم ياسر القحطاني وما يقال عن أزمه ماليه تعصف بالفريق وكلام عن رحيل نجوم مؤثرين.

ولا يعتقد أن الاعلام الهلالي سيقف موقف المتفرج من الاحداث التي ظهرت بوادرها في الجسم الهلالي (المثالي!)وهي الصفه التي حاول البعض عبثا تثبيتها في أذهان الجماهير الرياضيه وان نجحت في اجتياح بعض العقول الهلاليه ان لم يكن أغلبها بفعل التخدير والتلوين المزمن الذي مارسه الاعلام الازرق (الموجه) وتعامل معه من يوصفون ياصحاب المنصات البلهاء كحقائق.

والمراقب للحاله الهلاليه يلمس في الافق أن الزعيم يدور حول صفيح ساخن ويكاد أن يقع فيه بل ويتربع عليه لا محاله فكل المؤشرات تؤشر أن ماكان من رغد وبحبوحه ماليه قد ولى وربما من غير رجعه منتظره على الاقل في الاجل المنظور.

فالهلال يواجه أمرا واقعا جديدا واجهته أنديه من قبل كانت محل سخريه وتندر من الاعلام الهلالي وبعض جماهيره وهاهي الايام تضع الهلال فيما كانت الانديه الاخرى تعاني منه.

فهل يستمر الاعلام الهلالي تحت السيطره ورهينه لبيانات المركز الاعلامي؟! أم ثمة من يتهيأ للافلات من السيطره الاداريه الهلاليه ويواجه جماهيره بالحقائق المخبأه أم أن جيش العلاقات العامه سيواصل نشر البيانات التلميعيه والتبرريه ويتجاهل نشر ما يزعج الاداره اما حبا في مصلحة فريقه أو انصياعا لـ (لترتيبات مسبقه اتفق على عدم تجاوزها!!).

ان الشكوك قويه حول الافلات من القبضه الحديديه لكن المراهنه على البقاء أسيرا في القفص الاداري الهلالي وسط تدفق المعلومات عبر وسائل اعلام غير هلاليه سيضع الاعلامي الهلالي في موقف حرج جدا اما ان يكون متفرجا على الاحداث وتلك هي مشكلته أو صانعا للاحاث ومساهما فيها وتلك هي قضيته المطلوبه منه وما تنتظره جماهير الزعيم من اعلامها خاصه ونحن في عصر الشاشه الكونيه التي حطمت كل الحواجز وهيأت كل الطرق لتدفق المعلومات.

ففي عصر الرخاء تستطيع السيطره الى حدما أو بالتعبير الدارج عمل الكنترول اللازم على تصريف محاسنك وحجب سلبياتك لكن عنما تتورم السلبيات يصبح من العسير اخفائها فعيون الرصد في كل حدب وصوب وسط معمعه اداريه تعيشها يصبح من الصعوبه بمكان احكام السيطره.

ولا يعتقد أن الجماهير الهلاليه كلها صدقت أن فريقها لا يعاني من أمر مالي جلل حلّ به حتى لو بدا صاحب القرار في الزعيم يهز عصاه مرتاحا وآمنا مطمئنا على مستقبل فريقه وسط مجموعه من الاعلامين في برنامج فوانيس.

واللافت في البرنامج الذي يبدو بانه (منسق من قبل) أن الزملاء الاعلامين على غير عادتهم كانوا أكثر برودا من مقدم البرنامج الزميل عادل عصام الدين صاحب مقولة (نجومية ياسرالمطّلقه).

وربما هناك من يقول أن للزملاء عذرا وأن تأثير الفطور الرمضاني الدسم خدرهم وقلل من حماسهم المعتاد في تبيان الحقائق وطرح الاسئله التي تلامس هموم الجماهير الهلاليه التي دأب الهم والخوف على فريقها بعد حادثة الرحله السياحيه لدبي لنجم الفريق الاول ويلي هامسون وما تبعها من مطالبة النجم ياسر بحقوقه الماليه المتأخره من تجديد عقده فضلا عن كلام متناثر عن رحيل رادوي وغيره.

ففي الوقت الذي ظهرت فيه مخاوف الجماهير وقلقها على فريقها مع نهاية الموسم الماضي بقيت الاداره الهلاليه ساكنه غير مكترثه للا نباء المبكره دون حراك بتوقيع البلجيكي جيرتس عقد تدريب منتخب المغرب وهي الاداره التي يسجل لها سرعة تصرفها عقب ابعاد أو طرد كوزمين لافرق.

ففي حاله شبه مماثله يلاحظ هذه المره أنها أبطأت الخطى وربما في انتظار عدول جيرتس عن خياره أو تلطف الجامعه المغربيه بابقائه في الهلال حتى نهاية الموسم لكن المرجح في الامر أن ثمة حابس حبس الاداره الهلاليه من التحرك الا وهو الفاقه الماليه فالعين بصيره والخزينه خاويه فلا رواتب للفئات السنيه ولا رصيد يسمح بتسديد حقوق ياسر الموعوده له بعد تجديده للعقد قبل عام.

يبقى القول: أن الجماهير الهلاليه التي لم تتعود في العشر سنوات الاخيره على وقوع

ناديها في أزمه ماليه تنتظر من ادارة الامير عبد الرحمن بن مساعد التحرك سريعا مع أعضاء الشرف والداعمين الاخرين لتعويض غياب الداعم(الذهبي) الاكبر. وعدم الاعتماد على مصدر واحد للدعم السخي.

ويحتاج الفريق الهلالي في هذا الوقت الى جهد جهيد لاسيما وأنه يواجه أكبر تحدي له في الاسيويه وخسارتها تعني انتكاسه كبرى غير محمودة العواقب ستحرك الخلايا النائمه في الجسم الهلالي خاصه وأن الجماهير تتطلع الى استنشاق عبير العالميه المفقود بعد أكثر خمسين عاما رهن المحليه.



محمد السلوم
كاتب رياضي في سبورت السعوديه