نادي النصر السعودي شبكة جماهير الوفاء - عرض مشاركة واحدة - الباب في قواعد اللغة وآلات الأدب النحو والصرف والبلاغة
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-17-2019, 12:21 AM   #52
الصاعقه
عضو ملكي


الصورة الرمزية الصاعقه
الصاعقه غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 27606
 تاريخ التسجيل :  Apr 2014
 أخر زيارة : يوم أمس (12:27 AM)
 المشاركات : 98,527 [ + ]
 التقييم :  20634
لوني المفضل : Orange
افتراضي



(1/156)

عُلوم البلاغةِ
هي من أجل علوم العربية قدراً ، وأجزلها نفعاً ، بها يظهر إعجاز القرآن وتُجلي عرائس البيان ، وبفضلها يهْتدى إلى حسْن اللفظ وجودة الوصف ولطف الإشارة وحسن الاستعارة. فإذا كان اللفظُ فصيحاً والمعنى شريفاً صنع في القلوب صنيع الغيث في التربة الكريمة.
قال أحد البلغاء : لا يوصف الكلام بالبلاغة حتى يتسابق لفظُهُ معناه ومعناه لفظهُ فلا يكون لفظهُ إلى سمعك أقرب من معناه إلى قلبك.
وقال الأصمعي : البليغ من طبَق المفصِل وأغناك عن المفسَّر.
وقال أحمد بن سليمان : أحسن الكلام ما لا تمُجُّهُ الآذان ، ولا تتعبُ فيه الأذهانُ.
ولابدّ لطالب البلاغة من معرفة النحو والصرف واللغة والعروض ، وأن يكون ذا ذوق سليم يهتدي به إلى تخير الألفاظ الفصيحة والمعاني الشريفة.
وعلوم البلاغة ثلاثة : المعاني والبيان والبديع.
* * *
(1/157)

المعاني
الخبر والإنشاء. الذكر والحذف
التقديم والتأخير. الإيجاز والإطناب
(1/159)

علم المعاني
هو قواعد يُعرفُ بها مطابقة الكلام لمقتضى الحال. وخيرُ الكلام ما شاكل الزمان. وفي المثل : (لكل مقام مقالٌ) ، وملاكُ الأمر في هذا العلم أن تكون الكلمة مأنوسة غير غريبة ولا متنافرة الحروف ، وأن يكون الكلام المركب وحسن التأليف منرها عن التعقيد لا يحوج سامعة إلى كدَّ ذهن وإعمال فكْر. فخيرُ الكلام ما لا تمجُّه الآذان ولا تتعبُ فيه الأذهان.
وفي رأي المأمون : "هو ما فهمتهُ العامةُ ورضيتهُ الخاصةُ".
ومن أبوابه : الخبرُ والإنشاء ، والذكر والحذفُ ، والإيجاز والإطنابُ.
الخبرُ والإنشاءُ
الخبرُ : ما يحتمل الصدق والكذبَ. فإن كان واقعا فهو صدق وإلا فكذب. والخبر من حيثُ تقبلهُ وإنكارهُ ثلاثة أنواع : ابتدائي وطلبي وإنكاري.
فالابتدائي يُلقى من غير توكيد.
والطلبي يؤكد بمؤكد واحدٍ.
والإنكاري بمؤكدين أو أكثر بحسب درجة التردُّد.
ويكون التوكيد بإن وأن وأحرف التنبيه ولام الابتداء والقسم وقد والحروف الزائدة. تقول : أخوك قادم ، إنه أخاك قادم ، إنهُ لقادم. والله إنه لقادمٌ.
الإنشاء : ما لا يصح أن يُقال لقائله إنه صادق أو كاذب. ويكون بالأمر والنهي
(1/161)

