بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حين بزغ نجم سعد الحارثي في موسم 2004 – 2005م وقاد النصر بلا أجانب للمربع الذهبي بتسجيله إثنا عشر هدفا معظمها حاسمة, كنت أعتقد أننا وجدنا مهاجما سيغنينا عن هذا المركز حتى يعتزل. لقد كان رأس حربة صريح .. يسانده عبد الرحمن البيشي وبدر الحقباني في تجهيز الأهداف له. لقد كان في ذلك السعد ميزة رائعة وهي إنهاء الهجمة في شباك المنافسين بطريقته الخاصة والرائعة .. لم تكن أهدافه سهلة أبدا .. لقد كان له في كل هدف جمال وإبداع ينثره .. مرة سرعة عالية .. ومرة مهارة راقية .. ومرة ضربات رأس حاسمة.
لقد كان سعد لاعبا مقاتلا .. لا يترك المدافعين في راحة إطلاقا .. كم قطع من كرة من أقدام المدافعين ثم تجاوز الحارس وسجل .. كان مهاجما لا يحتاج صانع لعب في بعض الأحيان.
جاء آساد وحوّل سعد الحارثي لمهاجم مساعد ووضع الشهراني مكان سعد في رأس الحربة, ورغم تغير طريقة اللعب التي طلبها المدرب من سعد .. إلا أن سعد كما يقال: (كان قدها وقدود) فسجل عشرة أهداف وصنع ثمانية .. الشهراني هو الآخر سجل عشرة أهداف نصفها صناعة سعد .. ذلك هو سعد الذي أحبه الجمهور وردد اسمه كثيرا.
اليوم سعد غير متحمس .. ولا يضغط على المدافعين ولا يسجل ولا يصنع .. حتى وإن تذكر بعضنا له هدف أو هدفين هذا الموسم .. فنقول له هذا ليس سعد الذي نعرفه. كلنا شاهدنا برود سعد في مباراة القادسية .. رغم ظهور مهارته وقوته البدنية المعتادة ونظرته الثاقبة داخل الملعب .. إلا أن سعد لم يعد متحمس للعب ولا للتسجيل. سعد لم يفقد من ميزاته البدنية والمهارية والفكرية شيء .. حتى تحركاته داخل الملعب كانت تحركات اللاعب النجم .. مما جعله يتحصل على فرصتين أضاعها ببرده الغريب .. لقد خسر قوته النفسية فقط .. وهذه نقطة سهلة .. فمتى عادت عاد سعد.
ولسعد أقول:
ضع في فكرك قبل كل مباراة أن تكون أفضل لاعب في المباراة .. فقط قاتل من أجل ذلك .. لا تكتفِ بتسجيل هدف أو صناعة هدف .. اعمل من أول لحظة وحتى آخر لحظة .. وستكون سعد الذي نعرفه جميعا .. وإن انستك الأيام والضغوط النفسية والاجتماعية والرياضية كيف كنت تلعب .. فعليك ان تعود إلى أشرطة الماضي .. وتنظر كيف كان يلعب النجم سعد الحارثي في بداياته
محمد الشمري
,