حتى ينجح زينجا لابد من مساعدته

السلام عليكم

يحق لإدارة النصر أن تختار من تشاء لتدريب الفريق فهي المسئولة عنه رسمياً ، ويحق لنا كمشجعين أن نذكر آرائنا الشخصية حول هذا المدرب أو ذاك لكن إذا تم التوقيع الفعلي معه فعلينا جميعا أن نسكت لنرى عمله مع الفريق بدون شوشرة تؤثر على الفريق.

وهنا قد يبرز سؤال كيف ينجح وانتم كنتم تقولون أنه ليس بالمستوى المطلوب ؟

لكننا نعيد ما قلناه سلفاً ( وقع وعلينا دعمه )

و السؤال الواقعي الآن هو كيف ينجح زينجا مع النصر ؟ هل يستطيع لوحده خلق النجاح ؟ أم لابد من تضافر الجهود معه لتحقيق الهدف المنشود.

في البداية لابد أن نقول أن هناك بعض النقاط الإيجابية في المدرب وهي ليست بالنادرة ولا الهامشية وتتمثل تلك النقاط في التالي :

أولا : انه يتبع المدرسة الدفاعية التي تعتمد على تنظيم الدفاع ( وهذا ما يعانيه الفريق حاليا مع داسيلفا ) ثم الانطلاق في الهجمات المرتدة و هو الأسلوب المناسب للنصر في هذه المرحلة بالذات كما قلت سابقا عند التعاقد مع داسيلفا والذي كان التعاقد معه خطأ بدأت به الإدارة الموسم الحالي وقد تُعذر حينها بسبب اعتذار المدرب باوزا في وقت حرج لكنها لا يمكن أن تُعذر للإصرار عليه طوال الموسم رغم وضوح أخطائه لأي متابع.

ثانيا : المدرب مشهور بشخصيته القوية ورفضه للتدخلات الإدارية في عمله حتى لو تصل الأمور لإقالته وهو ما حصل معه فعلا عند إقالته من فريق باليرمو بعد محاولات رئيس النادي التدخل في الأمور الفنية.

ثالثا : معروف بصرامته وحبه للانضباط مع اللاعبين لكنه في نفس الوقت يتعامل مع اللاعبين خارج التمرين بروح أخوية عالية ولذلك لا تجد له رغم صرامته مشاكل تذكر مع اللاعبين ، بعكس مشاكله المتكررة مع إدارات الفرق التي دربها.

رابعاً : يركز دائما على الاستفادة من الضربات الثابتة بشتى أنواعها وذلك من خلال استعانته بالمدرب الإيطالي جياني فيو المتخصص في التدريب على الركلات الثابتة والذي كان ضمن الطاقم التدريبي معه أثناء تدريبه لبعض الأندية مثل دينامو بوخارست الروماني وكاتانيا الإيطالي وبعض من الوقت أثناء تدريبه للعين الإماراتي ، ولا أعلم حتى الآن هل سيكون ضمن الطاقم التدريبي له مع النصر بصورة مستمرة أم مؤقتة ؟

هذه هي النقاط الرئيسة الإيجابية للمدرب زينجا لكن يتبقى دور مهم جدا وهو دور الإدارة في مساعدته للقيام بعمله بشكل ممتاز ويتوفر ذلك في عدة أمور وهي :

1 – جعله كمدير فني للفريق بصلاحيات كاملة في كل شيء وبالتالي هو من يرجع له في كل الأمور الخاصة باللاعبين من قبول اعتذار أو عدمه ويبقى المدير الإداري كشخص تنفيذي ومستشار له متى رغب المدرب في ذلك.

2 – صرف رواتب اللاعبين في أوقاتها المحددة لأن ذلك يساعد على تطبيق العقاب والثواب على اللاعب وبتقبل كامل من جميع اللاعبين.

3 – وهي النقطة المهمة جدا ولذلك وضعتها في الأخير وتتمثل في إبعاده التام عن اختيار اللاعبين المباشر كما يتردد الآن من خلال مفاوضاته المباشرة مع عدد من اللاعبين خصوصاً الرومانيين لأن هذه النقطة ستسبب له ضغطا نفسيا كبيرا متى مالم يظهر اللاعبون الذين تعاقد معهم بصورة جيدة ، بالإضافة إلى انه لا يعرف الفريق فعليا لأن مشاهدة الفريق ليست إطلاقا مثل تدريبه ، ولذلك رأينا عدة مدربين يشيدون دائما بلاعبين معينين ويستغربون عدم الاعتماد عليهم وعندما قدر أن أحدا منهم درب هذا الفريق أو ذاك شاهدناهم أيضا يبعدون نفس اللاعبين.

