ثقافة التخلف
الكل يعرف أن كلمة الثقافة تدل علي وعي وعلم وقدرة علي تخطي مصاعب الحياة والنهوض بالبلاد إلى مصاف الدول المتقدمة بسواعد شبابها الذي تزود بالعلوم النافعة وعمد بحب الوطن فأخلص في خدمته وسهر علي رقية واهتم بكل صغيرة وكبيرة فيه ...
ولا نعرف للتخلف ثقافة إلا بعد أن أصبح الإهمال والتقاعص عن العمل عقيدة راسخة في نفوس أفراد المجتمع فوصفت بأنها ثقافة .
فالثقافة هي علوم و فنون و فلسفات و عادات و تقاليد و اتجاهات.. أي أنها هي مجموع العقائد والقيم والقواعد التي يقبلها ويمتثل لها أفراد المجتمع ,, فهي ليس العلم فقط ولا هي قوالب جاهزة يمكن اقتنائها مرة واحدة وإنما إكتسابها يتطلب مرحلة من الزمن يتدرج فيها المجتمع حتى يصل إلى مرحلة يمكن معها تحديد مواصفاته وشكلة ونموه كوحدة واحدة لها طابعها الخاص وعلومها التي تتفق عليها وتمارسها في حياتها .. هذه خلاصة تعاريف العلماء والفلاسفة لمفهوم الثقافة بصفة عامة .
والتخلف بالمفهوم العام هو تأخر مجتمع ما عن غيره في مجالات العلوم والاقتصاد والسياسة التي لا تعين علي النمو بل تظهر في تعثر المشاريع وقلة الانتاج وهبوط مستوى دخل الفرد .. هذه كلها عوامل تؤدي إلى عدم اهتمام الفرد بالممتلكات العامة وإهمال الواجبات والتقاعص عن آداء العمل وبذلك يكثر الفساد وتعم ظاهرة الإهمال والفوضى في جميع مؤسسات الدولة.. بهذه الأمور وغيرها يوصف المجتمع بالتخلف بصفة عامة .
ولما كان هذا هو المفهوم العام لتخلف المجتمعات وتأصلت في نفوس أفراده عوامل الفساد والاستهتار بالقيم ، أصبحت توصف بأنها ثقافة أي ثقافة التخلف ، ولكنها ليست ثقافة القيم والعلوم والعقائد وإنما ثقافة الفساد والإهمال والكسل وضعف الانتماء للمجتمع والتقصير في حب الوطن مما أدى إلى تخلف مستوى الانتاج في البلاد وتدني مستوى التعليم رغم وجود المدارس وازدحام الطلاب بها فكانت البلاد ضعيفة الاقتصاد تندر بها القدرات العلمية والأيدي الفنية المنتجه فصارت تتجه إلى الخلف بدل التقدم رغم وجود مقومات النمو .
فهل من صحوة لدى شباب الأمة والتزود بثقافة الإسلام وعلوم العصر للنهوض بأمتهم ورفعتها حتى تتبوأ مكانتها بين الأمم بعد أن حباها الله بمقومات الرقي والنمو من موقع جغرافي فريد مع سعة مساحتها واعتدال مناخها وتنوع موارد الإقتصاد فيها سواء علي ظهرها أوفي باطنها ... فهل من صحوة يا شباب الأمة ؟