|
التميز خلال 24 ساعة | |||
العضو الأكثر نشاطاً هذا اليوم | الموضوع النشط هذا اليوم | المشرف المميزلهذا اليوم | |
شجره النصر |
بقلم : |
قريبا |
|
|
|
المنتدى الإسلامي يحتوي المنتدى الإسلامي عن مذهب اهل السنة والجماعة .. وبكل القضايا الاسلامي .. مقالات اسلامي .. مواضيع اسلاميه .. احاديث نبويه .. احاديث قدسية .. ادعية مختاره |
|
|
|
#1
|
|||||||
|
|||||||
(العلماء..والدعاة) حمله 8 للشيخ د/احمدالمنصوري
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمه الله وبركاته والصلاه والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين سيدنا محمد عليه افضل الصلاه واتم التسليم متابعي حملات الشيخ د.احمدالمنصوري على قناه بدايه كماتعودنا كل يوم أحد يكون هناك موضوع متجدد مع شيخنا الفاضل وموضوع حلقه هذا الاسبوع عن ... العلماء والدعاة بإنتظار مشاركاتكم وتفاعلكم في هذه الصفحه سواء
"تصاميم _فلاشات_كتابات_مواضيع) اسأل الله لكم التوفيق وجزاءالله خير كل من وضع هنا بصمه ايمانيه |
01-23-2012, 01:30 PM | #3 |
وفـي مـــــاســـي
|
بسم الله الرحمن الرحيم أحبتي في الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ 133 الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِين 134َ فضلُ العِلم والعُلمَاء الحمد لله فاطر الأرض والسماوات.. الذي خلق كل شيء فأبدعه، وجعله دلائل علي ربوبيته وآيات.. وأجرى البحار والأنهار وأرسي الجبال الشامخات.. وزيّن السماء بالكواكب وجعلها حفظاً من مسترقي السمع، فأرسل عليهم الشهب الخاطفات.. وجعل الشمس والقمر آيتين من آياته الباهرات.. وجعل كسوفهما وخسوفهما على العباد من الإبتلائات.. وأنزل الكتاب فيه الآيات الواضحات.. وأرسل أفضل البشر بالبشارات والنذارات، عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليمات.. وأصطفى له خير صحبة تمسّكوا بسنته وصاروا على نهجه، وكان لهم أسمى الصفات والأخلاقيات.. وألزمهم كلمة التقوى وكانوا أحق بها وأهلها، ورزقهم النصر والفتوحات.. أما بعد فإن أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.. ثم أما بعد إخوتي الكرام، عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إن فضل العلم خير من فضل العبادة، وخير دينكم الورع » ، وعنه صلى الله عليه وسلم « أنه دعا لابن عباس رضي الله عنهما، فقال: اللهم فقّهُّ في الدين وعلمه التأويل » وصحَّ عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: « من سلك طريقا يطلب فيه علما ، سلك الله به طريقا من طرق الجنة ، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع ، وإن العالم ليستغفر له من في السموات ، ومن في الأرض ، والحيتان في جوف الماء ، وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب ، وإن العلماء ورثة الأنبياء ، وإن الأنبياء ، لم يورثوا دينارا ، ولا درهما ، إنما ورثوا العلم ، فمن أخذه أخذ بحظ وافر ». وعن أنس بن مالك رضي الله عنه وأرضاه، أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « طلب العلم فريضة على كل مسلم »، « وعن أبي هريرة رضي الله عنه وأرضاه، وعن ابن عمر أيضاً قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « يحمل من هذا العلم من كل خلف عُدُولُه ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين » حديث حسن لغيره. وعن حميد بن عبد الرحمن قال: سمعت معاوية رضي الله عنه وأرضاه خطيباً يقول: سمعت رسول اللهصلى الله عليه وسلم يقول: « من يرد الله به خيراً يفقه في الدين » مفهوم المخالفة أن من لم يرد الله به خيراً لا يفقه في الدين . وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه: "تعلّموا العلم وعلّموه الناس، وتعلّموا له الوقار والسكينة، وتواضعوا لمن تعلمتم منه ولمن علمتموه". وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه في وصيته للكميل قال: "العلم خير من المال؛ العلم يحرسك و أنت تحرس المال، والعلم حاكم والمال محكوم عليه، المال تنقصه النفقة والعلم يزكوا بالإنفاق. العالم أفضل من الصائم القائم المجاهد سلم في الإسلام سلمة لا يسد". وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه وأرضاه: "أُغدُ عالماً أو متعلماً، ولا تغدوا بين ذلك" أو قال "كن عالماً أو متعلماً ولا تكن الثالثة فتهلك". وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه وأرضاه: "تعلموا العلم فإن تعلّمه لله خشية، وطلبه عبادة، ومدارسته تسبيح، والبحث عنه