منذ أيام قليلة أعلن نادي النصر السعودي احتفاله بمرور 10 سنوات على أول مشاركة له في كأس العالم للأندية.. ولكن يا "يا فرحة ما تمت"، فلماذا أقول هذا التعبير القوي على هذا الحدث الذي اعتبره بالمهم لنا كعرب أجمعين.
فهل بالفعل لا يستحق نادي النصر أن يحتفل بمرور 10 سنوات على أول مشاركة عالمية له؟، وهل بالفعل كان التوقيت غير مناسب للإعلان عن هذا الاحتفال؟، وهل النصر بالفعل ليس عالمياً؟.
دعونا نناقش هذه النقاط.. ألا يستحق النصر أن يحتفل?.. لا بالفعل يجب أن يحتفل حتى ولو بعد 100 عام، لأنه بالفعل هو أول ناد أسيوي يصل إلى تمثيل القارة عالمياً، فهو حدث مهم بكل المقاييس، فهو من باب التكريم لمن استطاعوا في هذا العام الانتقال بنادي النصر من القارية إلى العالمية، وأيضا تكريم هذا الجمهور الكبير الذي يسعى خلف فريقه وهو في أشد المحن التي تعرض لها طيلة الفترة الماضية...
ومن باب الدفعة المعنوية.. فمن لم يعش هذه الفرحة من أعضاء الفريق واللاعبين.. فلهم هذا الاحتفال الذي يعطهم الدفعة النفسية والمعنوية الكبيرة التي تقربهم من الإحساس بطعم البطولة والتتويج وحفر أسمائهم على لوحات الشرف، فهذا هو بالفعل التوقيت المناسب الذي يحتاج فيه كل من يعمل بفريق عمل نادي النصر لدفعة قوية نحو البطولة، أما عن الجماهير الوفية التي بالفعل لم أرى مثلها من قبل.. فيجب أن يتذكروا إنجازات فريقهم الذي عشقوه في هزائمه قبل فرحه، وبالأخص إلى الجيل الجديد الذي يجب أن يعيش فرحة كبيرة لم يعشها من قبل
ولكن عندما تم الإعلان عن هذا الاحتفال هوجم النصر وإدارته كثيراً.. فقيل إن التوقيت غير مناسب لأن هذه هي الليلة التي خرج فيها فريقا الهلال والشباب من دوري أبطال آسيا وضاعت أمالهم في الوصول إلى العاصمة الإماراتية أبوظبي للمشاركة في كأس العالم للأندية... وهذا كله كلام ليس له أي أساس من الصحة، لان النصر منذ فترة طويلة وهو يطرح فكرة الاحتفال بهذا الحدث..ولكني أعتقد أنه كان توقيتاً مناسباً لان المملكة كانت في أشد الاحتياج للفرحة، ولتذكير هذا الجمهور الواعي لكرة القدم بأنه لا يزال هناك أمل في الوصول إلى هذا المحفل العالمي.
ونحن كعادتنا كبشر نحب أن نحتفل بالذكريات، فمن منا لا يحتفل بذكرى عيد ميلاده، ومن منا لا يحتفل بذكرى حرب من آلاف السنين...الخ، فعند كل منا وقت للاحتفال بذكرى لا يمكن أن تتكرر.. ولكن في حالة كهذه فالذكرى ستتكرر وتتكرر على جميع الأندية العربية التي تسعى للوصول إلى العالمية... وستصل!.
ولم تتم فرحتي وفرحة جمهور هذا النادي في النهاية، لأن هذا الكلام جعل الكل ينسى الفرحة والاحتفال بهذه المناسبة وانشغلوا بالرد على القيل والقال، وعلى إثبات حقهم في الاحتفال، وإن التوقيت كان غير مناسب أم مناسب، والاحتفال كان المقصود به شيء آخر غير الاحتفال... دعونا نفرح!