07-31-2013, 05:47 PM
|
|
"رمضان" في بلاد التفاح.. عبقرية الإسلام في قلب أوروبا
21 رمضان 1434-2013-07-3009:11 PM
الغجر يقرعون الطبول احتفالاً بقدوم الشهر الكريم
خالد خليل- هيكتور بنياي- سبق- برشتينا: كأنه جاء ليزين خماسية كوسوفا الرائعة، الأنهار والجبال والشلالات والتفاح والعسل، فيجعل لتلك الفترة من السنة أجواء عبقرية، إنه شهر رمضان المبارك، تزيد من جذب الزوار والسياح لهذا البلد المسلم، الذي عانى الاضطهاد حتى حصل على استقلاله في عام 1998.
ولا يختلف رمضان في كوسوفا عن غالبية الدول الأوربية، حيث يتم اعتماد دخول الشهر الفضيل وفقاً للحساب الفلكي، مثلما يحدث في تركيا والمجلس الأوروبي.
وتحتفظ كوسوفا بالعادات الإسلامية المميزة، كتجمع الأسر من الإفطار إلى السحور، والالتقاء بالأصدقاء والأقارب، كما أن المسلمين هناك اعتادوا كسر صيامهم بتناول عصير التفاح، ثم يذهبون إلى أداء صلاة المغرب في المساجد، ثم يجتمعون لتناول وجبة الإفطار في منازلهم، حيث تتزين موائدهم بالطبق الأشهر وهو "البوريك باللحم".
ولا تختلف عادات الكوسوفيين باعتبارهم "ألبان" عن عادات الشعب الألباني وتقاليده وهي بالتالي متأثرة بالعادات الرمضانية التركية؛ باعتبار أنهم امتداد لطريقة التدين العثماني، الذي جاءهم بالإسلام، ويستقبل الألبان شهر رمضان بالفرحة والتهاني فتضاء منارات المساجد ويخرج (توبان) أو (داؤولة) وهم مجموعة من الغجر يضربون بالطبول ويتجولون بالطرقات إعلاناً بدخول الشهر وفرحا به.
ويبدأ الأئمة بختم القرآن، بتلاوته على المأمومين قبيل الصلوات، ويجتهد الناس بحضور التراويح والتزاور على موائد الإفطار، وعادة ما يعد لها خبزاً خاصاً لرمضان، وهو ما يسمى بـ"بيتالكا"، كما تزخر الموائد بما لذ وطاب من الأطعمة الشهية منها الطاوا الباسانية، الكولاج، البيتا، والمفروم، ولا ينسون التزاور والجلوس مع الأهل عقب أداء صلاة القيام في المساجد.
ويعتبر الكوسوفيون رمضان فرصة طيبة لقراءة القرآن الكريم والاستماع لفقهاء الدين في المساجد، ورغم أن اللغة الرسمية هي اللغة الألبانية، إلا أن أهل كوسوفو أحبوا اللغة العربية ولاقت قبولاً كبيراً لديهم؛ وذلك بسبب إجادتهم لقراءة القرآن الكريم.
وتعتبر شبه جزيرة البلقان من أهم المناطق الإسلامية في القارة الأوروبية، وقد حافظ المسلمون في دول شبه جزيرة البلقان على هويتهم العقائدية رغم المعاناة التي لاحقتهم.
ويمثل المسلمون في كوسوفا 95% من عدد سكانها البالغ ثلاثة ملايين نسمة تقريباً، ويوجد بكل محافظة مركز إسلامي، كما يوجد خمسة مدارس لتعليم الدين الإسلامي واللغة العربية الفصحى.
ويُعتبر "الاتحاد الإسلامي" من أهم المؤسسات الإسلامية في كوسوفا، وتأسس هذا الاتحاد وبدأ في تأدية رسالته في أول يناير العام 1948م، حيث كان الاتحاد الإسلامي في تلك الفترة هو التنظيم الإسلامي الوحيد الذي عمل على جمع شمل المسلمين الذين يعيشون داخل حدود جمهورية يوغوسلافيا السابقة.
ويقوم الاتحاد الإسلامي في كوسوفا بالعمل على تنمية العلاقات بين مسلمي كوسوفا وجميع الهيئات الإسلامية في الدول المجاورة والمؤسسات الإسلامية العالمية المنتشرة في دول العالم العربي والإسلامي. ويقوم ببناء المساجد الحديثة وصيانة وترميم المساجد التاريخية، وتزويدها بالدعاة والقراء والمكتبات الإسلامية، وإنشاء المدارس والمعاهد والكليات الإسلامية، وتشجيع إنشاء الجمعيات الخيرية التي تؤدي دورها في حماية المجتمع الإسلامي في كوسوفو، إضافة إلى جمع التبرعات من المسلمين واستثمارها لصالح العمل الإسلامي ولصالح المسلمين، وكذلك التعاون مع المؤسسات الدينية الأخرى.
وتعتبر "المشيخة الإسلامية" في كوسوفا هي الجهاز التنفيذي لمجلس الاتحاد الإسلامي، وهي أعلى سلطة للشؤون الدينية والتعليمية، وتقوم بتنظيم شؤون الحج والعمرة وجمع التبرعات وتحصيل أموال الزكاة والإشراف على أوقاف المسلمين في جميع أنحاء البلاد، وإصدار الفتاوى والردّ على استفسارات المسلمين وغيرهم، ورعاية المسلمين الجدد وتوعيتهم بأحكام الدين، وتعيين أئمة المساجد والدعاة والمؤذنين وأساتذة الكلية والمدارس الإسلامية.
وتشرف المشيخة على 24 وقفاً إسلامياً وعلى 550 مسجداً، ويتبع المشيخة الإسلامية في كوسوفو أكثر من 500 عالم يعملون في مجالات الدعوة والوعظ والتعليم الإسلامي، وللمشيخة إدارات مهمة تمكِّنها من القيام بواجباتها مثل إدارة التعليم الإسلامي وإدارة الشؤون الدينية وإدارة الطبع والنشر، إضافة إلى إدارة الشؤون الاقتصادية، ويمكن القول إن مهمة المشيخة في كوسوفا تماثل مهمة وزارة الأوقاف في بعض بلدان العالم الإسلامي والعربي.
ويُعتبر الطيران التركي والإماراتي وطيران العربية أقرب شركات الطيران التي تحط رحالها في مطار برشتينا، كما تتميز كوسوفا بعدم وجود تأشيرة دخول بالنسبة لمواطني المملكة والخليج.
|