الهلال خائن و الديربي نصراوي
الهلال خائن و الديربي نصراوي
لا أدري لماذا كلما تبادر إلى ذهني خروج الفريق الهلالي من دوري أبطال آسيا بعد زخم إعلامي وموقف رسمي لم يسبق لهما مثيل
أجد نفسي حائرا في وصف ذلك الخروج مابين (قشتين ) قشة الغريق وقشة البعير مما يجعلني اتساءل هل تلك القشة التي يحلم الغريق ويتعلق بها هي نفس القشة التي قصمت ظهر البعير؟ ومن المذنب البعير الذي حمل القشة على ظهره ولم ينتبه إلى أن ظهره لم يعد يحتمل.. أم المذنب هو الغريق الذي خذلته السنين في تحقيق طموح شعبه الرياضي فراح يتمنى ويتعشم فلم يجد حرجا بأن يتعلق بقشه هو يعلم مسبقا بأن تعلقه بها لن يفعل له شيئا سوى أن يتسابقا معا إلى القاع ..أم أن القشة هي المذنبة في الحالتين فلولا ظهورها المفروض أمام الغريق لكان أكثر حرصا على التعلق بأمل ومنقذ حقيقي للكرة السعودية ..و لولا وجودها بالقرب من البعير لما وضعت على ظهره المثقل بالخيبة والحسرة لتنهار قواه ويخر مكسور الظهر.
أفهم وأتفهم كما يتفهم كل متابع رياضي بأن لعبة كرة القدم دائما ما تبدو كعملة ذات وجهين فوز وخسارة أفراح وأحزان و أن ما حدث للهلال من خيبة وحسرة في مواجهة فريق ذوب آهان الإيراني يعد من ضمن ثقافة كرة القدم في المواقف الحاسمة ولكن مالا أفهمه وأعجز أن أجد له تفسيرا هو إقحام الوطنية في الرياضة من المسئولين و الإعلام السعودي عند الفوز بينما يتم عزلها من قبلهم عن الرياضة في لحظة الخسارة والانكسار ..وإلا لماذا تم إيهام الشارع الرياضي السعودي أن فوز الهلال وتحقيقه للبطولة يجعله فريقا مخلصا ووطنيا ومن الواجب الوطني دعمه ومساندته ؟ و أين اختفي هذا المنطق البليد عند خسارته ؟ أولم يكن من الأولى تطبيق المعيار نفسه عند خذلان الوطن لنعتبر الهلال خائنا ومقصرا بحق الوطن!.. أولم نشاهد أداء باهت ومستوى هزيل وخطوط متباعدة لا تعكس مدى الحظوة التي نالها الهلال في كافة الأصعدة الرسمية والإعلامية والشعبية.! أوليس من الضروري محاسبة لاعبيه على تخاذلهم ومسئوليه على تقاعسهم و استهتارهم في تمثيل البلد !..
خلاصة القول خرجت الكرة السعودية من مولد البطولة الأسيوية للأندية بلا حمص وخالية الوفاض وستبكي على اللبن المسكوب طالما أن سحابة الصيف الطويلة لا تزال عالقة في الأفق بعد أن أثبت الهلال بأنه أسد علينا بمجاملة التحكيم واللجان وفي الحروب نعامة.
(الديربي نصراوي )
وبعيدا عن حروب النعامة نحن على الموعد مع الإثارة والندية في لقاء الديربي الذي سيجمع النصر بالهلال الأحد المقبل وعلى الرغم من أن كل المؤشرات ترمى إلى أن النصر يدخل اللقاء بوضعية أفضل من غريمه التقليدي الهلال إلا أن مواجهات الديربي دائما ما تخالف المنطق والمعطيات ..
صحيح أن الهلال يعيش ظروفا صعبة بعد ضياع حلم العالمية ولكن الحذر مطلوب أي أن الإدارة النصراوية إذ ما أرادت الفوز وضرب عدة عصافير بحجر كهزيمة الند التقليدي والحصول على ثلاث نقاط والعودة بفريقها للمنافسة على الدوري عليها تهيئة لاعبيها نفسيا للقاء دون إفراط أو تفريط فالعامل النفسي في مثل هذه المواجهات يلعب دورا مهما في ترجيح كفة فريق على الأخر..
وبتصوري أن النصر قادر على الظفر بالفوز إذا ما اختار المدرب الإيطالي ولتر زنقا التشكيل والنهج الأمثل للقاء بالاعتماد على البناء الدفاعي والانتقال بسلالة وهدوء من الأدوار الدفاعية للهجومية لأن الفريق الهلالي دائما ما يعاني أمام الدفاع المنظم ولأن لاعبوه دائما ما يبدون عاجزين أمام الدفاعات المحكمة عن إيجاد حلول فردية يصلون بها لمرمى الخصم من العمق والأطراف وهذا ما شاهدناه في المواجهة الأسيوية الأخيرة للهلال ..
شخصيا اؤمن بمقولة مصائب قوم عند قوم فوائد ومعها أتفاءل بعودة النصر للمنافسة على الدوري بداية من مواجهته مع الهلال خصوصا و أن كل الظروف أصبحت متهيئة للعالمي من أجل اللحاق بركب المقدمة فالاتحاد لم يعد هو الاتحاد الذي عرفناه في بداية الموسم والهلال من الطبيعي أن يعيش في حالة( توهان) بعد أن أضحت أحلامه بالعالمية صعبة وقوية
محمد البدراني
كاتب رياضي
ومسئول سبورت في جدة
|