آسيا تعني شروق الشمس !

كأنهُ المطر الذي أبى إلا أن يتأخر في هطولهِ على قلوبٍ عطاش !
يُساق من خلف الشموخ والكبرياء والإنتصار ويولد من رحم الحقيقة التي لم تحجبها السنين .
كأنه الهدوء الذي لا ينتظر عاصفة كي يهب ، بل لهُ مع كل لفحة ، لمحة العزةِ والإنتصار !

:

حيّيتُ سفحكِ عن بعدٍ فحييني !
أقلبتُ بكلتا يداي أحمل الدلو لترويني !
أيقنت بأنه بعد الظمأ سوف نرتوي سرمدياً !

:

* لم أعهد نفسي مضخّماً لأي حدثٍ ، إلا أن ما ظهر بهِ النصر حدث استثنائي يستحق منّا الوقوف باحترامٍ وتبجيل لأبطال عملوا فتحصل لهم ما أرادوا ولو أن الحظ العاثر الذي لا زمنا طويلاً انحنى قليلاً فقط لكنّا الآن مغردين خارج أسراب البطولة ، ومُلحقين ببطل الأوزبك أول خسارة في أول مباراةٍ رسمية ، ولكن الظروف كانت تسير عكس مشهى ربّان السفينة والخروج بنقطة أفضل بكثير ممن تمرس على خوضها وخرج بخفي ويلي ورفاقه !

* إن الحضور المشرّف الأول لهذا الفريق " الجديد " عُمراً ، والمعمّر نصراً وفخراً يُكسيك لحظة الحديث عنه كل أشلاء الخجل والخنوع لأن ماحدث فعلاً يعكس حقيقة الرغبة والطموح الكبير ولو على الأقل الخروج بمستوى يليق بما تقدّم بهِ النصر !

* وبعيداً كل البعد عن فلسفة المُحللين ، وضغوطات النقّاد والرياضيين وتحليلات البقية لمستوى المباراة أو التكتيك الفنّي للمدرب المُغامر دراجان ومع ظهور النصر بهذهِ الصورة الجميلة تأخذ بنا خيالاتنا بعيداً وترسي بنا فوق مواني التنبؤات وترسم وبالخط العريض سؤالاً يُريد الأجابة معنوياً منّا !

(( ماذا يُريد النصر من هذهِ المشاركة ؟؟ ))



لا شك أن العمل والجُهد المقدّم من عهد رئاسة الأمير فيصل بن تركي الحالية تسعى دائماً لتواكب تطلعات عشاق هذا النادي الكبير ، ولعل أول ثمار سنة التكليف هو الصعود والتأهل إلى نسخة جديدة من الدوري الآسيوي الكبير ، والإستمرار في هذهِ الجهود سوف نقطف ولو بعد حين ثمارها وتؤتي أُكلوها ولكن ، الحكم الأولي على فريق قليل الخبرة وعديم التمرس على مثل هذهِ البطولات بأنه المرشح الأول أو حتى الأوسط لنيل هذهِ البطولة كالحكم عليهِ بإعدامهِ بدون أي إدانة ، فما نملكه من عناصر شابه ووجوه أولية على ساحة البطولات الإقليمية لا تُريد سوى شحذ الهمم بعيداً عن كل الضغوطات بالإصرار على نيل اللقب ، من يدري لعل النصر فعلاً يكون هو حامل لقب هذهِ النسخة ولكن ما يتبادر إلى ذهن اللاعب لا سيّما السعودي أن خلفه جماهير إلا أن تُحقق مطالبها أو أن تعتزل الكرة لأنك لم تصل بها إلى ما تصبوا إليه !

لعلي أُرتب كلامي مُجدداً لأن واقع الطرح المتداول شتات ومُبعثر ، يا سادة هي الطموحات الكبيرة تقتل فريق في عمر الزهور ، وهي الضغوطات التي تجعل من العمل كابوساً يؤرق ! وهي صيحات الاستهجان التي أن علت حطّمت شياهن كل صقرٍ حاول أن يصول في سماءِ الإبداع والمُتعة .. فريقكم يُشرف ويُطرب ويحق لنا أن نُطالبه بالمزيد ولكن لا أن تكون المطالبة بالغير المعقول وهي الثغرة التي تؤثر على سير العمل القائم وتجعل من المتعلقين بـ « مسامير جُحا » يتشدّقون بأن الفشل الإداري هو سبب عدم الوصول !!

قد تكون هي رسالة ضمنية من الرسائل التي لن تصل لأن الأمة الصفراء عطشى ولكن حقيقة واقع الفريق الشاب تُحتّم علينا أن لا نضربهم بسياط النقد الموجع وأن لا نزيد من الضغوطات نفسها المتواجدة في نفوسهم وعلينا أن نسير بهذا الفريق إلى النور فالحضور والمساهمة في تحفيزهم والشكر والثناء لحظة عطائهم كلها عوامل أجزم بأنها خير وسيلةٍ لكسب كل طاقة كامنة في دواخلهم !

:

ماذا لو ؟

- الأحاديث الدارجة هذهِ الأيام بأن المناصب سيستلمها المُعمّرون ، فماذا لو كانت المناصب محجوزة لأي شخص نصراوي ؟ كيف نرى رجع الصدى منهم وكيف هو حالهم بعد كل خبرٍ يُبث ولو كان إشاعة ؟

- النصر قادر على العطاء أي نعم ، وكل ما يحتاجه هو القليل من الإحترافية في إخراجه من كل الضغوطات وتحريره من مقاصل الإعلام والجمهور وترك الحرية الكاملة لهم لتقديم ما يُريدون ، فماذا لو وصلنا إلى أبعد مما يظنون ويصلون ؟

- الإسقاطات المتواصلة على رجالات النصر في سهرة " الطبّال " لا زالت رائحتها تفوق ، فماذا لو كانت كل تلك الإسقاطات وبإستمرار على غير النصر ، هل رأينا للطبّالين وجوداً في البيئة الرياضية ؟؟ وهل سوف تُستغل السلطة والنفوذ في ذلك ؟

- النصر عناصر مواطنة يستحق خمس نجوم ولكن ماذا لو دعّمنا تلك العناصر الشابة بوجوه أجنبية محترفة بكل ما تحمله كلمة الإحتراف من معنى ؟ كيف يكون حال النصر وحالنا بوجود رباعي يحمل الفريق على أكتـافهِ ؟؟

:

نِيّف ~