لقد لعلع الرصاص .. فماذا بعد ؟؟
ما ان شعر اصحاب الترف الدلالي بهفوة عدل بسيطة ومارقة خدشت تنعم اليد القابضة على مقاليد المنافسات السعودية حتى اطلقوا كلمة واحدة كانت كفيلة باعادة الامور الى نصابها المختل وميزانها المائل . " يتجرأون " , يا لوقع هذه الكلمة لدى نافخي الصافرة المرتجفة والخائفة من ان ينزل بهم غضب من سماء القيادة الزرقاء ومن يملأ سحبها بعتمة التعصب ويدوي افاقها برعود العقوبات والايقافات .
اصبح واضحآ ان تمهيد طريق البطولات للفريق المدلل لا يكفيه الرعاية الحانية والكريمة بشتى انواع المساعدات التحكيمية وضربات الجزاء الوهمية وتطنيش حقوق الخصوم الكروية , بل ان كمال خدمة هذا الفريق لم يعد يصح الا بالوقوف علنآ وبكل قوة امام مسيرة منافسيه التقليدية المصحوبة بكل الطرق القهرية والتعجيزية . هناك منشار ضخم يصر على بتر وكسر عماد منافساتنا الكروية فهو يعلو بأسنانه اللجانية والتحكيمية ليصعد على قمته فريق واحد فقط ويهبط بنفس الاسنان التحكيمية واللجانية ليسحق ما دونه من اندية المنافسين ويسقط حظوظهم البطولية . نعم يوجد مظلة مزعومة لاتحادنا المخترق لكرة القدم , وللاسف ان هذه المظلة لا تمد ساترها سوى لفريق واحد ولا يستقر هذا الظل سوى بغرز نصل هذه المظلة في اجساد بقية الاندية الصريعة على الارض حتى لا يهتز الظل الحاني للفريق المدلل .
لن تحمي حقوقك يا كحيلان من خلال الحديث مع الاراجيز في الميدان , ولكن ابحث عن ذلك من خلال دهاليز اللجان . قد يوقف الحكم وقد تسقط اللجنة ولكن مسيرة الرعاية والدلال ماضية في طريقها , وبدل اللجنة عشر لجان وبدل الحكم مئات الحكام . كان من المفترض ان تكون النتيجة اربعة لصفر , وتدخلت الصافرة الجريئة لتجعلها اثنين اثنين ... هذا درس حقيقي يستحق ان يطلق عليه جرأة وصفاقة و( اللي ما يشتري يتفرج ) . عليك يا كحيلان ان تستوعب ان ممارسات المرحلة تغيرت جذريآ , لم تعد رعاية للدلال فقط بل هناك وجه اخر لها وهو اذلال الخصوم وايقافهم حتى تكون مسيرة مظفرة لا تسمح لاي حسابات بتغيير دفة الالقاب مهما صاحب الفريق المدلل من فتور ونكسات .
رحم الله ايامآ كانت اساليب الدلال في بداياتها , ففي مباريات الديربي كنا نشاهد تسابق الموزان والدهام والدهمش والجعيد على خدمة الفريق المدلل ويتركوننا نلعب بحرية بقية المباريات . اليوم تطور التدليل حتى اصبح يكلأ بعنايتة الدلال في كل جولاته كما يتكفل في نفس الوقت بتصيد منافسيه في كل مبارياتهم . في العام الماضي وحتى يفرح الجهال بالخماسيات تدرج خونة التحكيم في توزيع الكروت على لاعبي النصر والاتحاد قبل مبارياتهم امام الفريق المدلل ولذلك غاب عن الاتحاد يومها ستة من لاعبيه فيما غاب عن النصر ثمانية , لم ولن تكون مصادفة ان سيناريو هذا الموسم لن يختلف كثيرآ فمن احب شيئآ ادمنه .
مسكين من يظن ان مشكلة النصر بالامس كانت مع صافرة العريني الظالمة , ودرويش من يظن ان مهازل لجنة التحكيم تبدأ وتنتهي عند رئاسة عمر المهنا الفاشلة , فالامر اعمق واعم ويتعدى شخوص هؤلاء الى سياسة عامة للاتحاد السعودي لكرة القدم بكل لجانه . فكم مرة اسقطت اللجان واوقف الحكام والمسلسل الظالم هو هو بل انه يتزايد عامآ بعد عام . قبل ان تنشدوا العدل من ما يسمى مظلة الاتحاد السعودي لكرة القدم حاولوا ان تقرأوا هذا الاتحاد لمرة واحدة وافهموا ان استطعتم برامجه وخططه واهدافه حتى لا تصابوا بخيبة امل من اهداف سامية لا توجد الا في عقولكم بينما اتحادكم المرتجى يعيش في واد غير الذي تسكنونه .
أقرأوا بتمعن انجازات منتخبكم الوطني في العقد الاخير وقارنوها بمنجزات المدلل لتعرفوا اهداف الاتحاد الغير معلنة , قارنوا بين ردات فعل فشل التاهل لكأس العالم الماضية واجعلوها في ميزان مرارة الخروج الاسيوية امام الاهانة الايرانية لتعرفوا التمثيل الاهم لهذا الاتحاد واين بكى بحسرة واين اطرق راسه للارض خجلآ ولكن دون الم الحسرة . تذكروا مباريات الاخضر الوطني وحاولوا تفتيش الذاكرة لربما تجدون ايامآ يطلق عليها "ساعة الصفر" و " نبيها فل " وتسائلوا عن مسيرات الحافلات الجامعية . وهل تختزن ذاكرتكم شيكات تدليل ودعم مليونية ليس بين توقيع شيكاتها والمطالبة بمبالغها سوى سويعات احادية . هل علمتم الآن اين تسخر الطاقات وتستجمع الجهود وتوفر المساعادات وتتكاتف الفعاليات .. حتمآ ادركتم انها وطنية ولكن في ثوب ازرق .
جمهور الماضي لم يكن يجد ما يعبر به عن غضبه سوى صيحات "نادي الرعاية" و " نادي الصحافة " , اليوم اختلف الوضع وتزايدت ارقام الحضور وتعاظم الظلم فأحذروا من مسار احداث لستم على قدرالتعامل معه يا اصحاب القرار الخائن للامانة . في ملعب الملز لعلع الرصاص .. نعم لعلع الرصاص وهذه ليست النهاية فشرارة الاحادث منبعها الظلم التحكيمي وان استمر الظلم فعلى من يقف خلفه ان يتوقع مزيدآ من الرصاص او ما هو اسؤا . الالاف لم يفتعلوا الشحن والاحتقان من تلقاء انفسهم ولكن الحكم فعل , والالاف لم يتجاوزوا حرمة الملاعب والتنافس الشريف الذي لآجله شيدت ولكن من اطلق الرصاص فعل . وعلى من ترك ادق اموره العملية في الصباح العوبة بيد المتعصبين وتفرغ لمداخلات حوارات الليل الفضائية ان يدرك انه اعجز واقل وادنى من رعاية الملايين من شباب الوطن بهذه الرئاسة الانحيازية .
** بعد ان سمعنا دوي الرصاص في ملاعبنا , هل حان وقت تحييد العاطفة وتحكيم العقل والعدل ؟ . لم يعد مهمآ معرفة الجواب , فالواضح ان من يرقب السباق بمنظاره الازرق المعتم يروق له قتل فروسية المضمار وابعاد كل الاحصنة وان يبقى رباط العربة دائمآ وابدآ في عنق الحمار !!! .
|