بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 8180
|
تاريخ التسجيل : Nov 2012
|
أخر زيارة : 04-01-2014 (09:29 PM)
|
المشاركات :
905 [
+
] |
التقييم : 4503
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
مدخل:
" تتقلب الأجواء هذه السنوات كثيرا ، ربما لأني أحسها ، ربما لأني لم أعد أتقن إلا الشعور بتقلبات الجو ، تقلبات ترهقني منذ سنين ، أحس معها أن هناك عظاما هزيلة في طريقها إلى الرحيل .
أذكر السهرات البهلوانية التي كانت تميزني ، تميز أصدقائي ، ورفيقة دربي"
.
.
.
أشعة الشمس في هذا العام تغدو وكأنما ركبها الف شيطان رجيم قادمين من بلاد الشمس
درجة الحراره تفوق النخيل,,والحر طاغيه يظلم يفرد بسلطانه على مدينة الاحساء
بشكل رهيب ومخيف يبدو معه كل شئ حار الارض والاسفلت والبيوت والسيارات حتى ارواح الناس
قابله للاشتعال لاتطيق احتمالا
ركب مؤيد سيارته وما ان استقر بداخلها حتى لمح مظروف عليه شعار لاحد البنوك التي لايملك حساب لديها ,,كان المظروف مغلقا ودقق اكثر ليلحظ انه فتح قبل ان يعاد استخدامه ..وفجأه تذكر ذلك المظروف الذي وجده بذات الطريقه الاسبوع الماضي ولم يهتم له وقتها
أين وضعته يامؤيد,,اين..؟
آه تذكرت ,,
والتفت الى المقعد الخلفي يقلب بالاوراق حتى وجده وكان يحمل شعار شركة دعاية واعلان
كان التساؤل يسيطر عليه ,,تواجد هذان المظروفان بهذه الطريقه يعني انهما ليسا مظروفان طبيعيان
ثم كيف وصلا الى داخل سيارته والابواب مقفله,,واتاه الجواب حين لمح نافذة سيارته مفتوحه قليلا
كان قد تركها هكذا ليسمح بخروج الحراره من سيارته قليلا اثناء توقفها
-أها هكذا اذا,,
فتح مظروف شركة الدعايه والاعلان ليطالعه طرف الورقه وحينها تأكد ان المظروف يخفي امرا
فالورقه قد طويت عدة مرات
فض الورقه على عجل والانفعال يقلب رأسه وحاجباه منعقدان كانت مكتوبه بخط يد جميل منمم وقلم احمر,,بدا ان صاحبه يرتب افكاره قبل ان يرتب كلماته,,وقرأ بصوت مرتفع ...
"غريب,,غريب ان ابحث عنك وانا لا اعرفك,,غريب ان اشتاق اليك وانا لم اجلس اليك يوما,,غريب
كيف تعني لي الكثير وانا لا اعرف عنك الا القليل,,
كيف تفسر؟؟..
