مقال (عميد الكتاب) محمد الدويش اليوم مقال رائع
النصر مالئ منامهم وشاغل أحلامهم منذ أن وُلد ولادة طبيعية في حارة الحنبلي عام 1375هـ على يد مجموعة من الشباب السعودي بقيادة زيد بن مطلق الجبعاء الدويش (رحمه الله)… قبل أن يكون عالمي آسيا وسفيرها في حضرة ريال مدريد على أرض الميدان وليس في شقة مفروشة، وقبل أن يسكن عشقه جزيرة العرب فيصبح اليماني والعماني والخليجي نصراوي الهوى والميول، ثم يمتد هذا العشق ويُبحر من الخليج إلى المحيط قبل أن يصبح الهوى مالئ الدنيا والميول شاغلة الناس… ولادة طبيعية من الدرجة الثانية وليست قيصرية من رحم نادٍ آخر… النصر ببطولاته ونجومه حكاية أصواتهم ورواية أقلامهم أما جمهوره فإنه كل حكاياتهم وبطل رواياتهم… كلما قالوا انقرض ظهر… كلما قالوا أدبر أقبل… كلما قالوا نقص زاد… ظاهرة عزت على الكيمياء وتمنعت على الفيزياء… جمهور عشق لا ينتهي ووفاء لا ينقطع… ظلوا سنوات لا يرونه… حشروه في الظلام وحاصروه في الكواليس ليس في صحافتهم وحسب وإنما في كاميرا القناة الرياضية… كان مخرج مباراة النصر والهلال يستعرض الجماهير من الجهة الجنوبية في الدرجة الأولى مروراً بالدرجة الثانية حتى يظهر جمهور الهلال وكأنه مالئ الملعب وشاغل المدرجات… تفننوا في تجاهله وتهميشه والتقليل منه وحين بدأ يخرج من حصارهم ويتجاوز تهميشهم عام 1401هـ لجأوا لعنصريتهم البغيضة وجاهليتهم الكريهة فكتبوا: جمهور شارع ثليم رمزاً للجالية اليمنية وجمهور حي الغالة إشارة إلى البشرة السوداء دون أن يدركوا أنهم بذلك قد كتبوا عالمية النصر قبل أن تكتبها البرازيل، فالنصر لكل البشر قراراً اختيارياً وليس جبراً وراثياً في جزيرة العرب ثم من المحيط إلى الخليج ثم حول العالم… أُسقط في أيديهم فلم يجدوا ما يقولونه سوى أن هذا الجمهور الذي اقتسم المدرجات مع جمهورهم اتحاد بين جمهور النصر والاتحاد ولكن نهائي كأس الملك عام 1406هـ فضحهم بل إن الرد جاءهم من رئيس الاتحاد آنذاك عبد الفتاح ناظر يرحمه الله حين صرّح بعد المباراة التي جمعت النصر والاتحاد: جمهور النصر مفاجأة النهائي… تبعثرت أكاذيبهم وترنحت ترهاتهم فلم يجدوا ما يقولونه سوى أنه جمهور لاعب سيترك النصر متى ما اعتزل يقصدون ماجد عبد الله… ومرة أخرى يفضحهم نهائي ولكن هذه المرة على ملعب يتسع لسبعين ألف متفرج وأمام فريق غير منافس وبغياب ماجد عبدالله… نهائي الدوري بين النصر والرياض عام 1414هـ… نهائي محلي تلاه نهائي خارجي أمام فريق كوري وبدون ماجد عبدالله… جمهور يسجل الأهداف في مرمى صحافتهم كما كان ماجد عبدالله يفعل في مرمى فريقهم… ماذا يفعلون والاستثمار قادم؟ إحصائيات جمهور وتعداد حضور ولكي يُصدقوا أنفسهم ويُكذبوا عيونهم بزغبي بتأشيرة نصراوية ثم وقّعت صلة فوجهت الصفعة بعد أن أنقذت الصفقة… لقد اعترفوا أخيراً بأن للنصر جمهوراً ولكنهم كمن أوقد شمعة تحت أشعة الشمس وجمهور العالمي يُردد: غلطان يا معاند بصر
في المرمى
ـ كانوا يقولون: إنه بلا جمهور ثم قالوا: جمهوره جمهور الشباب لا يلبث أن يعود إليه ثم قالوا: جمهور ماجد عبدالله يتركه إذا اعتزل…
ـ معهم حق إن أسقطوا الضعف من حضور النصر فالنصراوي عن اثنين وليس واحداً وكرسي فاضي…
ـ سبق أن قالوا: إن النصراوي عن عشرة آلاف فاعتبروا عشرة آلاف مشجعاً في تعداد الجمهور مشجعاً واحداً.
ـ توقعوا أن بقاءه دون بطولات وبلا نجوم سيحرمه من الجمهور فخاب توقعهم وتلاشت أحلامهم.
ـ لم يعد جمهور العالمي حديثاً محلياً بل أصبح مثل فريقه عالمياً…
ـ هو أول جمهور يحمل لقب: اللاعب رقم واحد… رحم الله قائلها…
|