المتألق فرحان الفرحان يوضح ويكشف حقائق للجماهير النصراوية

تحت عنوان (أضرب بهم بحر الصعاب فإنهم خلفك) ... المتألق فرحان الفرحان يوضح ويكشف حقائق للجماهير النصراوية

سبورت - الرياض :
كتب الإستاذ المتألق كعادته فرحان الفرحان مقالاً صحفياً حمل بين طياته المعاناة التي يمر بها رئيس نادي النصر صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن تركي ومدى الخذلان الذي واجهه من الغالبية العظمى التي يفترض أن تكون هي الأقرب منه والداعمة له في سبيل إكمال مسيرته التي بدأها بقوة منذ توليه كرسي الرئاسة وذلك لإعادة ناديه للوضع الذي تركه منذ العشر سنوات الماضية .
كما وجه الفرحان رسالة مباشرة لجماهير الشمس طالبهم فيها بالوقوف مع ناديهم وقائده حتى يصلوا به إلى مكانته التي تليق به.

نص المقال :
بين شوطي مباراة القادسية , دخل سمو الأمير فيصل بن تركي , و قال للأعبين ( الأغلبيه تخلوا عني إلا أنتم فأهدوا جماهيركم نتيجة المباراة ) , فنزل الفريق بروح لم تحضر منذ سنوات و أنهى اللقاء بفوز ٍ مستحق و أسعد جماهيره ..

شيء مؤلم أن يشعر من تعلق قلبه بالنصر و هو صغير , أن الأغلبية خذلته , و لكن من يعرف النصر لا يستغرب هذا الشعور المرير الذي يزور سمو الرئيس هذه الأيام , ربما أن سموه لم يتصور حجم الصعوبات في البيت النصراوي , لأنه لم يخض في أوحال الرياضة , و لا يحمل قلبا ً يحرك لديه الهواجس السوداء بصورة تجعله يحتاط من ظله ..

جاء للنصر بنقاء الطفولة و بوله العشاق .. بثقة الرجال و إقدام الشجعان , لم تراوده حسابات الخائفين , و هو يبرم الصفقات التي أسعدت جماهيرالشمس , بغض النظر عن نجاحها أو فشلها , أو ما نتج عنها من إرباك مالي , و هو إرباك لازم النصر طيلة سنواته , حتى و هو لا يستقطب نجوم و لا يبرم صفقات , و لا يعطي لاعبيه حقوقهم , بل يحتال عليهم و يقهرهم و يظلمهم و يظلم جماهيره , و مع ذلك لم تعرف الثقافة النصراوية مثل تلك المفردات التي قالها كحيلان للاعبيه في غرفة الملابس ..

هذه الكلمات الموجوعة التي أشعلت النيران في قلوب اللاعبين و حولتهم إلى مقاتلين في الملعب , موجود صداها في قلوب جماهير الشمس حتى و كحيلان لم يقلها لهم , لأن هذه الجماهير الأسطورية تحفظ تاريخ نصرها جيدا ً , و تعرف واقعه بصورة دقيقة , تعرف من وقف مع رئيسها , من دفع و من شح , من ساند و من حارب , و تعرف رئيسها أكثر من معرفته لذاته , فيلس هناك أصدق من خلجات قلوب العاشقين , و من يجاري جماهير الشمس في أدبيات العشق ..

كان بإمكان كحيلان أن لا يغامر و أن لا يركب الصعاب و أن لا يقف في وجه العاصفة , بل كان بإمكانه أن يستولي و أن يرسل أمنيات جماهير الشمس خلف الكلمات بعد كل مباراة , كما كان يفعل البعض , و لكن لأنه يحمل قلب عاشق و إقدام واثق , عالج مشكلة النصر الأزلية بعقد الصفقات , جلب السهلاوي و القحطاني , و وقع عقود مع غالب و العنزي و استبدل الجهاز التدريبي و اللاعبين الأجانب وفق الطريقة الأحترافية , و قد يقول مُخذل أنهم لم ينجحوا , و هو حكم إستباقي قد يصح , و لكن هذا لا يلغي المحاولة الجادة التي لم يعتدها النصر , بل كانت إمنيات محبوسة في قلوب جماهيره سنوات و سنوات , و ها هي تصبح واقعا ً معاش حتى و إن لم تحدث نقلة نوعية في أداء الفريق , إلا أنه من المؤكد انها قد أحدث نقلة غير مسبوقة في الفكر النصراوي , لن تقبل جماهير الشمس التراجع عنها في المستقبل , و هذا في أضعف المكتسبات قد يكفي ..

يا سمو الأمير , الأوفياء من الرجال في البيت النصراوي (على قلتهم) معك كل حسب ظروفه و أنت تعرفهم جيدا ً , اللاعبون يعرفون واقع نصرهم لذلك أحترقوا مساء الأمس وأشعلوا ليل الدمام , أما جماهير الشمس , فإنهم جماهير وفاء , و سيبادلون وفائك منذ أيام خرستو ستويوتشكوف إلى أن تترجل عن صهوة قائد عشق جماهير الشمس , سيكونون خلفك , فأضرب بهم بحر الصعاب , فوالله لن تجد منهم من يخذلك ..

يا سمو الأمير جماهير الشمس , جماهير إستثنائية , وفيه , واعية , تعرف كل ما يدور في نصرها , و تعرف حجم التحديات التي تقف في طريقك , تعرف حجم ما صرفت , و تعرف أنك وُضعت في أطار ( الغير مقتدر ) من قبل الفئة القليلة , لأنك لم تبخل على جماهير النصر , و لا على النصر , كنت الأمير الشجاع و أنت تزرع في بوكير صباحاتهم بتلات السعادة بالرغم من إدراكك أن هذا العمل قد يزرع في طريقك بعض الصعوبات المالية , التي إستغلها الأخرون ( من الدخل و الخارج ) لزعزعة ثقة جماهير الشمس فيك ..

جماهير الشمس يا سمو الأمير هم حصنك .. هم رجالك .. هم سلاحك .. و يندرج تحت مسمى ( جماهير الشمس ) الأوفياء من رجالات النصر , لاعبوا النصر , و كتاب النصر الصادقين , فأمض بهم إلى مشرق البطولات , فإنه ليس ببعيد , و دع القواعد و المخذلين , يلوكون مفردات الإحباط , فالتاريخ لا يحفل بــ ( بالحكواتية ) , أمض أيها الأمير الشاب في طريق المجد و لا تتراجع , فتراجعك لا يعني إلا موت الحلم , و موت الحلم هو موت للنصر , و تذكر يا سمو الأمير , أننا سبق و أن تسولنا رئيس قبيل رئاسة سلفك ..

يا جماهير الشمس , نجاح رئيسكم , يمثل مرحلة مفصلية في تاريخ ناديكم العملاق , فإما النجاح أو إنتكاسة لا نهوض بعدها , فكونوا معه كما هو معكم , قد يخطىء في بعض خيارته , و شيئا ً من قراراته , و لكن لا تنسوا تضحياته من أجلكم .