"موائد الرحمن" في أمريكا للحوار والتواصل مع الآخرين

7 رمضان 1434-2013-07-1601:37 AM
تُظهر التآخي والتكافل بين المسلمين وتكون سبباً لاعتناق الإسلام





خالد خليل- سبق: تمثل موائد الرحمن إحدى الفعاليات التي تميز شهر رمضان في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث يُعتقد أن عدد المسلمين يبلغ ثمانية ملايين نسمة.

وتتركز مظاهر الاحتفال برمضان في المراكز الإسلامية، التي تنتشر في جميع أنحاء الولايات المتحدة، والأماكن التي يكثر فيها المسلمون. وهذه الفعاليات من أسباب اعتناق الإسلام.

وفي ولايتي نيويورك وواشنطن تُقام ندوات ومحاضرات دينية لمد جسور الحوار مع غير المسلمين، وتتاح الفرصة للمسلمين في هذه الندوات للتعبير عن دينهم وسط كل الديانات، وإظهار السماحة والتآخي والتراحم والتآلف والتكافل بين المسلمين.

هذه المظاهر تدفع غير المسلمين إلى اعتناق الإسلام الذي يحث على المساواة والعدالة الاجتماعية.

وتلقى موائد الرحمن أثراً طيباً لدى الفقراء من غير المسلمين في الولايات المتحدة، ويقوم مركز دار الهجرة في ولاية فرجينيا مثلاً على إعداد مائدة ضخمة لإفطار المسلمين طيلة أيام شهر رمضان.

ويقوم بعض المسلمين بالتبرع والإنفاق على المائدة نظراً لوجود عائلات مسلمة متعففة غير قادرة على توفير تكاليف هذا الشهر المبارك.

وتقيم المراكز الإسلامية في بوسطن ونيويورك وواشنطن موائد إفطار لأبناء الأقلية يومَي السبت والأحد، وبعض المراكز تتوسع لتشمل باقي أيام الأسبوع.

ويهدف هذا النشاط إلى مشاركة غير المسلمين كنوع من الحوار والتواصل مع الآخرين.

وتقدِّم المطاعم العربية في أنحاء الولايات المتحدة في موائد إفطار رمضان أشهى المأكولات الخاصة بكل الدول الإسلامية.

وهناك مطاعم للمصريين في نيويورك تقدم أكلات مصرية، مثل القطائف والياميش واللحوم وغيرها، تحظى بإقبال كثيف من الجالية المصرية المسلمة، ومطاعم أخرى للسعوديين تقدم الكبسة، وللسوريين تقدم العدس.

ويتوافد المسلمون على المساجد حتى تمتلئ بالمصلين لأداء الفرائض والسنن.. وتسعى هذه المساجد إلى وضع مناهج علمية وثقافية واجتماعية لاستقبال الشهر الكريم، كما تعمل على دعوة أئمة من داخل وخارج الولايات المتحدة لإمامة المصلين في صلاة التراويح والقيام، وإعداد برامج تثقيفية لمد جسور الحوار مع غير المسلمين في عدد من مناطق الولايات المتحدة، كما تسمح للكثير من المواطنين برؤية الأصدقاء وكذلك الأطفال.

وتُعقد داخل المساجد ندوات ومحاضرات دينية للإجابة عن الاستفسارات الدينية للجاليات الإسلامية، وتُعقد لقاءات إعلامية عدة لتوضيح الموقف من الأمور والمستحدثات كافة الفقهية والدينية، الخاصة والعامة.

وينتظر المسلمون في أمريكا ليلة السابع والعشرين من رمضان (ليلة القدر)، ويمكث الكثيرون داخل المساجد والساحات للتفرغ للصلاة وقراءة القرآن وسماع الخُطب الدينية وكثرة الدعاء في هذه الليلة حتى صلاة الفجر، ثم يذهبون إلى منازلهم برفقة الأصدقاء والأقارب ليتبادلوا التهاني بمناسبة قرب قدوم عيد الفطر المبارك.

ويذهب البعض إلى الأسواق العربية المنتشرة في نيويورك وبوسطن وواشنطن لشراء مستلزمات العيد من مأكولات ومشروبات وملابس الأطفال، والاستعداد لمناسبة العيد.

ويهنئ المسلمون من الدول كافة بعضهم بعضاً، ويستقبلون أيضاً التهاني من المسؤولين في الولايات المتحدة، كما يحدث في كل عام أن الرئيس الأمريكي يقدم التهاني للجالية المسلمة من أنحاء العالم كنوع من اهتمام البيت الأبيض بهؤلاء المسلمين، وعدم تقييد حرية الأديان السماوية في فرحتهم بمناسبة الأعياد الإسلامية، كما يمنحهم البيت الأبيض إجازة رسمية في كل مناسبة عيد للاحتفال بها وسط أقاربهم.