|
التميز خلال 24 ساعة | |||
العضو الأكثر نشاطاً هذا اليوم | الموضوع النشط هذا اليوم | المشرف المميزلهذا اليوم | |
شجره النصر |
بقلم : |
قريبا |
|
|
|
المنتدى الإسلامي يحتوي المنتدى الإسلامي عن مذهب اهل السنة والجماعة .. وبكل القضايا الاسلامي .. مقالات اسلامي .. مواضيع اسلاميه .. احاديث نبويه .. احاديث قدسية .. ادعية مختاره |
|
|
|
02-08-2012, 05:40 PM | #22 |
وفـي مـــــاســـي
|
آداب صنائع المعروف صُنع المعروف وخدمة الآخرين عبادةً كسائر العبادات، يلزمها ما يلزم العبادات من آداب، وعلى رأس هذه الآداب: (1) الإخلاص لله تعالى: فمعظم الصالحين كانت صنائعهم للمعروف بينهم وبين الله، وكشفتها ريح الأيام وإرادة الله لنا، يقول صلى الله عليه وسلم: "إنما الأعمال بالنيَّات، وإنما لكل امرئٍ ما نوى.."، وعن الزبير ابن العوام قال: قال صلى الله عليه وسلم:"مَن استطاع منكم أن يكون له خبء من عمل صالح فليفعل". (2) موافقة الشرع: فلا إعانة في محرَّم ولا خدمة في معصية، وما أكثر أبواب الإعانة والإغاثة المشروعة. (3) التعجيل والتيسير وعدم المن: قال الماوردي: ينبغي لمَن قدر على ابتداء المعروف أن يعجِّله، فإنه من فرص زمانه وغنائم إمكانه ولا يمهله ثقة القدرة عليه، فكم من واثقٍ بقدرةٍ فأتت فأعقبت ندمًا، ومعوِّل على مُكنة زالت فأورثت خجلاً، ولو فطن نوائب دهره وتحفَّظ من عواقب فكره لكانت مغارمه مدحورة ومغانمه مجبورة. وقيل للمعروف خصال ثلاث: "تعجيله.. وتيسيره.. وعدم المنِّ به"، فمن أخلَّ بواحدة، فقد بخس المعروف حقه، وسقط منه الشكر، ويقال: لكل شيء شرف، وشرف المعروف تعجيله، وفي المثل "خير البر عاجله". وقد قيل: من أضاع الفرصة عن وقتها فليكن على ثقة من فوتها. إذا هبَّت رياحك فاغتنمها ******* فإن لكل خافقةٍ سكون (4) عدم انتظار الشكر عليه: ذُكر أن امرأةً جاءت إلى الليث بن سعد، وفي يدها قدح، فسألت عسلاً وقالت: إن زوجي مريض، فأمر لها براوية- إناء كبير عن القدح- عسل. فقالوا: يا أبا الحارث إنما سألت قدحًا، وكان يكفيها. قال: هي سألت على قدرها، ونحن نعطيها على قدرنا. (5) أن يحركه حب الخير لا حب الثناء والشكر: يقول الله تعالى: ﴿إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا (9)﴾ (الإنسان) ﴿فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا (110)﴾ (الكهف: من الآية110). (6) أن يُقدِّم المعروف إلى كل الناس: الحقيقة أن المعروف وإغاثة الملهوف لا تعرف ملةً ولا مذهبًا ولا موطنًا، ولكن هي تجري إلى كل الناس. يقول علي بن أبي طالب- رضي الله عنه-:" اصنع المعروف إلى من هو أهله وإلى غير أهله، فإن أصبت أهله أصبت أهله، وإن لم تصب أهله كنت أنت أهله". وكان أسماء بن خارجة يقول: "ما أحب أن أردُّ أحدًا عن حاجة؛ لأنه إن كان كريمًا أصون عرضه، وإن كان لئيمًا أصون عنه عرضي". (7) لا تنتظر طلب المعروف: ولكن ابدأ وبادر به، يُحكى أنه قصد رجلٌ صديقًا له، فدَّق عليه الباب، فخرج إليه وسأله حاجته فقال: عليَّ دينٌ كذا وكذا، فدخل الدار وأخرج إليه ما كان عليه من دين، ثم دخل الدار باكيًا، فقالت زوجته: هلا تعللت له حيث شقَّت عليك الإجابة؟- ظنَّتْ أنه يبكي على هذا المال الذي أعطاه إلى صديقه- فقال لها: إنما أبكي لأني لم أتفقد حاله حتى احتاج إليَّ وسألني!. وسأل معاوية الحسن بن علي- رضي الله عنهم- عن الكرم فقال: هو التبرع بالمعروف قبل السؤال، والرأفة بالسائل مع البذل والعطاء. ( يستحب أكثر في أوقات الشدة وحاجة الناس: كما في قوله تعالي: ﴿فَلاَ اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ (11) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ (12) فَكُّ رَقَبَةٍ (13) أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ (14) يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ (15) أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ (16)﴾ منقول
|
|
02-09-2012, 10:40 AM | #23 |
اداري سابق