جهاد، وتعليمه لمن لا يعلمه صدقة، وبذله لأهله قربة، لأنه معالم الحلال والحرام، والأنيس في الوحشة، والصاحب في الخلوة، والدليل على السراء والضراء، والدين عند الأخلاق، والقرب عند الغرباء، يرفع الله به أقواماً فيجعلهم في الخلق قادة يقتدى بهم، وأئمة في الخلق يقتفي آثارهم، و ينتهى إلى رأيهم، وترغب الملائكة في حبّهم بأجنحتها تمسحهم، حتى كل رطب ويابس لهم مستغفِر، حتى الحيتان في البحر وهوام وسباع البر وأنعامه، والسماء ونجومها. ولأن العلم حياة القلوب من العمى، ونور الأبصار من الظلم، وقوة الأبدان من الضعف، يبلغ به العبد منازل الأحرار، ومجالسة الملوك، والدرجات العلا في الدنيا والآخرة، والفكر به يعدل بالصيام، ومدارسته بالقيام به يطاع الله عز وجل، ويعبد به الله جل وعلا، وبه توصل الأرحام وبه يعرف الحلال من الحرام، إمام العمل؛ والعمل تابع له، يُلْهَمُه السعداء ويُحْرَمُهُ الأشقياء". و قال أيضاً رضي الله عنه وأرضاه: "العالم والمتعلم في الأجر سواء، وسائر الناس همج لا خير فيهم"، فأربأ بنفسك -أخي- وكن عالماً أو متعلماً. قال أبو الدرداء رضي الله عنه وأرضاه: "مثل العلماء في الناس كمثل النجوم في السماء يهتدى بها". قال فضيل بن غزوان رحمه الله: "كنا نجلس أنا وابن شبرمة وأناس نتذاكر الفقه، ربما لم نقم حتى نسمع النداء" أي نداء صلاة الفجر. قال الإمام أحمد: "الناس إلى العلم أحوج منهم إلى الطعام و الشراب؛ لأن الرجل يحتاج إلى الطعام والشراب في اليوم مرة أو مرتين في حاجته إلى العلم بعدد أنفاسه". العلماء هم السادة وهم القادة الأخلاء وهم منارات الأرض، العلماء ورثة الأنبياء وهم خيار الناس المراد بهم خيراً، المستَغْفَرِ لهم. عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: « إنما العلماء هم ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً، و إنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر ». وعن أبي هريرة رضي الله عنه وأرضاه أنه مرّ بأناس يتشاغلون بالتجارة فقال: "أنتم هنا، وميراث رسول الله صلى الله عليه وسلم يُقسم في المساجد؟!" ذهبوا فوجدوا حلق العلم وحلق الذكر. وعن أبي أمامة رضي الله عنه وأرضاه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « فضل العالم علي العابد كفضلي أنا على أدناكم »، ويا لها من مكانة!! العالم يأخذ مكانة الرسول صلى الله عليه وسلم ، ولا يفرق بين النبي وبين العالم إلا درجة النبوة. وروى أحمد بإسناد صحيح عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه وأرضاه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: « الناس معادن، فخيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا مناط الخيرية » بالتفقه في الدين. و قال صلى الله عليه وسلم : « إن الله وملائكته وأهل السموات والأرض، حتى النملة في حجرها وحتى الحوت، ليصلون على معلم الناس الخير ». والعلماء هم أخشى الناس لله، وهم أعبد الناس لله تعالى؛ قال تعالى مادحاً إياهم { إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ } أي الخشية كل الخشية في قلوب العلماء الذين تعلّموا العلم وصدَقوه عملاً لله جل وعلا. قال ابن مسعود: "كفى بخشية الله علماً، وكفى بالأغترار لله جهلاً". وقيل للشعبي: "يا عالم"، قال: "أنظروا ما تقولون؛ إنما العالم من يخشى الله". وقال أبو هريرة رضي الله عنه وأرضاه: "لكل شيء عماد، وعماد هذا الدين الفقه، وما عُبِدَ الله بشيء أفضل من فقه في الدين، ولفقيه واحد أشدُّ على الشيطان من ألف عابد". وقال علي بن أبي طالب: :"العلم يُكسِب العالم طاعة في حياته، وجميل الثناء بعد وفاته، وهل بعد هذا من خَلَف!!". وقال المزني: روي عن ابن عباس رضي الله عنه وأرضاه أنه قال: "إن الشياطين قالوا لإبليس: يا سيدنا ما لنا نراك تفرح بموت العالم ولا تفرح بموت العابد، والعالم لا نصيب منه والعابد نصيب منه؟ قال: أنطلقوا، فأنطلقوا إلى عابد فأتوه فقالوا: نريد أن نسألك، فقال إبليس: هل يقدر ربك أن يجعل الدنيا في جوف بيضة؟ فقال هذا الجاهل الذي تعبَّد لله بالجهل فقال: لا أدري، فقالوا: أترونه كفر في ساعة؟ ثم جاوزوه إلى عالم في حلقته يُضحك أصحابه ويحدّثهم، فقالوا: نريد أن نسألك، فقال: سلوا، فقالوا: هل يقدر ربك أن يجعل الدنيا في جوف بيضة؟ فقالوا: نعم! قالوا: كيف؟ فقال: يقول كن، فيكون! فقال إبليس: أترون هذا أم العابد؟؟ العابد لا يعدوا نفسه، وهذا -أي العالم- يفسد على عالمَ كثيرة -أي بتعليمه للناس". والعلماء أخي الكريم، هم الأعلام على طريق الهدى، وهم كالنجوم يُهتدى بهم؛ وقد قال تعالى { وَعَلامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ }. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في فضل العلماء: « فضل العالم على العابد كفضل القمر في ليلة البدر على سائر الكواكب »، وشتان، شتان بين القمر وسائر الكواكب. قال أبو الدرداء: "مثل العالم في الناس كمثل النجوم في السماء يهتدى بها"، والجهّال في ظلمة لم يستضيئوا بنور العلم ولا بنور العلماء. قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه و أرضاه عنهم -الجهّال-: "يميلون مع كل راع لم يتضيئوا بنور العلم" أي لم يحصل لهم من العلم نور يفرّقون به بين الحق والباطل لعدم متابعتهم للعلماء، وعدم تعلمهم منهم العلم. والعلماء -أخي الكريم- هم أحق الناس بالمحبة والتعظيم والتوقير بعد الله وبعد رسوله صلى الله عليه وسلم ، كما قال علي بن أبي طالب: "محبة العالم دين يُدان به"؛ وذلك لأن العلم ميراث الأنبياء والعلماء ورثته. وأيضاً، فإن محبة العالم تحمل على تعلّم علمه واتّباعه، والعمل بذلك دين يدان به؛ وذلك لأن العلم ميراث الأنبياء والعلماء ورثته. والعلماء هم أرقى الناس منزلة في الدنيا قبل الآخرة، أحق الناس أن تشرأبَّ لهم الأعناق وتتطلع لما عندهم، بل الغبطة تكون على هؤلاء كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : « لا حسد إلا في أثنتين رجل أتاه الله مالا فسلطه علي هلكته في الحق و رجل أتاه الله الحكمة فهو يقضي بها و يعلمها »، فيحد المرء بإحسانه إلى الناس بالعلم والمال. رواه البخاري ومسلم عن ابن مسعود رضي الله عنه وأرضاه. وروى أحمد و الترمذي عن أبي كبشة الناري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: « إنما الدنيا لأربعة نفر، عبد رزقه الله مالاً و علماً فهو يتّقي في ماله ربه ويصل فيه رحمه، ويعلم لله فيه حقه، فهذا بأحسن المنازل عند الله جل وعلا، ورجل آتاه الله علمه ولم يؤته مالاً، فهو يقول: لو أن لي مالاً لعملت بعمل فلان، فهو بنيّته، وهما في الأجر سواء ». قال إبراهيم بن أدهم: "لو علِم الملوك ما نحن فيه من لذيذ العيش لجالدونا عليه بالسيوف". وقال ابن الجوزي: "والله ما أعرف من عاش رفيع الصدر بالغ من اللذات ما لم يبلغ غيره إلا العلماء، فإن لذة العلم تزيد على كل لذة". روى مسلم أن نافع بن الحارث أتى عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه وهو بعفسان، وكان قد أستعمله على أهل مكة فقال له: "من أستخلفت على أهل الوادي؟" فقال: "أستخلفت عليه بن أبجه" فقال: "من ابن ابجه؟" قال: "رجل من موالينا"، فقال عمر: "أستخلفت عليهم مولى؟" فقال: "إنه قارئ لكتاب الله، عالم بالفرائض" فقال عمر: "ألا إن نبيكم صلى الله عليه وسلم قال: « إن الله يرفع بهذا العلم أقواماً ويضع به آخرين »". وقال سفيان بن عيينة: "أرفع الناس منزلة عند الله من كان بين الله وبين عباده، وهم الأنبياء والعلماء". ( إسمع إلى هذا الخبر والنبأ العجيب !) وقف الزهري على عبد الملك بن مروان فقال له: "من أين قدمت؟" قال: "قدمت من مكة"، قال: "ومن خلفت يسودها؟" قال: "عطاء بن أبي رباح" فقال: "أمن العرب هو أم من الموالي؟" قال: "من الموالي" قال: "فبمَ سادهم؟" قال: "بالديانة والرواية"، ثم سأله عن اليمن ومصر والشام وأهل الجزيرة والبصرة، وهو يذكر له السادة، ويسأله من العرب هم أم من الموالي، فيقول "من الموالي"، فذكر طاووس بن كيسان ويزيد بن أبي حبيب والحسن البصري، ثم ساله عن الكوفة فقال "إبراهيم النخي، أمن العرب هو؟" قال "نعم من العرب" فقال عبد الملك: "ويلك! فرجت عني، والله ليسودن الموالي على العرب في هذا البلد"، فقال له: "يا أمير المؤمنيين، إنما هو دين من حفظه ساد" حقاً!! "إنما هو دين من حفظه ساد".. و يا له من دين لو أن له رجال.. ما الفخر إلا لأهل العلم إنهـم ُ.... على الهدى لمن استهدى أدلاّءُ وقد كلّ امرئ ما كان يحسنهُ .. والجــاهــلون لأهل العلم أعداءُ ففــز بعلــم تعــش حياً به أبداً .. الناس موتى وأهل العلم أحيـاءُ العلم زين وخير الناس يطلبه **** والجاهلون لأهل العلم أعــــداء فعش بعلمٍ ولا تبغ به بـــدلاً **** الناس موتى وأهل العلم أحياء وآخر دعوانا أن الحمد للهِ رب العالمينَ وصلى اللهم وسلم وبارك على سيدنا مُحمد ٍ وآلهِ وصحبهِ وسلم تسليما ً كثيرا .. منقول للإفادة |
|
01-23-2012, 01:57 PM | #4 |
إدارية سابقه
|
جزاءك الله خير اخوووي الكريم ... وماقصرتي هجووله