والاستفهام والتمني والتعجب والنداء نحو : أحفظ لسانك. ولا تؤذ جارك. وما أحسن الوفاء. ويا أيها الرجل.
شواهد
ابدأ بنفسك فانهها عن غيها ... فإذا انتهت عنه فأنت حكيم
لا تنهَ عن خلقِ وتأتي مثلهُ ... عار عليكَ إذا فعلتَ عظيم
ليت الكواكبَ تدنو لي فانظمها ... عقود مدح فما أرضى لكم كلمي
الذكرُ والحذفُ
الذكر : الأصل في تركيب الجملة أن يذكر المسند إليه والمسند إذا لم تقم قرينة تدل عليه وإلا كان الكلام غامضاً. ويحسن ذكر أحدهما إذا وجدت قرينة لدواع بلاغيةٍ تزيد الكلام حسناً وبهاء كالفخر والمدح والرثاء والتلذذ.
الفخر :
وإني لحُلو تعتريني مرارةٌ ... وإني لتراك لما لم أعود
كررّ هنا المسند إليه (وإني) للفخر.
المدحُ :
فعباسٌ يصد الخطب عنا ... وعباس يجيرُ من استجارا
كرر اسم (عباس) مبالغة في المدح.
الرثاء :
أعينيَ جودا ولا تجمدا ... ألا تبكيان لصخر الندى
ألا تبكيان الجرئ الجميل ... ألا تبكيان الفتى السيدا
كررتْ الخنساء (ألا تبكيان) توكيداً للتفجع.
(1/162)

التلذذ :
بالله يا ظبيات القاع قُلْن لنا ... ليلاَي منكن أم ليلى من البشر
كرر اسم (ليْلى) تلذذا.
ومثلهُ :
سقى الله نجداً والسلام على نجد ... ويا حبذا نجد على القرب والبعد
الحذفُ : من محاسن اللغة العربية أن بلاغة القول أحياناً تكون بحذف أحد ركني الجملة كقولك : فلان يأمر وينهي. أي يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر. فلو أظهرت المحذوف هنا لنزل قدر الكلام. ومن أروع أمثلة الحذف ما جاء بسورة القصص (23) بصدد التقاء موسى ببنتي شعيب وهو : {وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ (1) وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ (2) قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي (3) حَتَّى يُصْدِر َ (4) الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ (23) فَسَقَى لَهُمَا (5)}.
(1) يسقون مواشيهم (2) تذودان أغنامهما (2) لا نسقي أغنامنا (4) يصدر
الرعاة مواشيهم (5) فسقى لهما أغنامهما.
ومن دواعي الحذف : المدح والذم والاحتقار والخوف منه والعلم به.
المدح :
لسنٌ إذا صعدِ المنابر أو نضا ... قلما شأى الخطباء والكُتَّابا
حذف هنا المبتدأ أي (الممدوح) تعظيماً لشأنه.
(1/163)

الذم :
حريص على الدنيا مضيع لدينهِ ... وليس لما في بيته بمضيع
حذف المبتدأ أي (المذموم) استنكاراً لبخله.
الاحتقار :
لئن كنت قد بلغتَت عني وشايةٌ ... لمبلغكَ الواشي أغش وأكذبُ
لم يذكر المسند إليه احتقاراً لشأنه.
الخوف منه :
نبئْتُ أن أبا قابوس أوعدني ... ولا قرار على زأرٍ من الأسَدِ
كنى عنه خوفاً من شره
العلمُ به :
أسرتُ وما صحبي بعزلٍ لدى الوغى ... ولا فرسي مهر ولا ربهُ غُمرً
حذف الآسر للعلم به.
تفسير
الندى : الجود. اللسن : الفصيح البليغ. نضا السيف : ستلهُ. شأي : سبَقَ. الغمر : بالضم من لم يجرب الأمور. أوعد : وعدَ بالشر.
التقديم والتأخير
التقديم والتأخير : ولما كانت الألفاظ قوالب المعاني وكان بعضها أكثر دلالة على المعنى من غيره حسن تقديم ما حقهُ التأخير من ركني الجملة؛ لأن تقديمه يرمي إلي مطابقة الكلام لمقتضى الحال.
ومن أغراض هذا الباب : التخصيص. وسلب العموم. وعموم السلب ، والتعجبُ الإنكاري. والتشويق إلى المتأخر.



 
 توقيع : الصاعقه



رد مع اقتباس