|
"فعلآ صنع المعروف لن يضيعه الله وخاصةً إذا ارتبط بنيه خالصه لله"
جزاكن الله خير فتيات المنتدى اختي طبعي وهجوله ولولي على إثرائكن للموضوع اسأل الله التوفيق لكن في الدنيا والاخره وان يجعل مانكتبه خالصآلوجه الكريم |
|
02-10-2012, 02:07 PM | #24 |
وفـي مـــــاســـي
|
امين اخوي الطيب
وهاذا شرف لنا حنا كـ اعضاء منتدى نتفاعل من اجل الحملآت والله يزاك خير شكرا لطبعي ع الطرح |
|
02-10-2012, 02:08 PM | #25 |
وفـي مـــــاســـي
|
صنائع المعروف تقي مصارع السوء بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبة وسلم وبعد: لما ذكر الله أصحاب الجحيم ذكر من صفاتهم أنهم لا يحضون على طعام المسكين، بل قرن ذلك بمن لا يؤمن بالله العظيم، قال الله تعالى: ( إنه كان لايؤمن بالله العظيم ولا يحض على طعام المسكين) وقال عليه الصلاة والسلام: (الصدقة برهان) أي: دليل على إيمان العبد، فالصدقة مع ما فيها من الأجر والثواب، فهي أيضا تنفع صاحبها في الدنيا فتنجيه من مصارع السوء التي قد تحدث له في هذه الحياة قال عليه الصلاة والسلام: (صنائع المعروف تقي مصارع السوء) وإليك بعض القصص في هذا : 1- ذكر الإمام الشوكاني رحمه الله في البدر الطالع قصة عجيبة وغريبة، وقال: إنها حدثت في اليمن وهي: أن رجلا صالحا بنى مسجدا في قريته، وكان في كل يوم يخرج، إلى صلاة المغرب ومعه مصباح وطعام للفقراء والمساكين، وفي ذات يوم ذهب الرجل مع أولاده لحفر بئر لهم فنزل الأب في أسفل البئر وبقي أبناؤه في أعلاه، فتهدمت البئر على الرجل الصالح فلما رأى الناس هذا المنظر قالوا: مات، وقال أبناؤه: هذا قبره، ومرت الأيام ونسي الأبناء مصيبتهم في أبيهم، ثم أراد الأبناء حفر البئر مرة أخرى، فذهبوا فحفروا، فوجدوا أباهم حيا قد أنجاه الله من مصرع السوء لأنه كان يصنع المعروف. 2- القصة الثانية: قصة تلك المرأة المسكينة التي كانت في جوع شديد ليس معها إلا قطعة من الخبز، فأرادت أن تدخلها في فمها، بل قد أدخلتها، فإذا بمسكينة تطرق الباب، فأخرجت الخبز من فمها وأعطته للمسكينة، وكان للمرأة ولد مسافر فعاد من سفره راجعا إلى أمه فتعرض له أسد في الطريق، وكاد أن يدخله في فمه، فإذا برجل خلصه من ذلك الأسد، وكان يقول: قطعة بقطعة، فرجع الولد إلى أمه فأخبرها بالخبر، فسألته عن الساعة التي حدث له فيها هذا الأمر، فإذا بها تلك الساعة التي أخرجت فيها أمه الخبز من فمها، وأعطته للسائلة، فأخرج الله ولدها من فم الأسد، وأرسل جنديا من جنوده (وما يعلم جنود ربك لا هو). 3- القصة الثالثة: قصة ذلكم الرجل الصالح الذي كانت تجارته في شراء الأبقار، وكان رجلا صالحا ينفق على الفقراء والمساكين، وكان محبوبا بين الناس، وفي ذات يوم تعرض له قطاع طريق، فأخذوا أبقاره ولم يبق له إلا شيء من المال كان يخفيه بين ثيابه، فعاد هذا الرجل متوجها إلى بلده فأدركه الليل في قرية من القرى، فطرق الباب على أهل بيت ففتحوا له، فقال: ضيف، فأدخلوه، فقص لصاحب البيت قصته، وأخبره أنه بقي معه شيء من المال، فأدخله صاحب البيت في غرفة، وجعل ابنه ينام معه، وأشار إلى الضيف أن ينام على فراش في يمين الغرفة وابنه ينام على فراش في يسار الغرفة، فذهب الضيف إلى فراشه، فأراد صاحب البيت أن ينام مع زوجته، فإذا بها تطلب من زوجها أن يقتل الضيف ليأخذ أمواله لأنهم فقراء، فاستمع الرجل لمشورة زوجته، حتى إذا انتصف الليل أخذ سكينا وذهب إلى الفراش الذي نام عليه الضيف، وأخذ يطعن الجسد الذي على الفراش، فلما أراد أن يسحبه ليدفنه إذا به يتفاجأ أن المقتول هو ولده، لأن الولد لم يأته النوم، فذهب يتحدث مع الضيف حتى نام على فراشه، فقام الضيف ونام على فراش الولد، فظن صاحب البيت أن الضيف ما زال على الفراش الذي تركه عليه، فأنجى الله هذا الرجل الصالح من مصرع السوء. كتبه / صبري حميد حسن
من دعاة مدينة عدن |
|
02-10-2012, 07:49 PM | #26 |
وفـي مـــــاســـي
|
(صنائع المعروف)
