08-17-2011, 07:26 PM
|
|
كيف ينجح الرئيس النصراوي ؟
شجاعة كبيرة من رئيس النصر أن يعترف بالاخطاء التي اعترت جهوده لإعادة النصر إلى جادة البطولات, واعتقد والله اعلم, أن النتائج المخيبة للآمال هي من اخبرته بوجود الأخطاء اكثر من استبصار سمو الرئيس لها . ولكي لا اغرق نفسي في الغموض, اوضح أن انخراط الامير فيصل بن تركي في زحمة عمل الفريق بشكل يومي جعله شريكاً عملياً وعاطفياً في ادق تفاصيل العمل بما يحجب عنه رؤية الاخطاء المصاحبة, بل وربما دافع عنها بحكم شراكته في ارتكابها . وكما هو معروف, فإن طبيعة النفس البشرية أنها تكون قادرة على رؤية عيوب الآخرين اكثر من مصارحة النفس بعيوبها .. فهل من مصلحة النصر بقاء رئيسه شريكاً على خطوط تماس الملعب ام يجب عليه أن يصعد للمنصة ليرى بعين الناقد المحايد ويقيم العمل كمسئول رقابي ؟ .
سنين عديدة والنصر يعيش ازمات لا حصر لها داخل الملعب وخارجه, ويفترض بالنصراويين اعمال كثير من العقل والحكمة للبدء في تحديد طبيعة المشاكل واسباب حدوثها ثم وضع الخطط الاستراتيجية التي تكفل القضاء النهائي على تلك المشاكل وضمان عدم تكرار حدوثها . قلة الدعم المادي والتناحر الشرفي وضعف التمثيل اللجاني والتنفيذي وغياب التأثير الاعلامي وهوان الكيان النصراوي لدى جميع لجان الاتحاد السعودي كلها ولا شك عقبات كائدة امام حصول جمهور النصر على ابسط حقوقه ليس فقط من خصوم النصر ولكن من محبيه ومنتسبيه . وكل هذه الملفات الآنفة الذكر لن يجد رئيس النادي لها الوقت الكافي للمناقشة والمدارسة فضلاً عن المعالجة وهو مشغول ايما شغل بزحمة العمل اليومي للفريق وادق تفاصيله الفنية والادارية . ولذلك لابد لهذا الشاب المحب لنصره أن يطل على عيوب ناديه من منصة مرتفعه (تسمح له برؤية شاملة) ليدرك كل ما يحيط بفريقه مستعيناً بجيش من الخبراء والمستشارين الذين يقدمون عصارة فكرهم وتجربة حياتهم بين يدي سموه للأخذ بها كمنهاج علمي وعملي في حلحلة تلك المشاكل ومعالجتها .
وحده فقط العمل المؤسساتي المنظم من يضمن قدرة النصر أياً كانت هوية ادارته على السير به مهما كانت وعورة الطريق التي يسلكها . ومن يتذكر شخصية الرئيس الامريكي بوش الابن ومدى سذاجة الفاظه وسقطات لسانه وتخبط تصرفاته الشخصية يعرف فائدة العمل المؤسساتي الذي لا يهتز بهفوات الفرد الاهوج ويستمر في النجاح بقيادة اقوى دولة على وجه الارض . نحتاج أن نرى كحيلان وحوله مستشار كعامر السلهام لارساء الحلول المالية وزيادة المداخيل التسويقية, وقامة كمحمد الدويش لوضع الخطوط العريضة لمستقبل العمل الاعلامي النصراوي, وقانوني بحجم خالد الشعلان لمواجهة سيل الترصد اللاقانوني امام الحقوق النصراوية, وخبراء كماجد والهريفي ويوسف خميس والمطلق لوضع السياسات والطرق التي تحكم اولويات العمل الفني للفريق واحتياجاته التدريبية والعناصرية, يحتاج كحيلان الى نصح ووجاهة جبل شرفي مثل محافظ الخرج الامير عبدالرحمن بن ناصر كشخص جامع يحتوي ويقرب ويستمع ويحاور عشرات الاسماء الشرفية التي لا تطلب سوى التقدير والاحترام كي تبث دعمها من جديد في شرايين الخزينة النصراوية .
حماسة الرئيس العاشق والمجتهد لخدمة فريقه لا تعني بالضرورة القدرة على الوصول الى شاطىء النجاح, فهناك خطط ودراسات ونظم لابد من كتابتها اولاً, ثم يتبع ذلك دقة التنفيذ وصحة الاساليب وصرامة الانضباط التي ولا شك سيعقبها جني ثمار طال انتظار إنضاجها.
|