السيد المبدع دانيال كارينيو .. كيف حالك اليوم ؟

( عبارة عن مكان صغير خارج حدود الحي , بحيث يسمح بداخلها تبادل الأحاديث الطويلة مع الأصدقاء عن كل شيء وشرب الشيشة ولعب الورق ومشاهدة الدوريات الأوربية , وبعض الشباب هداهم الله واكرر هداهم الله يزيدون على ذلك قليلاً باحتسائهم الخمر والرقص أمام شاشة التلفاز إلى ساعات الفجر الأولى ) وهناك
السيد المبدع دانيال كارينيو .. كيف حالك اليوم ؟
هنا في هذا البلد يا سيد دانيال لدينا عادة يفعلها الجميع بلا إستثناء , وأظن أنه يهمك أن تعرفها ..

تعرف أننا نحن العرب نمتاز عن غيرنا من الشعوب في بعض العادات والتقاليد .. ومن المهم أن تعرف أيضا أننا نحن أهالي شبه الجزيرة العربية خاصة نتفوق على غيرنا من العرب من حيث تمسكنا بعاداتنا وتقاليدنا , ولأجل هذا أردت أن أخبرك عن عادتنا التي لا نتركها ...

نحن حميميّن بزيادة , نجتمع مع بعضنا البعض بشكل دائم , كثير منا لا يفارق أصدقائه في المساء أو في الأقارب والاستمتاع بالأجواء العائلية التي تشبه كثيراً عادات الأوروبيون وكذلك موطنك محبي الحفلات والزيارات العائلية تماماً مثل عائلة الدون كورليوني في فلم العراب أوقات العمل , وكثيرٌ منا لا يفارق استراحته فئة من الناس سخّرت نفسها لزيارات .

في هذه الاجواء الكثيرة والمختلفة والمتناقضة تحاصرنا عادتنا الأزلية ..( النصر ) إذا مللنا من الوقت والصديق والحديث وكل شيء ...فتحنا نافذة جديدة اسمها ( النصر ) ...لن تصدق ماذا يحدث عندما يهِّمُ أحدنا بالحديث عن النصر !! لن تتصور الجمال الذي يملأ المكان .. لن تصدق حينما أقول أن الجميع بلا إستثناء يشاركون في الحديث , وترى الشخص منا ينتظر دوره بحرارة حتى يقول ما يعرفه وما يحبه في النصر , لن تصدق حينما أقول لك أن الصغار يقاطعون الأباء في أحاديثهم حول النصر , وهم في الحقيقة لم يروا النصر كما رأيناه في سابق عهدة , حينما كان النصر حديث الشرق الآسيوي وأغنية جنوب أمريكا العذبة ..

هل تعرف يا سيد دانيال أن أي متحدث رياضي ذو ميول مختلفة يخشى الحديث أمام أي من مشجعين النصر في أي موضوع وفي أي مسلك وإتجاه !

عندما تناقلت الصحف الحديث حول مجيئك إلينا قام كل مشجعي النصر بالبحث عنك وقراءة سيرتك الذاتية , تعمقوا فيك بشكل لا تتخيله حتى بات البعض قريب جداً من معرفة أول حبيبة إليك , وترتيبك في عائلتك وبين اخوانك ونوع المعكرونة التي تشتهي ؟!

هذه إحدى عاداتنا التي لا نفارقها ..
نعشق عشق روميو
ونبحث مثل الانتربول
ونُجنّ مثل اهل السامبا عند حديث عن الكرة .


هالإشاعات إما بمديح مستهلك ويخرج من أنياب حمراء أو حديث مغرض بقصد نشر البلبلة والتشويش على مسيرة الفريق , وهذا لأجل ضمان توزيعها الذي يساهم فيه المشجع النصراوي بشكل ملفت عند شرائه كل الصحف التي تتحدث عن النصر . ولن تجد هذا النهم عند أيٍ من المشجعين الآخرين . .

فتح الرسائل النصية أمام الجمهور وتلمز بالحديث وتزخرف القول لكي تتجه إلى عاطفة المشجع النصراوي الذي لا يلبث حتى يشارك وأيما مشاركة .. حقاً ( تسرُّ المستثمرين ) .
وهذا الجمهور الذي طالما ساند الفريق بالصبر والتصفيق والحضور لا يطلب شيء في المقابل سوى ( أن دعوني أُحب النصر ) .هناك عادة أخرى لدى الفضائيات الرياضية , عندما تُفضي بها الحاجة إلى مدخول مادي قوي تتجه إلى ناك عادة أخرى لدى شركاتنا المتخصصة في النشر والإعلام , عندما تفقد إنتشارها وتفقد قراءها وتفقد الكثير من مصداقيتها واغلبها مع الاسف كذلك تذهب إلى وضع صورة كبيرة للنصر وتختلق

هل تعلم يا سيد دانيال أن جمهور النصر أهدى الفريق ما يربو عن الثلاثة ملايين ريال في شكل هدايا وتصويت ووقفات رجولية منقطعةِ النظير لدعمه وعدم تركه وحيداً..

هل تعلم يا سيد دانيال أن يوم الخميس الفارط حادثني أحد الأصدقاء النصراويين المخلصين حوالي الساعة العاشرةِ مساءاً ويخبرني أنه يتتبعك أنت ومن معك في شارع التخصصي !! لا تستغرب هذا , فقد تجد أحد المشجعين في فناء منزلك الخلفي يُعِدُّ لك لحماً مقدداً على الطريقة الحضرمية !

