بعد كل ما فعلوه، يتحدثون عن الوطنية!!

بعد كل ما فعلوه، يتحدثون عن الوطنية!!
في مباراة البارحة حاولت تشجيع الهلال كآخر ممثلي الوطن في البطولة الآسيوية. و تأهبت لذلك و جلست منتظراً المباراة رغم عدم قناعتي بالهلال كعناصر و جماهير و كيان بأكمله، لكنني قلت في نفسي لننسف الماضي و نشجع الهلال عسى أن تكبر عقولهم و يكفوا أقلام أقزامهم (أبو نص) التي يحملها فروقي و الحناكي و العبدي و ملفي و غيرهم العشرات.
تابعت المباراة بعين سعودية. سجّل الفريق الإيراني هدفاً فأنزعجت كثيراً، دخلني شيئاً من الحماس لفوز الهلال. غضبت عند طرد الكوري، و تابعت الهلال كما لو كان فريقي. و فجأة تذكرت بعض الأمور، و استعدت شريط الذكريات و تذكرت ذلك الإعلام القبيح الذي قال ذات يوم: المفروض أن يلعب بوهانج الكوري في كأس العالم بدلا من النصر، و غضبوا أكثر مما غضب الكوريون!، حيث لازالوا يرددون ذلك على مدى اثني عشر عاماً. كذلك تذكرت من ردد بأن الأمريكية هايدي هي عميدة لاعبي العالم و ليس ماجد! و كتب عن انجازاتها أكثر مما كتبت الصحافة الأمريكية. كذلك من كتبوا في العام الماضي أن مباراة النصر والوصل لا بد من اعتماد نتيجتها بخروج النصر! و اتصل أحد كبار شرفييهم و هو شخص مسئول في الرئاسة على برنامج المدار في قناة دبي ليطالب باعتماد هزيمة النصر على الهواء!!!.
كما استعدت ما حدث في العام الماضي عندما كتبوا كثيرا عن ظلم وقع على أحد أندية كازاخستان – على ما اعتقد – اسمه إيمي و يقولون بأن النصر افتعل قصة درامية و صدقه الاتحاد الأسيوي و أعلن تأهل النصر. لم يفز النصر في مباراة خارجية إلا و انتقصوا من فوزه ولم يهزم في مباراة خارجية إلا و هللوا فرحا و سخروا منه. أتذكر أنه عندما خسر من كاظمة الكويتي و احتج على تسجيل لاعب سعودي في نادي كاظمة و لم يجدوا ما يتندرون به سوى أن الاحتجاج حيلة العاجز، و أن من لا يأكل بيده لا يشبع!!!! رغم أنهم من أكثر الأندية احتجاجا – خارجيا و داخليا – .
عند ذلك انتابني شعور بالإحباط فتحولت لتشجيع النادي الإيراني، و صفقت له كثيراً و للاعبيه. و مضى الوقت بطيئا و أنا أتابع التشجيع، حتى انتهت المباراة و غمرتني الفرحة.
برأيكم هل يستحق هذا الفريق أن نصفق له و نحزن لخروجه، هل يستحق مناصروه أن نتضامن معهم! هل يستحقون أن نؤازرهم و ندعوا لهم! مستحيل و من يفكر في ذلك فهو صغير عقل و مغرر به.

نقاط للتأمل:
- الاستنفار الذي تم على مستوى الإعلام و غيره لمساندة الهلال في بطولة آسيا، و الذي زعموا أنه بدافع وطني، لم يحصل المنتخب على نصفه، حتى عندما وصل للنهائي و عندما لعب في كأس العالم!! و سيلعب النصر و الاتحاد بعد أشهر في نفس البطولة و سترون الفرق من مدعي الوطنية.
- مستوى ويلهامسون بين آسيا و الدوري المحلي، هل يعطي انطباعا عن كشف المنشطات الجاد في آسيا، و غير الموثوق به محلياً.
- بالأمس كتب الضفدع "فروقي" مقالا امتدح فيه فريقه الهلامي و أشاد بجماهير فريقه و التي كما قال لا تقوم بأي عملية إخلاء سريع، و بعد صلاة العشاء شاهدنا 60 الف متفرج يغادرون الملعب في الدقيقة 60 كما فعل الأمير عبدالله بن مساعد أمام النصر في العام الماضي.
- قلتها مراراً ولا مانع من التكرار: سيلعب الهلال في كأس العالم و لكن بشرط، أن يكون الراعي موبايلي و المنظم أحمد القرون. أو أن يحاول الاتحاد السعودي استضافة كأس العالم للأندية مستقبلاً ثم يمنح المشاركة للهلال حتى لو لم يكن بطلاً للدوري – يعني عن الطريقة الاسبانية.
- لو كنت أبحث عن الشهرة لشتمت النصر في كل مقال، و ستجدوني بعد شهرين في مساء الرياضية، و سيتصل بي المسئولين في الجزيرة ليمنحوني زاوية بجانب الدغيثر و مثلها في بقية الصحف. و سأحلل المباريات و سأكتب ما أشاء و سأكون محمياً من الرقابة. و لكنني لا أريد ذلك كله، يكفيني إرضاء ضميري و محبة جمهوري و تقدير هذه الصحيفة الرائدة في مجال الإعلام الرياضي الالكتروني و الحديث.

دمتم بخير،،،

ظافر الودعاني