جرت سنة الله تبارك وتعالى في البشر أن جعل بعضهم لبعضٍ سُخريّاً، لا تتم لهم سعادتهم إلا بالتعاون والتواصل، ولا تستقر حياتهم إلا بالتعاطف وفشو المودة. يرفق القويُّ بالضعيف، ويُحسن المكثر على المقلِّ. ولا يكون الشقاء ولا يحيق البلاء إلا حين يفشو في الناس التقاطع والتدابر، ولا يعرفون إلا أنفسهم، ولا يعترفون لغيرهم بحق. إنه لعزيزٌ على النفس الكريمة المؤمنة أن ترى مسكيناً بليت ثيابه حتى تكاد تُرى عورته، أو تبصر حافيَ القدمين أدمت حجارة الأرض أصابعه وقطعت عقبيه، أو تلحظ جائعاً يمدُّ عينيه إلى شيءِ غيرِه فينقلب إليه البصر وهو حسير. حين تفشو مثلُ هذه الأحوال، ثم لا يكترث القادرون، ولا يهتمُّ الموسرون فكيف يكون الحال؟ وأين وازع الإيمان؟! ولكنَّ الله برحمته حين خلق المعروف خلق له أهلاً، فحبَّبه إليهم، وحبَّب إليهم إسداءه، وجَّههم إليه كما وجَّه الماء إلى الأرض الميتة فتحيا به ويحيا به أهلها، وإن الله إذا أراد بعبده خيراً جعل قضاء حوائج الناس على يديه، ومن كثرت نعم الله عليه كثر تعلق الناس به، فإن قام بما يجب عليه لله فيها فقد شكرها وحافظ عليها، وإن قصَّر وملَّ وتبرَّم فقد عرَّضها للزوال ثم انصرفت وجوه الناس عنه. وإن في دين الله شرائع محكمةً لتحقيق التواصل والترابط، تربي النفوس على الخير، وترشد إلى بذل المساعدات وصنائع المعروف, ففي الخبر الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم : {من نفَّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسَّر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة، واللهُ في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه } [أخرجه مسلم]. |
|
02-10-2012, 07:55 PM | #27 |
وفـي مـــــاســـي
|
صدق الشاعرالقائل:
إن لم تكونوا مثلهم فتشبهوا إن التشبه بالكرام فلاح إن عمل المعروف واصطناعه بين الناس- كل الناس مسلمهم وكافرهم –لهوا من احب الأعمال إلى الله-عزوجل- وبه ينال المسلم خيري الدنيا والآخره، ويقيه الله مصارع السوء ومواقف الخزي والذل والعار, هذا في الدنيا أما في الآخرة فيكفيه فخرا واعتزازا أن يكون من اهل الخيروالطاعة والفلاح والفوز والنجاة, وعنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((مامن يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان, فيقول أحدهما:اللهم أعط منفقا خلفاويقول الآخر: اللهم اعط ممسكا تلفا)) وأما إدخال السرور على المسلم أو قضاء الدين عنه أو إطعامه الطعام, فهذا كله يدخل في أفضل الأعمال التي نص عليهارسول الله صلى الله عليه وسلم : ((أفضل الاعمال أن تدخل على أخيك المؤمن سروراأوتقضي عنه دينا أوتطعمه خبزا)) وليحرص المسلم على بذل المعروف واصطناعه و ان يفيض بنعم الله التي انعم بها عليه عل عباد الله حتى تثبت له وتستمر عنده وينميها له ربه ويبارك له فيها وليحذر المسلم من البخل بها ومنعها فأذا منعها منعه الله هذه النعم وحولها إلى غيره ممن يحفظونها ويفون حقها. |
|
02-10-2012, 10:22 PM | #28 |
عضو ملكي
|
صنائع المعروف تقي مصارع السوء نبذة : إن عمل المعروف واصطناعه بين الناس – كل الناس : مسلمهم وكافرهم-لهو من أحب الأعمال إلي الله – عز وجل وبه ينال المسلم خيري الدنيا والآخرة... نص المطوية : إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيِّئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلَّ له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أنَّ محمَّدًا عبده ورسوله، اللهمَّ صلِّي وسلِّم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه الأطهار، أمَّا بعد: قال الله -تعالى-: {وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} [المائدة: 2]، وقال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «من دلَّ على خيرٍ فله مثل أجر فاعله» [مسلم 1893]، وقال أيضًا: «إنَّ الله إذا أنعم على عبدٍ نعمةً يحب أن يرى أثر نعمته على عبده» [صحَّحه الألباني 1712 في صحيح الجامع]، وقال أيضًا: «إنَّ الله كريم يحبُّ الكرماء، جوادٌ يحب الجودة، يحبُّ معالي الأخلاق، ويكره سفسافها» [صحيح الجامع1800]. وصدق الشَّاعر القائل: إن لم تكونوا مثلهم فتشبهوا***إنَّ التَّشبُّه بالكرام فلاحُ انطلاقًا من ذلك أحببت أن أضرب بسهم في بيان فضائل صنائع المعروف، فإن لم أشارك القوم في صنائعهم ولم ألحق بركبهم فلا أقل من أن أدلي بدلو أو أدل على معلم ففضل الله عظيم وأجره واسع عميم، ويكفيني قول رسوله الكريم -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «الدَّال على الخير كفاعله» [رواه التِّرمذي 2670 وقال الألباني: حسن صحيح]. قال ابن عبدربه: "أشرف ملابس الدُّنيا وأزين حللها وأجلبها لحمد، وأدفعها لذم، وأسترها لعيب كرم طبيعة يتحلى بها السّمح السّريّ والجواد السَّخي، ولو لم يكن في الكرام إلا أنَّه صفةٌ من صفات الله تعالى تسمَّى بها، فهو الكريم -عزَّ وجلَّ- ومن كان كريمًا من خلقه فقد تسمَّى باسمه واحتذى على صفته". أهـ قال الله -تعالى-: {قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ ۚ وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ ۖ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} [سبأ: 39]. قال ابن كثير -رحمه الله-: "يخلفه عليكم في الدُّنيا بالبدل، وفي الآخرة بالجزاء والثَّواب"، وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «قال الله -عزَّ وجلَّ-: أنفق أنفق عليك» [رواه مسلم 993، البخاري 4648]، وعنه قال: قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «ما من يومٍ يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما: اللهمَّ أعط منفقًا خلفًا، ويقول الآخر: اللهمَّ أعط ممسكًا تلفًا» [رواه البخاري 1442، ومسلم 1010]، وعنه قال: قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «من تصدق بعدل تمرة من كسبٍ طيِّبٍ، ولا يقبل الله إلا الطَّيِّب، وإنَّ الله يتقبلها بيمينه ثمَّ يربيها لصاحبها كما يربي أحدكم فلوه حتَّى تكون مثل الجبل» [رواه البخاري 1410، ومسلم 1014]، ونحن المسلمين أحوج ما نكون إلى من يأخذ بأيدينا إلى عمل الصَّالحات ويبصرنا بمواطن الخيرات عسى أن نظفر بالحسنات وتكفِّر عنَّا السَّيِّئات. قال الله -تعالى-: {لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّـهَ بِهِ عَلِيمٌ} [آل عمران: 92]. وقال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «صنائع المعروف تقي مصارع السُّوء و الآفات و الهلكات، وأهل المعروف في الدُّنيا هم أهل المعروف في الآخرة» [صحَّحه الألباني 3769 في صحيح الجامع]، وفي روايةٍ: «صنائع المعروف تقي مصارع السُّوء والصَّدقة خفيًا تطفيء غضب الرَّبِّ، وصلة الرَّحم زيادة في العمر، وكلُّ معروفٍ صدقةٌ، و أهل المعروف في الدُّنيا هم أهل المعروف في الآخرة، وأهل المنكر في الدُّنيا هم أهل المنكر في الآخره» [صحَّحه الألباني 3796 في صحيح الجامع]. إنَّ عمل المعروف واصطناعه بين النَّاس – كل النَّاس: مسلمهم وكافره- لهو من أحبِّ الأعمال إلي الله -عزَّ وجلَّ- وبه ينال المسلم خيري الدُّنيا والآخرة، ويقيه الله مصارع السُّوء ومواقف الخزي والذُّل والعار هذا في الدُّنيا، أمَّا في الآخرة فيكفيه فخرًا واعتزازًا أن يكون من أهل الخير والطَّاعة والفلاح والفوز والنَّجاة، فطالما كان من أهل المعروف في الآخرة. وقد قيل: "اصنع المعروف إلى كلِّ أحدٍ فإن كان من أهله فقد وضعته في موضعه، وإن لم يكن من أهله كنت أنت أهله". قال الشَّاعر: ولم أر كالمعروف: أمَّا مذاقه***فحلوٌ وأما وجهه فجميلٌ قال عمرو بن العاص -رضي الله عنه-: "في كلِّ شيءٍ سرفٌ إلا في إتيان مكرمةٍ أو اصطناع معروفٍ أو إظهار مروءةٍ". وقد قيل: "حصاد من يزرع المعروف فى الدُّنيا اغتباط في الآخرة". وقيل: "من يزرع معروفًا حصد خيرًا، ومن زرع شرًّا حصد ندامةً. وقال الشَّاعر: من يزرع الخير يحصد ما يُسرُ به***وزارعُ الشر مكنوسٌ على الرَّأس أيُّ فخرٍ ومكرمةٍ واعتزازٍ يوم يدرج المسلم في خير النَّاس بنص كلام الرَّسول -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «خير النَّاس أنفعهم للنَّاس» [حسَّنه الألباني 3289 في صحيح الجامع]. وأي شرفٍ يناله المسلم يوم يسعى على الأرملة والمسكين؟ وأي درجةٍ يحظاها فوق درجة المجاهد فى سبيل الله أو درجة القائم بالليل والصَّائم بالنَّهار عندما يبذل المعروف فهو هو خبر الرَّسول المعصوم بين يديك يدلك على الثَّواب الجزيل والأجر الجميل حيث قال -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «السَّاعي على الأرملة والمسكين، كالمجاهد في سبيل الله، أو القائم الليل والصَّائم النَّهار» [رواه البخاري 5353، ومسلم 2982]. وأمَّا إدخال السُّرور على المسلم أو قضاء الدَّين عنه أو إطعامه الطَّعام فهذا كلُّه يدخل فى أفضل الأعمال الَّتي نصَّ عليها رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- بقوله: «أفضل الأعمال أن تدخل على أخيك المؤمن سرورًا أو تقضى عنه دينًا أو تطعمه خبزًا» [صحَّحه الألباني 1096 في صحيح الجامع]. وصاحب هذه الأعمال يعد من أحبِّ عباد الله إليه، وأعماله هذه تعدُّ من أحبِّ الأعمال إلى الله -عزَّ وجلَّ- كما أخبر بذلك رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «أحبُّ النَّاس إلى الله أنفعهم، وأحبُّ الأعمال إلى الله -عزَّ وجلَّ- سرورٌ تدخله على مسلمٍ أو تكشف عنه كربةً أو تقضي عنه دينًا أو تطرد عنه جوعًا ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحبُّ إليَّ من أن أعتكف في المسجد شهرًا، ومن كفَّ غضبه ستر الله عورته، ومن كظم غيظًا ولو شاء أن يمضيه أمضاه ملأ الله قلبه رضى يوم القيامة، ومن مشى مع أخيه المسلم في حاجته حتَّى يثبتها له، أثبت الله -تعالى- قدمه يوم تزل الأقدام، وإنَّ سوء الخلق ليفسد العمل كما يفسد الخل العسل» [حسَّنه الألباني 176 في صحيح الجامع]. وليحرص المسلم على بذل المعروف واصطناعه وأن يفيض بنعم الله الَّتي أنعم بها عليه على عباد الله، حتَّى تثبت له وتستمر عنده، وينميها له ربّه ويبارك له فيها وليحذر المسلم من البخل بها ومنعها فإذا منعها منعه الله هذه النِّعم وحولها إلى غيره، ممن يحفظونها ويوفون حقَّها فإنَّ من حقِّها أن تبذل لأهلها ومستحقيها؛ لأنَّ الله -عزَّ وجلَّ- لا يغيِّر ما بقوم حتَّى يغيِّروا ما بأنفسهم وقد ثبت عن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- أنَّه قال: «إنَّ لله تعالى أقوامًا يختصهم بالنّعم لمنافع العباد، ويقرها فيهم ما بذلوها، فإذا منعوها، نزعها منهم، فحولها إلى غيرهم» [حسَّنه الألباني 2164 في صحيح الجامع]، وقال -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «أحبُّ العباد إلى الله تعالى أنفعهم لعياله» [حسَّنه الألباني 172 في صحيح الجامع]، قال عبدالله بن عباس -رضى الله عنهما-: "المعروف أميرٌ زرع وأفضل كنز ولا يتم إلا بثلاث خصال: بتعجيله وتصغيره وستره، فإذا عجل فقد هنا، وإذا صغر فقد عظم وإذا ستر فقد تمم". وقد قيل: "ما شيء أفضل من المعروف إلا ثوابه". وقيل أيضًا: "من أسلف المعروف كان ربحه الحمد". وقيل أيضًا: "لا يزهدنك في المعروف كفر من كفره فإنَّه يشكرك عليه من لا تصنعه إليه". وقال ابن المبارك: يد المعروف غنمٌ حيث كانت***تحملها شكورٌ أو كفورُ ففي شكر الشُّكور لها جزاءٌ***وعند الله ما كفر الكفور وقال زهير: ومن يجعل المعروف من دون عرضه***يفره ومن لا يتق الشَّتم يشتم قيل لسفيان بن عيينه: ما السَّخاء؟ قال: "بر الإخوان والجود بالمال". وقد قيل: "عجبت لمن يشتري المماليك بماله، ولا يشتري الأحرار بمعروفه". وقال الحسن البصري: "لأن أقضي حاجةً لأخي أحبّ إليَّ من عبادة سنة". وقال جعفر الصَّادق: "إنَّ الله خلق خلقًا من رحمته برحمته لرحمته وهم الَّذين يقضون حوائج الَّناس فمن استطاع منكم أن يكون منهم فليكن". وصدق القائل: ملأت يدي من الدُّنيا مرارًا***وما طمع العواذل في اقتصادِي ولا وجبت علىّ زكاة مالٍ***وهل تجب الزَّكاة على جوادِ وقال إبراهيم بن أدهم: "عجبًا للرَّجل اللئيم يبخل بالدُّنيا على أصدقائه، ويسخى بالجنَّة لأعدائه". وكان أبو القاسم الجنيد لا يمنع قط أحدًا سأله شيئًا ويقول: "أتخلق بأخلاق رسول الله". وقال ابن سيرين: "أدركنا النَّاس وهم يتهادون بالفضة في الأطباق كالفاكهة، وكان به بغل مربوط في دهليزه، فكل من احتاج إلى ركوبه أخذه وركبه من غير استئذانٍ، لما يعلمون من طيب نفسه بذلك". وكان يحيى بن معاذ يقول: "عجبت ممَّن يبقى معه مالٌ وهو يسمع قوله -سبحانه وتعالى-: {إِن تُقْرِضُوا اللَّـهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ} [التَّغابن: 17]. وكان عبدالعزيز بن عمير يقول: "الصَّلاة توصلك إلى نصف الطَّريق والصَّوم يوصلك إلى باب الملك والصَّدقة تدخلك على الملك". وكان الليث بن سعد يقول: "من أخذ منِّي صدقة أو هدية فحقه عليّ أعظم من حقِّي عليه لأنَّه قبل منِّي قرباي إلى الله -عزَّ وجلَّ-". وكان سفيان الثَّوري -رحمه الله- ينشرح صدره إذا رأى سائلًا على بابه ويقول: "مرحبًا بمن جاء يغسل ذنوبي". وكان الفضيل بن عياض -رحمه الله- يقول: "نعم السَّائلون يحملوا أزوادنا إلى الآخرة بغير أجرةٍ حتَّى يضعوها في الميزان بين يدي الله -تعالى-". وكان -رحمه الله- يقول أيضًا: "من المعروف أن ترى المنَّة لأخيك عليك إذا أخذ منك شيئًا؛ لأنَّه لولا أخذه منك ما حصل لك الثَّواب وأيضًا فإنَّه خصَّك بالسَّؤال ورجا فيك الخير دون غيرك". وقال أحد العباد: "يتزوج أحدكم فلانه بنت فلان بالمال الكثير، ولا يتزوج الحور العين بلقمة أو تمرة أو خرقة هذا من العجب!". وكان الفضيل بن عياض يقول: "نحن لا نعد القرض من المعروف؛ لأنَّ صاحبه يطلب المقابلة وإنَّما المعروف المسامحة للنَّاس في كلِّ ما يطلبونه منك فى الدُّنيا والآخرة". وكان مطرف بن عبدالله بن الشِّخِّير يقول: "من كان له عندي حاجه فليكتبها في قرطاس ويرسلها إليّ فإني أكره أن أرى ذلُّ المسألة في وجه مسلمٍ". وكان -صلَّى الله عليه وسلَّم- أكرم النَّاس ويعطي عطاء لا يعطيه أحد من البشر، «فجاءه رجلٌ فأعطاه غنما بين جبلين، فرجع إلى قومه، فقال: يا قوم أسلموا فإنَّ محمَّدًا يعطي عطاءً لا يخشى الفاقة» [رواه مسلم 2312]. وقال جابر بن عبدالله -رضى الله عنهما-: «ما سئل رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- شيئًا قط فقال: لا» [رواه مسلم 2311 والبخاري 6034]. ولمَّا قفل رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- من غزوة حنين تبعه الأعراب يسألونه فألجؤوه إلى شجرة، فخطفت رداءه وهو على راحلته فقال: «أعطوني ردائي، لو كان لي عدد هذه العضاه نعما لقسمته بينكم، ثمَّ لا تجدوني بخيلًا، ولا كذوبًا، ولا جبانًا» [رواه البخاري 2821]. وقد أهدت امرأة إلى النَّبيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- شملة منسوجة فقالت: يا رسول الله، أكسوك هذه، فأخذها النَّبيُّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- محتاجا إليها فلبسها، فرآها عليه رجلٌ من الصَّحابة، فقال: يا رسول الله، ما أحسن هذه، فاكسنيها، فقال: «نعم»، فلمَّا قام النَّبيُّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- لامه أصحابه، قالوا: ما أحسنت حين رأيت النَّبيَّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- أخذها محتاجًا إليها ثمَّ سألته إيَّاها، وقد عرفت أنَّه لا يسأل شيئًا فيمنعه، فقال: رجوت بركتها حين لبسها النَّبيُّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- لعلي أكفن فيها" [رواه البخاري1277]. قال ابن عثيمين -رحمه الله-: "وكان كرمه -صلَّى الله عليه وسلَّم- كرمًت في محله ينفق المال لله وبالله، إمَّا لفقيرٍ أو محتاجٍ أو في سبيل الله أو تأليفًا على الإسلام أو تشريعاً للأمَّة" أهـ. فهذا جانبٌ مضيء من جوانب حياة الرَّسول -صلَّى الله عليه وسلَّم-، وهذه صورةٌ مشرقةٌ من صور كرمه الواسع