الله يكتب لكم الاجر .. ان شاء الله حاضرين بكل ماهو مفيد تحياتي |
|
01-24-2012, 05:16 PM | #6 |
عضو ملكي
|
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لاشك ان كل منا يعلم قيمة العلم في الاسلام وضرورته، بل ان الاسلام دين علوم، وساورد لكم احبتي في الله بعض الايات القرانية والاحاديث النبوية التي تحض على العلم، وترفع منزلة العلماء عن غيرهم. من الايات القرانية: قوله تعالى: "قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون" سورة الزمر/9 وقوله تعالى: "وقل رب زدني علما" سورة طه/114 وقوله تعالى: " يرفع الله الذين امنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات" سورة المجادلة /11 وقوله تعالى: "ن والقلم وما يسطرون" سورة القلم/1 ومن الاحاديث ما يلي: روى الامام مسلم في صحيحه عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى اله عليه وسلم قال: " ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له طريقا الى الجنة". روى الترمذي عن ابي هريرة ان رسول اللخ صلى الله عليه وسلم قال: "الدنيا ملعونة ملعون ما فيها الا ذكر الله تعالى، وما والاه وعالما او متعلما". وروى الترمذي عن ابي امامة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "فضل العالم على العابد كفضلي على ادناكم ... ان الله وملائكته واهل السموات والارض حتى النملة في جحرها، وحتى الحوت ليصلون على معلمي الناس الخير. وروى مسلم عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "اذا مات ابن ادم انقطع عمله الا من ثلاث: صدقة جارية، او علم ينتفع به، او ولد صالح يدعو له". ولازالت الاحاديث والايات كثيرة في الباب. نسال الله تعالى ان يجعلنا ممن يطلبون العلم ويعون في طلبه، وممن يحبون العلماء. |
|
01-24-2012, 05:17 PM | #7 |
عضو ملكي
|
أبيات في فضل العلم والعلماء
علم العليم وعقل العاقل اختلــــفا***من ذا الذي فيهما قد أحرز الشرفا العلم قال أنا أحرزت غايتـــــــه***والعقل قال أنا الرحمن بي عرفا فأفصح العلم إفصاحا وقال له***بأيّنا الله في قرآنــــــــه اتصفا فأيقن العقل أن العلـــــــم سيده***فقبل العقل رأس العلم وانصرفا ******** ما الفخر إلا لأهل العلم إنهـمو***على الهدى لمن استهدى أدلاء وقدر كل امرئ ما كان يحسنه***والجاهلون لأهل العـــلم أعداء ففز بعلم تعش حيــــــــا به أبدا***فالناس موتى وأهل العلم أحياء ******** أهل الحديث لهم مفاخر ظاهره***وهمــو نجوم في البرية زاهره في أي مصر قد ثووا تلقاهمو***حقا لأعداء الشريــــعة قاهره بالنور قد ملئت حشاشة صدرهم***فكذا وجـــــوههمو تراها ناضره |
|
01-24-2012, 05:18 PM | #8 |
عضو ملكي
|
ما هو أثر العلماء في حياة الناس كما يقول ابن القيم.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فإن الموقع يعتني بإسعاف المستفتين مما نزل بهم. ونأمل أن يواصلنا الأخ السائل بهذا النوع من الأسئلة، وأما عن كلام ابن القيم في العلم والعلماء فبإمكانه مطالعة كلامه في مصنفه الحافل"مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية أهل العلم والإرادة" حيث أفرد فصلاً ممتعا أوضح فيه فضل العلم، وقارن فيه بينه وبين المال ورجحه عليه، وكذلك انظر كلام ابن القيم في "منزلة العلم" من كتابه "مدارج السالكين"، وفي فصل: "في تقسيم الناس من حيث القوة العلمية والعملية". من كتابه: "طريق الهجرتين وباب السعادتين". |
|
01-26-2012, 05:31 PM | #9 |
عضو ملكي
|
أثر العلماء في بناء المجتمع الإسلامي
قال تعالى ( وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمناً قليلا فبئس ما يشترون ) (136). ألقى الإسلام مسؤولية عظمى على العلماء، فهم بحكم وعيهم بمضامين الوحي الإلهي، وفهمهم لأحكام الشريعة ومقاصدها، واطلاعهم على نصوص الكتاب والسنة، ومعرفتهم بشروح علماء السلف لها، وقدرتهم على توجيهها والاستنباط منها، وحل معضلات الحياة العصرية على ضوئها، لهذا كله تعظم مسؤوليتهم كلما اشتدت الحاجة إليهم، وهي تشتد وتقوى بانحسار الوعي الإسلامي العام في المجتمع، وفقدان القيم الدينية والأخلاق المبنية عليها، وضعف الأواصر بين الناس وبين الأصول الإسلامية المتمثلة بالكتاب والسنة، وانحدار مستوى اللغة العربية السائدة مما يولد العجز أو الضعف عن فهم الأصول. ولا شك أن مهمة العلماء المتخصصين في دراسة الإسلام وشريعته لا تنحصر في الفتاوى التي تصدر عنهم في بيان الحلال والحرام من أحكام الشريعة في الأحوال الشخصية وبعض الحدود