بعيدا ً عن الفوضى التدريبة العارمة , التي مارسها زنجا في مباراة التعاون في التشكيل و التبديل و التوظيف , و التي أيقظت المخاوف في قلوب النصراويين حول الإقالات التي تثقل ملف مدربهم السيد زنجا , إلا أن هذه الفوضى كانت صغيرة أمام فوضى لجنة الحكام , و هي فوضى موجهة لا تفرضها قلة خبرة أو إرتاك موقف , و الدليل أن هذه الفوضى تختفي في مباريات أندية , و تظهر بشكل ٍ لافت في مباريات أندية معينة , بل إن التاريخ التحكيمي يحتفظ بالكثير من الأحداث المشابهه , و التي تجعل الفرضيات المتوجسة ترفض الكف عن إثارة التفسيرات المتوجسة و لعل حادثة إلغاء عمر المهنا و رجل الخط محمد فودة في عام 1408 هـ بكأس الملك لهدف محسين الجمعان في مرمى الإتحاد , شبيه بمهزلة مبارة البارحة , و الغريب في الأمر , أن المشهد يتكرر و عمر المهنا رئيس للجنة الحكام و السيد الفودة خبيرها ..!!
بعد المباراة مباشرة خرج رئيس لجنة الحكام , و حاول تهوين الأمر , ثم أخذ القضية و هرب بها للأمام عندما أفتي و رواغ قبل أن يجتمع مع الحكم و مساعدة و مع مراقب المباراة , و في خبث تنقصه الحبكة , حاول تحميل رجل الخط المسئولية , حتى ورجل الخط أصر على حماية القانون و حاول حفظ ماء وجه لجنة التحيكم , و لكن رئيس لجنة الحكام عاقبه على ذلك و خرج يتهمه بقلة الخبرة ليبعد الشبهة عن حكم المباراة الذي كسر القانون عامدا ً متعمدا ً , و الذي يبدو أنه قرأ سيرة تحكيمنا و مسيرة رجاله و لجانه جيدا ً , لذا على إدارات الأندية الغير محمية تحكيميا ً أن لا تنتظر إنصافا ً أو عدلا ً من تحكيم يسابق رئيس لجنته حكامه بكسر القانون , و أن تستعين بالحكم الأجنبي مهما كلفها ذلك , فإصلاح التحكيم السعودي يحتاج أن يدخل لأشياء كثيرة لم تقترب منها نوايا الإصلاح بعد ..
شيء مهم حدث في مباراة الأمس , و هو عدم إستفادة إدارة النصر من التجارب , فأحداث زعبيل لم تسحب أخر مشاهدها من مسرح الذاكرة بعد , و مع ذلك تعامل النصراويون مع أحداث مباراة البارحة بسذاجة لا مثيل لها , فمالذي يمنع أن تهول إصابة مدرب الفريق , و تستدعى سيارة الإسعاف , و ينزل الرئيس للملعب , و يسحب هيجان المباراة إلى النقطة صفر , لأن كل هذا سيلقي بالضغوط على حكم المباراة و على لاعبي الفريق الأخر , فلو أستغلت إدارة النصر الأحداث بطريقة قانونية و وضعت الحكم تحت ضغوط مسئولية سلامة لاعبي الفريقين لما تجرأ عباسإبراهيم على ذبح القانون , عليه فإنني أنصح إدارة النصر أن تلحق إدارتها التنفيذية بدورة في ( خبث المواقف ) خصوصا ً و وسطنا الرياضي يعج بفطاحلة المحاضرين في هذا الشأن , و لا أدل على ذلك من تصريح رئيس لجنة الحكام مساء أمس .. بالمختصر المفيد مباراة مساء كانت مباراة ( عباس على دباس ) فعباس 1431 هـ يشبه دباس 1408 هـ ..
لافتات ..لافتات .. لافتات :-
1- يحسب لإدارة محاولتها مراودة عاطفة الحكام باللعب باللون الأزرق , و لكن يبدو أن قوة الدفع الداخلية أكبر من العاطفة اللونية ..!!
2- مدرب يبدأ المباراة بثلاثة محاور , ثم يتخلى عن محورين , ثم يوظف بدائله توظيف محير .. يحتاج إلى أن يراجع ذاته , التي ظهر مساء أمس و كأنه يحاول أن ينتصر لها , من خلال الإصرار على اللاعبين الذي جاء بهم على حساب لاعبين تعرف المباريات نجوميتهم ..
3- إن اردت إدارة النصر , أن ينافس فريقها على بطولة فعليها أن تشطب من فكرها ( الحكم المحلي ) و أن تستعين بحكام أجانب مهما كلفها ذلك , فللنصر مع الحكم السعودي حكايات تبكي الصخر , و أسالوا المهنا و الفودة ..!!
4- واصل يا دباس مسيرة عباس فالمثاليات لا تؤكل إلا هم , و أرفع رأسك لترى حقيقة ما اقوله لك ..
بقلم فرحان الفرحان
كاتب وناقد رياضي