ان يشرق يومي بمجرد ان اسمع اسمك او المح طيفك ,,كان لابد تصلك كلماتي فالنظر ماعاد يكفي شغفي وامل ان لاتكون كلماتي هذه اخر ماكتبه اليك
تقبل تحياتي واعجابي بما اسميه الوسامه المجسمه في شخصك الرائع"
التوقيع:a
لم يفكر مؤيد بأي كلمه من كلمات الرساله لانه فتح المظروف الاخر وكان قد كتب بنفس الخط واللون الاحمر كأنهماكتبا مع بعضهما
"ربما تظن ان هذه مزحه او احد يريد اللعب باعصابك,,صدقني لم اقصد مضايقتك ولكني بحاجه ماسه
لان احادثك واتواصل معك وارغب بان نكون اصدقاء ولكن قبل ذلك لدي شرطان ان وافقت على الصداقه وان لم توافق فلنتوقف قبل ان نبدأ
الاول ان لاتحاول معرفة من اكون ولدي اسبابي لاشترط شرطا كهذا ولاني اعتمد بعد الله بكلمة شرف منك
ثانيا عدني ان تكون علاقتنا صداقه بحته فلا تتحول مع الوقت لشئ اخر فقط نكون اصدقاء
اعتبرها كعمل خيري وكأنك تساعد محتاجا
واني اعدك ان لك الحريه ان تنسحب متى مااردت ذلك
واظنك علمت انني استطيع الوصول الى سيارتك
لذا فاني انتظر ردك بذات الطريقه
فاذا كان القبول منك فاعلمني والا اعد الي الرسائل بذات المظروف ولن تصلك مني اي رسائل بعد ذلك"
التوقيع:a
أمسك مؤيد الورقتين واخذ يعيد قرائتهما مره واخرى وثلاث ونسي الى اين كان ينوي الذهاب عند خروجه من المنزل
اخذ يفكر حتى افكاره لم تكن مرتبه هي الاخرى
كان يفكر في هوية صاحبة الرسائل,,ان الانوثه تفوح من كلماتها
ثم عاد يفكر,,من تكون؟؟ ولماذا هو بالذات؟؟
ايقبل صداقتها؟؟ام يعلن الانسحاب؟؟
وهو يحس الصدق بكلماتها ولكن ذلك ليس كافيا
وحينا قلب الورقتين وقرا كلماتها"اعتبرها كعمل خيري اوكأنما تساعد محتاجا"
اسند رأسه الى المقعد ونظر الى عينيه بالمرآه قبل ان يضع منظاره الشمسي عليها
وفكر في نفسه وقال لم هذا التردد وكانك في احدى قرارات الامم المتحده
الم تخبرك بانك تملك حق الانسحاب متى ماردت لما لا توافق اذا..
ومادامه وصل تفكيره الى هذه النقطه فذلك يعني انه وافق
ولم يكن يعلم شأنه دائما ان هذه الموافقه ستصل به امرا لن يخطر على باله حتى في احلامه
وحده الله يعلم الى اي مدى ستصل لذا فليوافق..
وليدعو ربه ان يكون فيما فعل الصواب,,
.
.
.
.
.
كان مؤيد قد اطلع رفيقه عادل على احداثه مع صاحبة المكتوب او كما اسماها هو السيده م
-هذا مكتوب جديد منها,,لم ينتظر عادل رفيقه مؤيد حتى يعطيه له اختطفه من يده وقال:
-وبنفس اللون الاحمر هي اما مجنونه او تحبك..
واستاذن صاحبه ليقرأ
"أولا لست سيده بل انسه,,وكما توقعت خطك جميل ,,ولا استطيع ان اصف سعادتي بردك بل حتى اني
فوجئت من نفسي فلقد ولدت مع حظ تعيس يرافقني لم اتوقع ان تبتسم الحياة لي
وكيف علمت انني اعشق الكندر حين كتبت لي "صباحك كندر"..؟!
كنت اظن انني من النوع المتشائم الا ان قرأت رسالتك لأرى انك تفوقني بأشواط لست متشائا فحسب
بل ليس للتفاؤل في قاموسك مكان..
ثم حين قلت"ولتعلمي انني ليس بمزاج جيد يسمح لي باحتمال اللهو واللعب باعصابي ثم تقول من
يدري ايتها المجهوله من منا يحتاج للساعدة.؟؟
عباراتك تجعلني اتسائل؟؟اي دنيا فعلت بك هذا..؟
ثم انه لاداعي ان تشكر احساسي تجاهك فأنا متأكده انك أهل له ياعزيزي مؤيد"
هنا ارتفع صوت عادل بالضحك وهو ينظر الى مؤيد
-وتعرف اسمك ايضا؟؟.
-بالتأكيد تعرف اسمي,,فمن يعرف اين اسكن ومكان سيارتي سيكون اقل مايعرفه اسمي
قال عادل بغض النظر عن طريقتها ورسائلها دعنا تفكر من تكون؟؟..
ثم سكت مؤيد وساد الصمت المكان لبضع دقائق بدا على مؤيد ان رحل بفكره الى ماض ليس ببعيد
-تذكرتها يامؤيد اليس كذلك؟؟
لم يغير هذا الاخير في جلسته شيئا واجاب:بلى
احترم عادل صمت رفيقه فصمت هو الاخر
-نفس المكان ياعادل أتذكر يوم كنت احكي لك عنها..عن رسائلها واشعارها..وغرامي بها
لقد رحلت ياعادل رحلت وتركتني
ثم عاد ليصمت من جديد
كانت لدى عادل رغبه ان يجعل رفيقه يحكي مابداخله ولكن ايضا يعرف الأمر ليس بهذه السهوله
ف مؤيد ليس من النوع الذي يحكي الا اذا اراد ذلك
لكن عادل لم يمنع نفسه من سؤال رفيقه..
_ايصلك شئ من اخبارها
قاطعه مؤيد كالسيف
-ابدا
-ولا عن طريق اختك
-ولا عن طريق اختي بل اني طلبت منها ان لاتنقل الي شيئا من اخبارها
خصوصا بعد ماعلمت انها كانت ترفض فكرة الزواج الا بعد اصرار ابيها لتشترط حينها ان من يتقدم
لخطبتها سيسافر بها الى خارج السعوديه
وحين سالتها اختي لماذا ..قالت لا اريد ان اعيش بأرض يعيش معي فيها"مؤيد"دون ان ارتبط به
فلأذهب الى اخر الدنيا
-ابتسم عادل حينها ولم تنبس شفاته بحرف واحد ولم يزد على ان ابتسم بركن فمه ابتسامة شفقه
وحنان على رفيقه
.
.
.
السيده"م" كما يلقبها مؤيد اصبحت تحتل جزء غير بسيط من حياته كان ينتظر كلماتها ومكاتيبها
وكانت تتعدد طرقها في ايصال رسائلها
لايدري لكنه احس ان هذه المجهوله تحمل روحا شفافه وقلبا ورقيا,,كلماتها وحروفها,,حكمها على الاشياء,,اتفاقهما على امور لم يجد من يوافقه عليها سوى هي ومكاتيبها
كتبت له ذات مره"ماأسعد الذين رحلوا ياصديقي,أخذوا القطار الاول ورحلوا,,ماأسعدهم وماأشقانا
امام كل نشرة اخبار"
ليسطر لها فلسفة الامر من وجهة تفكيره"فعلا الانتظار والبقاء بعد ان يرحل من يحب قاتلان"
لم يفكر في شكلها وهيئتها او اين تسكن المهم ان تصله كلماتها
ولكن اخر مكتوب وصله منها لم يعجبه ابدا منذ ان تسلمه لم يفارق جيبه قراه كثيرا وحين لايقراه
كان يفكر في مضمونه,,تخلت عن اللون الاحمر هذه المره وكتبت بالرصاص:
"مازالت الحياة امامك يامؤيد,,ومازالت هناك اشياء تنتظرك لتختبرها لاول مره,مازالت هناك اشياء
لم تمر عليك,,مرتب عملك,,فرحة زواجك,,اول مولود وشعور الأبوه,,وفرحتك بالحفيد,,
أرأيت..مازالت الحياة امامك,,لحظات كهذه هي ماتجعل الحياة تستحق عيشها
تخيل انك تنام الليله وانت تعلم انك لن تصمد الى ان يمر عليك شعور جديد او امل او ترقب لحياتك
فما فائدة الاستيقاظ ليوم جديد اذا لم يكن هناك أمل
بشكل او باخر المجهول هو مايبقيك حيا والمجهول الاكثر سحرا حين لاتعلم كيف ستكون نهايتك
كيف ستنتهي رحلتك..من يعلم هذا الشئ بالذات هو ميت منذ اللحظة التي علم بها..؟!