والعقوبات وبعض أحكام المعاملات ، بل تتعدى ذلك إلى تثبيت العقيدة الإسلامية والمعاني الإيمانية والكليات التي تشعر المسلم بأهمية الإسلام في ملء ثقافته وإشباع روحة وتحديد هويته ورسم معالم حياته الخاصة والعامة، وجعله يحس بالاكتفاء والاستغناء عن ( الإيديولوجيات ) الجاهلية التي سيطرت على أرجاء المعمورة وغزت العالم الإسلامي في عقر داره . من أجل ذلك لا بد أن تقوم النخبة المؤمنة من علماء الأمة بإعادة بناء ما تهدم من حصون المجتمع الإسلامي وبث روح النهضة فيه ودفعه إلى طريق الحضارة والتقدم، ولا بد أن تكون هذه النخبة على قدر كبير من الوعي العميق والإحاطة الشاملة بنصوص الكتاب والسنة مع البصيرة بواقع الحياة الحديثة، وعدم الانغلاق والاعتزال أو الجنوح إلى الروحية الاعتزالية بحجة القيام بالعبادات الفردية الفردية كنوافل الصلاة والصوم والذكر والتفكر والتدبر ، فهذه العبادات وإن أثيب صاحبها لكنها مفضولة إذا قورنت بالدعوة إلى الإسلام وتعميق معاني الإيمان في نفوس الناس وخاصة في هذا العصر الذي طغت فيه الجهالة بالإسلام وتعاليمه وانحسر أثر الإيمان عن الحياة ، وحل التناقض والثنائية في نفس الفرد المسلم وفي مؤسسات المجتمع الإسلامي، فلا غرابة أن تعظم مكانة الدعوة إلى تجديد الإيمان وتأسيس المجتمع على قواعده. يقول ابن قيم الجوزية ( والعالم الذي قد عرف السنة والحلال والحرام وطرق الخير والشر، مخالطته للناس وتعليمهم ونصحهم في دينهم أفضل من اعتزاله وتفريغ وقته للصلاة وقراءة القرآن والتسبيح(137) . وقد كتب عبد الله العمري _ أحد العباد الصالحين _ إلى مالك بن أنس يحضه على الانفراد والعمل، فكتب إليه مالك: ( إن الله قسم الأعمال كما قسم الأرزاق، فرب رجل فتح له في الصلاة ولم يفتح له في الصوم ، وآخر فتح له في الصدقة ولم يفتح له في الصوم، وآخر فتح له في الجهاد، فنشر العلم من أفضل أعمال البر، وقد رضيت بما فتح لي فيه، وما أظن ما أنا فيه بدون ما أنت فيه، وأرجو أن يكون كلانا على خير وبر ) (138) ويقول أبو حامد الغزالي : أعلم أن كل قاعد في بيته أينما كان ، فليس خاليا في هذا الزمان عن منكر، من حيث التقاعد عن إرشاد الناس، وتعليمهم وحملهم على المعروف، فأكثر الناس جاهلون بالشرع في شروط الصلاة في البلاد فكيف في القرى والبوادي ) حتى قال : ( وواجب أن يكون في كل مسجد ومحلة من البلد فقيه يعلم الناس دينهم ، وكذا في كل قرية، وواجب على كل فقيه فرغ من فرض عينه، وتفرغ لفرض الكفاية أن يخرج إلى من يجاور بلده .. ويعلمهم دينهم وفرائض شرعهم .. فإن قام بهذا الأمر واحد سقط الحرج عن الباقين ، وإلا عم الحرج الكافة أجمعين، أما العالم فلتقصيره في الخروج ، وأما الجاهل فلتقصيره في ترك العلم) (139) . ولا شك أن العالم يؤثر في الناس على قدر صلاحه وتقواه وعبادته وطاعته لله، فهو إسلام يمشي على رجلين ، ونجم يسطع لينير الدروب أمام السالكين، فلا بد أن يأخذ نفسه بالحق ويقومها على الصدق ويغذيها بالورع ليكون بعمله داعياً إلى الحق قبل قوله، ولئلا يكون في مخالفته للحق حجة عليه، فيرد الناس كلامه لأنهم يقولون لو كان كلامه صدقاً لأخذ نفسه به، وقد قال صلى الله عليه وسلم: ( يؤتي بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار فتندلق أقتاب بطنه، فيدور بها كما يدور الحمار بالرحى، فيجتمع إليه أهل النار فيقولون يا فلان ؟ ألم تكن تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر ؟ فيقول بلى، قد كنت آمر بالمعروف ولا آتيه، وأنهى عن المنكر وآتيه ). (140) فالعالم وطالب العلم الشرعي ينبغي أن تظهر على سلوكه وكلامه وسمعته آثار حمله للأمانة الإلهية والرسالة المحمدية .. قال الإمام الأوزاعي : ( كنا قبل اليوم نضحك ونلعب، أما إذا صرنا أئمة يقتدى بنا ، فلا نرى أن يسعنا ذلك، وينبغي أن نتحفظ ) (141) وليس معنى هذا أن العالم لا يخطئ، فكل بني آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون، ولكن معناه أن العالم يجتهد في مجاهدة نفسه والارتفاع بسلوكه ليكون قدوة صالحة للناس ، وإلا - كما يقول الإمام سعيد بن المسيب: ( لو كان المرء لا يأمر بالمعروف وينهي عن المنكر حتى لا يكون فيه شيء - يعني من العيب- ما أمر أحد بمعروف ولا نهى عن منكر ) (142). ومن لوازم مخالفة العالم للناس وبيان الحق لهم أن يكون متصفاً بسعة الأفق ورجاحة العقل والثقافة الشرعية والواقعية، والصبر على أذاهم والرفق بهم ، وقد وصف الشيخ عبد القادر الجيلاني أمثال هؤلاء العلماء الدعاة بقوله : (يدلون