بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اتصل بي أحد الأصدقاء يسألني عن دراغان بعد المباراة الودية أمام نجران .. ولأن المركز الإعلامي النصراوي متميز .. فإنه يقدم مشكورا بالشكر الجزيل الأهداف وملخصات الشوطين الأول والثاني وأحيانا المباراة كاملة, وإن كنت أتمنى أن يكون ذلك دائما.
تابعت الملخصات والأهداف .. أعجبتني طريقة النصر في التحرك وتوزيع اللاعبين والانتشار .. والتركيز على الهجمات من الأطراف .. فمتى ركز أي مدرب على الأطراف في الدوري السعودي فإن الفوز حتما سيكون من نصيبه, واسألوا مدرب الفيصلي الذي سجل في مرميي الهلال والاتحاد (5) أهداف كاملة كلها من كرات عرضية .. ويتواجد خلف الأربعة الكبار مباشرة في سلم ترتيب الدوري.
في مباراة النصر والقادسية تأكدت لي الطريقة .. وسأتحدث بإسهاب عن مباراة القادسية.
عندما رأيت خالد راضي حارسا وسعود حمود مهاجما وبيتري مدافعا عرفت أن المدرب يستطيع قراءة امكانيات اللاعبين بأسرع وقت .. فقدم لنا أفضل العناصر في كل مركز .. قد يختلف البعض مع وجود بيتري في قلب الدفاع .. ولكنني أعتقد أن المدرب أراد أن يوجد مدافعا قادرا على بناء الهجمات من الخلف, عن طريق لعب الكرات الطولية الطويلة والقصيرة للطرفين والعمق.
أعجبني تصريح المدرب بين الشوطين وبعد المباراة .. لقد كان مستاءا من مستوى الفريق في الشوط الأول وهو الفائز بهدفين لواحد, ثم بعد أن انتهت المباراة بخمسة أهداف قال: هناك سلبيات وهناك إيجابيات .. ذلك يدل على أنه يحب أن يكون الفريق قوي في كل الخطوط, وسيبقى يعمل حتى يحصل على فريق منظم وقوي ومتماسك في كل الخطوط.
جاء دراغان فعادت مستويات القحطاني وتألق فيقاروا والزيلعي .. لقد أعطاهم المساحة الكاملة ليلعبوا على امكانياتهم, وأعود وأقول لقد أبدع كل لاعبي النصر بلا استثناء بفضل الله ثم المدرب, بالرغم من أنني أعتقد أن خالد راضي بحاجة للمزيد من المباريات حتى يعود الحارس الأول في المملكة والخليج.
عندما تقدم النصر بأربعة أهداف لهدف قام المدرب بسحب سعود حمود وإنزال جون ماكين بدلا منه, هذا التغيير جعل بيتري يتقدم كمحور دفاعي ثابت أمام قلبي الدفاع, ليشكل مثلث دفاعي يصعب اختراقه من العمق, بينما تفرغ عباس وغالب لمهام محور الارتكاز .. حيث يساندان الدفاع والهجوم .. مع وجود طرفين ومهاجم. بإختصار لقد لعب بخطة الكماشة الإيطالية المعروفة بـ (الكاتيناتشو). لاحظوا أن ذلك التغيير وهو متقدم بفارق ثلاثة أهداف, هذا يدل على احترام المدرب للفريق المنافس .. وجديته الكبيرة في المباراة وعدم التفريط بها .. وقدرته الفنية في قراءة المباراة.
أبقى المدرب على المطوع ووضعه في البداية كمهاجم مساعد, ثم كرأس حربة, ثم على الجهة اليسرى مكان القحطاني. أعتقد أنه أراد أن يلعب المطوع مع أكبر عدد ممكن من اللاعبين وفي عدة مراكز معهم حتى يتأقلم بشكل أسرع وهذا ذكاء من المدرب.
بقي أن أقول أن القحطاني كان يعاني من تواجد سعود حمود قريبا منه في كل مرة, فيقع سعود حمود في التسلل ويمنع القحطاني من الإنطلاق, هذا الخطأ تجاوزه فريق النصر في الشوط الثاني. أعتقد أن المدرب وجه حمود في طريقة التحرك, فتألق القحطاني وتألق حمود.
أعتقد أننا وفقنا كثيرا في وجود المدرب دراغان .. وكنت أتمنى لو أحضرنا صانع لعب كبير يجيد اللعب في محور الارتكاز .. ويكون لدينا نجما احتياطيا (عباس) فأمامنا منافسات كثيرة وليس لدينا سوى ثلاثة محاور مهمين. مع قناعتي الكاملة أن فيقاروا يستطيع اللعب مكان عباس
محمد الشمري
,