حرص رواد المؤمرات والتلاعب والدسائس على استحصال قسم بالله عظيم من الشاب الغر في اول ايام تعيينه بنفي نصراويته خوفآ من استغلال نفوذ المركز الحساس لصالح ناديه ظنآ منهم اتباعه لسيرة خلفه وان اختلفت الميول بزعمهم . ولأنهم اعرف الناس بفائدة الميول والحرص على خدمتها انطلاقآ من ذلك المنصب , لم يهنأ لهم بال ويرتاح عندهم خاطر حتى اقسم المسئول الجديد وبالله العظيم انه لا يميل الى النصر ولا يعرف له طريق , وليتهم ولو من باب الحياد حرصوا على نفي الميل للفريق المدلل او طلبوا نفس القسم من السلف ذي المكتب الفخم والاثاث السماوي . وكنصراويين , لا يعنينا ان تخدمنا المصالح والميول التي لم تكن في اي يوم من الايام طريقنا للمنصات او وقاء من العقوبات , فكل ما نبحث عنه هو العدل والمساوة والتنافس انطلاقآ من فرص متساوية .
في السابق , كان من الممكن دمدمة واخفاء التجاوزات المحلية للفريق المنتفع من كل التلاعبات التحكيمية واللجانية والاعلامية . فالاعتراف الشهير للرئيس السابق لنادي الدلال الدائم بوجود قائمة لديه باسماء حكام يساعدون فريقه واعتراف صريح باستفادة ناديه من هؤلاء الحكام كان من الممكن ان يكون سببآ لهز اعلى السلطات الرياضية لدينا وما يتبع ذلك من تحقيقات ومحاسبات لهذا الرئيس وناديه وقائمته التحكيمية . ومع كل هذا الوضوح والصراحة في ذلك التصريح الشهير فقد مر مرور اللئام وليس الكرام لأن تواطئآ على مستوى تنفيذي واعلامي قد فرض التعتيم وعدم المسائلة لا لشيء سوى اننا نعيش في عالم ثالث ليس للمنطق والعقل فيه حسابات . والعجيب ان ذلك الحديث اتى مباشرة بعد فضيحة اصغر منها بكثير وليس فيها اعترافات من رئيس نادي جوفنتوس الايطالي الذي ادين لاسباب اقل مما سمعناه من مسئولي نادينا المحلي , فرأينا ان ايطاليا الفائزة بكأس العالم اربع مرات تحترم قوانينها ونظامها ونزاهة بطولاتها تصدر الاحكام الحازمة بانزال الفريق للدرجة الثالثة وحرمان النقاط وابعاد مسئولي ذلك النادي .
اليوم تحدث الحكم السويسري بوساكا فخرجت فضائح مدللنا من النطاق المحلي الى اروقة الفيفا والاعلام العالمي , واصبح المعني بهذه الفضيحة هو اتحادنا الموقر الذي من الواجب ان يكون اقسم عمليآ على خدمة الرياضة السعودية وابعاد اي شبهة تطول بطولاتها ومنافساتها . لم يعد السكوت وغض الطرف ممكنآ وقد سمى الحكم المرتشي بطولاتنا وزاد باسم الفريقين المشاركين الذين نعلم اليوم من منهم كانت له الاستفادة في تلك المباراة . وهذا حكم واحد ضبط بالجرم المشهود اما غيره ممن رأينا استفادة نفس الفريق بنفس الطريقة دون ممسك او اثبات فهم عشرات وقد رحلوا دون ان يضبطوا وان لم يغب عن فطنتنا هوية المستفيد الدائم من تلك الاختيارات التحكيمية التي ثبت انها ليست عشوائية ولكن مدروسة بدقة وعناية . فبوساكا يعلنها صريحة انه لم يكن يرغب الرشوة ولكن تعرض لضغوط داخلية لقبولها او الابلاغ عنه لدى الفيفا بقضايا سابقة وهو ما يفيد ان من اختاره ليقود منافساتنا قد فعل ذلك بنية مبيتة ليس لعرض الرشوة فقط بل لفرضها عليه . ومن منا ينسى تلك الهجمة التحكيمية الرومانية على منافساتنا يوم ان كان الفريق المدلل هو الوحيد الذي يلعب له روماني ويدربه اخر من نفس الجنسية , وما ان تعدد الرومان لدينا في الاندية الاخرى حتى اختفى حكامهم .
ترى .. هل يتحرك اتحادنا الموضوع اليوم تحت ضغط هذه الفضيحة الدولية للتحقيق ويطلب افادات بوساكا ويتزود بأسماء الذين تعاملوا معه داخليآ وتسببوا بهز سمعة رياضتنا واسقاط مكانتها ؟ . ام سيدس هذا الاتحاد المكبل رأسه في التراب خوفآ من الزعيق الاعلامي المحلي . وهل اكتشف حكامنا المحليون رخصهم وصغارهم لدينا وهم يرون الاجانب يظفرون بالنقود الخضراء فيما محليونا تكفيهم عين واحدة حمراء . شخصيآ , اعتبر ان الذكي منهم من استطاع تأمين اجازة صيفية اوربية لكل العائلة واتفق على مسارها منذ منتصف الموسم وقبل فضائح النهائيات !!.