الحقيقـــــــــــة المــــــــرة..........

بقلم صحيفة الجماهير
نشر في 15 يناير، 2012م في 1:39 صباحاً

ماذا يحدث في النصر :
نامت الجماهير على حلم 200 مليون واستيقظت على كابوس العجز المالي
مخلصون يتنازلون عن حقوقهم وآخرون يعملون بالمجان ومع ذلك محاربون
لاعبون لم يلعبوا مباراة واحدة نسقوا وآخرون أصبحوا نجوماً في فرق أخرى
ميزانية ثلاث مواسم صرفت على مستهلكين وعديمي فائدة والشباب لا مكان لهم
حارس المنتخب الأولمبي لم يلعب نصف مباراة والإدارة تبحث عن حارس مرمى
ماعدا المطوع كل الصفقات لم ينجح أحد
الجماهير ملت الصبر فغابت عن المدرجات
نصر العالمية أصبح يصارع مابين الوسط والمؤخرة

الجماهير – صامل العصيمي
قبل نحو ثلاث مواسم قدم صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن تركي إلى رئاسة النصر تزفه جماهير النصر العريضة مستبشرة بعصر جديد للنصر يعيد به هيبته التي ضاعت منذ سنوات حالمين بوعده لهم أنه سيصرف 200 مليون ريال من أجل النهوض بالنصر من جديد وبدأت الجماهير تحلم بهذا الوعد فاستبشرت بقدوم مجموعة من اللاعبين الشباب يتقدمهم خالد الزيلعي وحسن ربيع حارس المنتخب الاولمبي حينها وعبدالله القرني وسعود حمود وتخلصها من لاعبين كانوا يرونهم عالة على الفريق لكن بعد ذلك ماالذي حدث؟
استيقظ الجمهور على صفقات مع لاعبين مستهلكين سواء كانوا محليين أو أجانب وفي مقدمتهم أحمد الدوخي ورزافان وبيتري اللذان استنزفا النصر بما يكفي من الأموال لميزانية ثلاث مواسم تجعل الفريق في أفضل مستوياته وأما اللاعبون اللذين كانوا في نظر الإدارة والجماهير عالة أصبحوا أساسيين في أندية أخرى لعل أهمهم أحمد المبارك نجم فريق الاتفاق حالياً وابراهيم شراحيلي نجم الرائد الذي لم يغب مباراة واحدة عن تشكيلة الفريق الأساسية إلا في حال الإيقاف واحمد الحضرمي الذي لم يلعب مباراة واحدة كاملة مع النصر ولم يأخذ فرصته بشكل كبير كما أخذها الآخرون وأصبح متنقلاً بالإعارة مابين الفتح والرائد وفي كل موسم يقدم مستوى مميز وخاصةً عندما يلعب أمام فريقه النصر وابراهيم بوعبيد نجم بطولة سوريا الدولية قبل سنوات كانت مكافأته التنسيق بدون أن يلعب شوط واحد ومحمد شريفي الذي كان له دور كبير هذا الموسم في أن يصبح الفتح في المركز الخامس والغريب والعجيب أن كثير من اللاعبين الشباب لم يأخذوا فرصتهم بشكل جيد مثل يوسف خميس وشايع شراحيلي وعبدالعزيز الذيابي وأحمد الجيزاني وأصبحوا رهيني الفريق الأولمبي والأدهى والأمر أن حسن ربيع الذي كان يوماً من الأيام الحارس الأساسي للمنتخب الأولمبي قدم للنصر وأصبح للموسم الثالث على التوالي رهين دكة الاحتياط ولم يلعب ولو عشر دقائق وهو صاحب الإمكانيات العالية بشهادة جميع من أشرفوا على تدريبه منذ أن كان في نادي الرياض ورغم تذبذب مستوى خالد راضي وعبدالله العنزي وإصابتهما في بعض الأحيان لم يأخذ فرصته أيضا وكما يشاع أنّ الإدارة تبحث عن حارس مرمى حالياً وتفاوض حارس الاتفاق فايز السبيعي ولا تلق بالاً لحسن ربيع .
