اتحاد مخترق .. وقرارات بالمرسمة
في جلسة فطور صباحية , تداولنا مع زملاء العمل بداياتهم العكسرية حيث اخبرونا بتهديد الضباط الدائم لهم انهم جنود بالمرسمة بمعنى ان قرار تجنيدهم قابل للنقض والشطب في اي حين . ولعلها من غرائب الصدف ان نذهب الى بيوتنا ذلك اليوم لنسمع بالعقوبات المخففة والحنونة التي اصدرتها لجنتا الفنية والانضباط مداراة لهمجية ذلك الوحش الروماني المتوشم بالصليب والمسمى رادوي . لم يدر بخلدنا ذلك اليوم ان قرارات غير قابلة للاستئناف قد كتبت بالمرسمة على الطريقة العسكرية المذكورة انفآ خصوصآ ان قرارات اخرى سبقتها بحق اندية اخرى ختمت بالشمع الاحمر ورفض استئنافها حتى قبل ان يطلب الاستئناف اصلآ .
اعتدنا في السابق ان يضحي النادي الاوحد بالحكام الذين يقدمون خدماتهم الجليلة ويحولون مسار المباريات والبطولات الى خزائنهم بعد ان يكونوا قد قبضوا الثمن مقدمآ على ان يتم تعويضهم بجيل جديد درس وتربى على ايدي السوسة التي اجازت لنفسها الخروج من مضامير القوى للتنزه في اجتماعات غرفة الحكام بمصادفة لا تخلو من عفوية بريئة . ولاحقآ بدأنا نرى ان التضحيات توسعت لتشمل لجان تحكيم كاملة تتعامى عن اخطاء حكامها واحدآ تلو الاخر حتى اذا بلغ السيل الزبى ورأينا ان تعليمات المنصة تصل الى ارضية الملعب بكابلي او غيره فيتم التضحية بنفس الطريقة بلجان تحكيم يخلفها من هو اسوأ منها ولكن لا زالت زيارات السوسة الناخرة تدب في اروقة اللجان الجديدة .
اليوم وفي نقلة عصرية انتقلت التضحيات الى بقية لجان الاتحاد السعودي فلاجل عين زرقاء تم الدوس على لجنة الانضباط وقرارتها ورئيسها ونائبه والمهم ان تبقى المصلحة الزرقاء مكفولة ولا يمسها بصيص عدل يشمل البقية . ويبدو ان التصعيد الحاد في هدم هيبة ومكانة الاتحاد السعودي لكرة القدم يسير بنفس الطريقة التي اوصى الحجاج بها ابنه عند موته . وقد ذكر ان الحجاج لعلمه بمكانته لدى قومه واستحالة ترحمهم عليه بعد موته اشار الى ابنه ان اذا سارت جنازتي في الطريق فارسل رجالآ يحرقون البيوت التي على جانبيه حتى يترحموا علي اذا رأوا ان بطشك جاوز بطشي .
لم اعد اتصور ان هذا الاتحاد الكروي فيه موظف واحد يعمل لاجل اهداف الاتحاد المعلنة , فقد انقلب الجميع الى صنفين : قلة قليلة غير معروفة الانتماء هي دائمآ تحت المجهر ومهددة بتهمة اللاوطنية ومعادة السماوية ( وليس السامية ) وهذه القلة لا تستطيع فعل شيء وهي محاصرة ما بين سندان تهمة الولاء الغير معروف من قبل الزملاء وما بين مطرقة الاعلام المتربص لأي زلة لا تتماشى مع مصالح الحبيب الاوحد , وفئة اخرى هم اكثرية منتقاة ومجتباة كلها على لون واحد وقلب واحد ومصالح واحدة مدعومة باعلام شامل وكامل مرئي ومسموع ومكتوب لا يسمح لغيره ان يتواجد على مكاتب مسئولي هذا الاتحاد ولا يسمح لموظفيه الاقتراب من الحقيقة ولو كانت قريبة كقرب حارس المرمى من ( خط الستة ) . مواقف عديدة تلك التي رأينا فيها رياضة الوطن وسمعته ومنجزاته على المحك وتتعرض للتشويه ( مثل عدد اهداف ماجد مع منتخبه او تصنيف اتحاد الاحصاء غير الشرعي لمنتخبنا او قائمة مسجلي اهداف التاهل لكأس العالم ) ومع ذلك لا نرى اي هبة من داخل هذا الاتحاد المزدوج الولاء لتصحيح المعلومات وتجلية الحقائق , الا ان هذا الاتحاد المغيب ببخور الدخان الازرق يهب هبة رجل واحد وتنتفض كل لجانه ومكاتبه ومسئوليه لمجرد المساس بأي معلومة تتعلق بالنادي الاوحد واخر امثلتها عدد بطولاته التي احتسبها الفيفا . لك الله يا اتحاد متخبط كم من ( جوناثان بولارد ) يعمل بين ظهرانيك الجميع يعلم ولاءه ولكن احدآ لا يستطيع نكرانه ولا حتى انكاره .
|