فوضى المدرجات ليست أزمة سعودية فقط
لم تعتد جماهير كرة القدم السعودية على أنظمة تحكم تقسيم المدرجات بين جماهير المضيف والضيف، وتُرِك هذا الأمر لاتحاد اللعبة، الذي يقرر حصة كل نادٍ من مقاعد المتفرجين قبل كل مباراة، سواء كانت دورية أو في بطولة إقصائية، ووصولاً إلى المباريات النهائية.
وليس ببعيد، منح الاتحاد السعودي جماهير الشباب 30% من مدرجات ملعب الملك فهد الدولي في مباراة النصر بكأس السوبر، فيما على ذات الملعب، وتحديداً مطلع 2012 قرر اتحاد كرة القدم فتح المدرجات بالكامل لجماهير الهلال والاتفاق في نهائي كأس ولي العهد.
وبسبب غياب النظام الذي يحكم مثل هذه الحالات، واجه فريقا الأهلي والاتحاد مشكلة كبيرة قبل مباراتيهما في نصف نهائي دوري أبطال آسيا 2012، بسبب منح الضيف 8% فقط من المدرجات، وهو الأمر الذي واجه أنصار الهلال مساء الثلاثاء الماضي، في استاد الشيخ حمد بن جاسم بنادي السد وتحديد حضورهم بـ8% فقط، قبل زيادتها لاحقاً بسبب عدد الجماهير الغفيرة التي انتظرت خارج البوابات طمعاً بالدخول.
أوروبياً، لا يوجد أفضل من فرنسا وألمانيا بتطبيق النظام الذي يقرر منح الضيف 5% من مجموع المقاعد، وسواء كانت المباراة في الدوري أو الكأس، أو أي بطولة تنطوي تحت لواء الاتحادين، فيما تملك إنجلترا أنظمة دقيقة لكن بعض الأندية لا تتقيد بها، وربما يتم تغييرها دون سابق إنذار.
فالنظام الانجليزي يمنح الضيوف بين 5-7% من المقاعد، أو 3 آلاف مقعد، و15% من المقاعد ببطولة كأس الاتحاد الإنجليزي، لكن ذلك لا يطبق دوماً، فنادي بيرنلي الصاعد حديثاً يحدد 2400 مقعد للزوار، فيما ترفض بعض الأندية الانجليزية بيع التذاكر لجماهير الفريق لضيف، وتحدد ذلك بشروط معينة مثل حملة التذاكر الموسمية، أو الجماهير التي تحضر دوماً في الملاعب الأخرى لمساندة فريقها.
وسبق لأرسنال أن خفض نسبة المقاعد المستحقة لجماهير توتنهام، غريمه الأزلي، ببطولة كأس الاتحاد الإنجليزي بنسبة 5%، في شهر ديسمبر الماضي ضمن مباريات ربع نهائي البطولة، وهو ما أثار ضجة بين أنصار توتنهام الذين طالبوا بمعاقبة المضيف، لكن ذلك لم يحدث.
وفي اليونان، لا يمكن لجماهير الفريق الضيف الحضور إلى ملعب المباراة للوقوف بجانب فريقها إلا بعد استيفاء شروط معينة، مثل أن يقوم الفريق المضيف بإبلاغ مركز للشرطة المحلية برغبته استقبال الزوار، وكذلك الحصول على موافقة اتحاد كرة القدم.
أما الإسبان، وبالرغم من تطور كرة القدم الهائل في ملاعبهم، فإن الجماهير الزائرة تخضع لأهواء الفريق المضيف، ففي الموسم الماضي رد برشلونة على احتجاز أمن ملعب فيسينتي كالديرون، معقل أتلتيكو مدريد، لجماهير النادي الكتالوني مدة 25 دقيقة في إياب ربع نهائي دوري أبطال اوروبا، بمنح جماهير الفريق العاصمي 447 تذكرة فقط، من أصل 98 ألف مقعد متاح لجماهير المضيف، وذلك بالجولة الأخيرة من الدوري الإسباني، وقبلها أعطى أتلتيكو مدريد لجماهير ملقا 100 تذكرة فقط، في الأسبوع قبل الأخير.
وفي الكلاسيكو الأشهر عالمياً بين ريال وبرشلونة، لا يحصل الفريق الضيف سوى على 500 تذكرة، وفي أفضل الأحوال لا يمكن زيادتها بأكثر من 100 أخرى.
|