«فارس نجد» تسطع شمسه ويسقط منافسيه حينما تحيط به الظروف
عشاق رياضة الوطن لا يرون غير «النصر» الليلة
النصر كلمة واحدة ولكنها جميلة، والكل يطمح اليه، ويعزز هذا الطموح لدى من يبحث عن هذا "النصر" وجود فريق جماهيري اعتاد ان يرسم السعادة في محيط جماهيره والمولعين به حتى ان غربلته الظروف وتراجعت اسهمه، الكثير من عشاق الكرة في مختلف ميولهم يبحثون ويهيمون في هذا "النصر" الذي يتمنونه لفرقهم، ولا غرابة ان يكون حاضرا ومشاهدا بين القرى والمحافظات والمدن والمناطق السعودية ومدينة اصفهان الايرانية حيث مكان مواجهة النصر مع ذوب آهن التي نأمل ان تنتهي سعودية نصراوية خالصة، ولا نظن ان ذلك ببعيد عندما تحضر العزيمة وتتجلى الروح ويظهر التصميم والارادة وتزيل رهبة المكان والزمان والظروف وتحل مكانها الثقة، وبالقدر الذي حزن الرياضيين السعوديين على مغادرة فريق سعودي للبطولة الاسيوية بعد نهاية مباراة الاتحاد والهلال بعدما كانوا يتمنون تأهل الفرق الاربعة السعودية الاربعة الى دور الثمانية فإن الامل كبير بالنصر وبروحه وارادة لاعبيه وعزيمة افراد البعثة كافة ان يمحو هذا الحزن بالانتقال الى "المربع" الاسيوي، فليس هناك مستحيل والفريق الايراني ليس باقوى من "فارس نجد" حتى يخشاه ممثلنا ويدخل المواجهة بضغط نفسي، الاداء الجماعي والاعتماد على الاداء من لمسة واحدة وامتصاص الحماس الجماهيري واندفاع لاعبي الفريق الايراني كفيل بأن يحول الكفة لصالح النصر وبالتالي الخروج منتصرا بحول الله.
اصفهان ستكون اليوم محظ انظار عشاق رياضة الوطن والغيورين عليها، هناك "شمس صفراء" تحرق اشعتها ويراها الجميع، هناك رجال قادرون على تحمل المسؤولية، وفريق تعودنا منه ان يظهر عندما تتكالب عليه الظروف، وتحاصره قوة المنافسين، هناك فريق يلقب "نصر العزيمة" وهو جدير بذلك، نثق بقدرة نجومه واجهزته الفنية والادارية على تجاوز ظروف غياب رئيسه والهزة المحلية التي تعرض لها في المسابقات السعودية، نجزم ان "فارس نجد" أهل لتحمل المسؤولية، اليوم سيكون معه كل غيور على سمعة رياضة بلده قلبا وقالبا، الجميع سيكونون حاضرين في اصفهان ليس من خلال التواجد، انما بافئدتهم واحساسهم وتشجيعهم وتفاعلهم خلف الشاشة، اليوم لن تنتهي المباراة الا ب "نصر" سعودي بإذن الله تعالى.
نعرف ان هناك ظروفا واجواء لا علاقة لها بقوة الفريق الخصم، وندرك ان هناك تخوفا جماهيريا واعلاميا عطفا على الاوضاع النصراوية التي تلت مواجهة الاتحاد في الدوري والخسارة 5-2، ولكن تجارب سابقة تقول ان "الاصايل لا تلحق الا تالي" والنصر من هذه الاصايل التي تعودنا منها ان تظهر بشخصية البطل عندما يكون التحدي، ربما يتعثر ويتوقف بعض الوقت ولكنه حتما لا يسقط ويستسلم للخصوم، اليوم لا ننتظر دموع الحزن وتأشيرة المغادرة من المنافسة ولكننا نترقب دموع الفرح الصفراء وقد انسابت من اعين عبدالغني ورفاقه انتشاء بتأهل نصرهم و"نصر السعودية" فخرا بعودته من هناك وقد كسر الظروف وهزم ذوب آهن وانتقل الى دور الثمانية بكل شموخ، النصر اليوم ليس ملكا لجماهيره وادارته واعضاء شرفه ولاعبيه وكل منتمٍ اليه، انما هو ملك لكل محب لرياضة هذا الوطن الكبير، معه نترقب "النصر" وفي حضرته نتطلع الى اعلان التأهل" وفي تاريخه وشموخه وقيمته نلمس روح التحدي التي نتوقع ان نشاهدها وان تكون هي القاسم المشترك والعامل الرئيسي في تجاوزه للفريق الايراني.
على الجانب الاخر فإن الامل كبير بنجوم "الليث" بتحطيم السد القطري والذهاب مع النصر وصاحب الكلمة في مواجهة الاتحاد والهلال الى دور الثمانية الاسيوي، ربما هناك من يقول لماذا التركيز على النصر والمرور سريعا فقط على الشباب الذي يستحق من الجميع المساندة والفرح معه، والجواب سيكون ان النصر يلعب بعيدا عن ارضه ووسط ظروف صعبة واجواء فيها من الاستفزاز الشيء الكثير، عكس الشباب الذي يلعب في الدوحة وكأنه في الرياض.