الصبر على بضاعة زينجا

تتساءل الجماهير النصراويه حول ما إذا كانت مطالبة الإدارة لهم بالصبر على اللاعبين الأجانب الثلاثة ستأتي به الأيام وان المسألة مسألة وقت.
وبعد مسلسل نزيف النقاط بالتعادلات أمام فرق سهله ارتفعت وتيرة مؤشر القلق عند الجماهير وعما إذا كان الصبر سيكون مفتاح الفرج المطلوب وسيسفر عن انتفاضه للاعبين الأجانب الذين هم من بضاعة زينجا الذين اختارهم بنفسه.
وكنت قد ذكرت في مقال سابق بعد الفوزين المتتالين للنصر بعد الجولة الأولى والثانية وقبل مسلسل التعادلات مع فرق يفترض تجاوزها بسهوله قلت إن مستوى النصر لم يختبر بعد.
وبعد خمس جولات من الدوري يمكن القول أن المؤشرات بناءا على المستويات الماضية غير مطمئنه للجماهير النصراويه فروح انسجام الفريق تكاد تكون شبه مفقودة والفردية والاجتهادات هي الواضحة في شكل الفريق الفني.
ويبدوان مدرب الفريق الايطالي ولتر زينجا لم ينجح بعد في رسم أداء الفريق في الملعب كما يفعل المدربون الكبار مثل مافعل الأرجنتيني باوزا في زمن قياسي خاصة وان زينجا منح كل الصلاحيات بما فيها اختيار اختيار اللاعبين.
والمراهنة على الوقت ليس بالضرورة عملا صائبا لاسيما وان النصر خاض العديد من المباريات بدءا من معسكره في ايطاليا وانتهاءا بالجولة الخامسة في دوري زين وتلك اللقاءات أعطت للمراقب العادي صوره شبه كاملة عن أداء كل اللاعبين.
واللافت في أداء لاعبي النصر أن الخلل الأكبر يقع في خط الوسط فلا المحاور الثلاثة قادرة على القيام بدورها وفق ما يتطلبه ظروف اللعب والخصم المقابل مع ملاحظه أن الأخطاء هي نفسها في المباريات الماضية.
فكثيرا ما ينكشف خط دفاع النصر بسبب سوء انتشار المحاور وعدم قدرتهم على قراءة تحرك اللاعبين المنافسين وكذلك حركة رسم الهجمة للفريق المنافس في الملعب.
ولعب الحظ ورعونة الخصم كما بدا من اللقاءات السابقة دورا كبيرا في حماية مرمى النصر من أهداف سهله في الغالب وان أتت فهي بمساعد من دفاع النصر الذي لايحسن التغطية كما حدث في المباريات الثلاث الأخيرة.
وأظهرت اللقاءات السابقة عن وجود شرخ كبير في خط الوسط وتقارب بين اللاعبين في الوقت المطلوب انتشارهم لبناء هجمة والعكس صحيح مما يعني أن المدرب زينجا لم يهتد بعد إلى بلورة رسما فنيا في وسط الملعب مؤهل بان يقوم بالدورين الدفاعي والهجوم حسب المتطلبات الفنية التكتيكية والتكنيكية .
فخط الوسط النصراوي يحتاج بشكل ملح إلى إعادة هيكلية فنيه حتى لو تطلب الأمر الاستغناء عن أجانب زينجا وهما رزفان وبتري وإبقائهما في خط الاحتياط لوجود لاعبين يؤدون في الملعب أفضل منهما.
وحري بالمدرب زينجا أن يتوقف عن إعطائهما الفرصة تلو الفرصة وهما اللذان أخذا فرصتهما في مباريات عده ولم يقدما مايشفع لهما عند الجماهير التي باتت تنظر لهما على أنهما عبء على الفريق لا عوننا له.
فخط الوسط الذي لازال يفتقد إلى اللاعبين المؤثرين دفاعا وهجوما ساهم في إضعاف فعالية الهجوم النصراوي الذي يقوده أغلى لاعب في الملاعب السعودية محمد السهلاوي.
فالسهلاوي يجد نفسه مضطرا للعود لوسط الملعب للمساهمة في صنع هجمة سرعان ما تقتل لسوء انتشار الدعم المفترض حوله وخاصة من سعد الحارثي الذي يجب عليه التغلب على عاده لازمته طويلا وهي وأد الهجمة باستدارته بالكرة إلى الخلف بدلا من الاندفاع بقوه إلى الامام مما يعطي فرصه للخصم بالتغطية.
ولن أتحدث عن خط الدفاع ولا عن المدافع الاسترالي مكين الذي هو الآخر من بضاعة المدرب زينجا فهذا الخط تكيف جمهور النصر مع مشكلته المزمنة.
واعتقد أن المحاور لو قامت بدورها لتحسن أداء وتمركز خط الدفاع الذي عاده ما يفشل في الثواني الأخيرة من الحفاظ على الفوز كما حصل في مباراة التعاون والفيصلي وهما الضيفان الجديدان على دوري زين.
يبقى القول: أن لاعبي النصر لو امتلكوا حماس رئيسهم الأمير فيصل بن تركي الذي يكاد يحترق في المنصة حماسا مع فريقه لتمكنوا من إنهاء الجولات التي خاضوها لصالحهم ولما حدث ما حدث في الثواني الأخيرة.
وتبقى إشارة أخيره أن مشوار الدوري لازال في ربعه الأول وعلى زينجا أن يعيد صياغة خط الوسط وعليه أن يعلم أن صبر الجماهير الكبيرة له حدود وإذا بقي الوضع دون تحسن فان بضاعته الرومانية والاسترالية مردودة عليه وربما هو معها أيضا.
ولعل نقطة التصحيح تبدأ من مباراة القادسية في الخبر ولعله أيضا يتذكر انه لم يقابل الفرق الكبيرة بعد مثل الهلال والاتحاد وهما الفريقان اللذان نجحا في جمع العلامة النقطية الكاملة.



محمد السلوم
كاتب رياضي في سبورت السعوديه