من طرائف الأساطير
ليس من السهل إطلاق كلمة ( أسطورة ) في أي مجال على أياً كان ، فالأسطورة لقب يطلق على من يحفر اسمه بأحرف من ذهب في التاريخ ، و يخلد ذكراه على مر الأزمان ، و يجعل من أفعاله و إنجازاته قصصاً و حكايات تروى جيلاً بعد جيل .
و إن عدنا للتاريخ الكروي في رياضتنا السعودية لوجدنا العديد من الأسماء التي تبرز لفترة محدودة من الأعوام و يختفي ذكرها بعد ذلك ، لكن على المدى الطويل لم تنجح إلا القليل من الأسماء في تخليد ذكراها كالنجم ماجد عبدالله و فهد الهريفي و أحمد جميل و خالد مسعد و محمد الدعيع و سعيد العويران و يوسف الثنيان (و هو الذي يحاول الهلاليون إحلال سامي الجابر بدلاً منه اسطورة لنادي الهلال لكي يقارنوه بماجد بحكم المركز ) ، فهذه الأسماء لم تبقى في ذاكرة المتابعين طوال هذه الفترة الماضية لمهارات أو إستعراضات فقط ، و إنما إنجازاتها و أرقامها هي من خلدت ذكراهم أجيالاً تلو أجيال .
بل حتى أن الإنجازات التي يحققها اللاعب خلال مسيرته يجب أن يكون عنصراً فعالاً في تحقيقها فعلى سبيل المثال هل نستطيع أن نتذكر أن للبرازيلي كاكا يداً في تحقيق كأس العالم 2002 للبرازيل مع انه كان من بين الأسماء المشاركة ، إذن فالإنجازات الجماعية التي تحسب للاعب يجب أن يكون مشاركاً فعلياً في تحقيقها كي تحسب له ، بالإضافة إلى الإنجازات الفردية و التي تخص اللاعب وحده من ألقاب و أرقام .
لذلك فإنك يا سيدي عندما تحاول أن تفرض علينا إسم ياسر القحطاني كأسطورة ، فإنه لا ينطبق عليه أيا من المعايير التي ذكرتها سابقاً فهو لم يحقق لناديه أو المنتخب سوى بعض الألقاب الإعتيادية و التي يستطيع أي لاعب أن يحققها بسهولة كل عام كلقب دوري أو كأس ( محلي ) ، أو بطولات خليجية و عربية للمنتخب ، بينما على المستوى القاري و الدولي فهو لم يستطيع أن يحقق لناديه أو منتخبه أي إنجاز يذكر ، و على الصعيد الشخصي فهو لاعب مهاجم لا نراه يحقق حتى لقب هداف الدوري مع وجود أفضل صناع اللعب خلفه ، و بالنسبة للمهارات التي تتحدث عنها فلقد حفلت الكرة السعودية بالعديد من الأسماء التي اندثر ذكرها خلفها مع انها تملك مخزوناً مهارياً أضعاف ما يمتلكه نجمك المفضل كعبيد الدوسري و خالد قهوجي على سبيل المثال لا الحصر .
فلذلك وفر كلامك و قلمك بعد اليوم فإنه لا يوجد من الجيل الحالي بعد اعتزال النجم محمد الدعيع من يستحق أن يطلق عليه لقب اسطورة سوى ( محمد نور ) إن أمكن ، فهو نجم حقق لناديه الإتحاد ( و بفعالية ) أكثر من عشرون لقباً ما بين ألقاب دوري و كأس ولي العهد و كأس خادم الحرمين و بطولات خليجية و عربية و آسيوية أوصلتهم إلى المونديال العالمي و شرف ناديه و بلاده خير تشريف و كان مثالاً للقائد المحب و المخلص لناديه و بلاده ، و ان كان هناك من يردد بأنه لم يقدم لمنتخبه الكثير فإنني أقولها و بصوت عالٍ بأنه يستحق لقب ( الأسطورة ) حتى في المنتخب لما لاقاه من حرب و تطفيش و ايقاف و العديد من المشاكل ، بل انه لا يستدعى الى المنتخب إلا حينما تستعصي الأمور لكي ينقذهم ، و مع ذلك فإنه حقق مع المنتخب بعض الإنجازات و كان عنصراً مهماً مشاركاً في تحقيقها ، لذلك فإنه من غير المحبب أن تغمض عينيك عن الحق ( لسبب ما ) و تلقي بكلمات تجعل من الناس يستمعون لها بغرض التندر و الفكاهة يا سيدي الفاضل !!!
-تمريرات بينية :
*يقول لي أحد الأصدقاء بأن حسين عبدالغني هو الوحيد ممن يستحق هذا اللقب حالياً فهو قد حقق مع المنتخب كأس آسيا 96 و شارك في ثلاث مونديالات و في أولمبياد اتالانتا ، إلا أنني أرد عليه بأن حسين لم يكن اللاعب الأهم في تلك الإنجازات بل كان معه كوكبة من النجوم عندما حققها ، كما انه لم يحقق مع ناديه تلك الإنجازات الكبيرة و الكثيرة ، و رغم ذلك فهو أولى بهذا اللقب من تلك الأسطورة الورقية .
*شارفت معسكرات الأندية الخارجية على النهاية و عادت الأندية إلى أرض الوطن لتعد العدة الأخيرة قبل بدء منافسات الدوري مع يقيني التام بأن استعدادات الأسبوع القادم ستكون أهم و أفضل من ( السياحة الخارجية ) في أوروبا و لعب لقاءات أغلبها مع فرق الحواري هناك !!
*حتى من يعارضني بمقولة أن بعض اللقاءات كانت مع فرق كبيرة ، إلا انها لم تتعدى لقاءاً أو إثنين ، كما ان اسلوب لعب تلك الفرق و تكتيكها مختلف تماماً عنه في دورينا .
*أيقنت فعلاً بالمقولة السائدة : لا وجع إلا وجع الضرس ، و لاهم إلا هم ( العرس ) !! أعاننا الله و إياكم و وفقنا لما يحبه و يرضاه .
|