يكاد يتفق الجميع على أن مباريات الديربي لا تخضع للمقاييس الفنية في جميع أنحاء العالم، و هذا الكلام فيه من الصحة الشيء الكثير، بيد أن ديربي الرياض يتميز بميزة أخرى تضاف لما سبق، و هي أن السيطرة دائماً ما تئول للفريق الواقع تحت ضغط أكثر. دائماً ما يتميز الفريق التائه و صاحب الظروف الأصعب بل و يتفوق فنياً و غالباً يكسب النتيجة. حتى في السنوات الماضية التي كان النصر فيها يعاني فنياً و كان يخسر من الهلال، كان يسيطر على المباراة و يتفوق على نفسه و على خصمه، بشهادة المحايدين و دائما ما يخسر النصر تلك اللقاءات بصافرة حكم، أو بخطأ مدافع، أو بضربة حظ!. و هذا ما حدا بالإعلام الهلالي بأن يقوم بترشيح النصر للفوز على الهلال قبل كل مباراة بينهما منذ أكثر من خمسة مواسم و مهما كانت ظروف الفريقين، و يصور النصر و كأنه قادر على التهام الهلال بسهولة، ليسقط النصر في المباراة.
ربما يعتبر الأخوة الهلاليون كلامي هذا من باب التخدير – كعادتهم – فهم يعتبرون من ينتقد فريقهم حاقد و من يمدحهم مخدر!!.
نعود لظروف الفريقين: النصر أفضل حالا من الهلال و لو بشكل نسبي، فالفريق و جماهيره قد بدءوا بفقد الثقة بالمدرب (المخترع) و السهلاوي لم يجهز بعد بالشكل الكامل و الفريق لازال (حبة فوق و حبة تحت) و المصيبة إصابة أفضل لاعبي الدفاع برناوي و غيابه عن المباراة، و الذي لا يوجد له بديل سوى الخيبري!! و هذه هي الزاوية التي دائما ما ينفذ منها الهلاليون و خصوصا ويلي الذي بالتأكيد سيفرح بغياب برناوي و يذبح ( أربعة قعدان ).
أما الهلال فرغم ظروفه الفنية و النفسية إلا أنه سيكون أكثر رغبة في الفوز بالديربي لعدة اعتبارات أهمها الإصرار على مسح أحزان جماهيره، و ثانيها: أن الاتحاد المتصدر قد فقد أربع نقاط هامة في الأسبوعين الماضيين مما جعل الفرصة كبيرة للهلال للإمساك بالصدارة. و أهم من ذلك. أن الكهول و المصابين سيعودون غزلاناً يحرثون الملاعب، ستشاهدون (الجد) ويلهامسون يسابق الريح. و العم حسن العتيبي (يطامر) في أرجاء الملعب. و هذه من بركات لجنة المنشطات النائمة.
أراهن على أن التفوق الميداني سيكون للهلال خصوصا في الشوط الأول، تحدوه رغبة جامحة لتسجيل هدف أو أكثر، أما إن تقدم النصر، أو انتهى الشوط الأول سلبياً، فالطريق ستكون مفروشة للأزرق للتقهقر للمركز الثامن.
نقاط للتأمل :
- غياب ياسر غير مؤثر لوجود بديلين له في الفريق، و حتما لا يقارن بغياب رادوي أو هوساوي أو حتى حسن العتيبي! لو غابوا عن المباراة.
- إن سلم النصر من اختراعات مدربه، و هدف هلالي في النصف ساعة الأولى، فحتما سيكون الفوز حليفه و بفارق هدفين على الأقل.
- الإعلام النصراوي بدأ يجهز للإحتفال بالفوز، و هذا بالضبط ما وقع فيه إعلام الهلال بعد مباراة أصفهان الأولى. نخشى أن ينعكس ذلك على أداء الفريق.
- إعلام الهلال ترك الحديث عن مباراة الإياب و عن النهائي و راح يتحدث عن كأس العالم، و كثير منهم قالوا: لن نفرح بالخسائر مثل النصراويين، و لن نرضى بأقل من البطولة أو الوصيف!!
- هل يتنازل الهلاليون عن كبرياءهم و فوقيّتهم بعد أن استعصى عليهم كأس العالم، و ينصبون فيصل بن عبدالرحمن رئيساً، و لا بأس بمفاوضة الهريفي ليستلم شارة القيادة، و هما من قادا النصر للبطولة العالمي، أم يواصلون المكابرة لعشر سنوات أخرى؟
مع يقيني بأن فهد الهريفي لن يوافق على ارتداء شعار الهلال ولو بمائة مليون!!
- سيغضب مني النصراويون بعد هذا المقال، بحكم أنهم يحبون التفاؤل و يكرهون التشاؤم، و لكن ليعلموا أن التشاؤم أفضل بكثير من خسارة النصر و هو الأفضل فنياً و بمسببات تافهة، يجيد استخدامها إعلاميو الهلال و أجادوا في تطبيقها لسنوات.
ظافرالودعاني
كاتب رياضي في صحيفة سبورت