المدرب الوهمي
أ.د. محمد إبراهيم السقا
نشرت "الاقتصادية" تصريحا لمدير عام التدريب الأهلي عن أن المؤسسة تدرس مشروعات لنظام جديد لمنح التراخيص والاعتمادات للمدربين في مختلف المجالات، وذلك للحد من اتجاه بعض مراكز التدريب نحو منح تراخيص للمدربين في مقابل مبالغ مالية مرتفعة نظير تقديم برامج لإعداد المدرب غير معتمدة أساسا.
سوق التدريب من الأسواق التي تدار على نحو عشوائي، وحينما تقام آلاف الدورات التدريبية سنويا، فإن ذلك يعني أن قدرا هائلا من الإنفاق يتم تجنيبه للميزانيات السنوية للإنفاق على التدريب من جانب المؤسسات العامة والخاصة. عندما يتسرب هؤلاء المدربون الوهميون إلى سوق التدريب فإن جانبا من هذا الإنفاق يتحول إلى هدر، ومن ثم ضياع العائد الذي كان متوقعا من مثل هذا الإنفاق لو تم تقديم عملية التدريب على نحو سليم.
المدرب الوهمي هو نوع من الغش الذي ينبغي أن تتم محاربته، مثله مثل حامل الشهادة الوهمية، فبمقتضى هذه الدورات يتم تعيين شخص لأداء مهنة لا يملك مؤهلاتها، فيقع المتدربون ضحية لذلك، ويتدنى العائد المحقق من مثل هذه الدورات التدريبية على المستوى القومي، كذلك يحصل المتدربون على شهادات تدريبية في مجالات لم يتعلموا فيها شيئا، وهو نوع من الغش.
محاربة تراخيص التدريب غير المعتمدة خطوة ذات أهمية بالغة لضبط سوق التدريب في المملكة ورفع جودة العمليات التي تتم فيه، حتى يتم تقديم الدورات التدريبية على مستوى مهني مرتفع من جانب مدربين معتمدين يملكون مؤهلات تقديم مثل هذا النشاط.
جريدة الاقتصادية
|