ربما تسأل نفسك:ماذا اصابها.؟؟لكن بصفتي صديقتك عليك ان تسمع تفاهاتي
ودمت يامؤيد"
a
هذه السطور ابدا ليست تفاهات وراء كلماتها شئ ارادت ان يفهمه
اي امر تريد ان توصله الى "مؤيد"
.
.
.
-أتصدق اظن ان الدنيا ستكتفي مني بهذا القدر فليس لديها ماتفعله معي بعد
قالها مؤيد مازحا لرفيقه عادل
ولم يكن يعلم وهو يمارزح رفيقه ان الدنيا تستمع اليه وهي تسند ظهرها الى عمود اناره قديم متدثره
برداء من السواد كالذي يرتديه الموت
فلا يكاد ينهي حديثه الا وتبسمت الدنيا بفم مشئوم ثم سارت تتسربل بظلام الليل بخطى واثقه شأن من
خطط امرا ولم يتبقى سوى تنفيذه
وبالفعل..
............
توفت ابنتهم
انا لله وانا اليه راجعون
تكدر مؤيد ثم سأل أمه :أيهن؟؟اتلك هي المريضه بالسرطان.؟؟
-نعم لقد ازدادت حالتها سواء في الايام الاخيره وادخلت المستشفى الى ان توفت ظهر اليوم
لقد اخبروا اباك ان الصلاة عليها غدا لتاخر اجراءت المستشفى لذا بعد صلاة العشاء اذهب وقدم واجب
العزاء واسألهم ان كانوا يحتاجون شيئا..
وبالفعل ما ان انهى مؤيد صلاة العشا حتى توجه الى منزل جارهم وقدم واجب العزاء ودعى الله ان
يغفر لها ويصبرهم بمصابهم ثم خرج
-مؤيد
التفت وراءه ليجد من يناديه طفل لم يتجاوز العاشره كان احد ابناء جاره عرفه لتردده باللعب مع اخوته
-اهلا احمد
ثم استقبله بان احتضنه وبكى عندما راى الدموع في عينيه فليس اصدق من حزن الأطفال ودموعهم
كان احمد يبكي الا انه استجمع الكلام في فمه ليقول:
-انت مؤيد اليس كذلك؟؟
_بلى
-لحظه اذن..وعاد الطفل ومعه صندوق وضعه امام مؤيد
-ماهذا ياأحمد؟؟.
- لا اعلم
واختفى الطفل بسرعه
حمله مؤيد ولم يجده ثقيلا وتسائل ماذا ياترى يكون بداخله؟؟!!
.
.
.
ماأن وصل مؤيد الى منزله حتى سارع بفك الشريط اللاصق حول الصندوق الورقي الذي تسلمه منذ
قليل الذي يصلح أن يكون "صندوق بندورا"الذي حبس به الاغريق الآم البشر وشرورهم ومصائبهم
فصندوق يسلم بمثل هذه الطريقه وفي وقت عزاء فعلا يصلح ان يحمل ذلك الاسم
لم يكن لديه ادنى فكره عما يحوي الصندوق لذا فتحه على عجل ليطالع اولا مظروفا كبيرا يغطي سطح
الصندوق,,رفعه مترددا..
لكن من من؟؟
واي شئ كتب فيها؟؟
ثم ماهذه المتعلقات؟؟
فكر وهو يحك ذقنه..
ألا ترى يامؤيد أن المكاتيب اصبحت ظاهرة هذه الأيام؟!!
لكنه لم يعلم حين أعاد المظروف وتوجه الى غرفته لفتحه من هو صاحبها والا لكان عليه ان يعيد
النظر في اشياء كثيره,,في الدنيا,,في الموت وخصوصا موت ابنة جيرانهم..
ولعلم ان جميع الاحداث من حوله لم تكن موجهه الا لروح واحده وانسان واحد,,,
.
.
.
"الى مؤيد..
