اقصاء النصر ... والرياضة الوطنية
لا اعلم متى يمكن لكل نصراوي ان يرتاح من حرب الاقصاء التي تمارس عليه في اروقة الرئاسة العامة لرعاية الشباب وكذلك في رحاب الاعلام السعودي ؟ . لجان الاتحاد السعودي لكرة القدم لم تستطع تحمل اكثر من نصراوي واحد بين اعضاءها الذين فاقو المائة وعشرة اعضاء , فيما المساحة الاعلامية تضيق يومآ بعد يوم امام الاقلام النصراوية فنرى الاستغناء عن اقلامهم يتسارع في كل المطبوعات بنفس الوتيرة التي نرى عليها الفضاء الاعلامي المحلي يمنعهم فيها من الظهور . ما سر هذه الميول وان شئت فقل ( التهمة ) النصراوية التي يسارع مسئولوا رياضتنا واعلامنا الى التخلص منها وابعادها ؟.
من يرى هذا الاقصاء المتعمد يظن ان النصر يشبه نادي الرشيد العراقي الذي كان نتاج مرحلة دكتاتورية قامت على الغاء المنافسين واخذ لاعبيهم بالقوة مما سبب كرهآ لذلك النادي والنظام الذي اتى به . وكون هذا النصر لايشبه هذا الفريق العراقي بل العكس تمامآ حيث نشأ النصر بصورة طبيعية كفريق حواري اقامه اناس بسطاء يريدون ممارسة الرياضة بشكل شريف بلا مؤمرات ولا انقسامات ولا تعديات على الاندية الاخرى ... ومنها انطلق هذا الفريق بشريف نواياه الرياضية البحتة ليحقق لنفسه اسمآ ويخلق لمحبته شعبية يحسدها عليه الجميع . وكل هذه البداية النصراوية الطبيعية والمسيرة الرياضية الشريفة تدعونا للسؤال : من المستفيد من هذه لحرب العلنية على النصر وما يمثله تاريخيآ وجماهيريآ ؟
والحق انه لا يوجد أي سبب لكل تلك الحرب سوى الافق الضيق والخواء الفكري الموجود للمتعصبين المتنفذين الذين يظنون انهم يخدمون ميولهم المنافسة للنصر من خلال الوقوف في طريق أي شىء اسمه نصر ولو ادى ذلك لنزع المهنية والحرص على المصلحة الوطنية عنهم في بناء رياضة تنافسية متعددة سر قوتها في تعدد ابطالها وعدالة تعاملها ومساواة المنضوين تحتها . من يظن ولو لوهلة واحدة ان الرمز الراحل صاحب السمو الملكي الامير عبدالرحمن بن سعود بن عبدالعزيز يضطر يومآ من الايام الى اعلان اللجؤ لاعلامي ليكتب في صحف خارج حدود الوطن بسبب هذا التضييق الرسمي الرياضي والاعلامي على قامة رياضية واجتماعية وادبية بذلك الحجم والرصيد الضخم ؟ .
الم يأن للعقلاء الذين تهمهم المصلحة العليا للرياضة والاعلام ان يتدخلوا لاصلاح ما فسد في هذين المجالين بسبب ضعف القيادة الرياضية ووقاحة السيطرة الاعلامية ؟ . هل يعقل ان تضع القيادة السياسية ثقتها في مسئولين لادارة جهازين ضخمين كالرياضة والاعلام الرياضي كي يتم ادارتهما بأفق متعصب ضيق يقوم على خدمة فريق واحد ويتجنى فيه على بقية الميول دون خوف من حساب او رقيب ؟ . لا اعرف بأي حق تصاعدت فيه وتيرة الحديث عن الوطنية ممن داسوا الجميع لاجل ناديهم , وممن تهكموا من الجميع الا من ناديهم , وممن بخلوا على الجميع الا لناديهم .
متى يكتشف هؤلاء ان العدالة المفقودة في رياضتنا هي السبب الاول والرئيس خلف كل هذة الانكسارات التي تحاصر تطلعاتنا الرياضية للوصول الى المراتب العالمية ؟ ان السر في دوري قوي هو تنافس قوي والفرق القوية لا يصنعها الا منافسون اقوياء , ولأننا الغينا المنافسة القوية بالدعم المحدود للفريق الواحد والاضعاف العلني والمشهود لبقية المنافسين فليس لنا اليوم انتظار رياضة قوية ولا صناعة منتخبات عالمية فقد ارتضى المتعصبون انجازات محلية مغتصبة للفريق المحبوب وقتلوا الى حين أي امكانية لانجازات قارية وعالمية تسجل لكل المنتخبات والاندية الوطنية ... لقد اصبح منظر رياضتنا واعلامنا بائسآ وقد اصبح الاعلام العربي يفضح هذا الميل الواضح لرياضة وطنية لا تتسع الا لميول واحده يسحق فيها الاخرون لاجل ذلك اللون الواحد فقط .
** رحم الله الامير عبدالمجيد بن عبدالعزيز فقد كان له مسعى جاد بعد سرقة احدى البطولات امام ناظريه لاصلاح الوضع الرياضي برمته واحداث تغيير شامل لتأسيس رياضة وطنية عادلة تتخذ العدالة والمساواة منهجآ يحكم شئوون منافساتنا الرياضية ولكن شاء المولى القدير ان يقبض روحه قبل ان يخلص رياضتنا من خونة الامانة الوطنية الذين خنقوا كل الاصوات الا صوتهم وخذلوا كل الالوان الا محبوبهم .
سلمان بن عبدلرحمن
|