ليلة القدر : هبة من الله لعباده
يحيي المسلمون ليلة القدر التي هي ليلة خير من الف شهر ، وفضل هذه الليلة المباركة عظيم ، وإحياؤها يكون بالصلاة، والقرآن الكريم ، والذكر، والاستغفار، والدعاء .
استاذ التفسير في الجامعة الاردنية الدكتور محمد المجالي قال ان ليلة القدر هي التي انزل فيها القران الكريم وهكذا جاء في القران الكريم ( انا انزلناه في ليلة القدر ) ولذلك فهي ليلة مباركة , وسنة النبي عليه الصلاة والسلام احياؤها بل احياء العشر الاواخر من الشهر الفضيل .
وقال ان نهج النبي عليه الصلاة والسلام كان اذا دخل العشر الاواخر ايقظ اهله واحيا ليله وشد مئزره ( كناية عن الجد في العبادة ) ، كل ذلك لادراك ليلة القدر .
واضاف , اما عن فضائلها فهي ليلة مباركة كما في سورة الدخان (انا انزلناه في ليلة مباركة) ،اضافة الى قوله سبحانه وتعالى عن فضلها ( فيها يفرق كل امر حكيم ) , وجاء في سورة القدر ( ليلة القدر خير من الف شهر ) اي ان العبادة فيها خير من الف شهر ، وهذه خاصة بأمة محمد صلى الله عليه وسلم .
واضاف : ان من فضلها ايضا ما جاء في سورة القدر (سلام هي حتى مطلع الفجر) ، بمعنى ان من ادرك ولو جزءا من الليل فهو حصّل فضلها ان شاء الله , ولكن ليس كمن احياها كلها , فمن هنا كانت المبادرة الى احيائها .
وقال الدكتور المجالي ان الملائكة تتنزل بل تضيق الارض بما رحبت من كثرة الملائكة وعلى راسهم جبريل عليه السلام ، لقوله تعالى ( تنزل الملائكة والروح فيها ) والنزول هنا لعبادة الله عز وجل ومن اجل الدعاء للمؤمنين .
واشار الى قول الرسول صلى الله عليه وسلم " من قام ليلة القدر ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه " , وان عائشة رضي الله عنها سألت الرسول الكريم : ماذا اقول في ليلة القدر ؟ فعلمها دعاء " قولي ، اللهم انك عفو كريم تحب العفو فاعفو عني " موضحا ان كلمة العفو هنا تعتبر بمثابة شهادة براءة كاملة من رب العالمين وتشمل مسح الذنوب كافة ، بل والعتق من النار .
مدير العلاقات العامة والتعاون الدولي في دائرة الإفتاء العام فضيلة الشيخ حسان ابو عرقوب قال : ليلة القدر أي ذات القدر العظيم , وان فضلها يكمن في مضاعفة الثواب والأجر ، مشيرا الى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه".
واضاف إن نزول القرآن الكريم في زمان بعينه يقتضي فضل ذلك الزمان , والضمير في قوله ( إنا انزلناه) للقرآن الكريم , لقوله تعالى " شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن " , لذلك كان ثواب العمل الصالح في ليلة القدر يعدل ثواب أكثر من ألف شهر من هذا العمل الصالح ، وذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم تقاصر أعمار أمته بالنسبة لأعمار من مضى من الأمم فأعطاه الله ليلة القدر .
وقال : عن عبادة بن الصامت قال خرج النبي صلى الله عليه وسلم ليخبرنا بليلة القدر (أي بتعيينها) فتلاحى رجلان من المسلمين(أي تنازعا وتخاصما) فقال "خرجت لأخبركم بليلة القدر فتلاحى فلان وفلان فرفعت(أي رفع تعيينها عن ذكري) وعسى أن يكون خيرا لكم فالتمسوها في التاسعة والسابعة والخامسة" رواه البخاري.
واضاف ان الحكمة من رفع تعيين ليلة القدر أنها لو عينت في ليلة بعينها حصل الاقتصار عليها، ففاتت العبادة في غيرها، ولعله المراد بقوله "عسى أن يكون خيرا لكم".
واشار الى انه في الحديث الشريف دليل على أن المخاصمة مذمومة وأنها سبب في العقوبة المعنوية أي حرمان الخير , لذلك كان لزاما على المسلمين أن يوحدوا كلمتهم ويجمعوا صفهم ، ويطردوا الشيطان من بينهم لينالوا بركة هذه الليلة.
أما وقتها فعن عائشة ، رضي الله عنها ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان" رواه البخاري.
وقال فضيلة الشيخ ابو عرقرب ان ليلة القدر منحصرة في رمضان المبارك ثم في العُشر الأخير منه ثم في أوتاره لا في ليلة منه بعينها وهذا هو الذي يدل عليه مجموع الأخبار الواردة فيها , وقد ورد لليلة القدر علامات أكثرها لا تظهر إلا بعد أن تمضي , ولكن أضرب لها مثالا ما رواه أبيّ بن كعب أن الشمس تطلع في صبيحتها لا شعاع لها, رواه مسلم.بترا
|