كذلك لا نخفي الملايين التي صرفت على لاعبين كان الجمهور يأمل أن يكونوا دعامة للفريق ومنهم محمد السهلاوي وعبدالرحمن القحطاني لكنهم خذلوا الجمهور لو استثنينا السهلاوي الذي كان للإصابة في بعض الأحيان دور في ذلك وغياب صانع الألعاب كان له دور في اختفاءه ومع ذلك لازال جمهور النصر يأمل منه الكثير لكن عبدالرحمن القحطاني لم يقدم من مستواه المعهود إلا في مباريات تعد على أصابع اليد الواحدة فكان بالنسبة لجماهير النصر صدمة كبيرة وغير متوقعة من لاعب مثل القحطاني .
أما صفقات اللاعبين الأجانب ماعدا بدر المطوع فإنهم لم ينجح منهم أحد وكان آخرهم مارسير الذي انتقل للوصل الإماراتي مؤخراً .
وبعد الحلم الكبير استيقظ جمهور النصر على كابوس العجز المالي الذي صرح به رئيس النادي مؤخراً في أحد الصحف الورقية مؤكداً أن على الجمهور أن لا ينتظر لاعب عالمي في فترة الشتاء وكان المشرف العام على كرة القدم صاحب السمو الملكي الأمير الوليد بن بدر تحدث تلفزيونياً بعد مباراة الفتح في كأس ولي العهد بحديث مشابه وذكر عن الدعم القادم أنه ليس كما يظن البعض أنها ستكون شيكات مفتوحة ليتنازل سلمان القريني مدير الكرة السابق عن مستحقاته المالية من باب الوفاء لنادي النصر ورغم أخطاءه الكبيرة والواضحة في عملة لكن هذه النقطة تحسب له عند الجمهور النصراوي كما أنها جعلت الإدارة تفرط في لاعبها الجماهيري سعد الحارثي واتى بعد القريني والسلهام آخرون للعمل بالمجان في النصر في محاولة يائسة لتصحيح الوضع لكن طالهم وسيطولهم النقد الجارح والحرب حتى في بعض الأحيان من داخل البيت النصراوي .
كما أن النصر فرط في أسماء كانت في سنوات داعمة كبيرة للفريق مثل عساف العساف وعمران العمران وسامي الطويل وحسام الصالح في فترة سابقة وغيرهم من الأسماء التي فقدها النصر بشكل كبير ومؤثر كما خسر النادي أعضاء شرف لهم مكانتهم عند الجمهور النصراوي مثل الأمير ممدوح بن سعود بن عبدالعزيز وسيف الإسلام بن سعود

إن حلم المائتي مليون التي كان ينتظرها الجمهور النصراوي ليست كافية للنهوض بالفريق من جديد ففرق الهلال والإتحاد والشباب والأهلي تصرف سنوياً مايقارب هذا المبلغ مما جعلها في السنوات العشر الأخيرة هي الفرق التي تتنافس على البطولات كما أن الاتفاق لا يجد من الدعم نصف هذا المبلغ ومع ذلك ينافس وبقوة على بطولة الدوري إذن المسألة ليست مسألة مادة فقط فالفكر الإداري أهم بكثير من الفكر المادي وإن كان النصر يحتاج للإثنين في آن واحد من أجل أن يعود النصر كما كان وأن يعوض صبر جماهيره العريضة التي عرفت بالوفاء والصبر والإخلاص من بين جماهير الأندية لكنها كما يبدو بدأت تمل من هذا الصبر وهذا ما اتضح من غيابها عن مباريات الفريق الأخيرة فهي لم تعد تطيق صبراً ولا يهمها الوعود السنوية فالمهم أن يعود نصرها يقارع الكبار كما كان لا أن يصارع في الوسط أحيانا وفي المؤخرة أحياناً أخرى .