الخلق ، ويصبرون على أذاهم ، مع دوام النصح لهم، يبتسمون في وجوه المنافقين والفساق ، ويحتالون عليهم بكل حيلة حتى يخلصوهم مما هم فيه ويحملوهم إلى ربهم عز وجل ) . (143) ولا شك أن من دواعي نجاح العالم القيام بحقوق الناس والشفاعة لهم في استحصالها والنظر في مصالحهم، فتبني مصالح الأمة والدفاع عنها والاهتمام برعاية الفقراء وسد حاجة المحتاجين وإرشاد الأغنياء إلى أعمال الخير وتبني المصالح الاجتماعية العامة والإنفاق عليها، كل ذلك يجعل لأهل العلم مكانة في المجتمع وأثرا في توجيهه نحو مثل الإسلام العليا في الحياة. وقد كان الأئمة من علماء السلف ينبهون المسؤولين من حكام عصرهم إلى مصالح الرعية ويتلطفون في الوصول إليها، فقد لاحظ الإمام الأوزاعي أن المرتبات التي تصرفها الدولة لأهل ساحل الشام لا تفي بحاجاتهم الضرورية مع أنهم يقفون على ثغور الإسلام البحرية المطلة على البحر المتوسط، فما كان منه إلا أن كتب إلى الخليفة المهدي العباسي يقول: ( أما بعد، ولى الله لأمير المؤمنين أموره بما ولى به أمور من هدى واجتبي، وجعلهم به مقتدياً، فإن أمير المؤمنين أصلحه الله كتب إليّ ألا أدع إعلامه كل ما فيه صلاح عامة وخاصة، فإن الله عز وجل يأجر على من عمل به، ويحسن عليه الثواب، وأنا أسأل الله عز وجل أن يلهم أمير المؤمنين من أعمال البر ما يبلغه به عفوه ورضوانه في دار الخلود، وقد كان أمير المؤمنين _ حفظه الله _ قصر بأهل الساحل على عشرة دنانير في كل عام سلفاً من عطايا تهم، وأمير المؤمنين أصلحه الله- إن نظر في ذلك عرف أنه ليس في عشرة دنانير لا مريء ذي عيال عشرة أو أدنى من ذلك أو أكثر كفاق، ولو أجرى عليهم أمير المؤمنين - أصلحه الله- في أعطيا تهم سلفاً في كل عام خمسة عشر ديناراً.. ثم ذكر مكانتهم في حماية ثغور المسلمين البحرية وما يعانونه من حر الصيف وبرد الشتاء ويذكره بأنه راع ومسؤول عن رعيته.. ثم يقول : وقدم علينا رسول أمير المؤمنين _ عافاه الله _ بالعطية من النفقة والكسوة التي أمر أمير المؤمنين _ عافاه الله _ بقسمها في أهل الساحل، فقسمناها فيهم من دينار لكل رجل ودينارين، وقل المال عن اليتامى والأرامل فلم يقسم فيهم منه شيء.. وإن رأى أمير المؤمنين _ أصلحه الله _ أن يبعث بما يقسم فيهم فعل ..) . (144) وقد كانت رسائل الأوزاعي إلى خلفاء عصره تترى يذكر لهم فيها ما يصيب الأمة من ضنك المعيشة أو اضطراب الأمن أو هجوم الأعداء عليهم، كما فعل عندما غلت الأسعار بمكة فكتب إلى المهدي وكان وليا لعهد المنصور يطلب منه معونتهم وإلا هلكوا جوعاً ويضرب له المثل بما فعل عمرابن الخطاب ( رضى الله عنه ) عام الرماد عندما حلت المجاعة بالمسلمين . ولم يقتصر الأوزاعي على الدفاع عن حقوق المسلمين بل تعدى ذلك إلى حقوق بقية المواطنين الذميين ، فلما أجلى صالح بن علي ( ت 151 هـ ) والي الشام العباسي بعض نصارى أهالي جبل لبنان بجريرة بعضهم، كتب إليه الأوزاعي يقول: كيف تؤخذ عامة بذنوب خاصة، حتى يخرجوا من ديارهم وأموالهم ، وحكم الله تعالى ( ولا تزر وازرة وزر أخرى ) (145) وهو أحق ما وقف عنده واقتدى به، وأحق الوصايا أن تحفظ وترعى وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه قال ( من ظلم معاهدا أو كلفه فوق طاقته فأنا حجيجه ) (146). ومن يراجع ترجمة الأوزاعي في كتاب الجرح والتعديل للرازي يجد نماذج أخرى من هذه الرسائل التي تتبنى مصالح الرعية في سائر ديار الإسلام. فلا شك أن الأوزاعي في تبنيه لمصالح الأمة قدوة للعلماء ولطلبة العلم في كل زمان ومكان ، وليس هو النموذج الوحيد ، فما أكثر رجالات هذه الأمة الصالحين للاقتداء بهم ، فقد كان القاضي أبو يوسف ممن اهتم بالمستضعفين من الفلاحين ودافع عنهم وطالب بتحقيق العدالة في معاملتهم ومحاسبة الجباة إذا أساءوا إليهم وذلك في كتاب ( الخراج) الذي ألفه للخليفة العباسي هارون الرشيد . وكان العلماء هم قادة المسلمين في أوقات الشدة والنوازل والأخطار وقد برهن العديد منهم على جدارتهم وشجاعتهم في قيادة الناس، من ذلك أن الفقيه أبا القاسم مسعود الخجندي الذي عاش في أصبهان لما رأى قوة الباطنية وتهديدها لأهل أصبهان بعد اغتالت نظام الملك وولده فخر الملك وشحنة أصبهان ، حتى أصاب السكان الخوف والهلع ، قام هذا العالم بجمع وجهاء أصبهان وحشد الناس بالأسلحة وأمرهم بحفر الأخاديد لحرق الباطنية(147)، وبذلك عاد الأمان إلى أصبهان وانحسرت شرور الباطنية بجهود هذا الفقيه الذي قام بسد الثغرة الأمنية في بلده عندما انشغلت الدولة عنها بمشاكلها