الابتلاء
لغة "
الاختبار والامتحان، والبلاء يكون في الخير والشر، كما قال تعالى { وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً } ، قال أبو الهيثم: البلاء يكون حسناً ويكون سيئاً، وأصله المحنة؛ والله عز وجل يبلو عبده بالصنع الجميل ليمتحن شكره، ويبلوه بالبلوى التي يكرهها ليمتحن صبره.
اهمية البلاء ..
1-تهيئة للنفوس وتوطينها، وطمأنة للقلوب وتثبيتها على ما ستلقى في طريق الدعوة من العوائق والمنغصات، والمصاعب والمكروهات وهو الطريق الذي يؤدي بصاحبه إلى الجنة... قال صلى الله عليه وسلم: «حجبت الجنة بالمكاره، وحجبت النار بالشهوات»، وفي رواية مسلم: «حفت» بدل حجبت.
2-علاجاً للنفوس التي شكت تأخر النصر وتململت من مرارة الصبر وأضناها شدة البلاد وتكالب الأعداء.
3-تصحيحاً للمسار وارتقاءً بالنفس إلى كمالها وذلك من خلال دراسة أهداف الابتلاءات ونتائجها، والإفادة من م عرفة الأخطاء لتجنبها.
4-معرفة بالسنن الإلهية في الحياة، والتعرف على حكمها وأسرارها، وفي مقدمة هذه السنن، سنة الابتلاء التي لا يستثنى منها بر ولا فاجر ولا مؤمن ولا كافر.
الابتلاء سنة كونية..
3- الابتلاء سنة كونية:
إن من استقرأ آيات الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم عَلِم عِلْمَ اليقين أن الابتلاء سنة لا تتخلف في الدعوات بل وفي الناس جميعاً فلا بد من الابتلاء، فلا بد من الابتلاء في شيء من المال أو النفس أو الولد أو الأهل، وهو في المؤمنين آكد وأظهر، كما أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال «أشد الناس بلاءً الأنبياء [ثم الصالحون] ثم الأمثل فالأمثل، يتبلى الرجل على حسب دينه؛ فإن كان في دينه صلأباً، اشتد بلاؤه، وإن كان في دينه رقة، ابتلي على قدر دينه، فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض وما عليه خطيئة».
|