شئ جديد في النصر !
المفترض أن تكون هناك الآن موجة تفاؤل عريضة تقتحم الأجواء النصراوية وتغطيها بالكامل كما هي بداية كل موسم من المواسم السابقة , وما أن يبدأ مشوار النصر في الدوري حتى تبدأ بالتلاشي تدريجياً.. ومعها تبدأ الطموحات بالانخفاض والتنازل عن مجرد التفكير بتحقيق الدوري حتى تصل إلى الاحتفال بكسب كل مباراة على حدة بغض النظر عن نتائج الفريق في الجولات الأخرى !
وكأن الحلم النصراوي يتحول من ( جملة ) إلى ( تفريد ) بلمح البصر ..
فيستمر الجمهور واللاعبين والإدارة وأعضاء الشرف يعيشون على مبدأ : عيش يومك .. تاركين للفرق الأخرى فرصة تحقيق أقوى البطولات المحلية عندما يفكرون ـ أي النصراويون ـ بطريقة : ثلاث نقاط في اليد خير من درع على الشجرة !
هذا الموسم يحدث العكس تماماً .. هناك هدوء مطبق يخيم على جنبات المدرج الأصفر , لا أقول تسوده حالة تشاؤم ولكن قل انعدام تفاؤل ( على غير عادته الموسمية ) .. ترى هل أصبح النصراويون يفكرون بمنطق بعد أن تطور فريقهم وأصبح مدى تحقيقه للبطولات شئ منطقي ؟! أم أنه الهدوء الذي يسبق عاصفة الأفراح القادمة ؟!
لا أعرف , لكن ما أنا متأكد منه هو أن هناك شئ جديد يطرأ فعلاً على الثقافة النصراوية , قد يكون على المستوى الفكري بالنسبة للجماهير .. أو على المستوى الفني بالنسبة للفريق .. أو ربما على المستويين معاً !
دعوا عنكم الكلام .. نصركم يتطور دون أن يشعر أقرب عشاقه إليه بذلك .
شحوم الخنازير !
تعافي أحد الفرق الكبيرة في أي بلد بالعالم يمنح هذا الفريق ( وهو يعيش عصره الذهبي ) أحقية أن يكون الداعم الأول للمنتخب الوطني , وهذا شئ متعارف عليه أصلاً .. فمثلاً : تعافي برشلونة في السنوات الأخيرة جعل منتخب أسبانيا يعتمد على عناصره كركائز أساسية ويحقق كأس العالم 2010 الذي أقيم الشهر الماضي في جنوب أفريقيا ..
ولست الآن بصدد الحديث عن رئيس برشلونة الداهية لابورتا أو عن بطولاته التي امتلأ بها الدولاب الكتالوني بدءاً بالدوري الأسباني ومروراً بكأس دوري أبطال أوروبا ووصولاً لكأس العالم للأندية , وهذا على السبيل المثال لا الحصر , ولكن الجدير بالذكر هو أن اعتماد منتخب أسبانيا على فريق برشلونة قد أجدى نفعاً لأن بطولات برشلونة تأت بطريقة فنية صحيحة .. فهو بطل يصول ويجول في كل ميادين كرة القدم الداخلية والخارجية بكل حق وحقيق ..
أما المنتخبات التي تعتمد على الأندية المتخمة بالبطولات المغصوبة والمسروقة فلا غرابة أن تقع في أفخاخ الفضائح الكروية في أكبر محافل كرة القدم العالمية .. ولا غرابة أن تعود تجرجر أذيال الخيبة والقهر والذل بعد أن تلطخت سمعتها الكروية بالسواد الحالك ..
البطولات تقاس بالكيف وليست بالكم .. والسمنة المفرطة دليل مرض وليست أبداً دليل عافية !
أتحدى أن يعتمد أي منتخب في أي دولة على فريق ( سمين محليا ) و ( فقير خارجيا ) ليحقق أي انجاز يشار إليه بالبنان .. فبعض البطولات التي تحققها الأندية دون وجه حق ( فني ) تشبه شحوم الخنازير التي وجودها يضر أكثر مما ينفع .. فلا فائدة منها في أي وقت , وفي أي زمان , وفي أي مكان !
__________________
الكاتب ثامر الشمري
|
العضو الأكثر نشاطاً هذا اليوم 
07-28-2010, 01:15 PM
المواضيع المتشابهه
العرض العادي