الأخرى .. (148) ولا تنحصر نماذج العلماء الربانيين في عصور الإسلام الأولى بل تمتد إلى الأجيال اللاحقة.. فهذا ابن كثير ( ت 774 هـ ) الذي عاش في دولة المماليك البحرية يقف في مواجهة المرسوم السلطاني بمصادرة أملاك أهل الذمة داخل البلاد ( 648 – 784 هـ ) انتقاماً لما صنعه الفرنج في هجومهم على الإسكندرية 767 هـ فنصح ابن كثير السلطان بتعطيل القرار لمخالفته الشريعة والتزم السلطان برأيه . (149) وكان علماء السلف يحثون بعضهم ويتواصون بالبعد عن طلب المال والجاه والحرص على المناصب، وذلك لأن الحرص على الدنيا يذل العلماء ، ويضعف مكانتهم بين الناس، ويشكك في صحة أقوالهم ودعوتهم، ويصرف الأمة عنهم، لذلك فضل كثير من علماء السلف أن يمارسوا مهنا حرة، تسد حاجتهم، وتمنع وقوعهم في ذل السؤال، وتنأى بهم عن الضعف أمام الأقوياء المحسنين ،ليجرؤا على قول الحق لهم وقد قال تعالى ( وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولاتكتمونه فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمناً قليلا فبئس ما يشترون) (150) ، وقد وجد الإمام الحسن البصري بعض العلماء واقفين على ابن هبيرة الوالي على العراق فنهرهم وقال: ( فضحتم العلماء فضحكم الله ) . وكان سفيان الثوري يقول: ( المال داء هذه الأمة، والعالم طبيب هذه الأمة، فإذا جر العالم الداء إلى نفسه ، فمتى يبرئ الناس ؟ ) . فينبغي لطالب العلم أن يكون عزيزا بالله مستغنياً عن الخلق، قادراً على الكسب، بعيداً عن السؤال، قانعاً بالقليل، لا يغرق نفسه وأهله بالكماليات ، فتشتد حاجته للمال فيطلبه من كل طريق فيفقد مكانته بين الناس. ومن منهج علماء السلف الابتعاد عن مجالسة أهل الأهواء والبدع لئلا يغتر بهم العامة فيحسبونهم على خير، وكثيراً ما كان العلماء يحذرون من أهل الأهواء ويقاطعونهم ويأمرون الناس بمقاطعتهم، قال الإمام أحمد لمسدد ابن مسر هد ولا تتشاور أهل البدع في دينك، ولا ترافقهم في سفرك ) . وكانوا يحاصرون الأفكار المخالفة للعقيدة الإسلامية يقول سفيان الثوري : ( من سمع ببدعة فلا يحكها لجلسائه، لا يلقها في قلوبهم ) (151) ، ويقول الحافظ الذهبي معقبا: ( أكثر أئمة السلف على هذا التحذير، يرون أن القلوب ضعيفة، والشبه خطافة ) (152). وأما إذا شاعت الأفكار المخالفة للعقيدة الإسلامية بين المسلمين فلا بد للعلماء من مناقشتها وتفنيدها وبيان بطلانها، على أن يتولى ذلك أصحاب الأقلام القوية والحجج المتينة والاطلاع الواسع، فكم من مدافع عن العقيدة سرد الشبهات وعجز عن ردها فكأنه أعان على نشرها وانتصر لها بعجزه عن تفنيدها . إن الثقافة الواسعة والبصيرة النافذة لا تكون إلا لمن وثق صلته بالكتاب والسنة وفقههما، وعرف الواقع عن كثب، وإلا فكيف يبين العالم حكم الله في المعاملات وهو لا يعرف إلا المعاملات التي كانت تجري في القرون الأولى، أما قواعد المعاملات في هذا العصر فلا يعرف عنها شيئاً، وكيف يراعي قواعد الشريعة ومقاصدها العامة في رعاية مصالح الأمة إذا لم يكن على صلة وعلم بالواقع . |
|
01-26-2012, 05:32 PM | #10 |
عضو ملكي
|
وقد وقع البعض من طلبة العلم في التشدد والتنطع حتى أنسو الأمة يسر الدين وسماحة الشريعة، وتساهل آخرون حتى أضاعوا حدود الإسلام ونقضوا قواعده، وقد قال ابن تيمية: ( وأهل السنة والعلم والإيمان، يعلمون الحق، ويرحمون الخلق )، وعندما سئل سفيان بن عيينة عن الزهد قال: الزهد فيما حرم الله ، فأما ما أحل الله فقد أبا حكه الله، فإن النبيين قد تزوجوا وركبوا ولبسوا وأكلوا، لكن الله ينهاكم عن شيء فانتهوا عنه ). (153) وكان ابن الجوزي يصف أهل العزلة من المتظاهرين بالزهد البعيدين عن مواجهة مشكلات المجتمع المنقطعين عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بقوله : ( الزهاد في مقام الخفافيش ، فقد دفنوا أنفسهم بالعزلة عن نفع الناس، وهي حالة حسنة إن لم تمنع خيراً من لزوم جماعة واتباع جنازة وعيادة مريض ، إلا أنها حالة الجبناء ، فأما الشجعان فهم يتعلمون ، ويعلمون، وهذه مقامات الأنبياء عليهم السلام ) وقال ابن القيم الشجاع الشديد الذي يهاب العدو سطوته ، وقوفه في الصف ساعة، وجهاه أعداء الله، أفضل من الحج والصوم والصدقة والتطوع ) ، وقال الحسن البصري لفرقد السبخي_ وكان من الزهاد- : يا ابن فرقد إن التقوى ليس في هذا الكساد ، إنما التقوى في القلب، وصدقه العمل ) . وقد أوضح الحسن البصري وسطية الإسلام وموازنته بين التشديد والتساهل فقال دين الله وضع فوق التقصير ودون الغلو) .