ودليلي على ذلك أن اللاعبين الذين طرحت أسمائهم وهم المحور الدفاعي بيتري لاعب ستيو بوخارست وزميله لاعب الطرف الأيمن نيكوليتا والمحور المتحرك وكابتن رابيد بوخارست لازار ليسوا في الطموح لفريق يريد أن يحقق بطولات في الموسم القادم ، فضلا عن أن بيتري لاعب كثير الإصابات وأجرى 4 عمليات في ركبتيه ، ورغم أن المعلومات عن اللاعبين المذكورين لاتشجع إطلاقا عدا المعطوب بيتري إلا أنني حرصت على متابعة مستوى اللاعبين في مباريات قوية ولذلك شاهدت مباراة ستيو بوخارست ضد تيميسوارا في 25 / 4 / 2010 والتي انتهت 3 / 3 وأعجبني بيتري كثيرا في تمرير الكرات بشكل صحيح متقن سواء القصيرة أو الطويلة لكنه لايشارك إطلاقاً في الالتحام خوفاً من الإصابات وهي نقطة كانت واضحة جدا حتى لشخص لايعرف أن هذا اللاعب كثير الإصابات ، أما نيكوليتا فهو سريع ومستواه جيد لكن ليس باللاعب الذي يرفع فريقاً مثل النصر ، وبالنسبة للازار كابتن رابيد فقد شاهدته في مباراة قوية أيضا مع فريقه رابيد بوخارست ضد فريق دينامو بوخارست في 2 / 5 / 2010 وانتهت 2 / 2 واتضح فيها أنه لاعب متوسط المستوى قد يصلح لفريق مثل الحزم أو القادسية أو الوحدة لكن لن يفيد النصر الساعي للمنافسة على البطولات وتحقيق البعض منها ، بالإضافة إلى أنه ليس محوراً دفاعيا بل هو متحرك أو كما يقال محوراً ثانياً وفي رأيي أن مرد تلك الاختيارات غير الجيدة تكمن في أن المدرب لازال يجهل قوة الكرة السعودية ، ولا أظن أن ذلك يعود للسمسرة كما يقول البعض !

والسؤال الذي قد يطرح الآن ماالمطلوب إذا من زينجا في التعاقدات ؟ وهنا نقول أننا لن نأتي بجديد فما توصلت له بعض الأندية في الدوري السعودي في التعاقدات مثل الإتحاد والهلال يجب على النصر تطبيقه وهو يكمن في خطوات متتالية كالتالي :

1 - يطلب من المدرب تحديد المراكز التي يحتاج فيها إلى لاعبين أجانب وتحديد مواصفات اللاعب المطلوب في كل مركز.

2 - البحث عن لاعبين وفق مواصفات المدرب وحسب ميزانية النادي من خلال فريق يقوده نائب الرئيس الأستاذ / عامر السلهام ولا مانع من توصية المدرب ببعض اللاعبين الذين أشرف عليهم سابقاً لكن يجب أن يعتمد هذا اللاعب من اللجنة أولا ، وترتب هذه الأسماء ترتيبا متسلسلا حسب رأي اللجنة ، ثم تقدم قائمة بأفضل ثلاثة لاعبين حسب رأي اللجنة في كل مركز طلبه المدرب مع معلومات كاملة عن اللاعب ولقطات تبين مزايا اللاعب وبعض المباريات الكاملة له ويترك تحديد الأفضل من الثلاثة للمدرب.

3 – إذا وافق المدرب على أحد اللاعبين فيتم فوراً التفاوض معه من قبل الإدارة ولا يتدخل المدرب إطلاقاً في ذلك وإذا رفض المدرب الثلاثة فيتم اللجوء للباقين في القائمة حسب التسلسل.

والنتيجة المراد تحقيقه من هذه الإجراءات هي إبعاد المدرب عن التدخل في التفاوض والأمور المالية وتفريغه للمهمة الأساسية له وهي الأمور الفنية ، وحتى يجنب المدرب الضغط النفسي إذا لم ينجح اللاعب الذي جلبه مما قد يؤثر على عمله الأساسي كمدرب ويشتت تركيزه وقد يضطره في النهاية لطلب فسخ العقد عندما تريد الإدارة تسريح اللاعب الذي جاء به لتردي مستواه ، وليس صحيحاً كقاعدة كما يقول البعض أن اللاعب الذي يحضره أي مدرب ينجح مع الفريق والحالات الموجودة لدينا في الدوري السعودي كثيرة جدا وأخرها حالة اللاعب الأرجنتيني ( لويسيانوا ) الذي احضره كالديرون بنفسه وعلى مسئوليته ولم ينجح إطلاقاً بينما نجح أغلب من أحضرتهم إدارة الإتحاد.

تحياتي للجميع
بدر السلطان