وجوده العريض وعطائه الممتد وضعتها هنا عسى أن تكون حاديًا يحدو، ومثالًا يحتذى، ونموذجًا يقتدى به فيرغب الأغنياء والأثرياء وأصحاب الأموال فيما فيه نفع لهم ولغيرهم سواء في الدُّنيا والآخرة. عن ابن مسعود -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «حوسب رجلٌ ممَّن كان قبلكم، فلم يوجد له من الخير شيء إلا أنَّه كان يخالط النَّاس، وكان موسرًا فكان يأمر غلمانه أن يتجاوزوا عن المعسر، قال: قال الله -عزَّ وجلَّ-: نحن أحق بذلك منه، تجاوزوا عنه» [رواه مسلم 1561]. وعن بريدة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «من أنظر معسرًا، فله بكلِّ يومٍ مثله صدقةً، قبل أن يحل الدِّين، فإذا حل الدِّين فأنظره فله بكلِّ يومٍ مثلاه صدقة» [صحَّحه الألباني 3154 في صحيح الجامع]. وقال عبدالله بن عباس -رضي الله عنه-: "ثلاثة لا أكافيهم: رجلٌ وسَّع لي فى المجلس لا أقدر أن أكافيه ولو خرجت من جميع ما أملك، والثَّاني من أغبرت قدماه بالاختلاف إليّ فإنِّي لا أقدر أن أكافيه ولو قطرت له من دمي، والثَّالث لا أقدر أن أكافيه حتَّي يكافيه ربُّ العالمين عنِّي: من أنزل بي حاجةً لم يجد لها موضعا غيري". وعن أبي أمامة -رضي الله عنه- أن النَّبيَّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: «اتَّقوا النَّار ولو بشقِّ تمرة فمن لم يجد فبكلمة طيِّبةٍ» [رواه البخاري 1413، ومسلم 1016]، وفي روايةٍ لمسلم: «من استطاع منكم أن يستتر من النَّار ولو بشق تمرة، فليفعل» [رواه مسلم 1016]. وعن ابن عمر -رضي الله عنهما- أن النَّبيَّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: «اليد العليا خيرٌ من اليد السُّفلى، فاليد العليا هي المنفقة، والسفلى هي السَّائلة» [رواه البخاري 1429، ومسلم 1033]. وكان النَّبيُّ -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «أحسن النَّاس، وأجود النَّاس، وأشجع النَّاس» [رواه البخاري 2820، ومسلم2307]. قال ابن عباس -رضي الله عنهما- كان النَّبيُّ -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «كان رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- أجود النَّاس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كلِّ ليلةٍ من رمضان فيدارسه القرآن، فلرسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّ-م أجود بالخير من الرِّيح المرسلة» [رواه البخاري 6، ومسلم 2308]. وعن عبدالله بن يسر قال: «كان للنَّبيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- قصعةً يقال لها: الغراء يحملها أربعة رجال» [صحَّحه الألباني 4833 في صحيح الجامع]. وما هذه الأيام إلا معارةٌ***فما استطعت من معروفها فتزوّد فإنك لا تدري بأية بلدة***تموت ولا ما يحدث الله في غد أسأل الله -عزَّ وجلَّ- أن يستعملني وإياكم لصنائع المعروف، ويستخدمنا في أحبِّ الأعمال إليه، وينلنا أشرف المنازل في الدُّنيا والآخرة، إنَّه وليُّ ذلك والقادر عليه وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين. صبري سلامة شاهين دار القاسم
|
|
02-10-2012, 10:28 PM | #30 |
عضو ملكي
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يذكر رجل يسمى ابن جدعان وهذه القصة حدثت منذ أكثر من مائة سنة تقريبًا فهي واقعية ... يقول : خرجت في فصل الربيع ، وإذا بي أرى إبلي سماناً يكاد أن يُفجَر الربيع الحليب من ثديها ، كلما اقترب ابن الناقة من أمه دَرّت وانفجر الحليب منها من كثرة البركة والخير ، فنظرت إلى ناقة من نياقي وابنهاخلفها وتذكرت جارًا لي له بُنيَّات سبع ، فقير الحال ، فقلتُ والله لأتصدقن بهذه الناقة وولدها لجاري ، والله يقول : لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون [آل عمران:92] وأحب مالي إلي هذه الناقة يقول : أخذت هذه الناقة وابنها وطرقت الباب على جاري وقلت خذها هدية مني لك ... يقول: فرأيت الفرح في وجهه لا يدري ماذا يقول فكان يشرب من لبنها ويحتطب على