في الصراحة راحه
هل هذا التعبير الذي نسمعه دائما صحيح أن في الصراحة راحة ؟ وهل الصراحة تفتح القلوب علي بعضها وتزيل الغموض في الحديث وتعني الصدق في الرأي ؟ أم أن للصراحة حدود إذا زادت عنها انقلبت إلى ضدها وجلبت المتاعب ؟
للإجابة علي هذه التساؤلات نبدأ بتعريف الصراحة ..
حيث وجدت في المعاجم أنها تعني الوضوح والجلاء في الحديث والبعد عن الكذب . وكذلك أن الصراحة تعني قول الحق حتى وإن كان في غير مصلحتك ... واقرب هذه التعريفات في نظري أن الصراحة هي إبدائك لرأيك بكل وضوح في حدود الأدب مع مراعاة شعور الطرف الآخر وعدم تجريحه بالتركيز علي السلبيات وترك الإيجابيات ، لأن في تجاوز المعقول في التوضيح سوف تصبح الصراحة وقاحة لا سامح الله وتنقلب إلى حسد وتجريح وقلة أدب وتتغير الصحبة إلى عداوة ..
لذلك قالوا :
كن صريحا دون إيذاء المشاعر أي لا تجعل صراحتك جارحة ومخلة وذلك يتطلب منك نوع من المجاملة .... أذا كيف تكون صريحا ومجاملا في وقت واحد حتى لا تغضب الآخرين ، وهذه المسألة تحتاج منا أن نتعلم فن التواصل والتخاطب والتعامل مع بني البشر ، أي أن نركز علي الهدف من إبداء الرأي وهو المصالحة أو تزيين فكرة معينة فيها مصلحة أو ترجيح رأي من مجموعة آراء أو إعطاء رأيي في شخص معروف لدي كل هذه الأمور تحتاج إلى انتقاء الكلمات بحرص بحيث نركز علي الإيجابيات أكثر من السلبيات في توازن يظهر الحقيقة ولا يحقر الفكرة .
ولما كانت الصراحة هي قول الحق وقول الحق قد يعني الاعتراف بالخطأ وهذه شجاعة تحتاج إلى أناس من كبار الهمة وأصحاب العقول النيرة من أصحاب الراي وأهل الحل والعقد في المجتمع ،لأنهم ينأون بأنفسهم عن المداراة والمجاملة في الحق حيث الصراحة عندهم تعني تحمل المسؤولية لذلك يتطلب منا الصراحة في قول الحق في المواضيع ذات المصلحة لا أن تكون لإيثارة الفتنة بين الناس ودفعهم إلى الاحقاد والتخاصم ، فالخيط بين هذا وذاك رفيع فاحرصوا يا إخوتي وأخواتي من الصراحة الزائدة عن الحد المعقول ..