كذا عرفتك وهكذا قدمتك الي,,لاعلم من اين ابدأ ولكني سأكتب وحسب,,سأحاول أن أوصل الأمانه
التي حملتها لي وأطرح عن ظهري حملا أشفقت أن لا أحمله,,لك يامؤيد سأحكي كل شئ
هذه المتعلقات جميعها منها,,نعم من "افراح" صديقتك أو السيده "م"كما أسميتها أنت
بدايه دعني أتحدث لك عنها يامؤيد لقد صنعت في عالمها معجزه لم نقدر جميعنا على فعلها وأحييت
فيها الروح بعد الفناء وزرعت على وجهها البسمة بعد قحط طويل وجعلتها تعشق الأيام التي جمعتها بك
"أفراح" التي لم تحمل من اسمها نصيبا يساعدها على الحياة المؤلمه هنا وعلى هذه الورقات سأحكي
لك ماخبأته عنك..
أول الاشياء انها احبتك..
نعم لاتستغرب ,,وتقول اي حب يأتي من مراسلات,,ولكني اقول الحقيقه لقد وجدت فيك امورا لم تجدها
في غيرك ثم لاتحسب ان حبها لك بدأ مع مكاتيبها لقد احبتك من زمن وتعرف عنك كل شئ حتى امر
انفصالك عن حبيبتك ..
تسألني أنى لها تلك المعرفه؟؟..
لقد تتبعت اخبارك وحين علمت بخبر انفصالك تجرأت بمراسلتك كانت لاتعلم الى اين ستؤول تلك الفتره
كانت تكتب لك وتنتظر ردك,,تخترع الطرق لايصال مكاتيبها,,تناجي كلماتك كل ليله,,,
"مؤيد"
سأجيبك عن تساؤل اظنه الان يدق ناقوسه برأسك..
كيف اخبرك أنها تحبك وهي التي رفضت ان تأتي بحرف واحد معك عن الحب؟؟.!!
لقد أرادت أن يكون حبها من طرف واحد وأن لاتعلمه ولكن لماذا ستعل بنهاية رسالتي..
المتعلقات التي بالصندوق ستجد فيها رسائلكم,,ساعة يدك,,قلم حبرك,,وزجاجة عطرك المفضل
-أمي الا تعلمين اين ساعتي..
ّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّ
- لاأدري أي اشباح تعشق العطور كي تختفي زجاجة عطري..!!
رمى مؤيد الرساله جانبا وأتجه الى الصندوق,,
بالفعل هاهي ساعتي,,قلمي,,وزجاجة عطري,,ووجد اشياء كثيره تخصه كان قد نسي انه افتقدها
لكن ماهذا؟؟..
بطانيه صغيره جدا من ذلك النوع الذي يتلحف به الأطفال يفوح القدم من اطرافها الممزقه رفعها لتسقط
منها ورقه صغيره كتب عليها "أحبك"بنفس الخط الذي كان يجده بتلك المكاتيب ,,ثم عاد الى الرساله,,
ستجد أيضا يامؤيد اشياء تخصها ,,بطانية اطفال قديمه جدا انها بطانيتها منذ ان كانت طفله لم تفارقها
الى ان وضعتها انا بين يديك في هذا الصندوق كانت تنام وهي تحتضنها ويجن جنونها لو علمت ان احدا
اخذها او فكر بغسلها واما قد حدث ماحدث كانت رغبتها ان اضعها بالصندوق
وستجد ايضا ورقه صغيره كتب عليها "أحبك"هذه الكلمه مكتوبه بدمها نعم يامؤيد لقد أصابتني الدهشه
وهي تخبرني انها يوم ان كانت بالمستشفى لاجراء الفحوصات وللصداقة المنعقدة بينها وبين الممرضه
طلبت منها أن تسحب لها عينة من دمها وبعدها كتبت لك به انها تحبك لتعلم ان الشعور خرج من اعماقها
كانت امنية أفراح ان يصلك هذا المكتوب بحكم أني الوحيدة التي تعلم بأمرها معك وكان لديها طلب اخر
اليك,, أرادت منك أن تقوم بحرق كل محتويات الصندوق لم أفهم طلبها ولكنه يظل طلبا اخيرا لها,,
-مستحيل واذا احرقتها بماذا سأحتفظ اذا؟؟!!