هذا الجمهور يمثل هيجان الجمهور الإنجليزي , وعاطفة المشجع الكتالوني , وتعصب جمهور الجنوب الإيطالي , هذا الجمهور يميزه عن غيره أشياء كثيرة , عندما تسمع صوت الجمهور النصراوي تظن للحظة أنك تستمع إلى لوتشانو بافاروتي , تشعر وأنت في الملعب أنك في البوندس ليقا , تجتاحك الأحاسيس حول هوية هذا النصر , هذا المحبوب من المحيط إلى المحيط !

بعد الحديث عن التعاقد معك إختلفنا عليك , جزء منا يريدك ويريد منهجك التكتيكي المتقن , وجزء يطالب بمدرب لا يؤمن الا بخطة 4-2-4 تصور !

النوع الأول من الأمنيات كان مصدره جمهور النصر الحديث , أي أنهم جمهور لم يرى ماجد عبدالله ولا يوسف خميس ولا عبدالله عبدربه ولا مبروك التركي ,, والنوع الثاني هذا جمهور النصر القديم ,, جمهور النصر الذي خاض المعارك وخرج رافعا الراية بقيادة الرمز ( الأمير الأميرال ابو خالد رحمة الله عليه ).. وصدقني يا سيد دانيال أنني لا ألومهم أجمعين .. ولسبب بسيط .. كلهم يريدون المتعة والفرجة الجميلة والكؤوس ..

مباراة جنوب افريقيا وفرنسا وهولندا والبرازيل والالمان والارجنتينين .

ها أنت الان في الرياض , تحمل في حقيبتك الخلفية خططك ومنهاجك , لتضع لمساتك الأخيرة قبل خوض مغامرات بقية الدوري والكبعد ما آلت إليه الأمور في نهائيات كأس العالم وجد المتتبع الفاضل أن الأربعة الكبار الآن لم يصلوا إلى هناك هكذا بمحض الصدفة , كان وصولهم شاقاً على المتابعين والمتوقعين والمراهنين ويسيراً على اللاعب الذي آمن بدوره وقوته وإستطاعته على تغير مجرى الأمور ومخالفة الواقع ورأينا هذا في كثير من المباريات.... سلوفاكيا مثلاً في مباراة ايطاليا رأينا كيف أن الرجولة والتصميم يدحران كل شيء , وقس على أس وباقي الإستحقاقات .

اريد ان اهمس لك ؟؟

إعرف أن دومينيك وكابيلو ودونجا وكيروش ودييجو مارادونا لم تنفعهم سمعتهم ولا مكاسبهم السابقة , لم تنفعهم صرامتهم ولا سذاجتهم حتى .. باتوا يشبهون كريستيانو رونالدو و ميسي و جيرارد و كاكا و دروجبا , كلهم فاشلين ..لماذا؟ لإنهم لم يعملوا ولم يقدموا ما كان متوقعاً منهم أو حتى نصف ما كان متوقع ... هذا لأن هناك خوف في صدر اللاعب ولم يستطع المدرب إخراجه ... سأذكر لك قصة عن نادي النصر ,, قبل كم سنه جلب النصر المدرب ( باوزا ) عندما كان النصر يعاني الأمرين ولم يكن لديه محترفين يضاهون اقل المحترفين في باقي الاندية , فعل باوزا مالم يكن أحد يتوقعه , تقدم في ترتيب الدوري , ووصل الى نصف النهائي وخرج بالتعادل .. الشاهد من هذا الحديث أنه لعب بخطة دفاعية ذات تكتيك عالي , ولكن كانت بأسماء صحيح خدمت الفريق ولها كل الشكر لكنها لم تكن في نصف مستويات باقي الاندية . بعدما اقنعهم بفكرته وشرّبهم الفكرة وطريقة اللعب , ومنحهم ثقة فارقتهم كثيرا.

هذا هو دورك يا سيد دانيال , أخرج الخوف من صدور اللاعبين , وأزرع بهم ما قطفه الإعلام والصراعات المخملية , إمنحهم روح المصارع الروماني , جدد عرقهم الآري الذي لا ييأس , أعدهم لنا مثل شمس الأرجنتين , وفيلة كوت ديفوار , ونمور التيبت .. لا نريدهم يبدؤن بتعثر وخطوات ثكلى , يرتطمون بكل حائط حتى تمضي المسابقات , تُشعرنا بأنهم ذهبوا ليحتسوا بيرة الكورونا

أعدهم لنا حليقي الرؤوس ,
عيونهم جمر ,
وهدفهم نصر .


لا تنسى ياسيد دانيال أنني أتحدث عن النصر اللازورد المغموس في الشمس , الذي هو عادتنا جميعا , الذي هو هدف الإعلام وهدف الفضائيات , السلعة الغالية الثمن , الأمر الذي أين تضعه يتفوق , النادي الذي ترجح كفته على جميع الأكف عند الحديث عن العشق , النادي المكتظ بالجمهور العاشق النزية الحساس , النادي الذي يتصارع عليه أبناء الذوات لخدمته ( لا تقول لي أنني أحلم ) .

والآن يا سيد دانيال هذا الفريق والجمهور والصحف والبيوت والعادات والاحاديث والحكايات والتجارة والسلعة بين يديك , أمانة تربطك بها عقد من أربعة ورقات , أتمنى منك أن تحبه فقط , فأنا أعرف الأوروغويانيين حينما يعشقون ماذا يفعلون , يحولن الأرض إلى زنبق وزعفران .


قبل أن أنسى

أنا وصديقي الذي سخر نفسه لحمايتك وكأنه بات مان الخارق , والرجل الذي سيطهو لك اللَّحم المقدَّد في فناء المنزل ..
لنا عادة نمارسها دائماً ,
إنها ( حب النصر ).
تقبل احترامي سيد دانيال
-------------------------------------------