10-10-2011, 03:28 PM
|
|
الجرأة في إصدار الأحكام علي الآخرين
بسم الله الرحمن الرحيم
إن المتتبع لأحوال الكثيرين منا في هذا العصر أن لديهم جرأة علي إطلاق الأحكام وإبداء الآراء حول كل قضية تعرض إليهم , ويخوضون فيها بإرتجالية غريبة وان قولهم هوالصواب اعجابا منهم بانفسهم بأنهم علي درجة كبيرة من العلم و يعرفون كل شئ دون غيرهم , مع العلم أن قولهم مبني علي الظن , والظن هو ما يختلج في النفس من تصور تجاه شخص أو حدث معين، وليست هناك أدلة وبراهين تثبته، وهو مثل الوهم والشك , وهذا يعتبر منهج خاطئ يوقع الإنسان في الحرج بعد بيان الحقيقة وهي تخالف ما نطق به في حق الآخرين , والإنسان العاقل يبني أحكامه علي اليقين ويتجنب الخوض في اعراض الناس وأحوالهم وإصدار الأحكام عن طريق الظن ,كما في قوله تعالى : (ولاتقف ماليس لك به علم ) أي أن عليك بالتثبت والتأكد من صحة الأدلة علي ما تقول .
هذا الأمر اصبح شيئا خطيرا علي تماسك المجتمع , والحفاظ عليه من بث روح الخلاف والتشتت وانتشار الكذب والسخرية , حيث اصبحت سمعة الناس وخدش شرفهم امرا طبيعيا فيما بيننا ونحن أمة العرب والإسلام التي تعتز بالشرف والسمعة الطيبة وشريعتنا تدعو إلى الألفة والمحبة بين الناس جميعا ,
فيجب أن نحمل بعضنا علي حسن الظن من أجل ان تكون علاقتنا مع بعضنا حسنة , ومتطابقة من شرع الله ونجعل شعارنا قول الرسول صلى الله عليه وسلم : "إياكم والظن فان الظن أكذب الحديث " فالواجب علي كل فرد فينا أن ينظر إلى غيرة نظرة إيجابية سليمة حتى لا يقع فيما لايحمد عقباه . وبذلك تطمئن نفسه ويرتاح الآخرين من لسانه قال سيدنا علي رضي الله عنه " حسن الظن راحة القلب وسلامة الدين " فما احوجنا لهذا الخلق الحميد ونشره فيما بيننا والتعامل به في كل أمورنا حتى نبني مجتمعا تسودة المودة والمحبة الصادقة .
اللهم قوى إيماننا وحسن اخلاقنا واهدينا سواء السبيل .... آمــــــــين
م/ن
|