اسم الله الحقّ
الحقّ هو الله تعالى، فالله تعالى هو الحقّ المبين الذي لا ريب فيه ولا شك في وجوده وجودًا واجبًا، فوجود كل الكائنات ممكنٌ، ووجوده سبحانه حقٌ واجبٌ.
ولا شك ولا ريب في ذاته ولا صفاته سبحانه وتعالى. ولا شك ولا ريب في أفعاله سبحانه وتعالى تلك التي تجري حولنا فنحن نرى أفعاله في رحمة الأم بوليدها واهتداء رضيعها لها دون غيرها، وفي اهتداء الشمس للظهورعلى الفجر، وفي تقلب الليل على النهار، وفي بشرى الأرض برزق المطر وبشرى الرزع برزق الحصاد. وفي لطفه تعالى وعنايته العامة بمخلوقاته وعنايته الخاصة بأوليائه، ومعيته للصابرين والمتقين والمحسنين، ونصرته للمظلومين ولو بعد حين، وجبره للمكسورين وإجابته للمضطرين وكشفه الضر عن المستجيرين.
ونرى الحقّ في آياته الكونية وفي صدى آلائه الشهودية، تلك التي لا تنقضي ولا تنقطع. ونرى الحقّ في جميع حقائق ذاك الكون المهيب فما من حقيقة إلا وآتية منه سبحانه وتعالى: حقائق كونية سماوية، ونفسية، وجسدية، وأرضية، كلها ليست سوى جزء من علمه وبعض ممن خلق وقدّر وأبدع وأحكم.
وليس هؤلاء الباحثين في شتى مجالات العلوم، وأولئك النوابغ والأوائل المكتشفين أسرار الكون والنفس والأفئدة، وفي فنون الطب والحشرات والحيوانات سوى جزء بسيط في بحر علمه سبحانه وتعالى ونفائس حقائقه.
وليست تلك الأطروحات المبذولة، والرسائل المقدمة من كبار عباقرة الزمان عن إثبات الحقائق العقلية المنطقية في الرياضيات، أو تلك البراهين العلمية في علوم الأجساد والأمراض، وتلك البحوث والمنشورات في شتى المجلات؛ سوى إثباتًا لربوبيته سبحانه وتعالى؛ وأنه هو الرب الخالق المدبر المتصرف الكامل في صفاته وأفعاله. وليس إثبات ذلك إلا دليلًا قاطعًا وبرهانًا ساطعًا على أنه وحده لا شريك له المستحق بالعبادة دون غيره، وأنه هو الحق المبين. يقول تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ} [سورة الحج :الآية 62]
|