الأرقام الموجهة (2-2)
جماهير النصر سيطرت على استفتاء «زين»، وجلبت لناديها ولاعبيها الملايين، طلعوا علينا بمقولة إن جماهير النصر، هي الأفضل في القوة الشرائية (مع الأسف احد كبار النصراويين روج لهذه الكذبة)، ثم سيطرت جماهير النصر على الاستفتاءات الرياضية، فقالوا: «إن جماهير النصر أكثر تأثيراً من غيرها وسيطرت على المدرجات في المباريات»، ثم قالوا: «إن جماهير النصر أكثر تفاعلاً من غيرها»، لكنهم لم يجدوا إلا أن يقولوا أن هناك فارقاً بين (الشعبية) وبين المعطيات السابقة التي اعترفوا بوجودها لدى جماهير النصر.
ثم تعالوا لنسأل سؤالاً يكشف زيف تلك الأرقام، ما فائدة جماهير لا تملك التأثير ولا تملك القوة الشرائية ولا تملك التفاعل، من سينظر إليها، أليس هذا باعترافهم (!) فهنا الأحرى بالمسوقين ان يكون اتجاههم الى الجماهير التي تملك القوة الشرائية، والأكثر تفاعلاً والأكثر تأثيراً، بل ان هناك ما هو أدهى يجعلنا نتحفظ على بعض الممارسات التي تصب في هذا الموضوع، فقد أظهرت دراسة حديثة أجرتها واحدة من كبريات شركات الأبحاث والإحصاء بالتعاون مع شركة موبايلي (الشريك الرسمي لنادي الهلال) أن نادي الهلال يتربع على عرش الأندية الأكثر جماهيرية في السعودية، فالسؤال يتكرر، هل هذه الشركة تقدم خدماتها لجماهير الهلال فقط لكي تتحمس للموضوع، وتنشر دراستها على الرأي العام، أما أنها تتعامل مع أكثر من 28 مليون يعيشون في السعودية، أم أن تلك الشركة ركبت من خلال بعض موظفيها موجة الخوض في الحديث البيزنطي الدائر؟! هذا الأمر هو ما يسوقنا إلى اعتبار أن ما يحدث لا يستند الى صدقية وواقعية ترضي المتلقي مع اختلاف الأرقام، كان من المفترض أن تكون موبايلي من خلال ما قامت به على قناعة تامة وتحتفظ بالنتائج لها وتعمل على هذا الأساس من دون أن تصارع المصارعين بإثبات جماهيرية الهلال، أليس هذا يؤثر على مبيعاتها، ما علاقة الشركة ان تكون شاهدة على ذلك الصراع؟
الأخ الكريم حمود الغبيني نائب الرئيس التنفيذي للاتصال والعلاقات العامة، قال: «إن موبايلي ليست بحاجة إلى إثبات شعبية الهلال، ولكن ظروف العمل المهنية تتطلب إجراء دراسات دورية كهذه»، مؤكداً أن علاقة موبايلي بالهلال هي علاقة مصالح متبادلة ومهنية وليست عاطفية، وأنه من الطبيعي أن يبحث كل طرف عمّا يحقق مصلحته، وهذا أمر مفهوم وحق طبيعي. وأكد الغبيني أن ارتفاعاً ملموساً في نسبة شعبية الهلال قد طرأ هذا العام مقارنة بالعام الماضي.
والسؤال الذي يطرح على موبايلي، عندما أيقنتم بذلك الا تخافون من المنافسين، الا تخشون من مقاطعة جماعية من جيرانهم؟.