لقد اخبرتني بأنها واثقه أنك ستلبيه حتى ولو على حساب مشاعرك,,لقد تغيبت عنك لفتره لكن اقسم لك
أنك ماغبت عنها غمضة عين أقعدها المرض وحطم لها ماتبقى من جسدها وروحها المنهكتين كان من
حولها يرونها ويقطع الألم افئدتهم,,تخيل حتى اخوتها الصغار كانوا يشاركونها حبك فيقومون بارسال مكاتبيكم وجلب اغراضك من غرفتك عندما كانوا يأتون للعب مع اخوتك..
بقي هناك أمرا أخيرا...
كانت "أفراح" هي من أتيت بالتعزية فيها قبل قليل,,,
نعم لقد رحلت عنا عصر اليوم وغيبها الموت عنا وعنك ارتحلت
-لا مستحيل
بدأت الدموع التي تجمعت في عينيه من بداية قرائته المكتوب تتفجر ويحس بدفئها على وجنتيه
حبات الدمع اختلطت معه بالكلمات فلم يعد يميز لا المكان ولا الاوراق والموجودات,,كانت الأوراق
تهتز بين يديه وكأنها في مهب ريح صرصر عاتيه,,لذا حاول أن يتمالك نفسه ويثبت الأوراق بين
يديه فظهرت له كلمات الكتوب من جديد
"مؤيد"
أحسن الله عزائنا فيها ورحمها رحمه واسعه وعوضها بجنان الخلد
لقد أتيت للتعزية في ابنة جيرانكم المريضه بالسرطان ولم تكن تعلم من هي هذه الغريبه
أما الآن فتعزيتك كانت في "أفراح" أو السيده "م"كما أسميتها أنت
التي أحبتك وأخفت عنك ذلك لعلمها بأن رحيلها محتمل بين صبح وليل
كما كانت تكتب لك دائما دمت بخير
ابنة خالتها ,,منال"
-انتهت كلمات المكتوب لتنتهي معها طاقة احتمال مؤيد فتساقطت الأوراق من بين يديه على أرضية
غرفته وبقي في مكانه لم يتحرك لذا اسند رأسه على حافة السرير وأخذ يفكر
لحظة كهذه اقسى من أن تحدث يامؤيد,,
كانت دموعه وانفاسه اللاهثه تحاولان اللحاق بجنون مشاعره
أفكاره مشوشه,,وعقله يهوى به التفكير في قاع من الذهول سحيق,,
البطانيه,,احبك,,العطر,,الساعه
فأفراح ورسائلها ومتعلقاتها كانت تشكل جزاء جميلا بحياته بالرغم من قصر فترة كل تلك الأشياء
فكيف بالله عليك ياأفراح تطلبي منه أن يهملها وهو الذي يعقد صداقه حتى مع الجمادات,
الأمر بالنسبة اليه صعب جدا لولا تلك الفكرة التي خطرت بباله والتي ستجمع بين تنفيذ طلبها والابقاء
على جميع تلك الأشياء تغدوا على عينيه غدوا وعشيا ..ويوم تقوم الذكرى سيأتي حينها,,,
قام بحرق مقتنياتها والاحتفاظ برمادها,,
اي قلب تحمل بين جنبيك أنت يامؤيد؟؟!!
.
.
.
.
مخرج:
بعد ان كتبت تلك القصه بدأت أتحسس الموت وهو يدهس أطرافي
الموت وان كتب باللون الأبيض سيبقى أسودا سرمديا خصوصا عندما يغيب من نحب
الموت هو أيضا سيموت في الحلقه الأخيره من الدنيا
لاتشتهوا الموت احبائي فهو قطعه من الجحيم
كبرياء نصراويه |
|