ظهرها وينتظر وليدها يكبر ليبيعه وجاءه منها خيرٌ عظيم !! فلما انتهى الربيع وجاء الصيف بجفافه وقحطه ، تشققت الأرض وبدأ البدو يرتحلون يبحثون عن الماء والكلأ ، يقول شددنا الرحال نبحث عن الماء في الدحول ، والدحول : هي حفر في الأرض توصل إلى محابس مائية لها فتحات فوق الأرض يعرفها البدو . يقول : فدخلت إلى هذا الدحل لأُحضر الماء حتى نشرب ـ وأولاده الثلاثة خارج الدحل ينتظرون ـ فتهت تحت الدحل ولم أعرف الخروج ! وانتظر أبناؤه يومًا ويومين وثلاثة حتى يئسوا وقالوا : لعل ثعبانًا لدغه ومات .. لعله تاه تحت الأرض وهلك .. وكانوا والعياذ بالله ينتظرون هلاكه طمعًا في تقسيم المال والحلال، فذهبوا إلى البيت وقسموا الميراث فقام أوسطهم وقال: أتذكرون ناقة أبي التي أعطاها لجاره إن جارنا هذا لا يستحقها ، فلنأخذ بعيرًا أجربًا فنعطيه الجار ونسحب منه الناقة وابنها ، فذهبوا إلى المسكين وقرعوا عليه الدار وقالوا: أخرج الناقة ... قال : إن أباكم أهداها لي .. أتعشى وأتغدى من لبنها ، فاللبن يُغني عن الطعام والشراب كما يُخبر النبي، فقالوا : أعد لنا الناقة خيرٌ لك ، وخذ هذا الجمل مكانها وإلا سنسحبها الآن عنوة ، ولن نعطك منها شيئًا ! قال : أشكوكم إلى أبيكم ... قالوا : اشكِ إليه فإنه قد مات !! قال : مات .. كيف مات؟ ولما لا أدري؟ قالوا : دخل دِحلاً في الصحراء ولم يخرج قال : اذهبوا بي إلى هذا الدحل ثم خذوا الناقة وافعلوا ما شئتم ولا أريد جملكم ، فلما ذهبوا به وراء المكان الذي دخل فيه صاحبه الوفي ذهب وأحضر حبلاً وأشعل شعلةً ثم ربطه خارج الدحل فنزل يزحف على قفاه حتى وصل إلى مكان يحبوا فيه وآخر يتدحرج ... ويشم رائحة الرطوبة تقترب ،وإذا به يسمع أنينًا وأخذ يزحف ناحية الأنين في الظلام ويتلمس الأرض ، ووقعت يده على طين ثم على الرجل فوضع يده فإذا هو حي يتنفس بعد أسبوع من الضياع فقام وجره وربط عينيه ثم أخرجه معه خارج الدحل وأعطاه التمر وسقاه وحمله على ظهره وجاء به إلى داره ، ودبت الحياة في الرجل من جديد ، وأولاده لا يعلمون قال : أخبرني بالله عليك كيف بقيت أسبوعًا تحت الأرض وأنت لم تمت !! قال: سأحدثك حديثاً عجيباً ، لما دخلت الدُحل وتشعبت بي الطرق فقلت آوي إلى الماء الذي وصلت إليه وأخذت أشرب منه, ولكن الجوع لا يرحم ، فالماء لا يكفي ... يقول : وبعد ثلاثة أيام وقد أخذ الجوع مني كل مأخذ ، وبينما أنا مستلقٍ على قفاي سلمت أمري إلى الله وإذا بي أحس بلبن يتدفق على لساني فاعتدلت فإذا بإناء في الظلام لا أراه يقترب من فمي فأرتوي ثم يذهب ، فأخذ يأتيني في الظلام كل يوم ثلاث مرات ، ولكن منذ يومين انقطع .. لا أدري ما سبب انقطاعه ؟ يقول : فقلت له لو تعلم سبب انقطاعه لتعجبت ! ظن أولادك أنك مت جائوا إلي فسحبوا الناقة التي كان يسقيك الله منها .. والمسلم في ظل صدقته ، وكما قال : ( صنائع المعروف تقي مصارع السوء ) فجمع أولاده وقال لهم: أخسئوا .. لقد قسمت مالي نصفين نصفه لي ، ونصفه لجاري ! أرأيتم كيف تخرج الرحمة وقت الشدة ... ! ضاقت فلما استحكمت حلقاتها فرجت وكنت أظنهـا لا تفرج |
|
الكلمات الدلالية (Tags) |
)حمله, للشيخ, المعروف, د/احمدالمنصوري, صنائع |
|
|
|
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
صنائع المعروف | ساعد وطني | الــمــنــتــدى الــعــام | 4 | 04-29-2013 08:04 PM |
(الـــــورع) حمله 9للشيخ د/احمدالمنصوري | طبعي الوفاء | المنتدى الإسلامي | 21 | 08-06-2012 02:35 AM |
(داء... العجب) حمله 5للشيخ د/احمدالمنصوري | عبدالرحمن سالم | المنتدى الإسلامي | 19 | 08-06-2012 02:33 AM |
(العلماء..والدعاة) حمله 8 للشيخ د/احمدالمنصوري | نصـــ الوفاءــــــر | المنتدى الإسلامي | 12 | 08-06-2012 02:32 AM |
صنائع المعروف الرمضانيه .. | دلوعه العالمي | المواضيع المكرره | 4 | 08-11-2011 10:08 PM |
|
|
ادارة المنتدى غير مسؤوله عن التعامل بين اﻻعضاء وجميع الردود والمواضيع تعبر عن رأي صاحبها فقط |
|
|