لماذا يخسر نجوم الرياضة ثرواتهم؟
ما الأمر المشترك الذي يجمع بين كل من: لاعب كرة البيسبول كيرت شيلينغ، والملاكم مايك تايسون ولاعب كرة القدم بيرني كوسار ولاعب كرة السلة ألن إيفيرسون؟ بالإضافة إلى كونهم رياضيين مرموقين ونجوم، يبقى القاسم المشترك بينهم جميعاً هو أنهم جمعوا ثروات هائلة ثم فقدوها. وهم ليسوا وحدهم بهذا المصير، إذ إن العديد من الرياضيين غيرهم، جمعوا ملايين الدولارات من عقودهم وتجاراتهم لتتلاشى ثرواتهم بعد ذلك إلى غير رجعة.
تقول هانا شو غروف، خبيرة الثروات ومؤلفة كتاب (الشهرة والثروة: تضخيم ثروة المشاهير): "أجرينا بحثاً مكثفاً على نخبة من الرياضيين، لنفهم طبيعة قضاياهم المالية الغريبة من نوعها. فوجدنا أن هناك 3 أسباب رئيسة، لتفسير هذا التحول المالي المفاجئ لديهم، وهي: الإسراف في الإنفاق، والنصائح المالية الخاطئة أو الاستغلالية، أو كلاهما معاً."
غير أن السبب المثير للعجب أكثر من غيره، هو الإسراف في الإنفاق؛ فالثروة التي تبدو كأنها مصدر لا ينضب من المال، يرافقها غرور مبالغ به تجاه الرغبة في الاستمتاع بالحياة إلى أقصى درجة، كالإفراط في الإنفاق على السيارات والمجوهرات والمنازل، وغيرها من مظاهر الترف الباهظة. لكن الإسراف في حد ذاته ليس هو وحده السبب الرئيس وراء خسارة معظم الرياضيين المحترفين كمية هائلة من ثرواتهم.
فالأسباب الأخرى لها وزنها أيضاً. يقول روبرت رايولا، الذي يعمل في سلطة الضرائب والتخطيط المتقدم الدولية، في شركة المحاسبة (أوكونور دايفيس- O’Connor Davies): "نستغرق كثيراً من الوقت والجهد لمساعدة الرياضيين على تصويب أخطائهم المالية، وإعادتهم إلى المسار الصحيح: الاستقرار المادي وتضخيم الثروة."
ويضيف رايولا، المعروف باسم "رجل ضرائب الرياضيين"، والمتابع على تويتر من قبل 34 ألف شخص، قائلاً: "النصيحة السيئة تنذر بالعديد من المشكلات المالية التي تصيب الرياضيين، فالناصح في غالب الأمر، ليس لديه الخبرة والمعرفة الكافية. وفي أحيان أخرى نجد أن الاستشارة المالية السيئة، كانت متعمدة لصالح من قدمها وليس الرياضي.
ومن الطبيعي أن نجد العديد من الرياضيين وعائلاتهم لا يتمتعون بالخبرة أو الوسائل الكافية لتقييم الخبراء الماليين، لهذا هناك العديد من المستشارين الماليين يستغلون ذلك، ويسعون إلى تضليل عملائهم لتحقيق مصالحهم الشخصية."
ومثال ذلك: الحصول على تأمين الحياة، وهو من المجالات التي يتعرض فيها الرياضيون إلى الاحتيال. يقول رايولا مؤكداً: "بينما يؤدي التأمين على الحياة دوراً مهماً في خلق مستقبل مالي مضمون للرياضي وعائلته، يجب أن تتطابق وثائق التأمين مع طبيعة الاحتياجات والحالة.
فنحن نجد في كثير من الأحيان أن عملاءنا دفعوا مبالغ طائلة مقابل هذا التأمين، في حين أننا قادرون على تحقيق ذلك لهم مقابل مبالغ أقل بكثير، عبر العلاقات الاستراتيجية."
أما السبب الـ3 وراء فقدانهم ثرواتهم، وهو اجتماع السببين السابقين في الوقت نفسه، فتقول غروف بشأنه: "ما عدا المخدرات وغيرها من أشكال الإدمان الأخرى، هناك العديد من الطرق لاستغلال نجوم الرياضة الذين يملكون عقوداً مربحة، لإخراجهم عن المسار الصحيح.
فالحاشية الشخصية والوكلاء الطماعون ومديرو الأعمال، من الأسباب المهمة الأخرى التي قد تقلل من مقدار الثروة، لاسيما عندما يبدأ هؤلاء باقتراح فرص استثمارية. ومع كل قصة نجاح هناك آلاف النهايات الحزينة التي كان من الممكن تجنبها بقليل من الحذر فقط."
وبعيداً عن مخططات الاستثمار الطائش، تضيف: "معظم الرياضيين غير مستعدين للتهم الجنائية والمدنية، وغير محميين منها، وهي من الأمور التي ستصاحبهم مدى حياتهم.
لكن مع قليل من الخبرة في التخطيط المتقدم، ووجود فريق موثوق من المحاميين والمحاسبين، سيتمكن معظم الرياضيين من تجنب الفوضى، والقضايا المكلفة، وحالات الطلاق التي تدمر الشخصيات العامة."
|