إن بعض المنتسبين إلى العلم يتتبع الرخص ويأخذ بها، ويعيش بعيداً عن الأمة ومشكلاتها، فينصرف إلى نفسه وراحتها، ويعرف الحق فلا ينصره، ويبصر المنكر فلا ينكره، وقد نسي هؤلاء أن العالم ليس كسواه في الترخص لنفسه، بل عليه أن يأخذ بالعزيمة لأنه موضع قدوة، فلو ضل عن الحق وتابع الباطل وانتصر للأهواء فإن عامة الأمة تتأثر به فيحمل أوزار من يضل بسببه مع أوزاره. فلابد للعالم من بيان الحق وتوعية الأمة بمقاصد الشريعة وتعريفها بأحكام الدين وعقيدة المسلمين .. قال الإمام أحمد بن حنبل : ( إذا أجاب العالم تقية، والجاهل يجهل، فمتى يتبين الحق ؟ ) . لقد كان للعلماء أثر كبير عبر مراحل التاريخ الإسلامي في نشر تعاليم الإسلام ونقلها عبر الأجيال المتلاحقة حتى انتهت إلينا، وبذلك حافظوا على هوية المجتمع الإسلامي وخصائص الشخصية الإسلامية. وقد أفاد علماء السلف من كل الوسائل المتاحة في عصورهم لنشر العقيدة وتعاليم الشريعة فلم يقتصروا على وسيلة واحدة، فكانوا يقومون بفتح المدارس والتعليم فيها، وإنشاء المكتبات وفتحها أمام طلبة العلم، وكان أغنياؤهم يجرون الجرايات على طلبة العلم ليتفرغوا للعلم وطلبه، وقد تعاهد أبو حنيفة أبا يوسف سبع عشرة سنة ينفق عليه حتى حمل من العلم ما نفع به دولة الإسلام في عصر الرشيد. (154) وقد أرسل الخليفة المتوكل للإمام أحمد بن حنبل عشرة آلاف درهم، مع أحد حجبته فامتنع الإمام أحمد عن أخذها فلما ذكره الحاجب بأن عدم أخذه للمال قد يؤدي إلى الوحشة بينه وبين الخليفة، قام بتوزيع المبلغ كله على المحتاجين من أهل الحديث وغيرهم فلم يبق منها درهم واحد ، ولم يعط لأهله منها شيئاً وهم في غاية الفقر والجهد.(155) وكان أغنياء العلماء يصلون فقراءهم، فكان الليث بن سعد يصل العديد من علماء عصره بالمال، وكان يمتلك أرضا زراعية وأموالاً كثيرة فكان ينفق منها على أهل العلم . (156) من المجالات التي خدمها علماء السلف العناية بالعلوم الإسلامية والتأليف فيها وصرف الأموال الطائلة في هذا السبيل، سواء بالقيام بالرحلات العلمية لجمع العلم أو بجمع الكتب الكثيرة في مكتباتهم والإفادة منها في التأليف وقد بارك الله في جهودهم فأثمرت مكتبة هائلة في شتى علوم الإسلام والعربية رغم أن ما فقد منها أكثر مما وصل إلينا . وكان العلماء يعقدون الحلقات العلمية في المساجد ويدرسون فيها ، كما كان لبعضهم دروس وندوات في بيوتهم . وكان العالم إذا اكتشف موهبة وملكة عند أحد طلبة العلم تعاهده بالرعاية الخاصة وأوصى به أصحابه من علماء عصره، فأثمر ذلك تتابع ظهور القيادات العلمية ذات المستوى العالي في المجتمع الإسلامي عبر تاريخه الطويل . واستخدم علماء السلف المكاتبة والرسائل لتبادل المعلومات فيما بينهم وتقديم النصح لحكام عصرهم، وهكذا استنفد العلماء الوسائل المعروفة للاتصال في عصرهم. وكانوا يتنقلون بين القرى والبوادي لتعليم الأعراب والفلاحين تعاليم الإسلام . ولا شك أن وسائل الاتصال في هذا العصر قد تنوعت وقويت وصار تبليغ العقائد والأفكار يتم عن طريق الإذاعات والتلفزة والصحافة الواسعة الانتشار والمؤلفات ذات المواصفات الفنية العالية، مما يستتبع ضرورة نشر الدعوة الإسلاميةذ في هذا العصر بالوسائل الحديثة، إذ لا يعقل أن يستغل الأعداء كل إمكانيات العصر ويقتصر المسلمون في تبليغ دينهم على ووسائل الاتصال الضعيفة التقليدية. ويعتمد نشر الفكر في هذا العصر على الدعاية المرتكزة على دراسات علوم الإعلام والنفس والاجتماع وغيرها مما يحقق لها النجاح والانتشار، ومن واجب العلماء أن يفيدوا من ثمرات العلم والتقدم ومن علوم العصر في نشر العقيدة الإسلامية . |
|
الكلمات الدلالية (Tags) |
(العلماء..والدعاة), للشيخ, د/احمدالمنصوري, جمله |
|
|
|
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
(الـــــورع) حمله 9للشيخ د/احمدالمنصوري | طبعي الوفاء | المنتدى الإسلامي | 21 | 08-06-2012 02:35 AM |
(داء... العجب) حمله 5للشيخ د/احمدالمنصوري | عبدالرحمن سالم | المنتدى الإسلامي | 19 | 08-06-2012 02:33 AM |
( صنائع المعروف )حمله 10 للشيخ د/احمدالمنصوري | طبعي الوفاء | المنتدى الإسلامي | 34 | 08-06-2012 02:32 AM |
الشعب السعودي حير العلماء | البرنسيسه | منتدى سعة الصدر | 7 | 03-30-2012 06:27 PM |
الدروس المستفاده من حملات اجتياز الحواجز 2 للشيخ احمدالمنصوري ..متجدد | عاشقة نصر | المنتدى الإسلامي | 5 | 12-26-2011 08:02 PM |
|
|
ادارة المنتدى غير مسؤوله عن التعامل بين اﻻعضاء وجميع الردود والمواضيع تعبر عن رأي صاحبها فقط |
|
|