طلب حليب ( ضبعة ) ولكنه لازال ( نعامة ) !!

طلب حليب ( ضبعة ) ولكنه لازال ( نعامة ) !!





( 1 )



أكتب هذا المقال لمن يريد أن يفهم … من لايريد أن يفهم سيقول كعادته مع كل حرف أكتبه : يريد الزعزعة أو تصفية حسابات… هؤلاء لا أكتب لهم !! هناك من سيقول : لا يكتب عن مدرب إلا متخصص … هؤلاء أحترمهم ولكنني أُذكّرهم أنني الأقل خوضاً في الأمور الفنية وقبل أن أفعل أستشير أهل الإختصاص . قبل أن أنتقد كانيدا وأطالب بإقالته من واقع مارأيته في أربع مباريات رسمية سجل خلالها النصر تراجعاً في مستوى أدائه الجماعي والفردي تناقشت مع مدربين حاليين ولاعبين سابقين أثق في وعيهم الكروي فوجدت تطابقاً بين قناعاتي وقناعاتهم مما أهلني لكتابة هذا المقال .أقول في البداية : إن من يعتقد أنني أبحث عن إعادة كارينو بإعتباري أحد الذين طالبوا بإستمراره ولو لموسم آخر لم يفهمني فلن أربط النصر بوجود شخص مهما كان لاسيما المدرب واللاعب لإمكانية مغادرتهما النادي في أي وقت كمحترفين … كلا فالنصر ليس كارينو … صحيح أن التحوّل الفني في الفريق حدث بالتعاقد معه وهذا ليس كلامي وإنما كلام رئيس النادي في مقابلة تلفزيونية غير أن هذا لايعني أنه هو وحده فعل كل شيء … الرئيس فعل وبعض أعضاء الشرف فعلوا … اللاعبون وكذلك الجمهور .





( 2 )



أكتب عن كانيدا لا عن كارينو … بعد أن بدأ الموسم فاجأ كانيدا كل من تابع تحضيراته بما في ذلك نوعية اللاعبين الأجانب الذين طلب إحضارهم بمدرب آخر لاعلاقة له بالمدرب الأول … لقد طلب جناحين تقليديين ورأس حربة مؤكداً أنه سيلعب معظم المباريات بثلاثة مهاجمين …
إندهش الإداريون واللاعبون وهم يرونه يلعب بمهاجم واحد حتى أمام الخليج الناقص !! لاتفسير لذلك سوى أنه بدأ يشعر بالخوف من المسؤلية عن فريق بطل لن يقبل أنصاره أن يُعيده أحد الى الوراء لاسيما أنه إزداد قوة عناصرية عن الموسم الماضي … ظهرت شخصية كانيدا المرتبكة المتوترة التي حذّر منها بعض الإتحاديين . خسارته للسوبر عززت فيه هذا الخوف !! وفرّ له الأمير فيصل بن تركي وأعضاء الشرف الداعمون ماطلبه … طلب حليب السباع كي يهاجم ولكنه ظل يدافع أمام فرق تدافع !!



( 3 )



يخلط البعض بين الإسلوب الدفاعي البدائي وبين التنظيم الدفاعي الحديث .… تنظيم الدفاع لايعني آبداً التكتل ولا تقييد المدافعين كما يفعل كانيدا وكأنه يدرب فريقا من الفرق التي تبحث عن البقاء … العمل الدفاعي العصري يعني الدفاع المبكر منذ فقد الكرة بالضغط على حاملها وتنظيم التغطية الجماعية والفردية بل إن الضغط الهجومي من الطرف قد يكون هدفه دفاعياً بمنع تقدم الظهير المقابل وعودة وسط الطرف لدعمه . الدفاع ليس زيادة عدد المحاور أو المدافعين دون تنظيم وهذا مايفسر خسارة فريق متكتل بعدد كبير من الأهداف فالعبرة بالكيف لا بالكم … لقد قال إبراهيم غالب كلاماً مرّ مرور الكلام حين سُئل عن سبب عصبيته وأخطائه … قال مامعناه : ( الكرة ترتد للمحور بكثرة وسرعة فيزداد الضغط وتكثر الأخطاء ) … سبب هذا غياب الضغط المبكر وخلو عمق الوسط من التغطية فتصل الكرة المقطوعة الى عمق ملعب النصر بسرعة ويتحمل غالب العبء الأكبر … هذا يعني أن النصر مع كانيدا فقد التنظيم الدفاعي ولم يُعوّضه بضغط هجومي .




( 4 )



الموسم الماضي موسم عمر كان لأبي عمر ( حسين عبد الغني ) قاد النصر فيه الى لقب الدوري وهو مالم يفعله مع عشق عمره الأهلي … كانت طولياته خلف المدافعين وعرضياته بينهم السبب الأول بعد توفيق الله بعودة النصر للبطولة الغائبة منذ تسعة عشر عاما … هذا يعود الى هدوئه ثم الحرية الهجومية التي منحها له كارينو … لقد أراحه من الضغط الدفاعي بل جعله يعكسه فأصبح الظهير الضاغط بدلا من الظهير المضغوط … أين حسين عبد الغني مع كانيدا ؟ رجع المدافع المكبل بالمهمة الدفاعية … المضغوط لا الضاغط فقلت خطورته الهجومية وعادت اليه عصبيته ونرفزته بسبب المدرب الذي قيّده بالواجب الدفاعي على حساب حركته كطرف حر . حسين عبدالغني المثال الأبرز لعدم قدرة كانيدا على التوظيف الأمثل .




( 5 )



كان النصر مع باوزا مدرباً بلا لاعبين ثم أصبح مع كارينو مدربا ولاعبين … هاهو مع كانيدا
يكاد يكون لاعبين بلا مدرب … لقدصنع الرئيس وأعضاء الشرف الداعمون فريقين وليس فريقاً واحداً وإذا كان الأمير عبدالرحمن بن مساعد قد قال : إن الهلال بات مؤهلا ً ليأكل الأخضر واليابس في هذا الموسم فإن الأمير فيصل پن تركي يحق له أن يقول : إن النصر بات مؤهلا ً ليأكل الأخضر والأزرق ليس في هذا الموسم فقط بل في كل المواسم … حرام أن يُهدر كانيدا كل هذه الطاقات الهجومية التي تزلزل أقوى دفاع بإسلوب إستحواذ بطيء يكبل اللاعبين بمهمة دفاعية تقليدية تخلو من التنظيم . لقد طلب كانيدا حليب ( ضبعة ) فأحضره له كحيلان ولكنه رفض ان يشربه فظل نعامة !!

صحيفة الرياضي 15 ذو القعدة 1435هـ
محمد الدويش ... محامي ومستشار قانوني .